الصحة النفسية بأنها لا تعني بالضرورة خلو المرء من الاضطرابات النفسية، ولكنّها "حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي. ويتيح اليوم العالمي للصحة النفسية 2023 فرصة للأفراد والمجتمعات المحلية لنصرة موضوع الصحة...
يحتفل في كل عام من يوم 10 أكتوبر باليوم العالمي للصحة النفسية لإذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية. والغرض من هذا اليوم هو إجراء مناقشات أكثر انفتاحاً بشأن الأمراض النفسية وتوظيف الاستثمارات في الخدمات ووسائل الوقاية على حد سواء. وكان أول الاحتفالات في عام 1992 بناء على مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وهي منظمة دولية للصحة النفسية مع أعضاء وشركاء في أكثر من 150 بلدا. في بعض البلدان مثل هذا اليوم هو جزء من عملية أكبر لأسبوع التوعية بمرض نفسي.
تعرّف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها لا تعني بالضرورة خلو المرء من الاضطرابات النفسية، ولكنّها "حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي".
ويتيح اليوم العالمي للصحة النفسية 2023 فرصة للأفراد والمجتمعات المحلية لنصرة موضوع "الصحة النفسية حق عالمي من حقوق الإنسان" من أجل تحسين المعارف وإذكاء الوعي والدفع قدما بالإجراءات التي تعزز وتحمي الصحة النفسية للجميع باعتبارها حقا عالميا من حقوق الإنسان.
والصحة النفسية حق أساسي من حقوق الإنسان المكفولة للجميع. ولكل شخص، أيا كان وأينما كان، الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية يمكن بلوغه. ويشمل ذلك الحق في الحماية من مخاطر الصحة النفسية، والحق في الحصول على رعاية في المتناول وميسورة ومقبولة وذات نوعية جيدة، والحق في الحرية والاستقلال والإدماج في المجتمع المحلي.
وتنطوي الصحة النفسية الجيدة على أهمية حيوية لصحتنا ورفاهيتنا إجمالا. ومع ذلك، يتعايش شخص واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم مع اعتلال من اعتلالات الصحة النفسية التي يمكن أن تؤثر على صحتهم البدنية، ورفاههم، وكيفية تواصلهم مع الآخرين، وسبل عيشهم. وتؤثر اعتلالات الصحة النفسية أيضا على عدد متزايد من المراهقين والشباب.
ولا ينبغي أبدا أن تشكل الإصابة باعتلال من اعتلالات الصحة النفسية سببا لحرمان شخص من حقوق الإنسان المكفولة له أو استبعاده من اتخاذ القرارات المتعلقة بصحته. ومع ذلك، لا يزال الأشخاص المتعايشون مع اعتلالات الصحة النفسية يعانون في جميع أنحاء العالم من مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان. ويتعرض كثير منهم للإقصاء من الحياة المجتمعية وللتمييز، في حين أن كثيرين آخرين لا يستطيعون الحصول على رعاية الصحة النفسية التي يحتاجون إليها أو قد لا يحصلون سوى على رعاية تنتهك حقوقهم الإنسانية.
الرسائل الرئيسية لليوم العالمي للصحة النفسية
الصحة النفسية الجيدة جزء لا يتجزأ من صحتنا ورفاهنا بشكل عام.
تمكننا الصحة النفسية الجيدة من مواجهة التحديات والتواصل مع الآخرين والنجاح طوال حياتنا. وتتسم بأهمية حيوية وتستحق الاعتراف بها واحترامها.
الصحة النفسية حق من حقوق الإنسان العالمية.
إن حقوق الإنسان عالمية وتفيد في تعزيز وحماية حق الناس في الكرامة والاستقلال الذاتي والاندماج في المجتمع المحلي.
من حق كل شخص أن يحصل على رعاية للصحة النفسية عالية الجودة.
