الثروة التي جبيت من أصقاع الأرض أعطت الغرب فرصاً أكثر ثباتاً لتحقيق مزيد من التقدم وأتاحت له إنجاز قفزات علمية وتقنية. غير أنه لم يتمكن رغم كل ما أنجزه من تغيير الأسس التي قامت عليها حضارته، بالتوصل إلى الاستغناء عن مواصلة إفقار الشعوب الأخرى بل...
منذ عصر (الأنوار) والهيمنة الغربية صارت تبرز كحقيقة مميزة لهذا العصر وتتفاقم باتجاه مركزية مؤثرة في جميع مجتمعات المعمورة سواء بواسطة السيطرة المباشرة والفعل الإلحاقي المقصود والمتعمد أو بصورة غير مباشرة عبر الروابط الثقافية والاقتصادية وتبادل المنافع حتى وصلت إلى أعلى أطوارها في الحقبة الراهنة، حيث صارت الجماعات البشرية تتبادل التأثير وصار المكان يتقلّص بسبب تطور وسائل الاتصال ولم تعد أي بقعة في الأرض بمعزل عن سواها وفقدت كل الجماعات البشرية قدرتها على الانعزال والحركة المستقلّة كلياً عن الآخرين.
ولقد كان الثمن الباهظ لواقع من هذا النوع انتقال الأزمات من المركز إلى الأطراف وإفساح الفرص للتكتلات الكبرى (الاقتصادية العسكرية) لحل أزماتها على حساب الشعوب الأخرى وسلبها القدرة على أداء تنمية مستقلة تقود إلى اللحاق بالغرب أو على الأقل تحصين الذات أمام حالة الاستلاب والنهب المتواصلتين منذ ما يزيد على ثلاثة قرون.
ولعل البشرية اليوم تواجه منعطف خطير بسبب تفاقم الأزمة في دول الشمال والتي ربما تجر العالم تبعاً لها إلى أزمات أشد خطورة الأزمة مما تعيشه الآن لأنها سوف لن تجد أمامها فرصة أسهل من تقدم شعوب العالم الثالث ضحية لمحاولات إيجاد حلول الأزمة.
ويمكن الإشارة إلى ملامح الأزمة بـ(تفاقم التناقضات الجديدة بين حقل عمل قوانين الاقتصاد الرأسمالي وحقل قوانين العمل السياسي الذي لا يزال ذا طابع وطني ومنها انفجار وانقسام العالم الثالث بين دول صناعية جديدة ودول عالم رابع أخفقت في ثورتها الصناعية ومنها ثالثاً ما أدى إليه تطور الرأسمالية العالمية من تمكين قوى الرأسمالية الشمالية من احتكار العناصر الرئيسة الخمسة الأساسية في عملية الانتاج الوطني والعالمي وهو التكنولوجيا والمال والموارد الطبيعية وسائل الأعلام والوسائل العسكرية)(1).
وقد كان لهذه الأزمة في دول الشمال مظاهر تجلت في (ركود اقتصادي وتزايد في معدلات البطالة واشتداد النزاعات والصراعات الاجتماعية)(2) ويمكن حل هذه المشاكل والحفاظ على استمرار التفوق والثراء الغربي عبر توفير المزيد من تراكم الثروة في دول الشمال بالسعي لسحب سريع للثروة من بقية أنحاء العالم باتجاه مراكز الجذب والاستقطاب في الشمال.
والنتيجة المرتبة على أمر كهذا توسّع دائرة الفقر الذي يهيمن على ثلاثة أرباع الكرة الأرضية فضلاً عن أن نقل الثروة سوف لن يترافق مع أي تطور صناعي بل سيعتمد سبل أخرى من قبيل أسواق المال وتسويق الإستهلاك.
نظرة تحليل
ولعل المتأمل يجد أن عملية نشوء الحضارة الغربية والسعي للحفاظ على بقاءها كان يستند إلى نفس الأسس متمثلة باستلاب الثروة وجذبها إلى مراكز الشمال وبالتالي فإن قيام الحضارة الغربية ليس كما حاول الغرب تصويرها من أنه معجزة إحياء الحضارة اليونانية إذ لم يعد هناك معجزة لعصر النهضة كما لم يعد ثمة (معجزة يونانية)(3)، كما يقول روجيه غارودي، بل إن النهضة قامت بخلق مجتمع تسيطر عليه تضارب المصالح والمنافسة بين أقطار (السوق) قد قاد إلى أيديولجية تؤسس هذه الممارسة وتحول تصور الإنسان السابق للعلاقات بين الإنسان والطبيعة وبين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والله.
