بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، سيما خليفة الله في الأرضيين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم.

يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا،وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)([1])

الحديث حول الآية الشريفة سيدور حول مفردة (بِإِذْنِهِ) في ضمن البصائر التالية :

1) البصيرة الاولى: الدعوة الى الله تحتاج الى إذن

وقد تقدم الكلام عن ذلك وموجزه مع إضافة:

إن الدعوة الى الله لا تجوز ابتداءً وانما تحتاج الى اذن من الله تعالى وذلك لسببين: الأول لأن ذلك تصرف في مملكته جلت آلاءه، الثاني: ولأنها دعوة الى الرب الخالق مع ان الانسان لا يعرف ملاكات احكامه وتشريعاته وشروطه حتى في الدعوة إليه([2]) ولا يعرف غير المستقلات العقلية مما يعرفه عنه تعالى، فتحتاج الدعوة اليه سبحانه الى اذن، فمن جمع الشرائط كمعرفته للمعروف وما هو، والمنكر وما هو، وما هو سبيل الله تعالى وكون معرفته يقينية لا احتمالية بل ولا حتى ظنية.. إلى غير ذلك من الشروط، فيمكنه حينئذٍ ان يدعو الى الله.

وقد أذن الله سبحانه وتعالى للرسول (صلى الله عليه وآله) بقول مطلق، اذ انه تعالى قد أدّبه بآدابه ففوض إليه دينه، فقد انكشفت لديه (صلى الله عليه وآله) الحقائق بأكملها كما ان الأئمة الأطهار اقتبسوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل ذلك فهم باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله).

اما غير الرسول والأئمة والسيدة الزهراء سلام الله عليهم، فان هذا الاذن مشروط وليست الدعوة على إطلاقها مسموحاً بها للجميع بلا شروط بل هناك شروط للمجتهد وشروط للمقلد وشروط للمحتاط.

فمثلا من شروط المحتاط: ان لا يكون الاحتياط على خلاف الاحتياط، كما لو أخل الاحتياط بالنظام، وبواجبات اخرى مُفتى بها.

2) البصيرة الثانية: الدعوة الشريفة إيقاع وليست عقداً

إن هذه الدعوة الشريفة ــ التي اذن الله تعالى بها لرسوله والائمة والسيدة الزهراء (عليها السلام) بقول مطلق ولنا بشكل مشروط ــ ايقاع وليست عقدا لان العقد ومنه الوكالة تحتاج الى قبول من الطرف الاخر كي تنعقد، اما الاذن فهو ايقاع ولا يحتاج الى قبول من الطرف الاخر، وهو ثابت سواء أقبل الطرف ام رفض، فان الاذن لا يسقط مطلقاً والمسؤولية تبقى ثابتة مطلقاً.

كما ان الامر بالدعوة هو الآخر ايقاع قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)([3])

والحاصل: ان الامر بالدعوة امر مولوي وهو غير متوقف على قبول الطرف الاخر، والنكتة اللطيفة هي ان الله سبحانه وتعالى في مواطن أخرى كان من شأنها ان (يوقِع) لكنه (عَقَد) تشريفا، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)([4]) فانه في جوهره إيقاع إلا انه اُلبس ثوب العقد والشراء تجوّزا لعناية التشريف والترغيب وغيرهما مما بحث في محله.

3) البصيرة الثالثة: حدود الاذن

سبق أن الإذن له حدود كثيرة ولذلك بحث مفصل وطويل وسوف نقتصر ههنا على الإشارة الى جانب واحد من جوانبه مما كثر الابتلاء به اخيرا:

والجامع في الأمر هو: ان هذا الاذن مؤطر بإطار حدود الشريعة واحكامها الاخرى فلا تجوز الدعوة الى الله بأية طريقة كانت وباي سبيل رغب الانسان ان يسلكه، بل ان الطرق محددة ومعينة وممنهجة وثابتة فلا يصح نسف الثوابت بدعوى إحقاق حقّ أو اقامة حكومة إسلامية او غير ذلك.

