تُعتبر الثقافة المتنوعة والمعقدة والمتغيرة باستمرار احدى أهم الخصائص الانسانية المتميزة. واعتمادا على كيفية تعريفنا "للثقافة" تعريفا دقيقا، لاشك ان بعض الحيوانات الاخرى، خاصة تلك القريبة منّا، لديها ثقافة. لكننا نتحدث هنا عن الموسيقا، الفن، الادب وما شابه.
وبسبب ان الثقافة هي جوهرية في تحديد منْ نحن، فلاغرابة في ان نرى الباحثين درسوا الثقافات محاولين الوصول الى نظريات عامة في توضيحها. هذا كان مقتصرا فقط على ميدان الانسانيات (الادب، الانثربولوجيا الثقافية). لكن فيما بعد اتسع ليشمل العلوم الاجتماعية (سايكولوجي، سوسيولوجي)، والآن دخلت الى المعركة العلوم الطبيعية، وبالذات البايولوجي.
فمثلا، احدى المحاولات المبكرة في استيراد ادوات العلوم الطبيعية في دراسة التغيرات الثقافية (او التطور "الثقافي") كانت قد تمت من قبل البايولوجيين الذين استخدموا ادوات رياضية من نظرية وراثة السكان ليدرسوا ما اُطلق عليه بالتطور الجيني الثقافي المشترك.
اتجاه آخر اكثر شهرة برز من المصطلح الشهير (meme) (1) لريجارد دارون في كتابه الشهير (الجين الاناني). نظرية الـ memetics او علم التطور الثقافي وضعها ريجارد دكنز عام 1976 وهي ربما افضل محاولة لتطبيق التفكير التطوري على الثقافة، ومع ان النظرية حظيت بشعبية واسعة لكنها لم تنل دعما كبيرا في الاوساط العلمية. تسعى نظرية "الجين الثقافي" لعقد مقارنة قوية بين التطور على المستوى الثقافي والتطور البايولوجي. انها تبدأ بالتفكير في خصائص الاختيار كعملية تتطلب وجودات تعيد انتاج نفسها، مثل التشابه بين الآباء وذرياتهم. تقول النظرية ان الوجودات التي لها القابلية على الاستنساخ المخلص لذاتها تستطيع توضيح هذا التشابه العابر للاجيال. في مستوى النماذج البايولوجية للتطور يُفترض ان الجينات هي المستنسخ الملائم. الجينات تعمل نسخ لنفسها، وهذه القدرة توضح لماذا الذرية تشبه آبائها. اذا كان على الثقافة ان تتطور، يصبح من الضروري ان تجد بعض اشكال الاستنساخ الثقافي والتي توضح الوراثة الثقافية. الـ (meme) تلعب بالضبط هذا الدور. يضع (دكنز) قائمة بأشكال الجين الثقافي كالألحان الجميلة وملابس الموضة وطرق عمل القدور وبناء الاقواس. يُفترض ان جميع اشكال الجين الثقافي هي افكار والعكس صحيح. يرى دكنز ان الافكار يمكن تصورها ككينونات تنتقل من ذهن الى آخر مستنسخة نفسها بمرور الزمن. فكما ان الجينات تعمل نسخا لنفسها طبقا لتأثيراتها على الكائنات الحية الحاملة لها وعلى بيئتها المحلية، كذلك الافكار تعمل نسخا لنفسها طبقا لتأثيراتها على الناس الحاملين لها وعلى بيئتها المحلية. في حلقات العلماء، مثلا، مختلف الفرضيات يتم طرحها، وبعضها يتم الاعتقاد بها بشكل اقوى من غيرها. الفرضية التي تبدأ بذهن واحد او اثنين من العلماء تنتشر حتى تصبح مشهورة بين حلقات العلماء، بينما نجد فرضية اخرى تموت بسرعة. يمكن تمييز الخصائص التي تجعل فرضية تنتشر واخرى تموت. الفرضيات الأصلح ربما لها قوة تنبؤية او بسبب البساطة او لكونها تتكامل جيدا مع الهيكل العام للنظرية.