نظراً إلى أن الصحة النفسية حق من حقوق الإنسان العالمية، نتمتع جميعاً بالحق في الحصول على علاج عالي الجودة يلبّي احتياجاتنا ويحترم حقوقنا طوال حياتنا.
تشكل حالات الصحة النفسية تهديداً كبيراً لرفاه الشباب.
يطال تأثير حالات الصحة النفسية واحداً من كل سبعة مراهقين على مستوى العالم، ويظهر الاكتئاب كسبب رئيسي لاعتلال المراهقين وإعاقتهم.
يجب علينا تحدي الوصم والتمييز المحيطين بالصحة النفسية.
لدينا جميعا الحق في أن نعيش حياتنا خالية من الوصم والتمييز في أماكن مثل المدارس وأماكن العمل.
لدينا جميعاً الحق في العيش بشكل مستقل والاندماج في المجتمع المحلي.
يجب أن يُتاح للناس الحصول على خدمات الصحة النفسية الجيدة، وكذلك التعليم وإمكانية توليد الدخل وفرص الإسكان والدعم الاجتماعي، لكي يتسنى لهم العيش بشكل مستقل ويندمجوا في مجتمعاتهم المحلية.
تعد الخدمات وأوجه الدعم المجتمعية الخاصة بالصحة النفسية ذات النوعية الجيدة أمراً بالغ الأهمية بالنسبة إلى مستقبلنا جميعاً.
الصحة النفسية والرفاه أمران أساسيان للتمتع بحياة جيدة وهادفة. ومن المهم جداً ضمان وصول الجميع إلى الخدمات ووأجه الدعم المجتمعية الخاصة بالصحة النفسية. وعلى وجه الخصوص، يمكن أن يحدِث الحصول على أوجه الدعم والموارد الخاصة بالصحة النفسية في الحياة المبكرة فرقاً حقيقياً في صحة الشباب والبالغين ورفاههم في مراحل العمر المتأخرة. وينبغي تعزيز ذلك كأولوية في جميع البلدان.
يؤدي الاعتراف بالصحة النفسية بوصفها حقاً من حقوق الإنسان العالمية إلى تمكين الناس من الدفاع عن حقوقهم – وحقوق الأشخاص المحيطين بهم.
إن لم يكن الناس على دراية بحقوق الإنسان الخاصة بهم، فلن يتمكنوا من الدفاع عنها. ومن خلال إشراك الأشخاص الذين لديهم تجربة حيّة مع حالات الصحة النفسية في عملية صنع القرارات المتعلقة بمسائل الصحة النفسية، يمكن للسياسات والقوانين الجديدة والتخطيط الجديد للخدمات أن تتأثر بشكل إيجابي وتسترشد بخبراتهم.
قد تكونون على دراية بصحتكم النفسية، ولكن هل تعرفون حقوقكم؟ إن الصحة النفسية لكل شخص رائعة ومعقّدة ومختلفة. ولكن حقوقنا هي نفسها.
ومن خلال معرفة حقوق الصحة النفسية الخاصة بكم، يمكنكم الدفاع عن الصواب – من أجلكم وأجل الآخرين.
الصحة النفسية ليست امتيازا
وجاء في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية ان "الصحة النفسية ليست امتيازا، بل هي حق أساسي من حقوق الإنسان - ويجب أن تكون جزءا من التغطية الصحية الشاملة".
وشدد الأمين العام، في رسالته، على ضرورة أن توفر الحكومات رعاية تساعد الناس على التعافي وتصون حقوقهم.
وقال "ويمكن أن تقوم بذلك عن طريق تعزيز الدعم المجتمعي وإدماج المساعدة النفسية ضمن الرعاية الصحية والاجتماعية الأوسع نطاقا".
وأكد السيد غوتيريش أن للصحة النفسية أهمية بالغة بالنسبة للإنسان، "فهي التي تمكننا من أن نعيش الحياة التي نرضا لأنفسنا ومن أن يكون لنا إسهام كامل في مجتمعاتنا".
