من مثل الإمام علي (ع) في المكانة والمنزلة الرفيعة نشأ وتربى في أحضان وتحت مراقبة رسول الله (ص) يسير مع النبي (ص) كفصيل الناقة أثر أمه، ويفعل ما يفعله النبي (ص)، فقد أخذ علي (ع) من الرسول (ص) كل شيء؛ السلوك والعلم والمعرفة، علي (ع) يحمل قلبا وعقلا...
الإمام علي ابن ابي طالب (ع)، لا يعرفه إلا الله ورسوله. فهو ولي الله، ونفس واخو ووصي رسول الله (ص) له مقام كبير عند الله ورسوله، واراد الله سبحانه ونبيه الكريم (ص) توضيح المقام الرفيع والسمو للإمام علي (ع) لعامة المسلمين بانه مختلف عن بقية الناس ومنهم الصحابة، فهناك الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي تخص الإمام علي (ع) كقوله تعال: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾. والإمام علي هو المقصود في هذه الآية بالثناء الإلهي بانه ولي الله وتأكيد على عظمة عمله وعطائه والتصدق بخاتمه وهو راكع.
كما يوجد الكثير من الروايات والاحاديث النبوية التي تخص أمير المؤمنين الإمام علي (ع) منها قوله (ص): يا علي: "..وما عرفك إلا الله وأنا".
من يعرف الإمام علي؟
من الظلم الكبير الذي يعبر عن الجهل ان يجعل البعض أمير الإمام الإمام علي -عليه السلام - وإيمانه وعلمه وعدالته وحكمته في مقام بقية الصحابة!. من يفعل ذلك فهو لا يعرف علي ومكانته عند الله وعلاقته الخاصة بالنبي (ص) ودوره في الرسالة قبل البعثة العلنية.
لو اجتمع العلماء للتحدث عن شخصية الإمام علي -ع- لن يستطيعوا استيعاب بعض أبعاد شخصيته وفضائله -ع- فالأمر صعب بل مستحيل لان لا يعرف علي إلا الله ورسوله كما قال الرسول الأعظم (ص) بحق علي: "..وما عرفك إلا الله وأنا".
.. لقد حاول البعض في النيل من شخصية أمير المؤمنين الإمام علي المرتضى -ع- في زمن وجوده، مستغلا منصبه وجهل الناس الذين من حوله بالإسلام المحمدي الأصيل ومكانة أهل بيته (ع)، فقد كان يحاول بكل الإمكانات المتاحة أمامه من الاساءة لشخصية الإمام علي (ع) بنشر الشائعات وسبه على المنابر، وهو يفتخر بنفسه وبعائلته وبنسبه ولمكانته من النبي الاكرم محمد (ص) كما هو يدعي ويقول، واستخدم المال والسلطة والإعلام في نشر تلك الشائعات والأفكار الهدامة والمسمومة التي اضرت بسمعة الإسلام والمسلمين لغاية اليوم وللاسف هناك حكومات قد تبنت ذلك الفكر ومازالت حكومات وجهات وشخصيات مريضة بالنفاق في هذا العصر تمجد ذلك الحاكم غير الشرعي...
لقد وصل كلام ذلك الشخص إلى أمير المؤمنين -عليه السلام- فطلب الإمام من كاتبه أن يكتب رسالة ويرسلها إلى ذلك الشخص كتابا، يصف الإمام علي (ع) نفسه بقوله:
محمد النبي أخي وصهري
وحمزة سيد الشهداء عمى
وجعفر الذي يضحي ويمسي
يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي
منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها
فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرا
على ما كان من فهمي وعلمي
اوجب لي ولايته عليكم
رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل
لمن يلقي الإله غدا بظلمي
القرب من الرسول والعلاقة الخاصة
يقول الإمام علي (ع) عن تلك العلاقة الخاصة مع رسول (ص). بقوله (ع): "وقد علمتم موضعي من رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)، بالقرابة القريبة، والمنـزلة الخصيصة"، وبقوله: "وضعني في حجره وأنا ولد يضمّني إلى صدره، ويكنُفُني إلى فراشه، ويُمِسّني جسده، ويشمّني عرفه، وكان يمضغ الشّيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبةً في قول ولا خطلةً في فعل".
ويقول(ع): "ولقد كنت أتبعه اتِّباع الفصيل أثَر أمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كلِّ سنةٍ بحراء".
وقال أمير المؤمنين: "اللّهمَّ إني أوَّل من أناب وسمع وأجاب، لم يسبقني إلا رسول الله(ص) بالصلاة".
الإمام علي (ع) سبق بقية المسلمين بالصلاة بسنوات اي عندما كانت البعثة سرية؛ حيث لا يوجد على وجه الأرض كلها أحداً على دين رسالة النبي محمد إلا ثلاثة النبي (ص) وخديجة وعلي (ع).
كما قال ابو طالب (ع) عم النبي (ص) ووالد علي ابن ابي طالب (ص) عندما رأى النبي يصلي ومعه زوجته خديجة، وعلي (ع):"ما أعلم على وجه الأرض كلّها أحداً على هذا الدّين غير هؤلاء الثّلاثة".
نفس الرسول شخصية متميزة
من مثل الإمام علي (ع) في المكانة والمنزلة الرفيعة نشأ وتربى في أحضان وتحت مراقبة رسول الله (ص) يسير مع النبي (ص) كفصيل الناقة أثر أمه، ويفعل ما يفعله النبي (ص)، فقد أخذ علي (ع) من الرسول (ص) كل شيء؛ السلوك والعلم والمعرفة، علي (ع) يحمل قلبا وعقلا كقلب وعقل رسول (الله)، علي (ع) هو تربية ومعجزة الرسول الخالدة. بل هو نفسه حسب التعبير القرآني قال تعالى: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ﴾، المقصود من أنفسنا هو الإمام علي(ع) حيث قرن الرسول نفسه..، وبذلك أصبح الإمام علي (ع)نفس الرسول الكريم(ص).
وروي ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال: "أو لأبعثن إليكم رجلاً منّي أو كنفسي يضرب أعناقكم، ثم أخذ بيد عليّ، فقال: هذا".
كل ذلك الاهتمام والعناية، والآيات والروايات، والقرب والتربية الخاصة المحمدية، هو الاعداد وتهيئة الناس بإن الإمام المرتضى علي (ع) هو الوصي والامير أمير المؤمنين، وخليفة رسول الله (ص) الشرعي بمواصفات الخالق عز وجل، وبحسب التربية والعناية المحمدية.
شخصية الإمام علي (ع) لا يمكن معرفتها حق المعرفة، ومن الظلم أن يتحدث البعض عنه كبقية الناس ومنهم الصحابة، فهو أرفع من البشر - ومن كافة الصحابة والاولياء- إلا شخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو سيد الأنبياء والمرسلين وسيد البشر والمعلم والمربي للامام علي (ع).
سلام الله عليك يا ولي الله، يا وصي رسول الله، يا أمير المؤمنين، يا يعسوب الدين، يا علي ابن ابي طالب أيها الغالب، يا وليد الكعبة يا شهيد المحراب.
اضف تعليق