كان دارون يبحث عن بعض الامثلة خارج التطور البايولوجي لدعم فكرته بان مبادئ التطور الدارونية عبر الاختيار الطبيعي هي قابلة للتطبيق على نطاق اوسع قياسا بتركيزها التاريخي على الجينات وتأثيراتها على القدرات او اللياقات العضوية. اذاً (الـ meme) او الجين الثقافي يُفترض ان تكون وحدة للتطور الثقافي التي "يعاد انتاجها" و"تُختار"في البيئة الطبيعية بواسطة الذهن الانساني.
المشكلة مع هذه الاتجاهات هي انها اما محدودة النطاق او انها عمليا لا تعمل جيدا. هناك في الحقيقة بعض الامثلة الموثقة والمفهومة جيدا عن التطور الجيني–الثقافي المشترك. احد الامثلة هو التحول الى الاغذية المشتقة من الحليب، والتي تطورت بشكل مستقل ولعدة مرات في اوربا والشرق الاوسط قبل حوالي اربعة الى عشرة آلاف سنة. ذلك التحول حفز اختيار اشكال الجين المسؤولة عن انتاج انزيم اللاكتس الضروري لهضم الحليب المستهلك. السلوك الانساني والجينات الانسانية في هذه الحالة سارا جنبا الى جنب. كل منهما يؤثر على الآخر بعلاقة سببية مستمرة. محدودية هذا الاتجاه في دراسة الثقافة انه لا يتسع للكثير من الاشياء التي تقع تحت عناوين الثقافة.
ولهذا جرى اعتبار دراسة الجين الثقافي من جانب البعض كونها متفائلة كثيرا. ان مفهوم الجين الثقافي هو مفهوم مرن بطبيعته ويمكن تطبيقه على اي شيء بدءا من النغمات الجذابة وحتى الدين (انه مفهوم معقد وشديد التباين عادة يشار له بـ memeplex). ولكن سرعان ما برزت عدة مشاكل بشأن فكرة "الجين الثقافي". احداها، ان المفهوم مرن جدا لدرجة لا يُعرف بالضبط ما يُقصد بالجين وما لا يُقصد به. ايضا، ليس فقط اننا لا نمتلك فكرة عن المادة الفيزيائية للجين الثقافي (على خلاف الجين الذي صُنع من احماض نووية كالـ DNA)، ليس واضحا ما اذا كان الجين الثقافي مرتبطاً بالضرورة بمواد معينة (الممرات العصبية؟ والهارد دسك في الكومبيوتر؟). والاكثر اهمية، عندما يقول الناس ان جين X اختير بالافضلية بينما جينY اختير بالضد، فهم ببساطة يعيدون تأكيد ملاحظة (ان X مرغوب، بينما Y ليس كذلك) دون اعطاء اي تفاصيل حول آلية الاختيار.
اذا قام البايولوجيون بذلك وفق نظرية التطور هم سيكونون متهمين بالدائرية (كما في "الاختيار يقود الى بقاء الاصلح، الاصلح هم اولئك الباقون على قيد الحياة"). الجين الثقافي لا يمتلك نظرية ايكولوجية، وظيفية في سبب اختيار جينات معينة دون غيرها. بدون هذا، سيكون الاتجاه اقرب الى الصفر في قوته التفسيرية. مجلة علم التطور الثقافي وبعد نشاط قصير، اعلنت عن اغلاقها، والاتجاه بأكمله بقي كرمز للثقافة الشعبية، ولكن ليس كبرنامج اكاديمي بحثي فعال.
انتقادات اخرى لنظرية التطور الثقافي
البعض من علماء الاجتماع ومنظّري التطور يؤكدون ان مفهوم الـ (meme) لا يصلح لبناء نظرية في التطور الثقافي وذلك للأسباب التالية:
1- الوحدات الثقافية ليست مستنسخة
المستنسخون او الـ replicators هم وحدات تقوم باستنساخ ذاتها. هؤلاء النقاد يرون انه لا توجد آلية توضح كيفية استنساخ الاشكال الثقافية. معظم المواد الثقافية "يُعاد انتاجها" بصورة متكررة وفق ارتباط سببي بين جميع هذه المنتجات، لكنها لا يعاد انتاجها بمعنى الاستنساخ من واحد الى آخر، ولذا، فهي ليست meme حتى لو كانت نسخ قريبة من بعضها.