الدعوة إلى الدين عبر المحرمات

ونمثل لذلك بأمثلة ثم نأتي الى بيت القصيد في بحث قلما يطرح:

فمثلاً: هل يصح ان تقول إحداهن انني طالبة في احدى جامعات الغرب ولكي يقبل الاخرون كلامي ويتفاعلوا مع دعوتي للإسلام، علي ان أخالطهم سافرة مكشفة؟!!

او أن يقوم الاخر بمصافحة الأجنبيات في الجامعات أو المعاهد أو دوائر الدولة أو مراكز الدراسات بدعوى التقرب اليهن لتحبيب الاسلام إليهن؟!.

وهل يصح تجويز اللعب بالشطرنج لهذا السبب؟ وقد برّر بعضهم ذلك بان ذلك ونظائره هو الوسيلة للمحافظة على الشباب إذ اذا تشددنا معهم انفلتوا من عِقد الاسلام؟!.

فنقول: لا يطاع الله من حيث يعصى، وان إذن الله في الدعوة اليه له حدود لا يجوز تجاوزها، والغاية لا تبرر الوسيلة.

والحاصل: ان من أهم حدود الاذن في الدعوة الى الله هو الالتزام بالثوابت الاسلامية فلا يصح ان نتخلى عنها تحت تأثير ضغوط الحضارة الغربية الداعية الى الانفلات التام أو إلى سياسة الحلول الوسطى! وذلك من غير فرق بين ان تكون هذه الثوابت في القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية كقضايا حقوق المرأة الشرعية المسلمة في حدودها وسائر القضايا الاخرى على تنوعها الشديد.

التنازلات الاستراتيجية المتبادلة

منذ عشرات السنين ومراكز الدراسات الغربية تعمل على ايجاد طرق وآليات يمكنهم من خلالها تذويب الاسلام او تدجين المسلمين، وبين الفترة والاخرى يسقط في وحل شباكهم ومخططاتهم بعض المشاهير كما سقط كثير من الناس والعامة.

ان الغرب من الناحية الظاهرية هو من يحكم العالم الان والى الوقت الذي قدره الله لهم حسب سننه في خلقه في قاعدة الأسباب والمسببات ودار الامتحان، وللغرب آليات مختلفة ومن آلياته: السعي الحثيث للسيطرة على الأديان، إلا ان أقوى الاديان عصيانا على الضبط وعلى السيطرة هو الاسلام فانه عصي على السيطرة في حين ان مثل دين البوذية سهل التدجين وكذا المسيحية فانها سهلة الاحتضان بل لقد تم احتضانها وترويضها بالفعل، على العكس من الإسلام تماماً.

وذلك لان الاسلام ذو طاقة حيوية هائلة وله كلام ورأي ومنهج وفكر وموقف في كل مجال وفي كل حقل حتى اشتهر ان (ما من واقعة الا ولها حكم) فالإسلام دين حيوي ونهضوي في جوهره إضافة إلى شمولية امتلاكه مضادات حيوية ذاتية – إن صح التعبير – للترويض والتدجين والمصادرة!

ولذلك نجد ان الإسلام رغم كل تخريبات المخربين وتشويهات المشوهين كالتكفيريين الذين صنعهم الغرب لتشويه الاسلام، الا انه رغم كل ذلك فانه سريع الانتشار بشكل مذهل.

اكتساح الإسلام عددياً للعالم

وحسب إحصاء مؤسسة (بيو) المعروفة فان عدد المسلمين في العالم عام 2015م هو الخمس، بينما سيصل تعداد المسلمين حسب توقعاتهم عام 2030م الى الربع من سكان العالم!

وهناك مؤسسة أخرى توقعت – حسب طرق علمية منهجية معقدة – ان يبلغ عدد المسلمين عام 2050م ثلاثة مليارات وثمانمائة مليون شخص!، وخمنت مؤسسة اخرى عددهم بـثلاث مليارات و تسعمائة وعشرين مليون شخص!.