فعلاقة الإنسان بالطبيعة، الصفة المميزة للنهضة هي علاقة الإنسان بأخيه الإنسان وهي علاقة غاية في الفردانية منها سوف ينشأ رجل المشروع بمعنييه الأحسن والأسوأ، وقد كانت إرادة الربح والقوة هي إرادة المغامر الإسباني الذي لم يتردد لا في اجتياز حدود العالم المعروف ولا في أن يعيث فساداً في القارات والحضارات وكذلك قامت علاقة أخرى بين الإنسان والله. فألقت في هذا الصدد علامة استفهام عريضة((4).
فأصل الحركة يكمن في إلغاء القيود الثقافية التي تكبل حركة الإنسان وتحول دون نشوء مبررات الاستغلال للطبيعة أو للإنسان بحيث يصبح مباحاً تدمير الحضارات ونهب الثروات وكذلك بالنسبة للعلاقة مع الله والموقف من الدين كما (حصل لشعب القارة الأمريكية ورأينا كيف أن الإنسان الغربي لم يكتف باحتلال القارة بل عمل أحياناً على تدمير الحضارات التي كانت موجودة وخصوصاً في أمريكا الجنوبية)(5).
وبالفعل فإن الثروة التي جبيت من أصقاع الأرض أعطت الغرب فرصاً أكثر ثباتاً لتحقيق مزيد من التقدم وأتاحت له إنجاز قفزات علمية وتقنية. غير أنه لم يتمكن رغم كل ما أنجزه من تغيير الأسس التي قامت عليها حضارته، بالتوصل إلى الاستغناء عن مواصلة إفقار الشعوب الأخرى بل صار ينشد إلى ذلك وهو أمر ينذر بعواقب وخيمة كونية.
فالآثار السلبية لبقاء هذه الأسس لم تكن واضحة في فترة التأسيس إذ أن كثير من بقاع الأرض كانت قادرة على تقديم المزيد من الثروة دون أن تصاب بالجدب، ولم تكن آثار الاستغلال غير السليم للطبيعة بارزة لذلك فإن الاستمرار كان ممكناً إلى حين فوجئ الإنسان المعاصر بالنتائج الرهيبة لقيام حضارة من هذا النوع حيث لاحظ الغرب نفسه وقبل سواه خطورة الاستمرار على هذا المنحى على الإنسانية جمعاء وعلى الحضارة الغربية ذاتها لذلك تصاعدت الدعوات لعلاج الأزمة.
حل الأزمة بالعولمة
هذا بالنسبة لنشأة الحضارة الغريبة أما بالنسبة للأزمة الحالية فإن دول الشمال طفقت إلى إعادة بناء علاقاتها الداخلية وعلاقاتها بدول الجنوب من أجل التحصّن في قلعة قوية منيعة تمكنها من الاستمرار في التسلط وجذب الثروات نحوها من الجنوب.
فضلاً عن أن الحرب الباردة التي كانت أعطت بعض الدول فرص الاستفادة من أجواء الصراع لغرض بناء كياناتها انتهت بتضييق فرص المناورة أمامها وواجهت خيار الخضوع المباشر للقوى الدولية وبالتالي القبول بالعلائق الجديدة المراد إرساءها في إطار ما عرف بالعولمة التي تعني أول ما تعني سلب سيطرة الدول على مجالين هامين هما (الاقتصاد والثقافة)، وبالطبع إن ثقافة العولمة ثقافة توجه من قبل المركز الشمالي حتى تصبح سيطرة الدولة في العالم الثالث على توجيه الثقافة والاقتصاد هشة إلى حدود بعيدة، وينتهي الأمر إلى ربط الاقتصاد بالقوى العالمية مع أن السياسة لا تسلم من تدخل دول الشمال بين الفينة والأخرى لغرض تأقلم الدول في الجنوب مع الواقع الجديد والقبول بالحلول المقترحة للصراعات والمشاكل الأثنية والأنظمة الشبيهة بالديمقراطية في إطار النظام العالمي المطلوب.
والسؤال الآن هو إلى أي مدى سيتمكن الغرب عبر هذا الطريق الذي هو مجرد تطوير للهيمنة القديمة من الحفاظ على تفوقه؟
والإجابة لا تحتاج تأمل لأن هذا النظام سيفضي بالعالم إلى أزمة جديدة أشد خطورة ستظهر ببطء كما ظهرت آثار أزمة تأسيس الحضارة الغربية في هذا العصر على شكل فقر يشتمل أجزاء واسعة من العالم والحل الفعلي لا يعني سوى التقدم على هذا المسار وباتجاه مفاقمة الفقر الحالي وهذا سينتهي إلى تعطيل الدورة الاقتصادي.
