لم تكن عاشوراء كباقي الثورات، والتاريخ الإسلامي غني بالثورات، إلّا أنّ هذه الثورة هي الوحيدة التي لا تزال ذكرها يتجدد ويتقدم فكُتبَ لها الخلود على مرّ الزمان، أصبح الحسين (ع) مثالاً حياً يتداول على السن الناس وتذكره مختلف الديانات وبتنوع الجنسيات ومختلف الطوائف...
كانت حياة الإمام الحسين (عليه السلام) كلّها عبر ودروس، فانطلق وضحّى بأغلى ما يملك من أجل الآخرين، من أجل أن يرسم للأُمّة خطاً لهداية الحائرين، وأن يوقد شعلة تنير درب المظلومين، لقد نهض الإمام الحسين (عليه السلام) لتأدية واجب عظيم هو إعادة بناء النظام والمجتمع الإسلامي، لقد لقّن الإمام الحسين (عليه السلام) بحركته العظيمة هذه البشرية درساً أنّه كلّما كان الحقّ في مواجهة وضع خطير ومؤلم، يجب على أتباع الحقّ النهوض والقيام ولو كانوا أمام بحر من الأعداء.
ان ثورة الحسين (عليه السلام) ثورة حيّة تحرّكت في عقل الأُمّة قبل عاطفتها، فكانت ثورة غنية بشعاراتها الصادقة وأهدافها النبيلة، ولهذا لم تكن كباقي الثورات، والتاريخ الإسلامي غني بالثورات، إلّا أنّ هذه الثورة هي الوحيدة التي لا تزال ذكرها يتجدد ويتقدم فكُتبَ لها الخلود على مرّ الزمان، أصبح الحسين (ع) مثالاً حياً يتداول على السن الناس وتذكره مختلف الديانات وبتنوع الجنسيات ومختلف الطوائف ومنها:
الكاتبة الإنكليزية ــ فريا ستارك: (وعلى مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه... بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه).
كارل بروكلمان ــ مستشرق ألماني: قال هذا الكاتب في كتاب له اسمه (تاريخ الشعوب الإسلامية): (ألحق أن ميتة الشهداء التي ماتها الحسين بن علي قد عجلت في التطور الديني لحزب علي، وجعلت من ضريح الحسين في كربلاء أقدس محجة).
وليم لوفتس ــ عالم آثار انكليزي: قال في كتابه (الرحلة إلى كلدة وسوسيان): (لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة).
جون أشر ــ باحث انكليز: قال في كتابه (رحلة على العراق): (إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي...).
اجناتس غلولد تسيهر ــ مستشرق هنغاري: قال في كتابه (العقيدة والشريعة في الإسلام): (قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً..).
هنري ماسيه ــ مستشرق فرنسي: قال في كتابه (الإسلام): (في نهاية الأيام العشرة من شهر محرم طلب الجيش الأموي من الحسين بن علي أن يستسلم، لكنه لم يستجب، واستطاع رجال يزيد الأربعة آلاف أن يقضوا على الجماعة الصغيرة، وسقط الحسين مصاباً بعدة ضربات، وكان لذلك نتائج لا تحصى من الناحيتين السياسية والدينية...).
توماس لايل ــ كتاب انكليزي: ذكر في كتابه (دخائل العراق ص56 ـ 57): (فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء وما زلت أشعر بأنني توجهت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم، بوسعهما أن يهز العالم هزا فيما لو وجها توجيها صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين...).
ستيون لويد ــ عالم آثار انكليزي: قال في كتابه (الرافدان): (حدثت في واقعة كربلاء فضائع ومآس صارت فيما بعد أساسا لحزن عميق في اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام... فلقد أحاط الأعداء في المعركة بالحسين وأتباعه، وكان بوسع الحسين أن يعود إلى المدينة لو لم يدفعه إيمانه الشديد بقضيته إلى الصمود ففي الليلة التي سبقت المعركة بلغ الأمر بأصحابه القلائل حدا مؤلما، فأتوا بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم فحضروه في ساعة من الليل، وجعلوه كالخندق ثم ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب وأضرموا فيه النار لئلا يهاجموا من الخلف.. وفي صباح اليوم التالي قاد الحسين أصحابه إلى الموت، وهو يمسك بيده سيفا وباليد الأخرى القرآن، فما كان من رجال يزيد إلا أن وقفوا بعيدا وصوبوا نبالهم فأمطروهم بها.. فسقطوا الواحد بعد الآخر، ولم يبق غير الحسين وحده، واشترك ثلاثة وثلاثون من رجال بني أمية بضربة سيف أو سهم في قتله ووطأ أعداؤه جسده وقطعوا رأسه).
