ضعفنا في قوتنا، ومع كثرتنا نبدو قليلين لا نساوي شيئاً أمام العالم، ولا يزن العالم لنا أي وزن حين يتخذ القرارات المصيرية بشأننا، فيقسمنا ويبيعنا ويقرر استعمارنا ونحن نرضى ونقبل بذلك لماذا؟ لماذا: يا رسول الله.. وهل فينا شيء.. وهل فينا نقص؟ نعم، ويقذفنّ الله في قلوبكم الوهن...
بقلم: الشيخ كاظم السباعي، مقتبس من كتاب من هدي السيرة النبوية
محمد (صلّى الله عليه وآله) يبدو لنا بعد مضي أربعة عشر قرناً وكأنه لا زال واقفاً منتصب الجبين، داعياً إلى الله، وسراجاً منيراً في دروب الحياة، وشاهداً علينا وعلى الأمة، ومبشراً ونذيراً، إذا كان محمد (صلّى الله عليه وآله) إمام الرحمة فهو يبحث عن اتباع.. إذ لابد لكل مأموم اماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه، ونحن أمامنا هو نبي الرحمة محمد (صلّى الله عليه وآله)..
فماذا يمكن أن نتوقع أن يقوله النبي وهو ينظر إلى واقعنا الزاخر بالضعف والخوف، والمليء بالذل والشهوات.
ألا نسمعه يقول وهو يعلق على واقعنا الحالي: (كيف بكم إذا تداعت عليكم الأمم كتداعي الأكلة على القصعة؟).
قالوا: يا رسول الله ونحن يومئذ قلة..
(قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكن كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور العدو. هم الذين يخطب العالم ودهم، ويتملق على باب دارهم الشرق والغرب.. وهم أذلاء في نفس الوقت يتسكعون على أبواب الأمم الأخرى ويطلبون فتات موائد الشرق والغرب فلم يحصلوا عليه ما هو السر؟ (أمن قلة نحن يومئذ)؟ (لا: بل أنتم كثرة ولكن غثاء كغثاء السيل، ولينزعن من صدور العدو المهابة منكم!)
ضعفنا في قوتنا، ومع كثرتنا نبدو قليلين لا نساوي شيئاً أمام العالم، ولا يزن العالم لنا أي وزن حين يتخذ القرارات المصيرية بشأننا، فيقسمنا ويبيعنا ويقرر استعمارنا ونحن نرضى ونقبل بذلك لماذا؟
لأننا أمة لا تستحق الحياة أبداً..
لماذا: يا رسول الله.. وهل فينا شيء.. وهل فينا نقص؟
نعم، ويقذفنّ الله في قلوبكم الوهن!
الوهن، ما هو الوهن؟
الوهن: هو القوة الخائرة.
قوى موجودة ولكنها خائرة معنوياً... ضعيفة من الداخل.. مثلما قال زكريا لربه: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً).
العظم موجود بالبدن ولكنه خائر من اثر الشيخوخة والسبب هو: هذا الضعف المعنوي الذي فسره النبي بشيئين: (حب الدنيا.. وكراهة الموت).
حب الدنيا بمعنى تحويلها إلى هدف معبود وشيء مقدس لا أن تكون الدنيا وسيلة، وجسراً، ومزرعة للآخرة، وساحة سباق واختبار على الخير والتقرب إلى رضوان الله.
لهذا فالدنيا تأخذ بمجامح القلب، وتصرع الإنسان وتقوده إلى السقوط والانحطاط.. وتسد أبواب التفكير الإنساني فلا تدعه يفكر في تحرير نفسه أو تحقيق هدفه الإنساني.. وتراه يكره الموت الذي يكون طريقاً إلى الحياة.. ويخاف الشهادة في سبيل العقيدة والكرامة والوطن.. الشهادة التي هي طريق الخلود والكرامة والرفعة وشبيه هذا المضمون.
الإسلام غريباً
كلام آخر للنبي محمد (صلّى الله عليه وآله).. أيضاً يقول تعليقاً على واقع على الإسلام اليوم:
(بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء).
