ملفات - عاشوراء

مَصاديق القوة

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (١٢)

من القوَّة القُدرة على البناءِ والإِعمارِ وتنفيذِ خُططِ النُّهوضِ الحضاري وزيادةِ عددِ [المعاوِلِ] على [السُّيُوفِ]... التصدِّي لمواقعِ المسؤُوليَّة والقِيادة باقتدارٍ وكفاءةٍ وخِبرةٍ على قاعدةِ [الرَّجُلِ المُناسبِ في المكانِ المُناسبِ]... إِدارة المال والإِقتصاد بنجاحٍ وحمايةِ المصالحِ العُليا... إِحترام الرَّأي والرَّأي الآخر والإِعتراف بالتنوُّعِ واحترامِ التعدديَّةِ والتَّعايشِ معَها... من القوَّة...

 من كُلِّ آياتِ القرآن الكريم والرِّوايات وغيرِها وكذلكَ بالعقلِ والمنطقِ والخبرةِ والتَّجربةِ نستنبِط معاني ومَصادر القوَّة ومصاديقَها كالتَّالي؛

- خَلقُ حالةٍ من توازنِ الرُّعبِ... من القوَّة.

- الإِعداد والإِستعداد حسبَ الظَّرف الزَّمكاني... من القوَّة.

- تنفيذ الخُطط والإِلتزام بالمَنهجِ والإِستقامةِ على الطَّريقةِ... من القوَّة.

- القُدرة على البناءِ والإِعمارِ وتنفيذِ خُططِ النُّهوضِ الحضاري وزيادةِ عددِ [المعاوِلِ] على [السُّيُوفِ]... من القوَّة.

- التصدِّي لمواقعِ المسؤُوليَّة والقِيادة باقتدارٍ وكفاءةٍ وخِبرةٍ على قاعدةِ [الرَّجُلِ المُناسبِ في المكانِ المُناسبِ]... من القوَّة.

- إِدارة المال والإِقتصاد بنجاحٍ وحمايةِ المصالحِ العُليا... من القوَّة.

- إِحترام الرَّأي والرَّأي الآخر والإِعتراف بالتنوُّعِ واحترامِ التعدديَّةِ والتَّعايشِ معَها... من القوَّة.

- التقيُّد بأَخلاقيَّات الحوار والإِختلاف لخلقِ بيئةٍ آمنةٍ وسليمةٍ لما يُسمَّى بـ [العَصف الفِكري] وتجنُّب لُغةَ التَّهديدِ والتَّخوينِ... من القوَّة.

- خلقُ الفُرصِ وحمايتِها وإِعدادِ الوسائلِ وتهيئتِها للجميعِ من دونِ تمييزٍ ليغتنمَها مَن يقدر على ذلكَ... من القوَّة.

- إِشاعة العدل والمُساواة في المُجتمعِ واحترامِ مُعادلةِ الحقوقِ والواجباتِ بينَ الحاكمِ والرعيَّةِ... من القوَّة.

- تكريس وتحذير مُعادلة [التَّكافُل الإِجتماعي] للقضاءِ أَو على الأَقلِّ لتقليلِ فجوةِ [الطَّبقيَّة] بكُلِّ أَشكالِها في المُجتمعِ... من القوَّة.

- رسم الخُطط الإِستراتيجيَّة التي تنطلِق من الواقعِ وتأخذ بنظرِ الإِعتبار مآلات المُستقبل المنظور بواقعيَّةٍ بعيداً عن المِثاليَّاتِ... من القوَّة.

- حريَّة التَّفكير والتَّعبير في جوٍّ آمنٍ خالٍ من الخَوف والإِرهاب الفكري... من القوَّة.

- حاكميَّة القانُون في الدَّولَةِ وأَن يكُونَ فَوقَ الجميع لتحقيقِ سيادةِ الدَّولةِ... من القوَّة.