ولكن برغم هذه الأهمية البالغة إلا أن واحدا من كل ثمانية أشخاص، على الصعيد العالمي، يعاني من اضطرابات الصحة النفسية، على أن هذه الاضطرابات تنتشر بين النساء والشباب بدرجة غير متناسبة.
ومن بين كل أربعة أشخاص يعانون من هذه الاضطرابات، يتلقى ثلاثة أشخاص علاجات غير كافية - أو لا يتلقون أي رعاية على الإطلاق. وكثير منهم يواجهون الوصم والتمييز.
ودعا الأمين العام إلى ضرورة أن "نتصدى للانتهاكات ونكسر الحواجز التي تمنع الناس من التماس الدعم. ويجب علينا أن نعالج الأسباب الجذرية - كالفقر وعدم المساواة والعنف والتمييز - وأن نهيئ مجتمعات أكثر تعاطفا ومرونة".
ودعا كذلك إلى أن نجدد التأكيد في هذا اليوم العالمي للصحة النفسية، وفي سائر الأيام، على مكانة الصحة النفسية، "ولْنصُنها باعتبارها حقا من حقوق الإنسان العالمية، ولْنعمل يدا بيد من أجل بناء عالم أكثر عافية تُتاح فيه فرصة الازدهار للجميع".
تأثر مليار شخص في العالم
وفي عالمنا اليوم، يعاني نحو مليار شخص من مشكلة على صعيد الصحة النفسية، إلا أنها تظل أحد جوانب الرعاية الصحية الأكثر تعرّضا للإهمال، وفي بعض البلدان، هناك فقط عاملان في مجال الصحة النفسية لكل 100,000 شخص.
وتسببت الجائحة في أزمة عالمية للصحة النفسية، مما أدّى إلى حدوث ضغوط قصيرة وطويلة الأجل وتقويض الصحة النفسية لدى الملايين. إذ تشير التقديرات إلى ارتفاع حالات القلق والاكتئاب على حدّ سواء بأكثر من 25 في المائة خلال العام الأول من تفشي الجائحة. في الوقت نفسه، تعطّلت خدمات الصحة النفسية بشدة واتسّعت فجوة علاج حالات الصحة النفسية.
إن التداعيات الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على ذلك عميقة، فالقلق والاكتئاب وحدهما يكلّفان الاقتصاد العالمي ما يُقدر بنحو تريليون دولار سنويا.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن اليوم العالمي للصحة النفسية يُعدّ فرصة لإعادة تكثيف الجهود لحماية وتحسين الصحة النفسية.
وأشارت إلى أنه قبل تفشي الجائحة في عام 2019، كان يُقدّر أن واحدا من كل ثمانية أشخاص على مستوى العالم مصاب باضطراب نفسي.
وفي الوقت نفسه، لا تزال الخدمات والمهارات والتمويل المتاح للصحة النفسية في حالة نقص، وهي أقل بكثير مما هو مطلوب، لا سيّما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
مساعدة اليافعين والشباب في عالم متغير
تبدأ نصف المشاكل النفسية إجمالا في سن الرابعة عشرة، ولكن معظم هذه الحالات لا يُكشف عنها ولا تُعالج. ويعد الاكتئاب ثالث سبب رئيسي للإصابة بالاعتلالات النفسية، ومن ثم يأتي الانتحار بوصفه السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً.
وشددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة القيام بالكثير من العمل لمساعدة المراهقين والشباب في بناء القدرة على الصمود بوجه المشاكل النفسية منذ سن مبكرة، للحيلولة دون إصابتهم باضطرابات واعتلالات نفسية.