فهل الإسلام يعيش في غربة وحواليه اكثر من "ثمانمائة مليون مسلم" وتحيطه مئات الآلاف من المساجد والمآذن، والمنائر مزروعة في أرجاء الأرض.. في كل بلد من بلاد الدنيا يوجد مسجد ومسلمون.. وهذا على عكس ما بدأ به الإسلام حيث لم يتجاوز أتباعه ذلك اليوم العشرة والعشرين.
فماذا يقصد النبي (وسيعود الإسلام غريباً) مع هذه الشعبية المنقطعة النظير للإسلام اليوم؟ إلا اللّهم إذا كانوا هؤلاء الكثرة غير المسلمين حقيقة وغير المسلمين فعلاً بل اسماً فقط.
فالمقصود غربة مبادئ الإسلام وتعاليمه.. وأحكامه!!
وهذا هو الواقع فتعاليمه ومحتوياته تعيش غربة موحشة بين أبناء المسلمين.
التعاون عندهم غريب.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عاد عندهم غريباً.
التناصح والتآلف والتضامن والتحابب والتآخي وكل هذه الصفات التي أمر بها الإسلام عادت عندهم غريبة.
القرآن عاد غريباً.
لأنه.. لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه.
الإسلام والاستبداد
أليس يأمر القرآن بالجهاد والبذل والتضحية.
والجهاد والبذل والتضحية أصبحت عند المسلمين معدومة..
إذا ماذا تفيد الكثرة حتى لو كانت محقة إذا انهزمت أمام شرذمة قليلة من المغتصبين والمحتلين. ماذا تفيد الملايين.. لو كانوا يقبلون الرضوخ لحاكم ظالم وطاغية مستبد، ألم يقل القرآن:
(وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)؟! (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ)!
أما إذا سيطر الظلم والظالمون على الأمة الإسلامية.. ولم يبدر منها رفض أو معارضة للظلم.. فإن هذه الأمة لا تكون مسلمة حقاً.. ويعود الإسلام في هذه الأمة غريباً، لأنه لو كان الإسلام يحكم حياتها لكان وضعها ومصيرها غير هذا الذي تعيشه الآن حتماً.
فالإسلام لا يرضى بواقع الذل والعبودية والخضوع للظلم والأجنبي بينما بلاد المسلمين اليوم يتقاسمها الشرق والغرب ويتحكم فيها حفنة من الظالمين والأنظمة المستبدة والديكتاتورية الحزبية والفردية.
فهل يعيش الإسلام مع هذا الواقع المتردي.
هل يعيش الإسلام في قلب امرئ يقبل الخضوع لغير الله.. ويرضى بالسكوت على الظلم والديكتاتورية.
(إني معذب كل رعية دانت بإطاعة إمام جائر وإن كانت في نفسها تقية).
هكذا قال الله: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). (سورة الأعراف: 157)
الإسلام والحرية
الحرية هي: الرسالة التي بعث بها الأنبياء جميعاً وهي البشارة التي بشرت بها رسالات السماء..
لأنها ـ أي الحرية ـ هي الجوهرة الثمينة وأغلى نعمة منحها الله للإنسان..
وجاء الأنبياء ليعلنوا حرية الإرادة البشرية ويعلنوا.. (قلب الإنسان منطقة حرة).
بل وجاء الأنبياء وهم مزودون بوسائل لتأمين حرية الإنسان والدفاع عنها ضد الطغاة والمستكبرين ـ من أقوامهم ـ الذين أرادوا سلب حرية المستضعفين. واستعباد الفقراء والضعفاء وقهرهم بالقوة.
حتى الأنبياء عندما يأتوا فانهم لا يكرهوا على الإيمان بالله، أو يجبروا الناس على اتباعهم، لأنه تعالى نفسه لم يشأ أن يجبر الخلق على الهداية والطاعة: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ). (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).
