بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولاحول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)[1]
ويقول جل اسمه أيضا: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)[2]
الحق انتزاعي ام اعتباري؟
هل الحق من الأمورالانتزاعية ام انه من الأمور الاعتبارية؟ وما الذي يستفاد من قوله تعالى: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)؟ او (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ).
فهل يستفاد من اضافة كلمة حق للضمير (الهاء)، انه امر انتزاعي؟ ام يستفاد امر ثالث وهو ما نذهب اليه، ونعبر عنه بـ(المنطقة الوسطى) بين الانتزاعية والاعتبارية، بما سيتضح في مطاوي الحديث ان شاء الله تعالى.
ولكن قبل ذلك نورد نموذجا من الحقوق، ثم نرى هل ان هذا الحق وسائر الحقوق التي سنتطرق لها انشاء الله، انتزاعية ام انها اعتبارية؟ ام هي قسم ثالث كما اشرنا؟ ام نفصل في الاعتباري فنقسمه الى قسمين؟ وفي الانتزاعي فنلتزم انه على قسمين، وذلك مما لم يتطرق اليه مشهور الفلاسفة والمناطقة.
حق الزائرين على الله تعالى
وبمناسبة أيام الأربعين وزيارة سيد شباب اهل الجنة (صلوات الله وسلامه عليه) ـ سننتخب عنوان (حقوق الزائرين والسائرين)، وسنتطرق أولاً إلى حقوقه على الله سبحانه وتعالى – كما كتب على نفسه -، وحقوقهم على ائمة اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم)، وخاصة حقوقهم على سيد شباب اهل الجنة (صلوات الله وسلامه عليه) وحقوقهم على البضعة الزكية فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها).
ثم نعرج بعدها إلى حقوق الله تعالى وحقوق رسوله واهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) على الزائرين والسائرين.
وكما ان لزوار ابي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) على الله حقوقاً، وله تعالى عليهم حقوق، كذلك زوار بقية اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم)، فان لله تعالى على أولئك الزائرين حقوقا، ولهم على الله تعالى ـ كما كتب على نفسه ـ حقوق ايضا.
فان لزوار امير المؤمنين ومولى الموحدين (عليه صلوات المصلين) او زوار الإمامين الكاظمين (صلوات الله وسلامه عليهما) او زوار الامامين العسكريين (صلوات الله وسلامه عليهما) او زوار الامام الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) وجميع الأئمة المعصومين، فضلا عن رسول الله (صلى الله عليه واله) حقوقا ثابتة.
ثم نشير – ثالثة – إلى ان لهم ـ الزائرين ـ حقوقاً على الدولة كما لهم حقوق على الشعب ولبعضهم أيضاً حق على البعض الاخر، الامر الذي يستدعي الكثير من المحاضرات والبحوث، لاستيفاء الموضوع حقه واستحقاقه.
الا اننا نقتصر على ذكر رواية واحدة وهي الرواية التي ينقلها (كامل الزيارات) لابن قولويه عن بشير الدهان عن ابي عبد الله (صلوات الله وسلامه عليه): "ان الرجل ليخرج الى قبر الحسين (عليه السلام) فله[3] اذا خرج من اهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه ـ وما أعظم هذه الخطوة وما أروعها! انها خطوة واحدة إلا انها توجب غفران الذنوب كافة! وهذا حق للزائر على الله تعالى كتبه عز اسمه على نفسه، لعظيم لطفه ورحمته وفضله وكرمه ـ ثم لم يزل يقدّس بكل خطوة حتى يأتيه ـ ولكلمة (يقدس) من الدلالة ما لها، مما لا نتوقف عنده الان، لكن كإشارة نقول: ان من اسمائه سبحانه: (القدوس)، فاذا قدّس (القدوس) شخصا! فأية مكانة سامقة ستكون لهذا الشخص المؤمن السائر الى ولي الله وسبط رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ ـ فاذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال: عبدي سلني أُعطك، أُدعني أُجبك، أطلب مني أعطك.
وما أجلَّ هذا الوعد الالهي العظيم؟! وما أروع هذه العناية بزوار سيد شباب اهل الجنة (صلوات الله وسلامه عليه)؟.
وههنا لفتة دقيقة وهي هذا الترقي المستظهر في الحديث من السؤال للدعاء للطلب: (سلني أُعطك، أُدعني أُجبك، أطلب مني أعطك) فان في موقع كل كلمة وفي هندسة الجملة دلالة مقصودة، فماهو وجه (سلني اعطك) ثم (ادعني اجبك)؟ وذلك لان (الدعاء) يختلف عن (السؤال)، وهما عن (الطلب) وفي كل ذلك نكات وجواهر تكشف عن خفايا دقيقة في هذا الحديث الشريف، قد نتوقف لبيانها في مجال اخر ان شاء الله تعالى ـ
سلني حاجة اقضها لك، قال ـ بشير الدهان ـ وقال ابو عبد الله (عليه السلام) وحق على الله ان يعطي ما بذل"[4]
والشاهد هو في خاتمة الرواية (وحق على الله...) فانها صريحة في ان من حقوق الزائر السائر الى سيد شباب اهل الجنة (صلوات الله وسلامه عليه) على الله تعالى ان يعطيه ما بذله له، أي ما وعده به، لطفا منه وكرما.
