حركته هي مبادئ العدالة والإنسانية.. فهو يسير بسيرة جده (ص) وفيما يرتبط بالارتباط العالمي فإنه سلام الله عليه قد جسّد حديث جده أمير المؤمنين وهي نظرية العولمة العادلة حيث ألغى الحدود وجعل الملاك على تلكم المبادئ التي تحمل المسؤولية الإنسانية...
مع تزايد التشابك العالمي والتقدم التكنلوجي لكن الصراعات تتفاقم، فكيف يمكن للمشروع المهدوي ان يحقق التقارب العالمي؟
مما لا خلاف فيه فإن أي تقدم أو تطور في أي مجال كان لابد وان يصحبه أسسا أخلاقية لئلا يتحول إلى ضده.
فلاشك مثلا أن التطور العلمي الذي أدى إلى صنع القنبلة الذرية كان قفزة علمية كبيرة إلا أن القائمين على صنعها وتجاربهم التي بالآلاف كانوا فاقدين لأبسط قواعد الأخلاق فحصل ما حصل من كوارث إنسانية وتهديدات على مستوى انقراض الجنس البشري والشتاء الذري.
وكذلك الأمر بالنسبة للتقدم الحاصل في العالم وتعارف البشر وتقريب العلم للمسافات بينهم وربطهم ببعضهم وتحول العالم إلى قرية يعرف سكانها بعضهم البعض؛ فإن فقد المبادئ الإنسانية او اختلاف الفلسفات الأخلاقية التي تفرقت فيها المادية بين مصالح البشر والأنانية المقيتة؛ فصارت العولمة البرَّاقة في ظاهرها وسيلة لاستيلاء القوي على الضعيف، وليس عهد الكوفيد الذي غزى العالم ببعيد حيث رغم أنه كان فرصة ليجمع شعوب العالم إلى جانب بعضهم البعض، باعتبارهم شركاء في البلاء إلا أنه تحول إلى منافسة بين الطامعين والجشعين حين أبرزوا أزمة التطعيم والغذاء.
من هنا فإن الأسس الإسلامية الأخلاقية هي المقدمة على التقدم العلمي، ولابد للمبادئ الإنسانية أن تحكم على العلاقات العامة لا المصالح العابرة.
ولذلك فلقد ورد في الروايات أن الإمام صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف سيخرج بالسيف في زمن نرى التطور الهائل والكبير في وسائل الإبادة مما يعني أن الأساس والأولوية في حركته هي مبادئ العدالة والإنسانية.. فهو يسير بسيرة جده صلى الله عليه وآله وسلم الموصوف من قبل السماء: "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك..".
وفيما يرتبط بالارتباط العالمي فإنه سلام الله عليه قد جسّد حديث جده أمير المؤمنين عليه السلام القائل: "ليس بلد بأحق منك من بلد، خير البلاد ما حملك"؛ وهي نظرية العولمة العادلة حيث ألغى الحدود وجعل الملاك على تلكم المبادئ التي تحمل المسؤولية الإنسانية.
وكيفية التجسيد أن ولي العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف قد ورث من بني هاشم وهم سادة الخلق، ومن فارس وهي والدة الإمام السجاد عليهما السلام، ومن النوبة التي تنتمي إليها والدة الإمام الجواد عليهما السلام وحتى السيدة نرجس الرومية التي جمعت سلام الله عليها إضافة إلى رمزية القارة الأوربية فإنها رمز لتجمع الأديان باعتبارها من نسل شمعون الصفا وصي السيد المسيح عليه السلام، وكذلك من نسل النبي داوود عليه السلام وهومن أنبياء بني إسرائيل ومن هنا فإن نهضة الامام عجل الله فرجه قد جمعت جميع الأديان الإلهية.
من هنا وبناء على هذا التقارب النسبي والجغرافي والديني فإن المشروع المهدوي يحقق التقارب العالمي باعتباره خلاصة لجميع الأديان والأعراق.
* مداخلة مقدمة الى الجلسة الحوارية التي عقدها مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث في ملتقى النبأ الاسبوعي تحت عنوان: (عالمية مشروع الامام المهدي وتحقيق العدالة الانسانية)
اضف تعليق