وأشارت المنظمة إلى أن بإمكان الوالدين والمعلمين مد يد العون إلى الأطفال والمراهقين في اكتساب المهارات الحياتية التي تساعدهم على التكيّف مع ما يواجهونه يوميا من تحديات في المنزل والمدرسة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة إن فترة المراهقة والسنوات الأولى من سن الرشد هما مرحلتان عمريتان تطرأ فيهما العديد من التغييرات على حياة الفرد، من قبيل تغيير المدرسة وترك المنزل واستهلال الدراسة في الجامعة أو مزاولة عمل جديد، وهي أوقات مثيرة بالنسبة إلى الكثيرين، ولكنها يمكن أن تكون أيضا أوقاتا عصيبة يشوبها التوتر والتوجّس. ويمكن أن تسفر هذه المشاعر عن الإصابة باعتلال نفسي.
وأوضحت المنظمة أن الفرد يمكن أن يعاني من ضغوط إضافية ناجمة عن التوسّع في استخدام التكنولوجيات الإلكترونية، إضافة إلى أن هناك العديد من المراهقين الذين يعيشون في مناطق متضرّرة بالطوارئ الإنسانية، مثل النزاعات والكوارث الطبيعية والأوبئة، ويتعرّض الشباب، تحديدا، الذين يعيشون في هذه الحالات للإصابة باضطرابات واعتلالات نفسية.
أمّا تعاطي الكحول على نحو ضار وترويج المخدّرات بشكل غير مشروع فيما بين المراهقين فهما من كبرى المشاكل التي تعاني منها بلدان كثيرة، ويمكن أن يسفرا عن اتّباع سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل ممارسة الجنس غير الآمن أو القيادة المتهوّرة. وتثير أيضاً الاضطرابات الطارئة على عادات الأكل الانشغال في هذا المضمار، بحسب المنظمة.
وشددت منظمة الصحة العالمية على أنه لا غنى عن توظيف الاستثمارات من جانب الحكومات وإشراك قطاعات كل من المجتمع والصحة والتعليم في تنفيذ برامج شاملة ومتكاملة ومسندة بالبيانات ومعنية بصحة الشباب النفسية، داعية إلى ربط هذه الاستثمارات ببرامج أخرى معنية بإذكاء الوعي فيما بين المراهقين والشباب بشأن سبل عنايتهم بصحتهم النفسية ومساعدة الأقران والوالدين والمعلمين على معرفة السبل الكفيلة بدعم أصدقائهم وأطفالهم وطلابهم، وهو الموضوع الذي يتمحور حوله اليوم العالمي للصحة النفسية في هذا العام.
أن للصحة النفسية السيئة خلال فترة المراهقة تأثيرا على التحصيل العلمي وتزيد من مخاطر تعاطي الكحول والسلوك العنيف، والانتحار هو السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب.
ان ملايين الناس ممن يعيشون في مناطق النزاعات والكوارث يتعرضون لخطر مجموعة من المشاكل الصحية النفسية طويلة الأجل، فالعنف الجسدي والجنسي والنفسي ضد المرأة يؤدي إلى ندوب دائمة، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة.
لا صحة بدون صحة نفسية
في كل 40 ثانية، ثمّة شخص في مكان ما يتخذ القرار المأساوي بإنهاء حياته، أي أن 800 ألف شخص يضعون حدّا لحياتهم كل عام، وهو ما يجعل الانتحار السبب الثاني للوفاة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما.
قد يقرر المرء إنهاء حياته ظنا منه أن الانتحار هو الحل الأمثل لجميع المشاكل، لكنه يترك وراءه آثارا مدمّرة على محيطه في البيت والمدرسة والعمل والمجتمع بأسره.
وبحسب منظمة الصحة العالمية أمام كل حالة انتحار، توجد 20 حالة محاولة انتحار، وغالبا ما تتكرر تلك المحاولات حتى تنجح. 80% من حالات قتل النفس تتم في الدول ذات الدخل المتدني والمتوسط، وذلك بسبب غياب الموارد المطلوبة لتقديم المساعدة والإسناد للشخص الذي يعاني من أزمة أو اكتئاب.