2- الوحدات الثقافية لا تشكّل عائلة او سلالة واحدة.
اذا كان الاستنساخ الجيني يستطيع تعقّب نسخة جديدة من الجين لأب منفرد، فان الافكار نادرا ما تُستنسخ من مصدر واحد بطريقة تسمح لنا بتعقّب سلالة معينة بشكل واضح.
3- الثقافة لا يمكن تجزئتها الى وحدات منفصلة.
الافكار هي في علاقات منطقية مع بعضها. مقدرة الفرد على اكتساب بعض العقائد يعتمد على ما لديه من مقدرة مفاهيمية. انه من المستحيل الاعتقاد بالنظرية النسبية دون فهمها. والمرء لا يستطيع فهمها دون الالمام بعدة معتقدات اضافية متصلة بالفيزياء. الشيء ذاته ينطبق على العقائد اللاتقنية. اعتمادا على الدين الذي يتحدث عنه الفرد، فان الايمان بالله يرتبط بمختلف العقائد الاخرى المتعلقة بالغفران والبعث والحب وما شابه. فلا توجد برأي هؤلاء النقاد سمات ثقافية صغيرة ومتفردة.
اذا ماذا؟ هل هناك طرق لدراسة التطور الثقافي من وجهة نظر العلوم الطبيعية؟ ورقة حديثة لالبرتو الكس ومسعود Albert Acerbi Alex Mesoudi، نُشرت في "البايولوجي والفلسفة"، تحاول تنقية الهواء من الكثير من الالتباس في حقل التطور الثقافي الداروني (الورقة متوفرة مجانا على الـ pdf). الكاتبان يؤكدان بوضوح: "ان دراسات التطور الثقافي تتميز بفكرة ان الثقافة تتطور طبقا لمبادئ دارونية واسعة. مع ذلك، فان مدى المقارنة بين التطور الثقافي والجيني يبقى عرضة للنقاش". الجزء الاكبر من ورقتهما هو محاولة للمساهمة بهذا النقاش بازالة العديد من الالتباس الذي برز في هذا الحقل حينما يتحدث الناس عن آلية معينة للتطور الثقافي، وبشكل خاص الفرق بين الاختيار الثقافي و"الجذب" الثقافي.
الاختيار الثقافي هو "عملية اختيار من بين مختلف الاشكال (مثل العقائد، الافكار) او النماذج (الناس الذين يمكن للمرء الاستنساخ منهم). "الخيار البديل هو الموقف الذي تحدث به استمرارية بعض السمات الثقافية ليس بسبب الاخلاص العالي للانسيابية الثقافية وانما بسبب وجود "جذب ثقافي" مستقر. مثال على الاختيار الثقافي هو كيفية اختيار الناس اسم الولادات الجديدة من بين مجموعة كبيرة من الاسماء المرشحة. مثال على الجذب الثقافي هو عندما يحكي الناس قصة، مثل قصة ساندريلا. في الحالة الاولى، الاستنساخ يتم عبر تقليد عالي الطاعة: في الحالة الثانية، "يُعاد بناء" السمة الثقافية، والعملية ذات ولاء ضعيف نسبيا. الكاتبان (Acerbi and Mesoudi) مهتمان بتفكيك هاتين الفكرتين، جاعلين منهما اكثر حدة، مشيرين بالضبط الى نقاط الاختلاف بينهما ومن ثم يجادلان بحدوث كلا العمليتين وانهما سبب للتطور الثقافي. ماهي الآلية السائدة و في ظل اي ظروف؟ ذلك يصبح سؤالا تجريبيا (مع انه ليس بالضرورة سهلا).
