صادق، فتى بغدادي اختطفت يد الإرهاب والغدر والجريمة ساقه اليمنى، يتحسر وهو يرى اقرانه من الفتيه يمارسون حياتهم الطبيعية وينعمون بملذات الحياة، ذلك العوق وتلك الأوجاع التي خلفها الحقد الأموي، لم تمنعه من الإسراع وحث الخطى الى كربلاء الحسين(ع) كربلاء الشهادة والعنفوان خطوات بطيئة زرعت ورود الأمل على طريق المشاة وخططت بحرف الصبر أرصفته التي أحضنت مواكب الولاء.
شبكة النبأ المعلوماتية قصدت طريق الحسين(ع) وسجلت بعض المشاعر لزوار كربلاء من أهل اصبر والتحمل من إخوتنا المعاقين وقفتنا الأولى كانت مع المنشد حيدر الصقري من أهالي العمارة شاب معاق لم يتخلف عن زيارة الحسين(ع) تحدث لنا قائلا: زيارة الحسين شيء عظيم وبركة من بركات الله التي انعم بها علينا وهي فضل يستحق الشكر في كل وقت لكون الإمام الحسين(ع) سر من أسرار الله العظيمة وباب من أبواب الرحمة وباعتقادي ان هذه الزيارة هي دعوة خاصة لاينالها الجميع لأنها تتم باختيار الإمام(ع) ولا ينلها إلا ذو حظ عظيم.
ويضف الصقري لشبكة النبأ: مشاعري لا توصف وانا أتدخل كربلاء قباب النور تمنحني القوة ونسيان التعب نحمد الله على هذه النعمة العظيمة، أتمنى ان تصل رسالة ولاء الحسيني الى كل المبغضين والحاقدين ويعرفوا بان مسيرة الحسين(ع) مسيرة لن تتوقف لأنها امتداد لرسالة السماء وانصح جميع الشباب المؤمن بضرورة مواكبة المسيرة الحسينية والسير على خطى الإيمان والإصلاح.
أم زينب شابة في الثلاثين من العمر من محافظة بابل مصابة بالشلل أتت برفقة الأهل والأحبة لتشارك في زيارة الأربعين وتسجل اسمها مع أسماء المعزين قالت لشبكة النبأ: جئت اليوم وكلي إصرار على الوصول الى مرقد سيد الشهداء لأقدم العزاء لسيدتي ومولاتي الزهراء(ع) بصراحة هذه الجموع الزاحفة أنستني عوقي الذي عانيت منه كثيرا هذه الحشود أنستني الم السفر ومشقة الطريق مشاعر يصعب وصفها والحديث عنها ارجوا من الله قبول أعمالنا.
أبو علاء الواسطي من بغداد هو الأخر معاق جاء يشارك في العزاء ويجدد البيعة والولاء تحدث الى شبكة النبأ قائلا: جئت ملبيا لنداء الحسين(ع) مستذكرا تلك الصرخة الخالدة في يوم العاشر من المحرم التي طلب فيه الأنصار جئت وأنا على كرسي الإعاقة متوسلا بسيد الشهداء ان يقبلني ناصرا ومعين.
ويضف أبو علاء: لطريق الحسن(ع) طعم خاص ونكهة مميزة تنسينا كل تعب وتزيد في عزيمتنا والله ان هذا الطريق ينسيني حتى التفكير بحالتي ومرضي الذي اطلب من الله ان أشفى منه وأعاود المسير بحرية.
أم طعمة سيدة مسنة ومقعدة تستعين بكرسي متحرك تحدثت بعفوية والدموع تنهمر من عينيها المتعبتين جئت الى كربلاء لأواسي سيدي زينب(ع) وأقول لها نحن نبكي ونلطم ان فقدنا عزيز من أعزائنا فكيف بك وأنتِ فقدتي (70) شخص مصبية زينب (ع) هي شعارنا في الصبر والتحمل وما قدمناه لا يساوي شيء فالتعب وبعد المسافة يهون أمام تضحيات أهل البيت (ع).
عباس جبر من بغداد احد ضحايا الإرهاب أصيب في تفجير جسر الصرافية استعان بعكازين لطي مسافات الطريق الطويل متحملاً تلك المشقة والعناء لينال شرف الزيارة تحدث ألينا قائلا: جئت من بغداد لتقديم المواساة لسيدي ومولاي أبا عبدالله الحسين(ع) ذلك الثائر العظيم الذي ضحى بكل مايملك لأجل إعلاء كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله, ونشاء الله نكون من أنصار الحسين(ع) والمسجلين في سجل فاطمة(ع) أنا كمعاق الم اشعر بأي تعب او إرهاق بل على العكس كنت اشعر بالسعادة وان اقترب من كربلاء كان هنالك شي خفي يعنني ويمدني بالقوة وكان إصراري يزيد كلما شاهدت شيخ مسن اوعجوز تصارع مشقة السفر وطول المسافة صور لايمكن ان توصف.
مدرسة الحسين تثمر الوفاء
اما احمد شاب انشغل بمساعدة زوجته المعاقة، مقررا استصحابها لأداء زيارة الأربعين مع طفليه. احمد تحدث عن مشاعره بفخر وقال لشبكة النبأ: جئت مع عائلتي لأداء زيارة الإمام الحسين(ع) هذه المواقف تزيد في أواصر البناء الأسري وتسهم في بناء علاقة طيبة يسودها الانسجام والمحبة أرجو ان أكون موفق برد شئ من الوفاء لزوجتي وعائلتي التي قدمت لي الكثير وأدعو الله ان يشفي كل مريض.
محمد عبادي من ذي قار جاء مع عائلته يصطحب والدته المقعدة تحدث لشبكة النبأ قائلا: في كل عام أتشرف بزيارة سيدي ومولاي الحسين(ع) ومعي والدتي العزيزة وذخري من الدنيا التي أتمنى ان ترضى عني لان في رضها رضا الله تعالى وعن سؤلنا له بخصوص متاعب الطريق قال: نم توجد هنالك متاعب لكن هي متاعب بلذة فيها ثواب واجر فدعاء والدتي يمنحني القوة ويزيد في رزقي وهذا ما تعلمناه من إمامنا وثورته العظيمة فبر الوالدين من الواجبات التي دعا إليها الدين الإسلامي ادعوا من الله ان أسجل في سجل الأبناء البررة بحق محمد وال محمد.
بهذا الحديث شاركه الأخ عباس فاضل عبد من أهلي البصرة والذي جاء برفقة والدته المريضة متشفعا الى الله بدم الإمام الحسين(ع) وأهل بيته الأطهار بطلب الشفاء لتلك الأم المقعدة التي تحملت الكثير في سبيل تربيتهم طريق طويل قطعة بدعاء والتوسل. هذه بعض الصور التي سجلنها في طريق العز والكبرياء طريق المسير الى كربلاء ذلك الطريق الرائع كيف لا وهو طريق الخلود.
اضف تعليق