والحاصل: ان هذا حق من أعظم الحقوق.. والبحث عن هذا الحق وسائر الحقوق طويل.. لكننا نتساءل هنا: هل هذا الحق امر انتزاعي؟ او هو امر اعتباري؟ وكذلك سائر الحقوق، ما هي حقيقتها؟ فمثلاً المرأة لها حق على زوجها وللزوج عليها حق، والابوان لهما حق على الابناء، وكذلك العكس، والموظف له حق على رب العمل وبالعكس ايضا، وللزائر على الزائر حق، وللشعب على الدولة حقوق وكذلك العكس، وهكذا عشرات بل مئات الحقوق المتبادلة بين بني البشر.
المنطقة الوسطى بين الانتزاعيات والاعتباريات
فهل هذه الحقوق انتزاعية[5]؟ ام انها اعتبارية[6]، خصوصا حق الزائرين على الله تعالى.
الظاهر: ان ضابط الانتزاعي لاينطبق عليه ؛ لان الانتزاعي هو ما ينتزع من حاق ذات الشيء ولايعقل عنه لكن هذا الحق مما كتبه الله تعالى على نفسه، وليس هو منتزعا من حاق ذات الزائر أو الزيارة.
ومن جهة اخرى: فان هذا الحق ليس اعتبارياً صِرفاًن فان الاعتباري الصرف هو الذي بيد المعتبر صرفا، فله ان يعتبر وله ان لا يعتبر كما لا يتقيد الاعتبار (بالاستحقاق) – كما سيأتي.
والظاهر: ان هذا الحق ومختلف الحقوق الشرعية، تقع في منطقة وسطى بين الحقائق الانتزاعية وبين الحقائق الاعتبارية.
وهناك احتمالان في تحقيق ذلك:
1- الاعتبارية ذات المنشأ الحقيقي
ان هذه الحقوق حقوق اعتبارية، الا انها ليست اعتبارا صرفا، وانما تستند الى منشأ اعتبار حقيقي ولولا ذلك المنشأ لما صح هذا الاعتبار، ومع وجود هذا المنشأ لما صح عدم الاعتبار.
وحتى النقد ـ بالدقة ـ هو من هذا القبيل اذ ان الدولة لها ان تعتبر للنقد قيمة، لكن ينبغي ان يكون هناك منشأ اعتبار لذلك، أي ان تكون لها (ما يغطيّها) أي خلفية ذات قيمة كبيرة ورصينة، كالذهب، او المعادن أو الأيدي العاملة او غير ذلك. والا لكان ذلك الاعتبار لغوا، ولذا نجد خبراء وعقلاء العالم الاقتصادي لا يعتنون عندئذٍ باعتبار تلك الدولة، بل لهم – وعلم يقومون بذلك بالفعل - ان يسقطوا عملتها عما تدعيه من القيمة المرتفعة.
وصفوة القول: ان بعض الاعتبارات لا بد ان تستند الى منشأ اعتبار حقيقي، وهو ما نطلق عليه (الاستحقاق الذاتي) فاذا كان هناك استحقاق ذاتي للشيء فللمُعتبر ان يعتبر، والا فسيكون اعتباره لغوا وليس ذا قيمة.
وهنا نرجع الى صلب الموضوع: فنقول: ان الزائر الكريم له استحقاق ذاتي كي يشمله لطف الله تبارك وتعالى، وبهذا يجاب عن شبهة عموم كرم الله سبحانه وتعالى، وهي: ان الله سبحانه كريم، بل هو أكرم الأكرمين، فلِمَ لا يعطي كل احد، كلَ شيء؟ ولِمَ لا يُدخل الجنةَ كل احد؟
والجواب: ان قابلية القابل، شرط العطاء، فالعطاء وإن كان بيد الله عز اسمه دون شك، إلا انه يستند الى (قابلية القابل)[7] وإلا فلو اعطى غير القابل – كغير العامل وغير المتقي وغير المجاهد – كما يعطي للعامل المتقي المجاهد، لكان ظلماً للعامل المجاهد إضافة إلى كونه خلاف الحكمة وعبثاً، قال تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)؟ و(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) والبحث طويل في هذا المجال ومظانه كتب الكلام، ولعل الإشارة تكفي المتأمل المتدبر.