وتؤكد المنظمة أن بالإمكان منع الانتحار وذلك عبر توحيد الجهود ومشاركة الجميع في هذه المهمّة: الأسرة، والمدرسة والعمل والدولة والمجتمع.
ومن توصيات المنظمة:
تقديم الدعم النفسي لطلاب المدارس.
التحديد المبكر للأشخاص الذين قد تبدو عليهم أعراض المرور بأزمة ربما تؤدي بهم إلى الانتحار، وتقديم المساعدة الفورية لهم.
تشجيع وسائل الإعلام على نشر قصص مليئة بالأمل والإيجابية.
حثّ الأشخاص على التوجه لطلب المساعدة، فالحديث عن الرغبة في الانتحار لا ينبغي أن يرتبط بالعيب أو العار.
تسخير موارد الحكومات لوضع خطط استجابة وطنية لمنع الانتحار.
هذا وتخصص منظمة الصحة العالمية العاشر من أيلول/سبتمبر من كل عام يوما عالميا لمنع الانتحار، لكنّها ارتأت أن تضعه شعارا لهذا اليوم أيضا بسبب ارتباط الصحة النفسية الوثيق بقرار الانتحار.
نصائح للحفاظ على الصحة النفسية وتعزيزها
1- إدراك أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية
تُعتبر الصحة النفسية جزءاً من حياتنا اليومية التي قد تتراوح مخاوفها التي يواجهها الجميع، من قلق يومي إلى حالات خطيرة طويلة الأمد. غالباً ما يشعر الأفراد الذين يُعانون من صحتهم النفسية بالوحدة، حيث أنهم يسعون للبحث عن طرق للحصول على السعادة والثقة بالنفس للتغلب على الحالات المتعلقة بصحتهم النفسية مثل الاكتئاب.
الإدراك بأنكم لستم وحدكم تعانون من حالات متعلقة بالصحة النفسية وشعوركم بأنه أمر صحيّ، سيحفزكم على البحث عن الدعم النفسي الذي تحتاجونه وسيمكنكم حتى من مساعدة صديق مكتئب أو حزين.
2- الإحسان: كن لطيفا مع نفسك ومع الآخرين
الإحسان هو الخطوة الأولى التي يمكنكم اتخاذها بحق نفسك لجعلها بحالٍ أفضل. لا تلوم نفسك بسبب الظروف، كما أظهر تعاطفك مع الآخرين وقدّم المساعدة لهم سيشعرك ذلك بطمأنينة وراحة وسيؤثر على مزاجكم ومزاج الآخرين بطريقة إيجابية، وهذا بدوره سيخلق بيئة صحية لك ولراحة بالك.
3. البحث عن الأدوات المختلفة لدعم الصحة النفسية
هناك العديد من الأدوات والمصادر المتوفرة لمساعدتكم على الاسترخاء والتركيز، كما توجد بعض المنصات الإلكترونية المُعتمدة التي تقدّم شبكة واسعة من مقدّمي الرعاية الصحية ومختصي الصحة النفسية المعتمدين.
إذا لم تكن مرتاحين لطلب المساعدة من مستشاري الصحة النفسية في منطقتكم، يمكنك الحصول على دعم الصحة النفسية عبر الإنترنت من خلال التواصل مع المختصين المُعتمدين أون لاين. بالإضافة إلى ذلك، يوفّر الإنترنت العديد من المعلومات عبر الفيديوهات والمدونات الموثوقة، كما يمكنك ممارسة التمارين أو الفنون الإبداعية، أو حتى تعلم هوايات وبناء مهارات معرفية وإبداعية جديدة تساعدك على التخفيف من التوتر والقلق.
تأكد دائماً بأن تكون المصادر التي تلجأ إليها عبارة عن مصادر مُعتمدة.