- إِشاعة الأَخلاقيَّاتِ والمناقبيَّاتِ السَّاميةِ في المُجتمعِ كالصِّدقِ والأَمانةِ والوفاءِ بالعُهُودِ والنَّزاهةِ واحترامِ الخصُوصيَّةِ وتقديرِ الفضلِ والقُدُراتِ (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) و(وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ)... من القوَّة.

- حريَّة المعلُومة الصَّحيحة والدَّقيقة والقُدرة على الوصولِ إِليها وتداوُلها وتدويرَها فهي عمادُ تشكُّلِ الوعي والتَّنوير والتَّحليل السَّليم، باستثناءِ ما يخصُّ الأَمن بكُلِّ أَشكالهِ كالقوَّات المسلَّحة وأَجهزة الأَمن والإِستخبارات، فالواجبُ المُؤَكَّد حمايتَها من التَّسريبِ والإِختراقِ... من القوَّة.

 يقولُ تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا).

 كما يشرحُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) الشفافيَّة وحريَّة الوصول إِلى المعلومةِ باستثناءِ المعلوماتِ الأَمنيَّةِ بقولهِ (ع) (أَلَا وإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي أَلَّا أَحْتَجِزَ دُونَكُمْ سِرّاً إِلَّا فِي حَرْبٍ) فيما يحثُّ على الشفافيَّة في الأُمور الأُخرى التي تخصُّ الشَّأن العام بقولهِ في عهدهِ للأَشتر (وإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ واعْدِلْ عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ ورِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ وإِعْذَاراً تَبْلُغُ بِه حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ).

 ومازِلنا نتحدَّث في هذا المَوضوعِ يلزمنا التَّنبيهُ إِلى أَمرٍ في غايةِ الأَهميَّةِ يخصُّ المعلومةَ، وهو؛

 يظنُّ كثيرُونَ بأَنَّ المعلومةَ [أَيَّة معلومة] هي حقٌّ مُشاعٌ من حقِّ مَن يحصلَ عليها أَن ينشُرها ويتعاملَ معها بالطَّريقةِ التي تُعجبهُ والتي يراها مُناسبةً قد تخدمهُ في صناعةِ [طشَّةٍ] على وسائلِ التَّواصلِ الإِجتماعي!.

 وهذا تفكيرٌ خاطئٌ جُملةً وتفصيلاً فقد يضرُّ بالمُجتمعِ ويشارِكُ في إِشاعةِ الفاحِشةِ وهوَ السُّلوكُ الذي نهانا عن فعلهِ والتورُّط بهِ القُرآن الكريم (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

فما هي الطَّريقةُ الفُضلى والمُثلى والسَّليمة والصَّحيحة للتَّعامُلِ مع المعلومةِ؟!.

 يقُولُ تعالى يُحدِّدُ القاعدةَ الإِستراتيجيَّةِ العامَّة بهذا الصَّدد (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ).

 ١/ الإِحاطةُ بمُفرداتِ الخبرِ وتفاصيلهِ، فلا يكفي أَن تسمعَ أَو تقرأَ خبراً ثُمَّ تبني عليهِ قِصَّةً! فقد يُضلِّلُكَ الخبر النَّاقِص ويضرُّ بمصداقيَّتكَ إِذا تعامَلتَ معهُ قبلَ التثبُّتِ!.

 ٢/ ومن التثبُّتِ أَن تصِلَ إِلى مرحلةِ اليقينِ وهو ضدَّ الشكِّ، فلا تتناقل خبراً مشكُوكٌ فيهِ (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا). 

 ٣/ أَن تنقُلَ الخبرَ للمعني بهِ أَولاً، فإِذا كانَ خبراً خاصّاً فيلزم أَن تنقُلهُ لصاحبِ الشَّأنِ، أَمَّا إِذا كانَ الخبرُ يخصُّ الشَّأن العام فيلزَم ردِّهِ لصاحبهِ ما لم تلمَس عندهُ ضعفاً في التَّفاعُلِ معهُ والبناءِ عليهِ لحمايةِ الشَّأنِ العامِّ والمصالحِ العُليا والأَمنِ القَومي للبلادِ.

اضف تعليق