مثال جيد عن الدراسة الميدانية للجذب الثقافي هو ورقة نُشرت من جانب مورن (o. Morin (عام 2013 في "التطور والسلوك الانساني". انها تدور حول الفرق بين النظرات الحادة والمركزة في اللوحات الجميلة والنظرات غير المركزة. مورن كان قادرا على توضيح ان اللوحات التي تبين نظرات مباشرة هي باستمرار اعيد انتاجها في الكتب بالاضافة الى ان هذه اللوحات ازدادت شعبيتها بمرور الزمن، الشيء الملفت هو ان الرسامين الافراد لم يغيروا اسلوبهم، لذا فان التواجد المستمر للوحات ذات النظر المباشر هو نتيجة للتفضيل الثقافي. مورن يقترح ان المتدربين من مختلف الرسامين قد غيّروا اسلوبهم نحو الاتجاه الجاذب للنظر المباشر وبعيدا عن البديل المضاد، او ان المتدربين استنسخوا اختياريا لوحات النظر المباشر لأنها كانت اكثر شعبية.
هذا المثال يبين انه بالإمكان اجراء بحث قوي في دراسات التطور الثقافي، لكنه ايضا يجعل من الصعب الوصول الى آليات للتطور الثقافي: المقترحان اللذان طرحهما مورن يقعان ضمن المعسكرين الاثنين اللذين ناقشهما Acerbi and Mesoudi، المقترح الاول كونه مثال على الجذب الثقافي، الثاني عن الاختيار الثقافي. ولكن اي مركب حدث من الاثنين؟ انه من الصعب الاجابة. ان الكثير مما طرح في اعلاه اُعلن في افتراض هام وهو: ان التطور الثقافي حدث فعلا طبقا لشيء ما قريب النسب من الآلية الدارونية. ولكن بالضبط، هل الدارونية آلية؟ "الدارونية" هي عامل تعديل معين للتطور، لذا نحن لا نستطيع ببساطة مساواة الدارونية مع التطور. التطور، في معناه الاوسع، يعني التغير بمرور الزمن. كما في الكون تغير منذ الانفجار العظيم (بك بانك). لكن ذلك ليس نظرية في الميكانيكية، انها وصف محايد. الحياة ايضا تطورت بذلك المعنى العام للعبارة، ولكن اذا كان هذا هو ما قاله دارون فسوف لن يكون لدينا علم في البايولوجيا التطورية.
ومن التعريفات الاكثرة شهرة للتطور الداروني والاكثر وضوحا هو الذي عرضه عالم الوراثة من هارفرد ريجارد ليونتن، في مقالة سميت "وحدة الاختيار"، نُشرت في المراجعة السنوية للبايولوجي والسيستيمتك عام 1970. هنا وكما "لاحظ عدد من التطوريين الحاليين، ان برنامج دارون يضم ثلاثة مبادئ:
1- ان مختلف الافراد في السكان لديهم مختلف انواع المورفولوجي، السايكولوجي والسلوك.
2- مختلف الانواع لديها مختلف النسب في البقاء والتكاثر في مختلف البيئات (قدرات مختلفة).
3- هناك علاقة بين الآباء وذريتهم في مساهمة كل منهم بمستقبل الاجيال (القدرات القابلة للتوريث).
هذه المبادئ الثلاثة تجسد مبدأ التطور عبر الاختيار الطبيعي. في ظل هذه المبادئ، سيباشر الناس تغيرات تطورية.
وبشكل بياني: التطور (الداروني)= التباينات+القدرات المختلفة+الوراثة.
