جدّدت الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسيّة باريس يوم أمس الجدل المتواصل بشأن جذور الاٍرهاب ومنبعهُ، فبينما يكرّر ضحاياه، خاصّة الشيعة، مقولة ان (الوهابيّة) تشكل جذرهُ الفكري والثقافي و(الدّيني) المزعوم، وانّ نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية يشكّل منبعهُ وحاضنتهُ الأساسيّة، فهو الذي يحتضن فقهاء التّكفير وهو الذي يُنفق الأموال الطائلة على مدارسهِم ومعاهدهِم وجامعاتهِم ومراكزهِم ومؤسساتهِم سواء في داخل (المملكة) او في مختلف دول العالم، والتي تعلّم الأجيال المتعاقبة على الكراهيّة والتّكفير والغاء الاخر والقتل والذبح، في عمليّة غسيل دماغ منظّمة ومتكرّرة ومتواصلة، موظفاً علاقاته السّياسية والدبلوماسية الواسعة مع المجتمع الدّولي والتي بناءها بالمال والاعلام، في الوقت نَفْسَهُ لازالت بعض الأطراف والجهات الرّسمية وشبه الرّسمية في العالم تسعى لتسويق ايِّ تبريرٍ، حتى اذا كان تافهاً، يفصل بين (الوهابيّة) والارهاب وبين نظام (آل سعود) والارهاب، وهي الأطراف المستفيدة من علاقاتها مع البترودولار بشكل مباشر وفعّال.

انّهم يحاولون تضليل الرّاي العام عندما يصوّرون الحرب على الاٍرهاب في دولِنا على انّها حَرْبٌ طائفيّة، لا دخل للارهاب فيها ابداً، لتأتي هجمات باريس الإرهابيّة يوم أمس لتُلقمهم حجراً على رؤوسهم وفي أفواههم ولتؤكد من جديد انّها حرب الاٍرهاب وليست حرباً طائفية ابداً.

انّها حربُ الاٍرهاب على البشريّة التي تتغذى جذورها من (الوهابية) يحميها نظام القبيلة الفاسد بكلِّ ما اوتي من جهد.

وبالمناسبة، ومن باب الشيء بالشيء يُذكر، اتمنّى على الفرنسيّين اخبارنا اذا وجدوا شيعياً واحداً فقط من بين العناصر الإرهابية التي نفذت الجريمة يوم أمس!.

لن يجدوا غير العناصر الوهابيّة حصراً من نفّذت الهجوم الإرهابي، فمنذ هجمات ١١ أيلول عام ٢٠٠١ الإرهابية في نيويورك ولحدّ الان لم ينفذ غيرهم كل الهجمات الإرهابيّة التي شهدتها دول عدّة في العالم، كما لم يجدوا غيرهم مَن حزّ رقاب الضحايا الأجانب واحرق جثثهم طوال العام الماضي.

انّهم الوهابيون حصراً، فاذا أراد العالم ان يقنعنا بجديّته في تدمير الاٍرهاب وتجفيف منابعهِ والقضاء على جذورهِ فليبدِ تصميماً اكثر وحزماً أشد في التعاون مع المسلمين [علماء، فقهاء، مؤسسات، إعلام، منظمات مجتمع مدني، كتّاب وباحثين، وغير ذلك] لعزل (الوهابيّة) عن الاسلام للقضاء على جذور الاٍرهاب، من جانب، ولإسقاط نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية لتجفيف منبع الاٍرهاب، من جانب آخر، واليكم التفاصيل والخطة والتي كنتُ قد نشرتها بتاريخ (١٨ حزيران ٢٠٠٧) أضعها بين يدي الأحرار في العالم ليعمل كلٌّ من موقعهِ وبقدراتهِ وامكانيّاته لتحقيق هذا الهدف، وبالتالي انقاذ البشريّة من شرّ الاٍرهاب وخطرهِ العظيم، فالغرب واميركا وكندا مملوءة بالخلايا الارهابية النائمة التي ستستيقظ ان عاجلاً ام اجلاً اذا لم يتعاون الجميع من اجل تحطيم الجذور وتجفيف المنبع.

لا احد في مأمن من الاٍرهاب، فإما ان يتحقق الأمن للجميع او لا يتحقق لاحدٍ ابداً، فعالم القرية الصغيرة كالأواني المستطرقة، يسري فيه الاٍرهاب ليظلّ بمستوى واحد!.

جفّفوا منابعهُ في الرّياض وحطِّموا جذورهُ هناك والا فسيُشغِلكم في باريس ولندن وواشنطن ونيويورك وروما وفي كل العواصم!.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق