الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)(1).
الحديث باذن الله تعالى يدور حول العودة الى منهج رسول الله (صلى الله عليه وآله) واهل بيته الاطهار في الحياة، وذلك بان نعود الى منهجه في الاقتصاد وفي السياسة وفي الحقوق وفي الاجتماع، وفي العبادات والمعاملات، والاخلاقيات والمعارف وغير ذلك، وقد جرى بعض الحديث فيما سبق حول مفردة وردت في هذه الآية الكريمة وهي مفردة (إِصْرَهُمْ) حيث قال تعالى: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) والتي تدل على ان من العلل الغائية لبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يحرر العباد من هذه الاثقال والاصار.
سؤالان مهمان
وقد ذكرنا ان (الاصر) يعني: الثقل والضيق والحبس، على ما حسب تفسير بعض المفسرين واللغويين لهذه الكلمة بهذه المفردات الثلاثة، لكن هنا سؤالان:
1- كيف تصح إضافة الإصر – وهو مفرد – إلى الجمع؟
السؤال الأول: كيف اضيف المفرد إلى الجمع إذ قال تعالى: (إِصْرَهُمْ) ولم يقل (أصارهم) كما قال: (وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)؟ فكيف اضيف المفرد الى الجمع؟ اذ قد يتوهم لزوم ان يقال (أصارهم)، وذلك لو كانت هناك بيوت قد زرتها، فانك تقول: زرتهم في بيوتهم، ولاتقول زرتهم في بيتهم اذ لو قلت: زرتهم في بيتهم، لدل ذلك على انك زرت بيتا واحدا فقط لكنه مملوك لهم او متعلق بهم ولذا قلت (بيتهم)، اما لو زرت بيوتا عديدة لأشخاص عديدين،، فينبغي ان تقول: زرتهم في بيوتهم، فلِم قال تعالى: يضع عنهم اصرهم؟
والاجابة على ذلك واضحة ادبيا، وهي ان (اصر) مصدر وبعض المصادر في اللغة العربية، تقع على الكثرة كما تقع على القلة، تقع على المفرد، كما تقع على الجمع، والامثلة على ذلك كثيرة منها: السمع، مثل قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ)[2] فكلمة (اصر) مثل كلمة (سمع) ونظائرها من هذا القبيل إذ تقع على المفرد والجمع، فيصح ان يقال (اصرهم) كما يصح ان يقال (أصارهم)
اذن من الناحية الادبية ذلك صحيح، وهو ما اجاب عنه المفسرون بما ذكرنا لكم، ولكن يبقى السؤال الثاني وهو:
ما هو وجه الحكمة في إفراد الأصر؟
ما هو وجه الحكمة في ترجيح الإفراد، اذا كان كلٌّ من الجمع والإفراد، صحيحاً؟ وهذا السؤال لم اجد من طرحه، فضلا عن الاجابة عليه. والذي يخطر في البال أحد وجهين، من غير مانعة جمع بينهما:
أ – الآصار والأثقال شخصية ونوعية
اولا: ان الاصار والاثقال الموجودة في المجتمع، تارة تكون اثقالا واصارا شخصية، أي تتعلق بعمرو او ببكر او بخالد...، وتارة تتعلق بالمجموع من حيث المجموع، ومثاله الواضح: الغابة، فهي مركبة من اشجار، ولكل شجرة حكمها، وهيئتها، وحالتها، الا ان الغابة ليست مجرد احاد الاشجار، بل هي عبارة عن الهيئة المجموعية لتلك الاشجار، أي بشرط شئ، وبنحو الضميمة، ولذا تختلف احكام الغابة عن أحكام كل شجرة شجرة، فالشجرة مثلاً عندما تنظر اليها تجدها مخضرّة، بينما الغابة اذا نظرت اليها من بعيد فانك تجدها تميل الى السواد، ولذا كانت تسمى ارض العراق بارض السواد، لأن الشجر البعيد الملتف يرى من بعيد اشبه بالسواد.
كذلك الوردة الواحدة لا تصنع ربيعا، والورود لو لم تجتمع في هيئة اجتماعية، لا تصنع ذلك المنظر الجذاب الخلاب، الا ان اجتماعها له حالة ونتيجة وفائدة وثمرة اخرى.