2- الانتزاعية من (الوجود الخاص)
ان هذه الحقوق انتزاعية، الا انها ليست من نمط الحق الانتزاعي بقولٍ مطلقٍ، بل هو من الحق الانتزاعي للموضوع إذا كان بنحو خاص، وذلك نظير الفوقية والتحتية، فالفوقية يمكن ان تنفك عن السقف[8]، فلا تنتزع منه الفوقية حينئذٍ، وقد انفكت عنه، فليست منتزعة من حاق ذات الشيء.
كما انه ليس اعتباريا ؛لاننا لانستطيع ان نعتبر ان هذا السقف هو تحت الارض، ما دام فوقها، ولو اعتبرناه كذلك كان خطأً.
وكذلك (الموازاة) و(المساواة) و(الاكبرية والاصغرية)، اذ ليست الاكبرية مثلا لازمة لذات الشيء، فقد يفكك ويفتت فلا يكون اكبرا، وهذا بخلاف زوجية الاربعة بما هي اربعة حيث لايعقل ان لاتكون زوجا.
وهذا كله صحيح، إلا ان هذه الامور الانتزاعية هي انتزاعية بقيد او شرط، فالفوقية بقيد كون هذا السقف فوق الارض يكون انتزاعها قهريا، فالانتزاع إذن قهري عن النحو الخاص من الوجود أي ان الموازاة مثلاً للخطين المتوازيين، تنتزع من حاق ذات (الموصوف بقيد الوصف) كما ان الزوجية تنتزع من حاق ذات الأربعة بقيد بقاءها أربعة. فتأمل
ولهذا البحث تتمة بل تتمات طويلة..نتركها لوقت اخر ان شاء الله تعالى.
والمهم ـ وهو بيت القصيد ـ الذي نود الإشارة اليه: ان الحقوق المشروعة تستند الى مناشئ اعتبار حقيقية[9]، واذا وجد ذلك المنشأ الحقيقي فلا يصح ـ بالنظر الى الحكمة ـ الا ان يُعتبر ذلك الحق، والا لكان ظلما واجحافا.
حق الله تعالى على الزائرين
كل ما مر كان حول حقنا ـ نحن الزائرين ـ على الله تعالى، ولكن في المقابل هناك حقل له سبحانه علينا.. نشير اليه من خلال ما ذكره في البحار..عن امالي الصدوق (رحمه الله): ".. يقول الإمام الباقر (عليه السلام): مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن علي (عليه السلام) فان زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق واكل السُبُع ـ وهذه بعض آثارها ـ وزيارته مفترضة على من اقر للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله عز وجل.."[10]
حق رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الزائرين
كما ان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) علينا حق زيارة ولده وسبطه الامام الحسين (عليه السلام) وهو ما اشار اليه الحديث الشريف الذي نقله البحار ايضا..عن كامل الزيارات.. عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام): " لو ان أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي (عليه السلام) لكان تاركا حقا من حقوق رسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ لان حق الحسين (عليه السلام) فريضة من الله واجبة على كل مسلم"[11]
وما ورد عن ام سعيد الاحمسية[12] قالت: قال لي ابو عبد الله (عليه السلام): يا ام سعيد: تزورين قبر الحسين (عليه السلام) قالت: قلت: نعم، قال: يا ام سعيد: زوريه فان زيارة الحسين (عليه السلام)واجبة على الرجال والنساء"[13]
والروايات في هذا الحقل كثيرة الا ان موطن الشاهد: ان هذا حق من حقوق الله سبحانه وتعالى وحق من حقوق رسول الله (صلى الله عليه وآله) على كل مؤمن ومؤمنة، وعلى كل مسلم ومسلمة.
حق الزائرين على الدولة
كما ان هناك حقاً عظيماً للزائرين على الدولة وعلى الشعب، اذ ان الزائرين الذين يزورون سيد شباب اهل الجنة (صلوات الله وسلامه عليه) وأبا الفضل العباس (عليه السلام)، والذين يزورون الرسول الأعظم والبضعة الزهراء وأئمة البقيع عليهم صلوات الله وسلامه أو الذين يزورون سامراء او الكاظمية او النجف او مشهد، او الذين يزورون بيت الله الحرام، كل هؤلاء لهم حق على الدول والبلدان التي يرقد فيها أولياء الله تبارك وتعالى وصفوته من خلقه. كما ان لهم حقاً كبيراً على شعوب تلك البلدان ايضا.
