نقصد بفقر الذكاء، حين يعاني الإنسان من كيفية التعامل مع فرص النجاح، ومن مشكلة هدر الموارد المعلوماتية، والبشرية، والطبيعة، بالنسبة للأفراد، أو المجتمعات، لاسيما أن الذكاء بات من ركائز التقدم في عصرنا هذا، ويُعرَّف الذكاء بأنه مصطلح يشمل القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشاكل، وبناء الاستنتاجات...
نقصد بفقر الذكاء، حين يعاني الإنسان من كيفية التعامل مع فرص النجاح، ومن مشكلة هدر الموارد المعلوماتية، والبشرية، والطبيعة، بالنسبة للأفراد، أو المجتمعات، لاسيما أن الذكاء بات من ركائز التقدم في عصرنا هذا.
يُعرَّف الذكاء بأنه مصطلح يشمل القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشاكل، وبناء الاستنتاجات، وسرعة التصرف، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد، وجمع وتنسيق الأفكار، والتقاط اللغات، وسرعة التعلم، كما يتضمن أيضا حسب بعض العلماء القدرة على الإحساس وإبداء المشاعر وفهم مشاعر الآخرين.
مع أن المفهوم العام السائد عند الناس للذكاء يشمل جميع هذه الأمور وربما جعلوها مرتبطة بقوة الذاكرة، إلا أن علم النفس يدرس الذكاء كميزة سلوكية مستقلة عن الإبداع، والشخصية، والحكمة وحتى قوة الحافظة المتعلقة بالذاكرة.
تتوفر العديد من اختبارات قياس مستوى الذكاء (IQ) لكن ليس هناك تعريف موحد للذكاء، وينتقد ويتهم اختبار الذكاء بعدم القدرة على تحديد ذوي الذكاء العالي والمنخفض، لأن النظريات المتواجدة الآن تؤكد وجود أنواع متعددة من الذكاء، وأن هذه الاختبارات ليس لديها القدرة على تحديد العبقرية في جميع المجالات.
ما التوصيف الدقيق للفرد الذكي؟
وما يهمنا من الذكاء هنا كيفية تطوير الفرد لأوضاعه الحياتية المختلفة وتنظيمها وتبويبها نحو الارتقاء، وكيف يمكن أن تنعكس تجاربه الناجحة على الآخرين، وكذلك كيف يمكن أن تُسهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم المختلفة.
هناك نظرات متباينة للشخص الذكي، فكل محيط اجتماعي له تعامل وتوصيف معين للإنسان الذكي، ولكن في كل الأحوال نحن نسعى لجعل الفرد يهتم بالذكاء، ويجعل منه مفتاحا يدخل من خلاله إلى فضاءات التقدم والازدهار، ومحاصرة الفقر بكل أنواعه.
لقد كان الشخص المثالي بالنسبة للإغريق هو الإنسان البارع فيما يفعله والعقلاني في تفكيره، أما بالنسبة للرومان فكان الشجاع، أما الصينيون فاعتبروا كل من كان موهوبًا في الشعر والموسيقى والرسم شخصا مثاليًا، وبالنسبة لمجتمعنا الحديث فالمقياس هو الذكاء قبل كل شيء.
فيعرَّف الذكاء بأنهُ قدرة الإنسان على التعبير بواسطة التفكير أو النشاط الحركي أو أن يبدع في شيء آخر من شتى مجالات الحياة، أو بمفهوم أبسط القدرة العقلية والبدنية على التكيف مع مختلف جوانب الحياة والإبداع فيها.
البشر عمومًا لا يستخدمون كل أجزاء الدماغ للوصول إلى حل مشكلة ما، وإنما يستخدمون الجزء المتخصص في حل المشكلة بذاتها، لذلك فالذكاء ليس نوعًا واحدًا وإنما أنواع متباينة، وربما يكون أداء الشخص في الأجزاء الأخرى ليس على نفس المستوى.
والمهم في هذا الجانب كيف يتخلص الإنسان من فقر الذكاء، باعتبار أن هذا النوع من الفقر يجعل الإنسان فقيرا حتى لو كانت مؤهلات وأدوات الغنى موجودة لدية، كصاحب الثروة الكبيرة التي يفنيها ويعرّضها للهدر والاندثار، بسبب قلة ذكائه، أو غبائه في السلوك والتصرف والتعامل الصحيح مع الثروة، سواء في الجانب التجاري او الاستثماري أو سواه.
تكريس الذكاء عبر تنمية المهارات
ينعكس فقر الفرد في الذكاء على المجتمع كله، فغالبا ما يتحمل المجتمع والدولة عبء الأفراد المصابين بفقر الذكاء، حيث يكون هؤلاء عديمي الفائدة، بسبب تفكيرهم غير السليم، وتصرفاتهم غير المدروسة وغير المناسبة، والسبب الأول الذي يقف وراء هذه العيوب هو انعدم الذكاء أو قلّته، مما يتولد عنه شخصية متسرعة غير حكيمة، لا تنجح في الحياة.
هذه هي المشكلات التي يمكن أن تشوب حياة الفرد والمجتمع فيما لو كان فقيرا من ناحية الذكاء، لاسيما ونحن نعيش في عصر لا يمكن أن يجاريه إلا الإنسان المسلّح بذكاء التفكير والمعلومات واستخدامها الصحيح، حيث تتبارى الأمم والدول والمجتمعات في عالم اليوم فيما بينها، لتسجل الأفضلية لها في الصناعة أو سواها.
وكل هذه النجاحات الصناعية التكنولوجية المعلوماتية وسواها، تعود إلى قوة الذكاء وغنى الإنسان والمجتمع في هذا الجانب، لهذا تسعى الأمم والدول الناجحة، أن تنمّي ذكاء أفرادها ومجتمعاتها إلى أقصى درجة ممكنة، كما أنها تسعى لتقليل فقر الذكاء إلى أدنى حد ممكن، من خلال إقامة الدورات والتدريب وتكريس المهارات ونشرها سواء عبر مراكز متخصصة، أو عبر الاستفادة من التدريبات الإلكترونية المهنية.
نخلص بالنتيجة إلى أهمية أن يلتفت الإنسان نفسه أولا إلى أهمية الذكاء، كهدف يسعى من خلاله إلى حماية نفسه من فقر الذكاء، ومن ثم السعي للمساهمة بتقليل فقر الذكاء في المجتمع، ومن المهم أن تبادر الجهات ذات العلاقة بوضع الخطوات الإدارية العملية الصحيحة والفاعلة لمكافحة فقر الذكاء عند الشباب بالدرجة الأولى، باعتبارهم قاعدة الانطلاق الأوسع نحو التطور والازدهار والتقدم.
اضف تعليق