وإنما الأنبياء يأتوا ويقنعوا الناس بالحق ويرشدوهم إلى الصراط المستقيم.. ويرفعوا عنهم الخطر العقلي والتحجير الفكري الذين يفرضهما الطغاة على عقول الناس والسؤال المهم:
لماذا حارب الأنبياء وحوربوا، وخاضوا كفاحاً مريراً ضد أقوامهم، وتحملوا المشاق والآلام، وواجهوا النفي والتشريد والتعذيب والتنكيل من طغاة زمانهم ونماردة عصرهم وفراعنة قومهم؟
لماذا قاوم موسى فرعون؟
وواجه إبراهيم نمرود؟
وحارب محمد (صلّى الله عليه وآله) أبا سفيان وأبا جهل وعتاة المشركين من قريش؟
هل لأن هؤلاء الأنبياء أرادوا أن يجبروا هؤلاء على الإيمان والهداية..
أم انهم أرادوا أن يرفعوا هؤلاء أيديهم عن رقاب الفقراء ويخلوا سبيل المستضعفين ليقرروا مصيرهم بأنفسهم ويختاروا طريقهم بحرية..
اعتقد أن محمدا (صلّى الله عليه وآله) خاض اكثر من ثمانين حرباً وغزوة مع أعدائه وكافح وناضل وضحى.. من اجل تأمين الحرية للمجتمع.. ومن أجل إنارة الطريق للناس.. وتوضيح طريق الخير والهداية.. لمن شاء ويؤمن ويتبع الحق.. ومن أبى إلا النكوص.. فما عليه من الآخرين.. ولا يحق له أن يمنع غيره من الهداية أو يمنع الهداية من الناس.
النبي حارب طغاة قومه لأنهم أرادوا أن يبقوا على جهل الناس وجاهليتهم، ويكرسوا عبادة الأصنام والأوثان، وذلك للمحافظة على مصالحهم وامتيازاتهم التي كانوا يحصلون عليها عن هذا الطريق.
لذلك فإنّ النبي أوّل ما جاء.. لم يقم بتحطيم الأصنام وإزالتها. وإنما حارب الرموز الاجتماعية وعقلية التشبث بالأحجار والتقديس للأصنام.
حارب أبا سفيان.. لأنه كان يستعبد الفقراء والمساكين عن طريق هذه الأصنام.
حارب أبا جهل لأنه كان يعتقد بأن عقيدة التوحيد ونبذ الأصنام تضر بزعامته وتضر كبريائه.
حارب أمية بن خلف وعمه أبا لهب ورؤساء مكة لأنهم أبوا أن يخضعوا لدين يساوي بين العبد وسيده، ويآخي بين الفقير والغني. ولا يدع فرقاً بين بلال الحبشي وسيده القرشي وبين سلمان الفارسي وأبي بكر العربي.. وبين الصهيب الرومي وبين أبناء هاشم انه دين المساواة والأخوة والحرية بين بني الإنسان.
(لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود... كلكم لآدم وآدم من تراب).
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
لهذا فأول من التف حول النبي ودعوته كانوا هم الفقراء والعبيد والمستضعفون.
ولأنهم وجدوا في الإسلام ملجأ للخلاص من العبودية والظلم، ووجدوا في رسالة النبي طريقاً للحرية والشعور بالكرامة.. لقد شهدت رمضاء مكة في الهاجرة إنسان يتلوى من الألم لسانه يتدلى عطشاً، والسياط تنهال على جسده من كل جانب.. ومع هذا يظل ينادي (أحد.. أحد).
إنه بلال مؤذن الرسول.
إنه صورة مشرقة من صمود المستضعفين في وجه المستكبرين لقد كان سيده (أمية بن خلف) لا يطلب منه اكثر من أن يشتم محمداً (صلّى الله عليه وآله) ودينه، وكان يقنع منه لو فعل ذلك بلسانه دون قلبه.
ولكن بلالاً الحبشي كان يفضل أن يموت تحت التعذيب حتى على أن يستنكر باللفظ ديناً نفذ نوره إلى قلبه، أو ينسى تحت وطأة الألم ـ فضل رجل هداه إلى طريق الحق والحرية.
فأراد أن يسجل صورة جميلة لتحدي الطغاة والمستكبرين الذين مهما استطاعوا أن يسلبوا الطعام والماء عن الإنسان أو يسحقوا منه حريته.. أو يسلبوا منه قدرته على أن يقول كلمة الرفض: لا.. في وجه الطغاة.
إن الإسلام يقوم على كلمة واحدة: هي كلمة التوحيد.