وسيتجاوز، حسب إحصاءاتهم، عدد المسلمين لاول مرة في التاريخ عدد المسيحيين!. وحسب إحصاءاتهم فان المسيحيين الآن يقتربون من سقف مليارين ومئتي مليون بينما المسلمون –حسب إحصاءاتهم أيضاً- مليار وستمئة مليون فقط([5]) لكنه خلال عقدين من الزمان سيتجاوز عدد المسلمين عدد المسيحيين!

فالإسلام، بنظرهم، دين خطر وعصي على السيطرة، فما الذي فعله الغرب؟ وما هي مخططاته الاستراتيجية للحد من هذا الخطر القادم بنظرهم؟ هذا ما ينبغي ان نعرفه والا فان القاعدة العامة هي ان من يخطط سيسيطر على من لا يخطط وعلى من يجهل مخططات الآخرين ويسير في الظلام وسط بحر من الأعداء.

إن الغرب قام بوضع العشرات من الخطط والمعادلات المتوازية حيناً والمتشابكة حيناً آخر وأية واحدة تنجح منها فانها ستشكل سورا مانعا من ازدياد الخطر القادم اليهم بنظرهم وهو الاسلام، وكان من هذه المعادلات –وكما هو معروف- صناعة المتطرفين والتكفيريين وتدريبهم بالسر وتزويدهم بالأسلحة والأموال والخطط كي يعكسوا للعالم أسوأ صورة عن الإسلام بتصرفاتهم الهمجية الوحشية البربرية.

وكان من المعادلات –وهو غير معروف عادة- نسف الثوابت عبر فلسفة تقديم التنازلات العَقَدَية والدينية والحضارية.

تنازل قادة المسيحية لليهودية

ولقد وجدنا الغرب يدفع القيادات المسيحية لتقديم تنازلات كبرى لليهود وذلك لأنه لا يهمهم امر الدين بالقدر الذي يهمهم السيطرة على العالم ولا يمكن السيطرة على العالم إلا بتذويب الحدود بين الأديان إذ مع وجود الصراع والتحدي بين الأديان كيف يمكنهم قيادة الجميع؟ ومن ثم كان لابد للإسلام من ان يقدم هو الاخر تنازلات وبذلك تندك الحدود العقدية الى الدرجة التي يمكن من خلالها ان يحكموا العالم ويسيطروا عليه.

فالمسيحيون مثلا قدموا تنازلا استراتيجيا لليهود بان برأوا اليهود من دم المسيح (عليه السلام)، ولا يخفى ان مثل هذا التنازل شيء طبيعي بالنسبة الى الساسة الغربيين وذلك لأنه لا يمكن لهم ان يقيموا تحالفا قويا ضد المسلمين وفي مقابل الحضارات الصاعدة كالصين ما لم يقوموا بمثل هذه الخطوة.

من أَبعاد المخطط

وهكذا نجد الصورة تتكامل شيئاً فشيئاً: فلكي يحكم الغرب بلاد المسلمين لا بد ان يأتي بحكام عملاء مستبدين أذلة تابعين له من جهة، وان يتحالف مع اليهود والصهاينة من جهة أخرى، وان يهيمن فكرياً ونفسياً على الملايين من المسلمين ليكونوا هم أدوات له للضغط أو السيطرة على سائر المسلمين من جهة ثالثة.