يوليوس فلهاوزو ــ مستشرق ألماني: قال في كتابه (نهضة الدول العربية): (بالرغم من القضاء على ثورة الحسين عسكرياً، فإن لاستشهاده معنى كبيرا في مثاليته، وأثرا فعالا في استدرار عطف كثير من المسلمين على آل البيت).
د.ج. هوكارت ــ مستشرق انكليزي: قال في كتابه (الجزيرة العربية): (دلت صفوف الزوار التي تدخل إلى مشهد الحسين في كربلاء والعواطف التي ما تزال تؤججها في العاشر من محرم في العالم الإسلامي بأسره، كل هذه المظاهر استمرت لتدل على أن الموت ينفع القديسين أكثر من أيام حياتهم مجتمعة...).
جرترود بل ــ باحثة انكليزية: قالت في كتابها (من أموراث إلى أموراث): (لقد أصبحت كربلاء مسرحاً للمأساة الأليمة التي أسفرت عن مصرع الحسين...).
برسي سايكوس ــ مستشرق انكليزي: وقال في كتابه (تاريخ إيران ص542): (إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا..).
وقال وهو يصف أبطال معركة كربلاء: (حقا إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً، هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالدا لا زوال له إلى الأبد).
الدومييلي ــ عالم إيطالي: قال في كتابه العلم عند العرب: (نشبت معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي، وعرضت الأسرة الأموية في مظهر سيء.. ولم يكن هناك ما يستطيع أن يحجب آثار السخط العميق في نفوس القسم الأعظم من المسلمين على السلالة الأموية والشك في شرعية ولا يهتم..).
كوستاف غرونيبهام ــ مستشرق أمريكي: ذكر في كتابه (حضارة الإسلام) بأن: (الكتب المؤلفة في مقتل الحسين تعبر عن عواطف وانفعالات طالما خبرتها بنفس العنف أجيال من الناس قبل ذلك بقرون عديدة، وأضاف قائلاً: إن وقعة كربلاء ذات أهمية كونية، فلقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين، الرجل النبيل الشجاع في المسلمين، تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى..).
جيبون ــ مؤرخ انكليزي: قال: (إن مأساة الحسين ــ المروعة على الرغم من تقادم عهدها ــ تثير العطف وتهز النفس من أضعف الناس إحساساً وأقساهم قلبا..).
سيد أمير علي ــ كاتب ومفكر هندي: (إن مذبحة كربلاء قد هزت العالم الإسلامي هزا عنيفا، ساعد على تقويض دعائم الدولة الأموية..).
مهاتما غاندي ــ مفكر هندي: قال في كتابه (قصة تجاربي مع الحقيقة): (أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيرا عن الهندوسية، وأني اعتزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي) وخاطبت الشعب الهندي بالقول: (على الهند إذا أرادت أن تنتصر أن تقتدي بالإمام الحسين..).
فيليب حتي ــ مستشرق أمريكي: قال: (أصبح اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي وهو العاشر من محرم يوم حداد ونواح عند المسلمين.. ففي مثل هذا اليوم من كل عام تمثل مأساة النضال الباسل والحدث المفجع الذي وقع للإمام الشهيد وغدت كربلاء من الأماكن المقدسة في العالم، وأصبح يوم كربلاء وثأر الحسين صيحة الاستنفار في مناهضة الظلم..).
لويس ماسينيون ــ مستشرق فرنسي: قال: (أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الإسلامية، وقتل في سبيل العدل بكربلاء..).
أ.س. ستيفينس ــ باحثة انكليزية قالت: (على مقربة من مدينة كربلاء حاصر هراطقة يزيد بن معاوية وجنده الحسين بن علي ومنعوا عنه الماء ثم أجهزو عليه، إنها أفجع مآسي الإسلم طرا.. جاء الحسين إلى العراق عبر الصحراء ومعه منظومة زاهرة من أهل البيت وبعض مناصريه.. وكان أعداء الحسين كثرة، وقطعوا عليه وعلى مناصريه مورد الماء.. واستشهد الحسين ومن معه في مشهد كربلاء، وأصبح منذ ذلك اليوم مبكى القوم وموطن الذكرى المؤلمة كما غدت تربته مقدسة.. وتنسب الروايات المتواترة إلى أن الشمر قتل الحسين لذا تصب عليه اللعنات دوما وعلى كل من قاد القوات الأموية ضد شهداء كربلاء.. فالشمر صنو الشيطان في الإثم والعدوان من غير منازع..).
توماس ماساريك: قال: (على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين عليه السلام، ويبدو أن سبب ذلك يعود إلى أن مصائب الحسين لا تمثل إلا قشة أمام طود عظيم).
ماربين ــ مستشرق ألماني: قال: (قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين سجل التاريخ ورفع صيتهما، لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له، وإن صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر إلاّ أنه لا يعدو أن يكون أمام الحق والحقيقة إلاّ كريشة في مهب الريح).