وكلمة التوحيد قائمة على شعارين.
أحدهما: شعار الرفض.
لا إله..
أي لا للخضوع لأي شيء ولأية قوة.
لا للخضوع لأصنام البشر والحجر والحديد والورق.
لا للخضوع للمال والشهوة والغرائز والأهواء.
لا للخضوع للأهل والعشيرة والزوجة والولد والبيئة والمجتمع بالباطل.
والثانية:
شعار التسليم. للقوة المطلقة والكمال المطلق.
إلا الله: رمز الحرية والحق والفضيلة والكمال المطلق والجمال الدائم.
وشرط الإيمان ـ في الإسلام ـ أن تكفر بالطاغوت أولاً.. أن ترفض الخضوع للحاكميات الأرضية، وآلهة البشر، والأنظمة الطاغوتية والديكتاتورية.
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى).
الآية بكاملها (المعروفة بآية الكرسي) هي آية الحرية.. وهذه الفقرات منها.. تأكيد على حرية الإنسان المطلقة.
حرية الفكر والعقيدة.. حرية النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي حرية ابداء الرأي والمعارضة في وجه الطغاة والظالمين.
الآية هكذا: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ..)
أي ليس لأحد الحق على أن يكره الإنسان على عقيدة معينة أو يجبره على سلوك طريقة معينة. (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).
أي الطريقة الوحيدة لحرية الإنسان العقائدية وتحقيق حرية العقل والفكر هي: الاقتناع وأن لا يقبل الإنسان عقيدة ما إلا عن اقتناع ووعي، وإلا عن دليل ومنطق.
إذا كان أمام الإنسان طريقان.
طريق الغي وطريق الرشد.
فهو حر في أن يسلك أياً منهما، وهو يتحمل مسؤولية هذا الاختبار، ولا مسؤولية بدون حرية.. والمسؤولية هي ثمن الحرية طبعاً.
وهذا ما رسمته الشريعة الإسلامية في قوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً، إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً).
أما لو لم يكن أمام الإنسان إلا طريق واحد.. وهو مجبر على سلوك هذا الطريق.. فإن الإنسان في هذه الحالة يفقد حريته وكرامته الإنسانية.
إن النبي نوح والنبي لوط.. لم يشاءا أن يجبرا زوجتيهما على أن يكونا مؤمنين يعني توفير الحرية الكافية للإنسان في ظل الإسلام.
حريتهم ومسؤوليتهم الإنسانية.. وتذكيرهم بهذه النعمة العظيمة والجوهرة الثمينة التي وهبها الله لهم.
هكذا شرح الإمام علي (عليه السلام) مهمة الأنبياء في كلماته..
(بعث أنبياءه ليذكروهم منسي نعمته ويثيروا لهم دفائن العقول).
وخاطب علي (عليه السلام) الإنسان بهذه الكلمة، وذكره بهذه النعمة.. نعمة الحرية في قوله: (لا تكن عبد غيرك، وقد خلقك الله حراً).
وقال: (من أصبح مهموماً لسوى فكاك رقبته، فقد هون عليه الجليل ورغب من ربه في الربح الحقير).
أي المقصود أن يكون طموحك الأساسي في الحياة تحقيق حريتك، ونيل سيادة النفس وكرامة الشخصية، وتحريرها من قيود الشهوات والأهواء والأغلال الاجتماعية والسياسية.
إن الإمام علي لا يوصي الإنسان بشيء آخر غير الحرية ولا يذكر هدفاً آخر لخلق الإنسان إلا الحرية.
ماذا يعني هذا؟
ألا يعني أننا بعيدون جداً عن دين الإسلام، ورسالة محمد (صلّى الله عليه وآله) ومنهج علي (عليه السلام) في الحياة.. نحن الذين نرضى بالعبودية للطغاة والشهوات النفسية.. ونخضع في حياتنا إمام طاغية مستبد أو نظام دكتاتوري.
نحن ـ بعد هذه الحالة ـ هل يصح أن نسمي أنفسنا مسلمين ومن أتباع محمد (صلّى الله عليه وآله) رسول الحرية..
اضف تعليق