وفي إطار ذلك يمكن تفسير موجات الهجرة التي قبلوها مؤخرا فهي وان كانت في جانب منها لدوافع اقتصادية الا ان جزءا من اسبابها كان عقديا ايضا؛ لان اللاجئين عادة في موقف ضعف فتسهل السيطرة عليهم إذ لهم أرضية خصبة للتلوّن بالتدريج وان لم يكونوا هم من يتلوّن أو يتأثر أو يتحول فأبنائهم وإلا فأبناء أبناءهم وهكذا الى ان يندمجوا كليا في الحضارة الغربية القائمة فيكونوا نعم العون للغرب في قيادة المسلمين، وإضافة إلى ذلك كله، ومن جهة رابعة، ولكي تسهل عملية السيطرة والتذويب كان لا بد من التخطيط الاستراتيجي للتنازلات المتبادلة النوعية.

فالفلسفة هي: حكومة العالم والسيطرة عليه وبكل الوسائل المتاحة، وهكذا نجد بعضهم يلتف على القرآن الكريم فيقوم بتبرير قضية بديهية كـ (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ)([6]) بانها مسألة وقتية مرتهنة بظروفها وشروطها الموضوعية تاريخيا فلا ينبغي التمسك بها إلى الأبد لأنها بنحو القضية الخارجية!!

فقد يتصور أحدهم ان هذا التنازل الملبس بلباس علمي كي لا يُكفرّه المسلمون وكي لا ينفروا منه، هو انجاز على طريق عقلنة الإسلام وجعله أمراً مستساغاً عالمياً لكنه خطأ فادح بل جريمة كبرى بل انه يقع ضمن مخططات الغرب ويعد مساعدة مجانية منا له لإحكام السيطرة على العالم بشكل أقوى وأعمق.

الإسلام ليس هو الحل!

ومن المؤشرات ذات الدلالة الكثيرة جداً في هذا الحقل: ان احدى اشهر الاحزاب الاسلامية التي كانت ترفع شعار (الاسلام هو الحل) ألغى بعض قادتها هذا الشعار في الفترة الاخيرة رسميا وذلك يعني ان الإسلام ليس هو الحل! وقد اعلن ذلك في مؤتمر رسمي.

وهذا هو عين ما سعى إليه الغرب عبر مخططات استمرت للعشرات من السنين في حين ان الخطأ كل الخطأ كان في التطبيق لا في المبدأ، فالإسلام هو الحل بلا ريب ولا شك لكن الإسلام النقي المحمدي العلوي الحسيني الصادقي المهدوي الأصيل.

إحصاءات مذهلة عن انحسار المسيحية

هذا كله من جهة ومن جهة أخرى فالغرب أدرك ان المسيحية في انحسار حسب دراسات متتالية متنوعة اجروها في هذا الشأن.

ففي عام 1950م كان تعداد المسيحيين الذين يرتادون الكنيسة بشكل مستمر في امريكا 50% أي ما يعادل نصف الشعب الامريكي، بينما الاحصاء الحالي يشير الى ان 20% فقط من الامريكان يذهبون الى الكنيسة([7]).

والفاصل بين عام 1950م وبين سنة 2016 م ليس بالكبير، اما الفرق بين النصف والخمس في انحسار التمسك بدين أو بأهم شعائره فهو فاصل كبير حقاً، إضافة إلى ان قسما كبيرا منهم يتحولون الى الاسلام او إلى أديان أخرى أو إلى اللاادرية واللاابالية التي تنعكس على حضارتهم سلبياً أيضاً.

ولذلك كله أشارت إحصاءاتهم إلى ان الإسلام هو أسرع الأديان انتشارا في أمريكا، وهذا خطر حقيقي يهدد مصالحهم الاستراتيجية ومن اجل درأ هذا الخطر الكبير حاولوا تفعل استراتيجية احتضان الإسلام وتدجينه عبر منهجية تقديم التنازلات المتبادلة.

التنازل عن التثليث مقابل ماذا؟

وقد نقل لي احد اهل الخبرة انه اطلع على احدى بحوثهم الاستراتيجية فوجد فيها مقترح تقديم تنازل استراتيجي كبير جداً من المسيحية وهو ان يتخلوا عن عقيدة التثليث في المسيحية في مقابل تنازل بالمستوى من قبل المسلمين –وقد بدت تتضح معالمه بالتدريج-، فان السياسي الغربي لا يهمه ان يكون الاله واحدا او متعددا بل المهم لديه هو ان يحكم العالم!!