حق السكن المناسب والإيواء ولنتوقف عند حق واحد فقط من تلك الحقوق العظمى: ففي العام الماضي، وفي زيارة الاربعين للإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) زار كربلاء المقدسة على حسب بعض التقديرات، (17) مليون زائر، وهو عدد هائل حقاً[14] وهؤلاء يستحقون عقلا وشرعا وعرفا، على الدولة حقوقاً كثيرة. كما انهم يستحقون على عامة الشعب حقوقا كثيرة، ومن تلك الحقوق حق السكن والإيواء، وبمقارنة بسيطة يظهر لنا حجم تقصيرنا – الدولة والأحزاب والعشائر والنخبة وعامة الناس إلا القليل – فانه لو لاحظنا كم فندقا يوجد في كربلاء المقدسة وقارناه بما يوجد في إحدى المدن الأخرى ـ لان الأشياء تعرف بامثالها كما تعرف باضدادها، لظهر الفرق الواسع ـ فهناك مدينة صغيرة[15] توجد في ولاية (نيفادا) لا يسكنها إلا مايقارب (600) الف انسان، واذا ضممنا اليها ما حوليها من الضواحي التابعة لها فان سكانها لا يتجاوزن مليون و(700) الف لا اكثر، لكن تلك الدولة وذلك الشعب الذي يهتم بذلك المعلم السياحي الذي لاقيمة حقيقية له، بل هو يحمل الكثير مما يضاد القيم الانسانية الكريمة، اهتموا بتلك المدينة الصغيرة، أبلغ الاهتمام حتى انهم شيدوا فيها مائة الف فندق!! بينما لا نجد في كربلاء المقدسة إلا حوالي ألف فندق – كما قيل -، لذا تجد الكثير – بل الملايين - من الناس يفترشون الشوارع والازقة، فهل الدولة لا تستطيع ان تعطي[16]أراضي الى الميسورين ولكل من شاء ليبنوا عليها مساكن للزائرين والوافدين الى حرم ابي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه)؟!.
وهل التجار والاغنياء في شرق الارض وغربها لا يستطيعون ان يبنوا ألوف الحسنيات والمضائف والفنادق في كربلاء والنجف وسامراء والكاظمية وغيرها؟!.
ان هؤلاء الزائرين ضيوف الله وضيوف سيد شباب اهل الجنة (صلوات الله وسلامه عليه) وهم أمانة بأيدينا.. فكيف يفترش ولو زائر واحد منهم الارض فضلا عن الاكثر؟! ومن المسؤول عن ذلك؟ وفي تلك المدينة الصغيرة في ولاية (نيفادا) نجد بعضهم يبني فندقاً بتكلفةٍ تتجاوز (بليوني دولار) أي ملياري دولار!! فهؤلاء يهتمون بباطلهم! ونحن نترك حقنا!
كما ان من الحقوق الواجبة: توفير الأمن، وهو وان كان مسؤولية الدولة بشكل أساسي، ويبدو ان الأجهزة الأمنية والعشائر والناس، قد اضطلعت بالمسؤولية، لكن الواجب ان يهتموا بذلك أكثر فأكثر، وعلى كل شخص ان يساهم في حفظ امن الزائرين وراحتهم وطمأنينتهم وهدوئهم وسكينتهم.
توفير البرامج التربوية والثقافية
كما ان من الضروري اللازم: توفير مختلف البرامج التربوية والثقافية، والتي تحتضن الزائر فكرياً وروحياً من كل الجوانب، بحيث تكون الزيارة مدرسة نوعية متكاملة، لان زيارة الامام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) هي طريق الجنة، ومن نال ما فيها من الأجر والثواب فهنيئا له وذلك هو الخير والمُنى.. إلا ان بالإمكان ان نثري هذه الزيارة المليونية بالمزيد من البرامج التربوية والتثقيفية والتعليمية الهادفة، فنكتسب الحُسنيين بأسمى درجاتهما إنشاء الله تعالى.
هذه مسؤوليتنا نحن، علينا ان نفكر ونخطط ونعد البرامج وان نطبع ملايين المنشورات والكتيبات الهادفة او غير ذلك، لان الزائر يبقى في أجواء الزيارة أياماً تبلغ أحياناً أكثر من عشرة ايام أو حتى خمسة عشر يوماً، وهي مدة كافية لأن نُدخله فيها في دورة تربوية، ثقافية، فكرية، ولائية، شاملة، تعود عليه وعلى المجتمع بالنفع والبركة ان شاء الله تعالى
ان مسؤوليتنا ان نحتضن الزائر السائر تربويا، وفكريا، او معرفيا، ولو لم نفعل ذلك لكنا – لا سمح الله - قد ضيعنا حقاً عظيما من حقوق الله تعالى، ومن حقوق الزائرين.
نسال الله ان يوفقنا وإياكم لان نكون من الزائرين والسائرين في طريق اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) وفي دربهم وعلى هديهم، وان يجعلنا ممن يرتضيه لدينه، وان لا يستبدل بنا غيرنا.
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.
اضف تعليق