لماذا يكذبُ بعض الناس، وجميع النتائج تؤكد أن لا خير يمكن يُجنى من الكذب؟، وقبل الإجابة عن ذلك، من الأفضل أن نعرف علامَ يقوم الكذب؟، إنهُ يقوم على تزييف الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنيِّة وقصد الخداع لتحقيق هدف معين، وقد يكون ماديا ونفسيا...
لماذا يكذبُ بعض الناس، وجميع النتائج تؤكد أن لا خير يمكن يُجنى من الكذب؟، وقبل الإجابة عن ذلك، من الأفضل أن نعرف علامَ يقوم الكذب؟
إنهُ يقوم على تزييف الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنيِّة وقصد الخداع لتحقيق هدف معين، وقد يكون ماديا ونفسيا واجتماعيا وهو عكس الصدق، والكذب محرَّم في أغلب الأديان، وقد يكون بسيطا ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصابا بالكذب المرَضي، وربما يقترن بعدد من الجرائم مثل الغش والنصب والسرقة، وأحياناً يقترن ببعض المهن أو الأدوار مثل الدبلوماسية أو الحرب النفسية الإعلامية.
هذا ما كتبهُ علماء النفس عن ظاهرة أو حالة الكذب، ولم تُذكر مهنة التمثيل في قضية اقتران الكذب ببعض المهن، فهل يكذب بعض الممثلين ولماذا؟
وقبل الاسترسال بموضوعنا، هنالك إشارات وحركات رصدها وثبّتها العلماء المختصون ترافق حالة الكذب حين يرتكبها الإنسان، وهي بحسب المصادر، علامات تظهر على الكاذب ومنها:
- زيغ البصر: يتعمد الكاذب دائماً إزاغة بصره أثناء الحديث.
- استخدام كلمات قليلة: يستخدم الكاذب أقل عدد ممكن من الكلمات وهو في الحقيقة يفكر فيما يقول من أكاذيب، وهناك أيضاً كاذبون ينهجون العكس ليربِكوا المستمع ويُثْبتوا أنهم صادقون.
- التكلف العصبي: يميل الكاذب إلى تكلف أو تصنّع منظر الجاد لاسيما في وجهه، إلا أنه يكشف نفسه ببعض الحركات اللاإرادية كمسح النظارة ولمس الوجه...إلخ.
- التكرار: الكاذب يميل عادةً إلى استخدام نفس الكلمات مرات متتالية وكذلك نفس المبررات.
- التعميم: يحاول الكاذب تجنب مسؤولية أفعاله، باستخدام أسلوب التعميم.
- تجنّب الإشارة إلى الذات: يتجنب الكذاب عادةً استخدام كلمة (أنا) ويقول بدلاً منها (نحن، الناس، معظم).
- إطلاق كلمات الاستخفاف بالآخرين: يميل الكذاب إلى أن يُنسب للآخرين تصرفات وأقوال رديئة، خصوصاً رذيلة الكذب التي هو مصــاب بها، كما أنه سريع النسيان وقد يفضح نفسه بنفسه من كثرة مواقف الكذب التي عاشها وتناقضها أحياناً.
- تغيير وضع الرأس بسرعة.
- تغير وتيرة انتظام التنفس.
- الوقوف بثبات مبالغ فيه دون أي حركة، حيث أنه من المعروف أن الأشخاص العاديين يتململون كثيرًا من وضعية وقوفهم أو جلوسهم عند الشعور بالتوتر.
- تكرار الجمل والكلمات، حيث أنه يحاول أن يقنعك بأنه صادق في كلماته وإدخال الكذبة لعقلك بشكل مريح لتقتنع بها بشكل تام.
- يقوم بالتحدث عن الكثير من المعلومات.
- يقوم بلمس أو تغطية فمه.
- تشابُك القدمين: هذه حركة يحدثها الجسم بشكل لا إرادي عند الكاذب، حيث أن الجسم يشعر بالتوتر وعدم الارتياح، ويعطيك إحساساً بأنها أو أنه يريد التخلص من هذا الموقف بسرعة.
- الكاذب يحدّق في مَنْ يوجّه له كلامهُ دون أن ترمش عيناه.
العلامات في أعلاه كلّها أو قسم كبير منها بانتْ على أحد المشاهير ممن لهم جمهور واسع، كذب حين ظهر في الشاشات أو في فديو نُشِر على مواقع التواصل، وهو يعلن للجمهور بأنه أب مثالي، وأنه يراعي حقوق زوجته، ويهتم بطفله لدرجة أنه يقوم بتحميمهِ أكثر من مرة في اليوم!، وأنه زوج مثالي يحافظ على متطلّبات الزوجية كاملةً!.
هذه التصريحات جاءت على خلفية (خلاف) عائلي بين الرجل المشهور وزوجته، وهو أمر ليس بغريب، فالخلافات العائلية تحدث في معظم العائلات، إن لم تكن في جميعها، هذه هي طبيعة الإنسان، وأحيانا يقول بعضهم إن الخلافات العائلية غير الحادّة هي ملح حياتهم، على أن لا تطيح بالبناء الأسري ولا تنعكس تربويا على الأبناء، ولكن حين يجيء الكذب كيّ يبرّئ ساحة الرجل ليلحق الأذى (العام) بالزوجة، فهو أمر مدعاة للتدقيق ومعرفة الأسباب.
فما الذي يدعو رجل مشهور إلى محاولة الظهور بمظهر المثالي أمام الناس، وفي الوقت نفسه يوحي للجميع بأن الطرف المقابل (الزوجة)، هي المقصّرة وهي السبب في الخلاف الحاد، وهي التي تقف وراء تهديم كيان أسرة يُفترَض أن يكون نموذج للأسر الأخرى؟
ألم يتوقّع أن المرأة يمكن أن تقول الحقيقة للناس وتفضح كذبه، وهذا ما حدث بالفعل، مما جعل بالرجل المشهور مثار لوم وتندّر واحتجاج ضده من قبل الجمهور، كان على الرجل المشهور أن لا يكذب وأن لا يلفق الأخطاء ويلصقها بالطرف الآخر، كما أنه تجاوز الحدود حين أظهر للجمهور بأنه (أب وزوج مثالي)، كي يزيد من شعبيته ومحبيه.
هناك مثل شعبي معروف يقول (حبل الكذب قصير)، وهو ما حدث بالفعل للرجل المشهور الذي بدلا من أن تزداد شعبيته، صار محط نقمة وسخط الناس عليه، وهذا يمكن أن يحدث مع جميع الكذابين، مشهورين أو غير مشهورين، فحبل الكذب أوهى الحبال وأسرعها في التعرّض للانقطاع، لأن الحقيقة وحدها هي من تدوم، ومهما فعل الكذابون، فإنهم يفشلون في إخفاء الحقيقة، فهي كالشمس لا تغطى بغربال كما يُقال.
أظن أنّ على من اعتاد الكذب، أن يفكّر بجدية الكف عن ذلك، لأنه في جيمع الأحوال سيكون معروفا للجميع، سواءً من العلامات التي تظهر عليه، أو من الحقائق التي سوف تطيح به حتماً، فالأسلم هو الكفّ عن الكذب والإيمان القطعي بأن النجاة في الصدق.
اضف تعليق