يحتفل العالم سنويا في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر ومن كل عام ومنذ 1994، باليوم العالمي للمعلم، وهي مناسبةً للاحتفال بالمعلمين واسترعاء الانتباه إلى وضعهم، وإلى الظروف التي يعملون فيها، ويُعَد المعلمون كما نقلت بعض المصادر، أهم الموارد التعليمية على الإطلاق لأنه لا يمكن توفير التعليم الجيد دونهم...
يحتفل العالم سنويا في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر ومن كل عام ومنذ 1994، باليوم العالمي للمعلم، وهي مناسبةً للاحتفال بالمعلمين واسترعاء الانتباه إلى وضعهم، وإلى الظروف التي يعملون فيها، ويُعَد المعلمون كما نقلت بعض المصادر، أهم الموارد التعليمية على الإطلاق لأنه لا يمكن توفير التعليم الجيد دونهم. ورغم كل الأمنيات والطموح أن يلقى المعلمون الاحترام الكافي كنظرائهم في المهن الأخرى ، إلا أن الاستقصاء أو المسح الذي أجرته المؤسسة البحثية في وقت سابق أظهر أن المواطنين في دولة الصين فقط يضعون المعلمين في مكانة مساوية لمكانة الأطباء.
وعلى النقيض من ذلك، تبين أن أقل من 5% فقط من المواطنين في المملكة المتحدة يعتقدون أن المعلمين يتساوون مع الأطباء في المكانة والأهمية. كما أظهر التقرير أن هناك دولا مثل فنلندا استطاعت، أن تجعل مهنة التدريس تحظى بمكانة طيبة لدرجة أن أفضل خريجي الجامعات يتنافسون لشغل هذه الوظيفة.
اما واقع وحياة المعلم في المجتمعات العربية فهو واقع مؤلم، حيث ما يزال المعلم خارج الاهتمام الحكومي الذي اسهم في ضياع هيبة المعلم وجعل منه شخصية هامشية في المجتمع، والمتأمل لأوضاع المعلم العربي في الوقت الراهن بحسب بعض المصادر، لا يعجزه أن يرى بوضوح تصدع مكانة المعلم، فمن يأخذ على عاتقه مسؤولية تحليل هذه الأوضاع يستطيع أن يلمح بجلاء مظاهر تدني تلك المكانة، ومنها: تدني رضا المعلم عن واقعه المهني ينعكس سلبًا على نفسيته، فيسيطر عليه دائمًا شعور بالإحباط .
تردي الأوضاع المادية للمعلمين تجبر كثيرًا منهم على الانجرار وراء هوس البحث الدائم عن الثروة على حساب القيم الإنسانية التي يفترض بهم أن يناضلوا من أجلها، فنراهم يمارسون أعمالا إضافية لا تليق بمركزهم العلمي والاجتماعي. توقف بعض المعلمين عن التنمية الذاتية لأنفسهم بالقراءة والاطلاع ومتابعة التحصيل الجامعي، لدرجة أن الواحد منهم لم يعد يقرأ كتابًا واحدًا في السنة، هذا التوقف عن التنمية الذاتية يؤثر سلبًا على مكانتهم العلمية، ويفقدهم تقدير المجتمع إلى حد كبير.
بروز مهن أخرى في المجتمع تكسب أصحابها مالا وجاها وحصانة واحترامًا كالطب والهندسة والمحاماة، مثل هذه المهن خطف بريقها احترام المعلمين وتقديرهم، وجعلهم إلى حد ما دون غيرهم في النظرة، وباتوا لا يعبأ بهم أحد. تخلي المؤسسات التربوية والحكومات عن دعم المعلم وحمايته ومؤازرته، ثم حرمانه من بعض الامتيازات المادية والمعنوية التي تشد أزره، وحرمانه من البعثات والدورات التدريبية التي تشحنه بالمعرفة والخبرة، كل هذا يضعف ثقة المعلم بنفسه، ويزلزل مكانته ويقوضها ويهمشها، ويجعل المعلم عرضة للاعتداء والتجريح من قبل الجاهلين وضعاف النفوس من الناس.
شبكة النبأ المعلوماتية وكعادتها رصدت وخلال تجوالها في صفحات الواصل الاجتماعي مجموعة من الرسومات الكاريكاتيرية للعديد من الرسامين العرب، والتي تنتقد بشكل مؤلم بعض الحالات والتصرفات المرفوضة، التي تمارس ضد المعلم يضاف الى ذلك الاهمال الحكومي المتعمد بحق هذه الشريحة.
اضف تعليق