الحريق الضخم الذي اندلع في مستشفى ابن الخطيب المتخصص في علاج مصابي مرضى فيروس كورونا المستجد والأمراض الانتقالية الأخرى، والواقع بمنطقة جسر ديالى جنوب شرقي بغداد، والذي اودى بحياة 82 شخص واصابة اكثر من110 مواطن، أثار موجة من الغضب في جميع أنحاء البلاد...
الحريق الضخم الذي اندلع في مستشفى ابن الخطيب المتخصص في علاج مصابي مرضى فيروس كورونا المستجد والأمراض الانتقالية الأخرى، والواقع بمنطقة جسر ديالى جنوب شرقي بغداد، والذي اودى بحياة 82 شخص واصابة اكثر من110 مواطن، أثار موجة من الغضب في جميع أنحاء البلاد، التي تعاني من مشكلات وازمات كبيرة بسبب سيطرة الاحزاب والكتل السياسية واعتماد نظام المحاصصة الذي كان سبباً رئيسياً في تفشي الفساد الاداري والمالي.
وقالت وزارة الداخلية في تقارير خاص بعد هذه الكارثة وكما نقلت بعض المصادر، أن انفجار اسطوانة أكسجين في قسم العناية الفائقة، الذي يرقد فيه المرضى الموصولون بأجهزة التنفس وغير القادرين على الحركة، هو ما أدى إلى اندلاع الحريق. وأفاد مسؤولون في خدمة الطوارئ بأن كثيرين ماتوا في مستشفى ابن الخطيب بسبب فصلهم عن مصدر الأكسجين، بينما اختنق آخرون بسبب الدخان. وعقب الحريق، أوقف رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، كلا من وزير الصحة حسن التميمي، ومحافظ بغداد محمد جبر، عن العمل. فيما أعلن مجلس القضاء الأعلى، توقيف مدير المستشفى وعدد من العاملين فيه، لحين اكتمال التحقيقات.
ويعاني نظام الصحي في العراق من أزمة خطيرة بسبب استفحال ظاهرة الفساد و وتآكل البنى التحتية، ونقص في الدواء وفي أعداد العاملين القائمين على الرعاية الطبية. وتظهر بيانات سابقة لمنظمة الصحة العالمية أن الحكومة المركزية في العراق أنفقت خلال السنوات العشر الأخيرة مبلغا أقل بكثير على الرعاية الصحية للفرد من دول أفقر كثيرا، إذ بلغ نصيب الفرد من هذا الانفاق 161 دولارا في المتوسط بالمقارنة مع 304 دولارات في الأردن و649 دولارا في لبنان.
وكان وزير الصحة العراقي السابق، الدكتور علاء الدين العلوان قد أشار إلى التدهور الحاصل في القطاع الصحي في العراق، ضمن تقرير نشر في بغداد في أيار/ مايو عام 2019 وحمل عنوان "الوضع الصحي في العراق.. التحديات وأولويات العمل". ويشير العلوان في تقريره، إلى أن سوء توزيع الطاقات الطبية على جميع محافظات العراق، وتمركزها في مناطق محددة، ساهم في تدهور البنية الصحية على مدى سنوات طويلة. كما يشير إلى أن الفساد المالي وسوء استخدام الأموال، قد لعبا دورا كبيرا دوره في إضعاف الخدمات الصحية، في حين لعب الفقر دوراً في عدم قدرة المواطن على إنفاق المال الكافي للعلاج.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، صب العراقيون جام غضبهم على الفساد المستشري في البلاد منذ سنوات، واعتبروا أن مستشفى ابن الخطيب، هو حالة واحدة، ضمن حالات كثيرة لمستشفيات عراقية، في قطاع صحي متدهور، لا يملك الإمكانات المادية، كما لايملك العنصر البشري على مدى العقود الماضية. ودعا العديد من العراقيين، إلى اقالة وزير الصحة حسن التميمي، ومحاكمته عبر الهاشتاك "استقالة وزير الصحة"، الذي تصدر قائمة الهاشتاكات الأكثر انتشارا في العراق على منصة تويتر. كما تداولت العديد من الصفحات في موقع الفيس بوك مجموعة من الرسومات الكاريكاتيرية، التي اظهرت معاناة المواطن العراقي وانتقدت وبشكل ساخر الاهمال الحكومي وتفشي الفساد والواقع الصحي المتدهور، واظهرت معاناة المواطن العراقي. شبكة النبأ المعلوماتية اختارت بعض الرسومات لمجموعة من الفنانين منهم: الفنان خضير الحميري والفنان عبد الحليم ياسر والفنان ناصر ابراهيم والفنان احمد خليل والفنان عودة الفهداوي والفنان سلمان عبد والفنان عبدالامير الركابي.
اضف تعليق