4- احمي صحتك النفسية من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي السلبي
يُظهر الجميع على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أسلوب حياة قد يكون بعيداً كل البُعد عن الحقيقة، وقد يُصبح الأمر مرهقاً ومثيراً للقلق والتوتر عندما يبدأ مختلف الأشخاص بمقارنة حياتهم وواقعهم بما يرونه على منصات التواصل الاجتماعي. علاوة على ذلك، ومع انتشار جائحة كورونا والصراعات المختلفة التي تحدث حول العالم، يمكن أن تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بالأخبار التي قد تثير مشاعر الغضب والتوتر والإحباط والحزن. لذلك، من المهم جداً حماية صحتكم النفسية عند الشعور بالإحباط عن طريق أخذ استراحة من الأخبار السلبية لفترة وجيزة والبُعد عن منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بكم والتوقف عن المقارنة بالآخرين. وبدل الانشغال على حساباتكم على صفحات السوشال ميديا، قوموا بممارسة أنشطة مختلفة لتساعدكم على الاسترخاء والتركيز، مثل القراءة والمشي والتحدّث مع صديق مقرّب.
5- كن يقظاً وتواصل مع نفسك وكن في اللحظة
"اليقظة" تعني أن نكون أكثر وعياً باللحظة الراهنة، مثل وعينا بمشاعرنا وأفكارنا وأجسادنا والعالم من حولنا. يساعد تعلّم أساليب اليقظة إلى جانب أساليب الاسترخاء بشكل إيجابي في تغيير شعورنا تجاه الحياة على أساس يومي وتغيير طريقتنا في مواجهة التحديات.
كونوا حاضرين في اللحظة الحالية وركّزوا على ما تقومون به بدلاً من التفكير الزائد بالمستقبل والماضي. تعلّم مهارات جديدة لتنمية شخصيتكم ومارسوا اليقظة لكي تساعدكم على التركيز بالحاضر من دون مقاطعة أنشطتكم بأفكار متشتتة. حاول الابتعاد عن مصادر الإلهاء وأن تركّز على صحتك النفسية، وأعد إشعال شغفك بهواياتك وتحدّث عن مشاعرك مع شخص تثق به. هكذا، وخطوة بخطوة ستتعلمون أن تكونوا سعداء حتى عندما تكونوا بمفردكم مع أفكاركم.
6- اطلب المساعدة
إذا شعرت بالعجز أو الإرهاق، لا تترددوا في طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية أو مقدّمي الرعاية الصحية النفسية، واعلموا أن طلبكم للمساعدة سواء من المختصين أو من شخص تثقون به ما هو إلّا دلالة على قوتكم، وذلك لأنكم أبديتم اهتمامكم بأنفسكم وبصحتكم النفسية.
7- حافظ على نشاطك
تؤدي ممارسة التمارين إلى تحرير مواد كيميائية في الدماغ تنشط وترفع حالتنا المزاجية، فضلاً عن تقوية/تحسين وضع القلب والرئتين. وتعزز ممارسة التمارين الرياضية الثقة بالنفس، وتساعد على التركيز، وتخفف التوتر وتحسّن النوم، فضلاً عن تحسين المظهر والشعور. كما أنها تبقي الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى في صحة جيدة.
تخفف ممارستنا للتمارين الرياضية كل يوم حتى لو اكتفينا بمجرد المشي أي توتر في عضلاتنا وتساعدنا في صرف الأفكار السلبية والمخاوف. فالمشي على الأقدام 30 دقيقة يومياً يمكن أن تقلل من أعراض الاكتئاب بنسبة 36٪.
8- تناول طعاماً صحياً
لقد ثبت أن ما نأكله ونشربه له تأثير على صحتنا، كما أن اتباع نظام غذائي صحي متوازن مهم للحفاظ على صحة بدنية ونفسية جيدة.
تجنب المنشطات، تؤثر المنشطات كالكافيين ومشروبات الطاقة والتبغ فضلاً عن بعض الأدوية الأخرى سلباً على صحتنا العامة، كما قد تسهم في حدوث مشاكل نفسية على المدى الطويل. لذلك فمن الأفضل تجنبها تماماً أو خفض كمية وعدد مرات استخدامها تدريجياً.