وعلى ذلك فان من المحتمل ان الله تعالى جمع في الآية الشريفة ـ بناءا على هذا الاحتمال الاول في التوجيه ـ بين الحقين، فأشار للمجموع من حيث المجموع كما اشار للإفراد كآحاد، فقال: (يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)، فأشار بالإصر الى ما يكبل حركة المجتمع من حيث المجموع، واشار بالأغلال الى مايكبل حركة كل واحدٍ واحدٍ من افراد المجتمع، هذا هو الوجه الاول المحتمل في وجه افراد اصر ووجه ترجيحه على الإفراد رغم صحة جمعه ايضاً.
ب - نفي الكلي الطبيعي أقوى
ثانيا: وهذا الجواب ينسجم حتى مع قسيم الوجه الاول وهو: ان استخدام كلمة (اصر) ابلغ في الدلالة على وضعه (صلى الله عليه وآله) الاصر عنهم، من استخدام كلمة (الاصار)، فانه وان كانا كلاهما صحيحاً، الا انه لو استُخدمت كلمة (اصار) فانها سوف لاتمتلك تلك البلاغة والدقة ومزيد الفائدة الموجودة في استخدام مفردة اصر، ويتضح ذلك اكثر بالمثال:
فانه تارة نقول: ليست لزيد حسنات، وتارة نقول: ليست لزيد حسنة. والفرق بينهما كبير، فان النفي في (ليست لزيد حسنه)، قوي جدا بحيث ان الاستثناء قد يعد قبيحا.. اما قولنا: (ليست لزيد حسنات) فان النفي ليس بتلك المثابة ولذا نجد ان مجال الاستثناء مفتوح، فنقول: ليست لزيد حسنات الا حسنة واحدة وهي انه أكرَمَ عالما مثلا في يوم من الايام، فالاستثناء من الجمع على مقتضى القاعدة، اما الاستثناء من المفرد فانه، وان كان معناه جمعا، الا انه ركيك، ولذا فلعل الله تعالى في قوله: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) يريد ان يؤكد هذا المعنى.. وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يضع عنهم اصرهم بقولٍ مطلقٍ من دون استثناء.
مثال اخر: اذا قلتَ (سددتُ عنه دينه)، او قلتَ: (سددتُ عنه ديونه). فان الاولى اقوى في الشمول والتعميم من سددتُ عنه ديونه، ويتضح ذلك ايضا بالاستثناء.
وبتعبير اكثر علمية: عندما يقول تعالى: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ)، فقد نَفى الكلي الطبيعي، والذي هو حقيقة واحدة ومرآة للأفراد كافة، فاذا نُفي فقد نُفيت باجمعها بالتبع. اما اذا قال: ويضع عنهم آصارهم، فقد نفى ما هو مشيرٌ الى الافراد، أي نفى أفراداً كثيرة ويمكن ان يُنفى العام ثم يستثنى منه خاص من غير تصادم.
والحديث حول هذه المفردة والأخذ والرد فيها طويل نكتفي بهذا المقدار.
آصار العصر
إذن: ان من مسؤوليات الرسول (صلى الله عليه وآله) ومن غايات بعثته ان يضع عن الناس وعن البشرية اصرهم، وسبق ان بدأنا الحديث عن الاصر الاقتصادي، ومن الاصار الاقتصادية التي ابتلي بها العالم كله: الضرائب، ومن الاصار ايضا: تملُّك الدولة للأراضي الموات وغيرها، وملكيتها ايضا للثروات، ولاشك ان هذا اصر ؛ لان الله سبحانه وتعالى خلق ما في الارض جميعا للناس كافة إذ يقول (خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً)، ومن الاصر ان تكبل ايادي الناس عن احياء الاراضي الموات وعن استثمار الثروات بدعوى انها ملكٌ للدولة، او بدعوى انها احق بذلك، والله تعالى يقول: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) اما بنحو العلة المحدثة او بنحو العلة المبقية، كما سنوضح هذه المعادلة في بحث قادم انشاء الله تعالى.
وعندما نستعرض وضع العالم الحالي، نجد ان هنالك اختلالا في التوازن المالي والاقتصادي عالميا، وهو اختلال رهيب ولعله لا نظير له في تاريخ البشرية، ويكفي ان نمثل لكم مثالا واضحا يوضح اكثر قول امير المؤمنيين (عليه افضل الصلاة والسلام) : (ما رايت نعمة موفورة الا والى جانبها حق مضيع).