تعطيل الدورة الاقتصادية
إن عملية النماء تحتاج إلى فضاء حر لانتقال الثروة لأنها تعتمد على عمليات التبادل التي تقتضي وجود طرفين أو أطراف قادرة على التبادل، بينما نرى أن الاستنزاف سيجعل من العالم الثالث طرف فقير مدين عاجز عن التبادل بينما تقوم الحسابات على أساس بقاء العالم الثالث مصدراً للثروة هذا إذا استثنينا مشاكل رئيسية ولو أنها جانبية في البحث من قبيل تخريب البيئة وهجرة السكان باتجاه الشمال بحثاً عن فرص أو هرباً من الفقر.
أعراض تعطل الدورة الاقتصادية بدأت تظهر على صفحة الاقتصاد الغربي في هذا المقطع على شكل حالة من الضعف تمثلت بالركود وتزايد معدلات البطالة وبطء معدلات النمو.
العلاج لا يأتي إلا من خلال بقاء العالم الثالث طرفاً قادراً على الحضور كشريك في حركة الاقتصاد العالمي ولو بصورة مستهلك وهذا يعني امتلاك قدرة على التبادل ولازمة وجود ثروة تمكنه من ذلك.
ولقد قامت مراكز الدراسات العالمية بإلفات نظر العالم إلى هذه القضية وعلى هذا الأساس انطلقت الدعوات إلى مساعدة دول العالم الثالث في التنمية غير أن هذه الدعوات تم تذويبها على شكل قروض ومساعدات إنسانية لا تساهم إلا في مضاعفة الفقر والتقريب من الفاجعة بل لعلنا رأينا محاولات إعاقة لبعض تجارب التنمية في العالم الثلث تحت ذرائع واهية أساسها الخوف من إزاحة الغرب عن عرش الهيمنة العالمية.
وهكذا يتجلى أن الأزمة بصورتها الفجة نشأت أصلاً عن طبيعة البناء الحضاري الغربي وليس في موقف معين أو في جزء من البناء الحضاري الغربي مع العلم أن منظري الحضارة الغربية يحيلون الإنسانية إلى ما يشبه الحلم حيث يراد من التطور العلمي أن يأتي بحلول لهذه الأزمة وهي إحالة إلى المجهول فما (نعيشه اليوم هو أزمة حضارية نابعة من تفجر التناقضات التي ولدتها عملية التحديث على مستوى الكرة الأرضية.. وإن إدراك الرأسمالية العالمية الكبرى لطبيعة الأزمة ومتطلباتها هو الذي يفسر الاستراتيجيات التي طورتها في مواجهتها والتي يمكن تلخيصها ببساطة باستراتيجيات إعادة البناء. والمقصود بإعادة البناء إعادة تنظيم القوى والرساميل والعلاقات القائمة داخل كل مجتمع صناعي كبير على أسس جديدة تسمح بتجاوز قوانين ومخلفات الحقبة الصناعية الماضية وتستجيب لتحديات الثورة العلمية)(7).
غير أن كل ذلك يصطدم بعقبات كبيرة يمكن أن تعطل كل الحلول التي تتعلق بطبيعة النهضة الغربية فـ(النهضة الغربية ليست حركة ثقافية فحسب وإنما ميلاد الرأسمالية والاستعمار المتلازمين)(8)، ولهذا فإن الحلول يجب أن تعود إلى معالجة الأسس الأمر الذي حذر القرآن منه منذ ما يزيد على الألف سنة، ودعى إلى عدم الاستغراق في التكاثر.
القرآن والأزمة
لقد حذر القرآن من ولوج الإنسان إلى عالم البحث عن الثراء بصورة غير متوازنة في سورة التكاثر التي نبهت مسبقاً إلى خطورة الانسياق وراء هذا الأمر فقال العلامة الطباطبائي في [تفسير الميزان] في تفسير آية التكاثر من سورة التكاثر ما يلي: (توبيخ للناس على تلهيتهم بالتكاثر في الأموال والأولاد والأعضاد وغفلتهم عما وراءه من تبعه الخسران والعذاب وتهديد بأنهم سوف يعلمون ويرون ذلك).. وقوله تعالى: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) قال في المفردات اللهو ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه قال ويقال: ألهاه كذا أي شغله عما هو أهم إليه قال تعالى: (ألهاكم التكاثر) انتهى.. وقال: والمكاثرة التباري في كثرة المال والعز انتهى((9).
فالجانب الاقتصادي في الآية واضح ومشار إليه في التفسير وليس التكاثر في الأعضاد والأنصار فقط بل إن المكمل لذلك هو الرخاء والحالة الخطرة فيه إنه إكثار للأموال وإنماء لها من أجل المال ذاته وهي الحالة التي نلاحظها على الحضارة الغربية، حيث إن الإنسان والتقنية والسياسة هي آلة للنماء الاقتصادي. ومن هنا فإن التنافس والصراع سيأتي تبعاً لذلك ولعلنا رأينا حربين عالميتين خاضتها البشرية من أجل الحصول على الثروة فصار الإنسان مطية الحصول على الثروة، ولعل حرباً عالمية ثالثة متوقعة الحدوث من أجل الثروة.
