q

اجماع المفسرين في سبب نزول سورة الكوثر

تواترت روايات السلف في سبب نزول سورة الكوثر: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)، هي رداً على العاص الذي زعم أنه (ص) أبتر. اي لانسل له.

وتفصيل ذلك كما يذكرعبد الله بن عباس -وهي أصح رواية-، فقد قيل عنه بأنها نزلت في العاص بن وائل، وذلك أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج من المسجد وهو يدخل، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جُلوس، فلما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تحدث؟ قال: ذاك الأبتر، يعني النبيّ -صلوات الله وسلامه عليه-، وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن: أبتر، فأنـزل الله تعالى هذه السورة.

والكوثر على وزن جوهر معناه: الخير الكثير.

أما المعنى فهو أن الله سوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة.

أما المعنى فهو أن الله سوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة.

الامام الموسوعي الفخر الرازي وتفسير سورة الكوثر

يقول الرازي: في لطائف هذه السورة أن السالكين إلى الله تعالى لهم ثلاث درجات:

أعلاها: أن [ص: 111] يكونوا مستغرقين بقلوبهم وأرواحهم في نور جلال الله.

وثانيها: أن يكونوا مشتغلين بالطاعات والعبادات البدنية.

وثالثها: أن يكونوا في مقام منع النفس عن الانصباب إلى اللذات المحسوسة والشهوات العاجلة، فقوله: (إنا أعطيناك الكوثر) إشارة إلى المقام الأول وهو كون روحه القدسية متميزة عن سائر الأرواح البشرية بالكم والكيف، أما بالكم فلأنها أكثر مقدمات، وأما بالكيف فلأنها أسرع انتقالا من تلك المقدمات إلى النتائج من سائر الأرواح، وأما قوله: (فصل لربك) فهو إشارة إلى المرتبة الثانية، وقوله: (وانحر) إشارة إلى المرتبة الثالثة، فإن منع النفس عن اللذات العاجلة جار مجرى النحر والذبح، ثم قال(إن شانئك) أي المنافق الذي يأتي بتلك الأفعال القبيحة المذكورة في تلك السورة سيموت ولا يبقى من دنياه أثر ولا خبر، وأما أنت فيبقى لك في الدنيا الذكر الجميل، وفي الآخرة الثواب الجزيل.

ومعناه أن النفس التي تدعوك إلى طلب هذه المحسوسات والشهوات العاجلة، أنها دائرة فانية، وإنما الباقيات الصالحات خير عند ربك، وهي السعادات الروحانية والمعارف الربانية التي هي باقية أبدية،

المفسرون من السلف ذهبوا مذاهب في تفسيرها

هذا وذهب مفسرو مدرسة السقيفة أراءً أخرى في معنى الكوثر تصل إلى 26 رأياً نذكر أهمها كالتالي:

1- الكوثر هو العلم.

2- الكوثر هو النبوة.

3- الكوثر هو القرآن.

4- لكوثر هو الشفاعة.

5- لكوثر هو شرف الجنة.

6- الكوثر هو حوضه (ص).

7-الكوثر الصحابة

8- الكوثر الإسلام....الخ

ومهما عاندوا وزاغاوا وتمحلوا لابد من ظهور الحق

وقال الإمام فخرالدين الرازي: " الكوثر أولاده (ص) لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على مَن عَابَهُ (عليه السَّلام) بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قُتل من أهل البيت، ثم العالم ممتلئٌ منهم، ولم يبق من بني أمية أحد يُعبَأُ به ثمّ أنظركم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا(عليهم السلام) والنفس الزكية وأمثالهم. (التفسير الكبير: 30/تفسير سورة الكوثر، نقلاً عن أهل البيت في القرآن: 401).

وقال البيضاوي 20.. عند تفسير: (الكوثر) قال: (وقيل: أولاده) التنزيل وأسرار التأويل مخطوط ص1156.

فقد قال تعالى:(ذُرية بعضها من بعضٍ واللهُ سميعٌ عليمٌ) ال عمران|35.

السلام عليك يابن رسول الله يا امام الهدى ياجعفر بن محمد أيها الصادق الأمين وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا.

استمرار الامامة الابراهيمية في العترة حتى الامام القائم المهدي (عج)

قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي)البقرة:124.

ويروى الحافظ القندوزي بإسناده عن المفضّل، قال: سألت جعفر الصادق (عليه السلام) عن قوله عزّ وجل وَإِذِ ابْتَلَى‏ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ) قال: هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه.

وقال: (يا ربّ أسألك بحقّ محمد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألاّ تبت عليّ)

قال تعالى:(فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة:37..

فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله فَأَتَمَّهُنَّ)؟

قال: يعني: أتمّهن إلى القائم المهدي اثني عشر إماماً تسعة من الحسين. ينابيع المودّة/25..

وقال تعالى:(فإذ انُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) المؤمنون: 101..

يروى المناوي في (فيض القدير) عن عمر بن الخطاب عن رسول الله (ص) أنه قال: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي. الفضائل الخمسة: ج2.

[email protected]

اضف تعليق