أرقام مذهلة عن ثروات الاغنياء
بحسب دراسة باسم (كلفة غياب العدل) اصدرتها منظمة دولية معروفة باسم (اوكسفام)، وتعتمد، هذه المنظمة، في تقاريرها على دراسات ومسوح يقوم بها مجموعة من الخبراء، قام فيها الخبراء باستقراء وضع الفقراء، ووضع الاغنياء في العالم، وقد توصلوا الى نتائج كثيرة، منها: ان هنالك (100) شخص يُعدون من اغنى اغنياء العالم، وهم يمتلكون من الثروات ما تبلغ قيمته (240) مليار دولار، وهو رقم هائل يعدل ميزانيات عدة دول، واذا ما تساءلنا عن سبب امتلاك هؤلاء الاغنياء المعدودين لهذه الثروات الطائلة، فان الاحتكار والغش والتدليس والمناقصات والمزايدات غير المشروعة، والضرائب والكمارك واللا كمارك غير المشروعة (والاخيرة هي استغلال الوضع الكمركي العالمي لصالحهم فيزداد الفقراء فقرا ويزدادون هم غنى)، تأتي في مقدمة اسباب امتلاك هؤلاء الاغنياء لهذه الثروات الضخمة.
وحسب تحليل هؤلاء الخبراء فان هذا المبلغ الذي يمتلكه هؤلاء الاشخاص المئة وهو (240) مليار دولار، كفيل بالقضاء على الفقر في الكرة الارضية وبشكل مطلق اربع مرات. وليس مقصودهم الانفاق المباشر للمبلغ على الفقراء بل الاعم من استثماره في مشاريع بنيوية لأجل النهوض بوضع الفقراء في العالم.
ومن هنا ندرك اهمية قول امير المؤمنين (عليه السلام) : ما رأيت نعمة موفورة الا والى جانبها حق مضيع.
ويعني ذلك فيما يعني ان من اهم أسباب الفقر في العالم هو غياب احدى هاتين المعادلتين: معادلة (الارض لله ولمن عمرها) وان (الثروات الطبيعية للناس كافة) وليست للدول، كما ليست للشركات العابرة للقارات، كما ليست لأباطرة الاقتصاد.
واذا تتبعنا مراكز ومحاور الاقتصاد العالمي فسنجده يدور على اكتاف هذه الفئات الثلاث (الدول، والشركات، واباطرة الاقتصاد)، وان الثروات الطبيعية مقنّنة أو ممنهجة كي تكون لهؤلاء فقط لا لعامة الناس.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية (وباء الضرائب) وما يفعله في الناس والفقراء، فان الضرائب تثقل كاهل الفقراء بل قد توضع عليهم في الأساس، اما الاغنياء فقد لا توضع عليهم الضرائب بالمرّة ثم ان لهم الف طريقة وطريقة، قانونية وغير قانونية للتهرب من الضرائب.
التنظير الغريب لإلزام الفقراء بدفع الضرائب
ومن الغريب ان المنظرين الاقتصاديين ينظّرون لضرورة وضع الضرائب، بل ان الكثيرين منهم يفلسفون لصحة اخذ الضريبة من الفقير بالذات!، وتعطى الشرعية لذلك، اما الغني فينبغي ان لاتؤخذ منه الضريبة!! وهذه الفلسفة وهذا الكلام ملأ العشرات من الكتب والعشرات من الدراسات إذ يقولون: ان الفقير ينبغي ان يدفع الضريبة لان الاقتصاد العالمي سينتعش عندئذٍ، اما الغني فلا يصح ولايجوز عقلا ان يدفع الضرائب لان الاقتصاد سينكمش عندئذٍ!! وهذه النظرية تطرح في الجامعات وتدرس فيها! والكثير منا قد يقتنع بها ايضا!.
ومن النماذج المضحكة المبكية في ذلك: ضريبة الرؤوس، وهي ضريبة توضع على الاشخاص بما هم اشخاص في العديد من الدول، طفلا كان او كبيرا، رجلا ام امرأة، عاطلا عن العمل ام شاغلا، ثريا ام فقيرا، وهي ضريبة تفرض بالتساوي على كل المواطنين في المجتمع، وقيمة الضريبة التي تفرض على الفقير هي نفسها التي تفرض على الغني، وكثير من الناس يعترض على ضريبة الرؤوس لانهم يشعرون ان الضرائب يجب ان تفرض فقط على فائض الدخل، والممتلكات، والفقير ليس له دخل، فينبغي ان لاتؤخذ منه الضريبة، ومع ذلك ـ لاحظوا المسخ الفكري ـ (فان كثيراً من الاقتصاديين يفضلون ضريبة الرؤوس؛ لانهم يعتقدون ان مثل هذه الضرائب، لا تقلل من الحافز الفردي لكسب مزيد من المال)[3] !!