وقد حذرت الآية من أننا سوف نصل إلى مآل خطير كهذا ونرى الخسران ونرى العذاب والمتأمل في أوضاع العالم يرى أن العذاب يخيم على أغلب أجزاء الأرض بعدما وضعت الحضارة الغربية التكاثر في الثروة هدفاً أعلى لحركة الإنسان فوق هذا الكوكب.
وحيث أن هذا التحذير لم يؤد الأثر المطلوب فالإنسان اليوم بحاجة إلى إعادة الاقتصاد إلى أهميته الخاصة به وان تعيده إلى حالته الثانوية. وهكذا فإننا نحتاج إلى ثقافة بديلة للثقافة التي أرستها الحضارة الغربية عبر أربعة قرون ثقافة تهتم بالثروة لأجل إسعاد الإنسان ولأجل تحقيق كرامته وليس العكس.
ولسنا نرى بديلاً للثقافة الإسلامية التي أعطت الاقتصاد أهميته الخاصة دون أن تتعدى به إلى أفق تفرجه عن حيزه الخاص.
وهكذا يقودنا التسلسل إلى مواجهة جديدة مع الثقافة الفعلية التي يريد الغرب نشرها في المقطع الحالي وهي ثقافة الأزمة الرأسمالية، ثقافة تقوم على تحول كتل البشر إلى كتل مستهلكة تلوك ما تقدمه لها الحضارة الغربية باقتناع وتلذذ تام، وستقود حتماً إلى أزمة أشد خطورة تعم الإنسانية ولا تخص الغرب وحده.
الخطوات المقابلة
الأزمة الحالية نشأت عن قيام الحضارة على أساس استخدام الإنسان والطبيعة لغرض تكريس الثراء الغربي، وما دامت هذه القاعدة راسخة فإن الكوارث ستبقى متواصلة ولهذا فإن الثقافة المقابلة لابد أن تؤكد عقم مواصلة الاستناد إلى المسار السابق عبر تأكيد ضرورة تفكيك المركز إلى مناطق تخصص، وهذه يمكن أن لا ترتبط بالسياسة ولا ترتبط بدول الشمال خاصة، فالاقتصاد يكون مجاله العالم كله فيحل التنوع الحضاري والتنوع في الانتاج بحسب أهلية كل منطقة لنوعٍ خاص من الانتاج سواء كان زراعياً أو صناعياً أو خدمياً ليتاح لكل جماعة إنسانية فرصة في إنتاج الثروة وبالتالي المساهمة في التبادل وبعبارة أخرى إعطاء العلام الثالث والدول الفقيرة والمتوسطة فسح لتحقيق النماء في إطار نماء عالمي متوازن.
ومن الطبيعي أن يرفض الشمال القيام بأي من هذه الخطوات طالما أنها لا تلتقي مع الأيدلوجية التي جاءت بها عصور النهضة الغربية والتي تعد الرغبة في التفوق والهيمنة أساسها وبالتالي لابد من فرض هذه التحولات عبر تشجيع المنظمات الإقليمية وفوق القطرية لأنها قادر على توفير التراكم الضروري لأي مشاريع تعجز أغلب الأقطار عن توفيرها بمفردها وبالتالي تبقى محبوسة إلى التخلف إلى أمد غير معلوم وإن ذلك يحتاج بدءاً إلى إرساء ثقافة مضادة.
الحفاظ على الطابع
لعل أهم المرتكزات التي تريد الثقافة الغربية في هذه الفترة إرساءها هي فرض طابع ثقافي عام على البشرية يؤدي إلى تقليص الخصوصيات إلى أضيق دائرة ممكنة وان تكون محصورة في أجزاء هامشية ولا تتعارض مع الأداء المطلوب للجانب المتعلق بالاقتصاد استباقاً لحالة قادمة تفرضها الظروف الموضوعية للحضارة من أجل جعلها أرضية للحفاظ على التفوق بالكيفية السالبة التي أشرنا إليها.
ولهذا فإن الرد يكمن في الحفاظ على الطابع الثقافي الخاص للمجتمعات بصورة تحقق الجانب الإيجابي من التقارب بين الشعوب وتفتح فرص لبقاء التنوع الثقافي والحضاري كرد على النزعة الغربية المركزية المستشرية وبذلك يمكن تفويت الفرصة على النزعة الغربية التي تحاول الامتداد في المراحل الآتية من التاريخ وتؤدي إلى استمرار الأمراض التي انتشرت سواء بالنسبة للثقافة أو الاقتصاد في المراحل السابقة (فالشيء المهم هو بناء الإنسان وفق نسق فكري– ثقافي مناهض ومضاد لكل مفاهيم وعناصر التخلف)(10).
اضف تعليق