ظلم حكام بني العباس لأحفاد رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، قصة متكررة في التاريخ، وهناك مسار متواصل لظلم الحاكمين للمتقين، قبلها وبعدها، حتى اليوم، فقد سبقهم في طريق الظلم والطغيان والفساد بنو أمية لعنة الله عليهم وعلى من سار في طريقهم وأيدهم الى يوم الدين...
ظلم حكام بني العباس لأحفاد رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، قصة متكررة في التاريخ، وهناك مسار متواصل لظلم الحاكمين للمتقين، قبلها وبعدها، حتى اليوم، فقد سبقهم في طريق الظلم والطغيان والفساد بنو أمية لعنة الله عليهم وعلى من سار في طريقهم وأيدهم الى يوم الدين.
التاريخ احداث متسلسلة متشابكة معقدة، وليس رواية او قصة نقرأها ثم ننام او نمر عليها مرور الكرام، التاريخ عبر ودروس وتجارب، ومن الحكمة ان تخضع حوادثه وشخصياته للتحليل والمراجعة واستخلاص الدروس والعبر ومن ثم ربط الحاضر بالماضي والمستقبل من اجل تجنب تكرار الأخطاء والكوارث وانهار الدماء التي صبغت تاريخنا كله.
في ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام في سجون الحاكم العباسي هارون، اكثر من درس وعبرة، ما سر الخلاف بين أهل البيت وعلى رأسهم الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وولديه الحسن والحسين واولادهما واحفادهما من جهة، وبين ابناء عمومتهم من قريش او من بني هاشم من جهة ثانية، هناك سر اصبح مكشوفا هو تمسك أهل البيت النبوي الشريف برسالة الاسلام النقية، كما تجسدت في القرآن الكريم، وهي رسالة آخروية تعد الدنيا مجرد محطة عابرة الى الدار الآخرة، وتدعو للعمل الصالح والزهد والرفق والرحمة.
في حين يرى خصومهم أن الدنيا والسلطة ومغانمهما هي الهدف، وان الحكم هو القسوة والغدر والبطش، ودون اي اعتبار لحسابات الآخرة، في بيت شعر ردده يزيد عند رأس الحسين:
لعبت هاشم بالملك
فلا خبر جاء ولا وحي نزل!
اذن سلطة معاوية ويزيد وهارون وغيرهم من الأشباه اللاحقين انها لعبة صراع من اجل الدنيا لا علاقة لدين محمد ورسالته فيها، وان كان اغلبهم يتسترون برداء الدين لخداع عامة الناس والغوغاء المصفقين والمطبلين والمستفيدين! يقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره في خطبة شهيرة: ”نحن أولى النَّاس بأن نحذر مِن حُب الدُّنيا، لأننا لا دنيا عندنا كي نحبها، ما هي هذه الدُّنيا التي نحبها؟ ما هي إلا مجموعة مِن الأوهام، لكن دُنيانا أكثر وهماً. ويضيف “نحن نقول بأننا أفضل وأتقى مِن هارون! عجباً، نحن عُرضت علينا دُنيا هارون الرَّشيد فرفضناها حتى نكون أورع مِن هارون الرَّشيد؟ في سبيل هذه الدُّنيا سجن موسى بن جعفر. هل جربنا أن هذه الدُّنيا تأتي بأيدينا حتى لا نسجن موسى بن جعفر من سمات المفكر العبقري قراءة دروس التاريخ بعمق، ثم توقع المستقبل، فهل كان الشهيد الصدر يرى بعقله الثاقب ما نشهده اليوم، من صراع وفساد ومؤامرات ودماء من اجل السلطة وقد غاب عنها صوت الدين والعقل والحكمة!؟
الامام المفكر هو الطوفان الذي اغرق قاتله فرعون العصر، فضلا عن دم الشهيد الثاني السيد محمد صادق الصدر، وآلاف الضحايا في طريق الحق دين الاسلام النقي الحقيقي، دين الفقراء والمظلومين والمحرومين وليس دين الحكام الطغاة الفاسدين!
في ظل دين الحكام وسلطتهم الفاسدة كل تقي نقي شريف مستبعد او مضطهد او سجين او قتيل، طوال تاريخنا الملطخ بالعار الابدي، وستظل قصة موسى الكاظم وهارون مثل قصة علي ومعاوية، وقصة الحسين ويزيد، مجرد لحظة اختصرت قرونا من الصراع بين اهل الدنيا وأهل الآخرة، ومع الأسف ان اكثرية الناس من أهل الدنيا ولا يصدقون بالآخرة، ولو تخيلنا ان هناك انتخابات جرت لاختيار واحد من اثنين، احدهما من اهل البيت الكرام وثانيهما احد اعدائهم الطغاة، فسوف تكون النتيجة المؤكدة فوز العدو، وذلك ما حصل بعد صفين او بعد واقعة كربلاء، او تجديد بيعة صدام بنسبة 99.99 ٪? عام 1995 الفوز الدنيوي للحكام عبر المال والسلاح والمناصب والمغريات الدنيوية يقابله تهميش وظلم ال البيت ومن تبعهم من قلة مؤمنة صادقة من المخلصين، والعاقبة للمتقين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!.
اضف تعليق