جارلس ديكنز ــ الكاتب والمؤرخ الانجليزي قال: (إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام).
لياقت علي خان، أول رئيس وزراء باكستاني: (لهذا اليوم من محرم مغزىً عميقاً لدى المسلمين في جميع أرجاء العالم؛ ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة من أكثر الحوادث أُسىً وحزنا في تاريخ الإسلام وكانت شهادة الحسين مع ما فيها من الحزن مؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية، لأنها كانت بمثابة التسليم الكامل للإرادة الإلهية ونتعلم منها وجوب عدم الخوف والانحراف عن طريق الحقّ والعدالة مهما كان حجم المشاكل والأخطار).
جورج جرداق، كاتب وأديب مسيحي: (حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، كانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرّة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أُخرى أيضاً).
عباس محمود العقاد، كاتب وأديب مصري: (ثورة الحسين، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ، لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية.. فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي، ولم يمضِ من تاريخ ثورة الحسين حتّى سقوطها أكثر من ستين سنة ونيّف).
إدوارد غيبون، مؤرخ إنجليزي: (على الرغم من مرور مدّة مديدة على واقعة كربلاء، ومع أننا لا يجمعنا مع صاحب الواقعة وطن واحد، ومع ذلك فإن المشاق والمآسي التي وقعت على الحسين تثير مشاعر القارئ وإن كان من أقسى الناس قلباً، ويستشعر في ذاته نوعاً من التعاطف والانجذاب إلى هذه الشخصية).
تاملاس توندون، شخصية هندوسية، ورئيس سابق للمؤتمر الوطني الهندي: (هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام).
عبد الرحمن الشرقاوي، أديب مصري: (الحسين شهيد طريق الدين والحريّة، ولا يجب أن يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين، بل أن يفتخر جميع أحرار العالم بهذا الاسم الشريف).
طه حسين، مفكر وأديب مصري: (كان الحسين يتحرق شوقاً لاغتنام الفرصة واستئناف الجهاد والانطلاق من الموضع الذي كان أبوه يسير عليه؛ فقد أطلق الحرية بشأن معاوية وولاته، إلى حد جعل معاوية يتهدده. إلا أن الحسين ألزم أنصاره بالتمسك بالحق).
عبد الحميد جودة السحار، أديب مصري: (لم يكن بوسع الحسين أن يبايع ليزيد ويرضخ لحكمه؛ لأن مثل هذا العمل يعني تسويغ الفسق والفجور وتعزيز أركان الظلم والطغيان وإعانة الحكومة الباطلة.. لم يكن الحسين راضياً على هذه الأعمال حتى وأن سبي أهله وعياله وقتل هو وأنصاره).
العلامة علي الطنطاوي، عالم وفيلسوف: (الملحمة الحسينية تبعث في الأحرار شوقاً للتضحية في سبيل الله، وتجعل استقبال الموت أفضل الأماني، حتى تجعلهم يتسابقون إلى منحر الشهادة).
جبران خليل جبران، فيلسوف وأديب لبناني: (لم أجد إنساناً كالحسين سجل مجد البشرية بدمائه).
محمد زغلول باشا، زعيم مصري: (لقد أدى الحسين بعمله هذا، واجبه الديني والسياسي، وأمثال مجالس العزاء تربّي لدى الناس روح المروءة، وتبعث في أنفسهم قوّة الإرادة في سبيل الحقّ والحقيقة).
الدكتور أحمد محمود صبحي، مفكر مصري: (وإن كان الحسين بن علي قد هزم على الصعيد السياسي أو العسكري، إلاّ أن التاريخ لم يشهد قط هزيمة انتهت لصالح المهزومين مثل دم الحسين. فدم الحسين تبعته ثورة ابن الزبير، وخروج المختار، وغير ذلك من الثورات الأخرى، إلى أن سقطت الدولة الأموية، وتحول صوت المطالبة بدم الحسين إلى نداء هزّ تلك العروش والحكومات).
محمد حبيب العبيدي، مفتي الموصل(1922 ـ 1963): (فاجعة كربلاء في تاريخ البشرية نادرة كما أن صانعوها ندرة، فقد رأى الحسين بن علي من واجبه التمسك بسنّة الدفاع عن حق المظلوم ومصالح العامة استناداً إلى حكم الله في القرآن، وما جاء على لسان الرسول الكريم، ولم يتوان عن الإقدام عليه؛ فضحى بنفسه في ذلك المسلخ العظيم، وصار عند ربّه "سيد الشهداء"، وصار في تاريخ الأيام "قائداً للمصلحين"، ونال ما كان يتطلّع إليه، بل وحتى أكثر من ذلك).
اضف تعليق