وهذا تعليل مضحك مبكي يتبناه عدد من كبار الاقتصاديين ومن ورائهم أولئك الذين يعبر عنهم بـ(محركي الدمى)[4] وتدرس نظريتهم هذه في المعاهد والجامعات.
فالفقير الذي لا يمتلك قوت يومه، والذي قد يموت من الجوع، وما اكثر من يموت من الجوع في العالم، - وقد نقلنا في بحث سابق: ان هناك (10) ملايين انسان يموتون من الفقر سنويا - وهؤلاء ـ بزعم اولئك ـ ينبغي ان تؤخذ منهم ضرائب الرؤوس؛ لان الضرائب لاتقلل من الحافز الفردي لكسب مزيد من المال !!
ثم نقول: ان العاطلين عن العمل وهم بعشرات الملايين في العالم، بل وأكثر، ليس لهم مال، وليس لهم مجال ان يحصلوا على المال، فكيف يقال: ان فرض ضريبة الرؤوس لا يقلل من الحافز الفردي لكسب مزيد من المال؟!! أليس ذلك من قبيل السالبة بانتفاء الموضوع!
نعم الغني لعله يمكن ان يقال ذلك بحقه، لكن التعليل يطبق على فقير لا يمتك آليات وسبل الوصول الى أدنى مستوى من لقمة العيش ومع ذلك يقال لابد من اخذ الضريبة منه لأن ذلك لا يقلل من الحافز الفردي لكسب مزيد من المال.
وبإذن الله تعالى سوف نطرح مستقبلا بحثا مفصلا غريبا الى ابعد الحدود، عن ان العالم يدار اقتصاديا، سياسيا، اجتماعيا وحقوقيا وغير ذلك عبر فلسفة رهيبة، وهذه الفلسفة تتلخص في جملة واحدة وهي: طرح اقبح المعاني بأجمل الالفاظ، لتسويقها!! أي ان أقبح المعاني وأقبح القرارات واقبح انواع الظلم، يوضع في اطار جميل وديكور محبب ومحبذ ويسوّق عالميا وبكل شجاعة!!
اما نحن ـ المسلمين ـ فعندنا اجمل واروع وأفضل المعاني والقيم والقوانين الا اننا نخجل من ان نطرحها! ومنها ضرورة إلغاء الضرائب كافة.
الروايات: العشارون - جُباة الضرائب عليهم - لعنة الله والملائكة
ان الضرائب تعدّ من افدح اخطاء البشرية والتي توضع على الفقير بل وحتى التي توضع على غير الفقير الا في ضمن معادلة الشارع الاقدس وهي ان من له فائض من المال فانه يدفع منه في رأس السنة (20%) فقط وليس كل شخص سواء كان له فائض أم لا، إضافة إلى فروق أخرى أشرنا إليها في بعض بحوثنا، ولهذا تفصيل يترك لمحله...
وفي الختام ننقل لكم بعض الروايات التي اتفق عليها الفريقان، فقد ورد في الخصال[5] ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لايدخل الجنة مدمن خمرٍ، ولا عشار[6] ولا قاطع رحم، ولاقدري.
الا ان بلادنا الان بنيت على العشارين بدءاً من الحكومة ومروراً بالموظفين ووصولاً الى عامة الناس، حيث يعتبرونها حقا طبيعا للدولة.
وهناك رواية اخرى[7] عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): على العشار كل يوم وليلة لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا.
وننقل بعض روايات عن اهل العامة فقد ورد في مسند احمد بن حنبل[8] عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (اذا لقيتم عشارا فاقتلوه).
وفي رواية اخرى عندهم: من لقي صاحب عشور فليضرب عنقه[ [9، وفي رواية اخرى (لايدخل الجنة صاحب مكس) (10).
ختاماً: من الذي يجب عليه ان يدافع عن حقوق الناس كافة؟، اليس الذين يتبعون الرسول ويطيعون أمره؟ وقد قال عنهم تعالى:
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)[11]
ان مسؤوليتنا الشرعية: ان نحيي العلة الغائية التي بعث لأجلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي وضع الاصار والاغلال عن اكتاف الناس وتحطيم القيود ومنها: الضرائب بشتى أشكالها.
والحديث حول هذا الأمر طويل وسنكمل بعض جوانبه في البحوث القادمة بإذن الله تعالى. نسال الله تعالى ان يوفقنا واياكم لكي نحيي اهداف بعثة رسول الله (صلى الله عليه وآله) " ومنها وضع الاصار والاثقال عن الناس.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.
اضف تعليق