كيف يتساوى هذا مع فكرة الاعتقاد بالتطور الثقافي كعملية دارونية؟ من الواضح ان هناك تباين في السمات الثقافية. لنستعمل مرة اخرى الامثلة التي عرضناها سلفا من ورقة ACERBI and Mesoudi، حيث هناك عدد من الاسماء لاختيار اسم المولود الجديد، هناك عدة قصص مثل قصة ساندريلا واخرى مشابهة. هنا نجد كلتا الحالتين نظر مركز ومباشر في اللوحة ونظر غير مباشر، وهكذا. اما بالنسبة للوراثة، فسنواجه اولى المشاكل. عندما يتم استنساخ السمات الثقافية (اسماء المواليد)، فنحن نمتلك طاعة عالية مشابهة للوراثة البايولوجية، وربما مصحوبة بامكانية "التحول". الاختلاف الحاسم هو ان العديد من هذه التحولات ستكون نتيجة للخيار الواعي من جانب الآباء، وليس نتيجة العمليات العشوائية. ذلك مهم، لانه يفصح عن المحاباة المتأصلة، وبالتالي امكانية الاتجاهية للتطور الثقافي الذي يجعلها سلفا تبدو مختلفة كليا عن اقرانها البايولوجيين. ولكن اذا كنا نتحدث عن عملية "اعادة البناء" المطلوبة في ظاهرة الجذب الثقافي (مثل، اعادة قصة ساندريلا)، عندئذ سينخفض استنساخ الطاعة بشكل دراماتيكي، والعملية الناتجة تبدو حتى اقل دارونية.
اخيرا، نحن لدينا قضية القدرات المختلفة. هنا، نعتقد، وحيث تبرز اصعب المشاكل حول فكرة التطور الثقافي الداروني، ولأسباب مشابهة لتلك التي حكمت الجين الثقافي. ما هي السمات الثقافية التي هي اصلح من غيرها، وفي اي بيئة ثقافية ولماذا؟ ليس من الملائم مجرد القول ان السمات الاصلح هي تلك التي "تبقى" بشكل مختلف، لان ذلك يرقى الى التعريف الدائري للعملية. كارل بوبر قال انه اذا كانت الدارونية هذه، عندئذ سوف لن تكون نظرية علمية، وانما "برنامج بحث ميتافيزيقي".
الدارونية "البايولوجية"، تتجنب المسؤولية بسبب شيء ما سمي الايكولوجيا الوظيفية. نحن لا نقول، مثلا، الجسم المشابه يتشكل من حيوانات سابحة سريعة – كأن تكون اسماك او مامالس – تطورت دائما وبمرور الزمن لانها كانت الاصلح. لدينا تفسيرات قابلة للاختبار، مرتكزة على هايدرو ديناميك، توضح لماذا هي اصلح، وفي الحقيقة هي اصلح من البدائل الممكنة. نحن لا نقول ان النباتات القادرة على خزن الماء في اوراقها المعدلة هي اصلح في بيئة صحراوية. نحن نعرف لماذا هي اصلح في تلك البيئات عندما تقارن مع الاوراق العادية والاعضاء الخازنة للماء المتجسدة في نباتات من بيئات اخرى. وهكذا. انها هذه المقدرة على الربط الوظيفي بين الهياكل البايولوجية ومزاياها الاصلح هي التي تجعل نظرية دارون نظرية تنبؤية علمية مقابل القصص التي تبدو معقولة لكنها في النهاية غير قابلة للاختبار. التحدي امام طلاب التطور الثقافي، هو المجيء بتوضيحات ايكولوجية وظيفية لسبب وجود سمات ثقافية معينة اصلح من غيرها في بيئات ثقافية محددة. وايضا نحتاج لمعالجة المسألة اعلاه المتعلقة بآليات الوراثة الثقافية.
في النهاية، لايزال السؤال مفتوحا ما اذا كنا نستطيع تطوير نظرية دارونية متماسكة في التطور الثقافي، او انه من الافضل ترك المقارنة مع التطور البايولوجي والاعتراف بان الثقافة تختلف كثيرا عما يستحقه الحيوان من اطار توضيحي ونظرية خاصة به. بالطبع، التطور الثقافي لا يزال مرتبطا بالتطور البايولوجي، لسبب بسيط وهو اننا في كلتا الحالتين مخلوقات ثقافية وبايولوجية. لكننا ربما امامنا طريق طويل قبل تسوية الاثنين والوصول لتوضيح مقنع عن الكيفية التي ارتبطا بها مع بعضهما.
اضف تعليق