q

تساءل الكاتب بول بيلار في مقال بمجلة ذا ناشونال إنترست الأميركية: ماذا بعد سقوط تنظيم الدولة الإسلامية –بحسب وصفه-؟، ومن يتولى أمر الأراضي التي يفقدها، وخاصة في ظل استمرار وتصاعد الحملة ضد التنظيم ومحاولة أعضائه المحبطين العودة إلى بلدانهم.

وقال إن مصير الأراضي والمناطق التي يفقدها تنظيم الدولة سيبقى مثارا للجدل بشكل حاد، وخاصة تلك التي توجد في شمال ووسط سوريا، حيث تنتشر بؤر الصراع بين الأكراد والعرب، في ظل الحرب المعقدة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.

وأوضح بيلار أن هناك منظمات متطرفة ومجموعات مسلحة بمسميات وأجندات مختلفة تنتشر في كل أنحاء سوريا، مما يجعل الفرصة متاحة لمزيد من الصراعات والاحتراب، ومما يهدد المصالح الأميركية أكثر من أي وقت مضى.

وقال إن الصقور في الولايات المتحدة انشغلوا على مدار الفترة الماضية بالتفكير في الكيفية اللازمة لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة وسحقه، وخاصة بعد صعوده المفاجئ والكبير والمكتسبات الإقليمية التي حققها بشكل دراماتيكي، وأشار إلى أن تفكيرهم انصب على ما يجب على القوات الأميركية أن تفعله، ولكن قلة هم من فكروا في المرحلة التي تأتي ما بعد تنظيم الدولة.

ودعا الكاتب الولايات المتحدة إلى ضرورة تحديد التهديدات الأمنية الخارجية من حيث الأشخاص أو الجماعات أو الأنظمة التي يجب إلحاق الهزيمة بها، فتصاعد الحملة الأميركية ضد تنظيم الدولة سرعان ما يكشف عن مدى حاجتنا للتخطيط للمرحلة التالية.

المرشحون يجسدون العدوانية

اتضحت معالم وآفاق السياسة الأميريكية المقبلة، وفق تقييم النخب، عقب افصاح المرشحة هيلاري كلينتون عن برنامجها للسياسة الخارجية، الذي اقتطفت كبرى الوسائل الاعلامية ما ورد فيه من تهجم وتحقير لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي يشكل تهديدا للسياسة الاميريكية وتوسعها على امتداد العالم، وتجاهلت الشق الأهم في اولوية المؤسسة العسكرية.

وذكر الكاتب منذر سليمان في موقع وكالة اخبار الشرق الجديد، ان ما تميز به خطاب هيلاري هو الاشارة المتكررة للاستثنائية الاميركية، التي تعني ببساطة اما ان تقبل الدول والشعوب الاخرى سيادة وهيمنة واشنطن، او مواجهة مصائر مجهولة لقياداتها، وتعريض الآخرين لسلسة من الحروب والنزاعات الداخلية.

واضاف الكاتب ان سجل هيلاري، كما في مفردات خطابها الاخير، لا يشذ عن تأييد المغامرات العسكرية والتدخل بالقوة في شؤون الآخرين: حروب البلقان وغزو العراق وافغانستان وتدمير ليبيا وتأييدها الحاسم لمسلحي المعارضة السورية من الجهاديين المتطرفين.

التحركات المتوقعة لداعش خلال ما تبقى من 2016

من جانبه نشر معهد دراسات الحرب (ISW) خلال دراسة التحركات المحتملة أن تشكل الأيام الـ45 المقبلة فترة نشاط وهجمات متنوعة لداعش خاصة ، فلقد دأبت داعش على استخدام شهر رمضان كمبرر لهجماتها وكوسيلة لإعادة توجيه استراتيجياتها.

ومن المرجح أن تعمل داعش هذا العام على اتخاذ الكثير من التدابير لمعاكسة خسائرها الفادحة في العراق وسوريا وتوسيع هجماتها في مختلف المناطق. وتسعى داعش لإثبات قدرتها على الحفاظ على مناطقها التي تسيطر عليها، ويتوقع منها أن تتجه في توسيع هجماتها باتجاه تركيا ولبنان والأردن .

وقد توقع معهد دراسات الحرب (ISW) تقسيم نشاطات داعش المقبلة وفق أربع دوائر جغرافية:

الأولى: جوهر تضاريس داعش وهي المنطقة التي تشمل كلاً من سوريا والعراق والأردن ولبنان وفلسطين وإسرائيل وسيناء.

الثانية: مراكز القوى الإقليمية والتي تشمل السعودية وتركيا ومصر.

الثالثة: فتمثلت بباقي مناطق العالم الإسلامي.

الرابعة: تشمل مناطق العالم الأخرى غير المسلمة.

كما ان التوقعات تشير الى التوجه نحو تنفيذ هجمات دموية ضد الدول الاوربية والغربية سيحدوا بتنظيم داعش للسير على خطى تنظيم القاعدة في تركه لنظرية مسك الارض والتحول نحو تنظيم هلامي يعتمد نظام (الغزوات) وهو مايسهل عليه عملية الاختفاء والتحرك الى ان يجد مناطق جديدة للظهور فيها غير انها ما تزال عصية عليه مثل المغرب العربي وجنوب افريقيا.

اضف تعليق