9- الحصول على قسط كاف من النوم
ما نشعر به يمكن أن يؤثر على أنماط النوم لدينا، وبدورها مشاكل النوم تؤثر على ما نشعر به جسدياً ونفسياً أثناء ساعات اليقظة. أثناء النوم، تسترخي العضلات ويبطئ التنفس. وهذا يسهم بشكل إيجابي في صحتنا النفسية. يؤثر اضطراب النوم أو الأرق على مستويات الهرمونات والوظائف العصبية في الدماغ، مما يضعف التفكير والتنظيم العاطفي ويسبب الانفعال والتعب أثناء النهار.
10- معالجة التوتر
التوتر شائع في الحياة اليومية، ولكن التعرض لتوتر مستمر قد يؤثر على صحتنا. ومهما كانت أسباب التوتر، يمكننا أن نتعلم طرق للحد من وقوع حالات التوتر ومعالجة التوتر بشكل جيد، بما في ذلك التوتر في العمل. من هذه الطرق على سبيل المثال أخذ استراحة لمدة خمس دقائق من الروتين المعتاد، وتقاسم الغداء مع الزملاء في العمل أو القيام بنشاط جديد في عطلة نهاية الأسبوع. بضع دقائق تكفي للتخلص من التوتر النفسي وتساعد على تحسين المزاج.
11- قبول الذات والتفكير الإيجابي
أن نتعلم تقبّل أننا جميعاً مختلفون ولدينا مهارات وقدرات وصفات مختلفة هي خطوة أساسية في تحسين العافية. يساعدنا استيعاب هذه الخلافات وتقديرها سواء لدينا أو لدى الآخرين في بناء علاقات إيجابية. فلنحاول التعرف على الأفكار السلبية، والاستعاضة عنها بأخرى إيجابية وقضاء وقت أكبر في ممارسة أنشطة ممتعة تشغل أذهاننا بشكل إيجابي.
12- كن اجتماعياً واهتم بالآخرين وتواصل معهم
التواصل مع الأصدقاء والأسرة يشعرنا بالاندماج والرعاية. يمكن أن يقدم الأشخاص المقربون منا وجهات نظر مختلفة عن ما يدور داخل أنفسنا، ويمكنهم مساعدتنا على حل مشاكلنا العملية والحفاظ على نشاطنا واتصالنا بالواقع. عندما نتحدث عن مشاعرنا ونتبادل أفكارنا مع أشخاص فإن هذا يسهم بشعورنا بالراحة والدعم وخاصة في حالات الانزعاج والتوتر. ويندرج ذلك في إطار تولي مسؤولية عافيتنا ودعم من حولنا للبقاء في صحة جيدة.
13- استمتع وتعلم مهارات جديدة وافعل أشياء تتقنها
يساعد القيام بأنشطة ممتعة في التغلب على الإجهاد والتوتر، وبالتالي فتخصيص وقت لفعل أشياء نحبّها يمكن أن يعزز صحتنا النفسية إلى حد كبير.
عندما نفعل شيئاً نتقنه نشعر بالنجاح أو الارتياح مما يحسن ثقتنا بأنفسنا وتقديرنا لها.
14- الإيمان والروحانيات
يعبر الناس عن إيمانهم أو روحانيتهم بطرق عديدة ومختلفة كالالتزام بمعتقدات وممارسات وقيم تعطيهم معنىً أو هدفاً في الحياة وتتيح لهم الشعور بالاتصال مع شيء أقوى من أنفسهم. إن ذلك يساعد الأشخاص على التأقلم وفهم ما يمرون به والشعور بالامتنان على ما لديهم في الحياة. كما يضاف إلى ذلك قدرة الأشخاص على التفاعل مع تحديات الحياة وثقتهم بأنفسهم.
اضف تعليق