لمحة عن المورمن وفلسفة وجودهم:

وقد يدل على ذلك انهم صنعوا لذلك مؤخرا حاضنة تصلح نواة لذلك إذ تفرعت أخيراً([8]) من المسيحية ديانة اسمها (المورمن) وعددهم يبلغ 10 ملايين، وقد ظهرت هذه الديانة فجأة وبشكل غريب ومريب مثلها مثل البهائية في الاسلام – نعم لا ريب ان لها أسباباً واقعية وان الكثير منهم انطلقوا من منطلقات مبدئية إلا ان الكلام في تجيير الغرب أمثال هذه الظواهر لصالحه فاما انه يساهم في النشوء واما انه يستثمرها في المراحل اللاحقة.

والغريب ان اهم نقطة إصلاحية لدى المورمن هي ان الله واحد!! كما انهم ملتزمون بنظام (العشر) في مقابل فريضة (الخمس) عندنا، مما يعطيهم تمويلا ذاتيا بحيث يصل وارد الكنيسة المورمنية من هؤلاء سنويا الى أكثر من 6 مليارات دولار في احصاء قبل حوالي 10 سنوات ولعله أكثر الآن بكثير وهو رقم كبير بطبيعة الحال.

حتى أنني شخصياً شاهدت بعض كنائسهم وضخامة بنائها وكان بعضهم عبارة عن مجموعة عمارات وأبنية ومراكز متنوعة حتى يخيل للناظر انها مدينة كاملة. كل هذا في الولايات المتحدة الامريكية.

تراجع المسيحية في بريطانيا

واما في بريطانيا فليس الحال –من وجهة النظر المسيحية- افضل مما هي عليه في أمريكا، ففي الخمسينات من القرن الماضي كان التعميد عندهم ظاهرة عامة شاملة وكان لا بد من تعميد كل مولود يولد لديهم وكان التعميد أساسياً لا بد منه الى درجة ان القابلات في شرق البلاد وغربها تعلمن التعميد المبسط لإدراك تعميد المولود الذي يوشك على الموت لئلا يموت وهو غير معمد!!

لكن الوضع الان مختلف يقول: (في يوم من الأيام كان التعميد شأناً عمومياً لكل مولود في بريطانيا، بل لقد كان يعتبر أساسياً في القرون الوسطى. إلى درجة أن القابلات كنَّ يتَّبعن طريقة بسيطة في تعميد الطفل الحديث الولادة إذا اعتقدن أنه قد لا يبقى على قيد الحياة حتى وصول راهب ليعمده. في يومنا هذا لا يلقى التعميد إلا ثلث الأطفال الحديثي الولادة. أما بالنسبة للزواج فإن ثلثي الزيجات عام 1971 كانت تجري على أساس ديني وضمن مؤسسة دينية، أما اليوم فلا يتجاوز عدد الزيجات التي تتم بهذه الطريقة نسبة الثلث)([9])

الحل – لديهم – في التلفيقية

لقد اختلفت الأحوال في الغرب المسيحي إذ المسيحية تشهد انحساراً متنوع الأبعاد، فكان لا بد من العثور على حل لكي تُطوّع الأديان كلها للقوى الغربية وليس المسيحية فقط التي بدأت تفقد بريقها وجاذبيتها واتباعها رغم المليارات التي جندت للتبشير العالمي.. وكان الحل هو (الالتقاطية) أو (التلفيقية) وتذويب الفوارق والفواصل بين الأديان وإيجاد حلول وسط عبر تنازلات عقدية متبادلة بحيث تتصالح الأديان تحت راية قيادة المستعمرين!

وكان من المؤشرات على ذلك ما أشار إليه العالم البريطاني في علم الاجتماع (ستيف بروس) بقوله:

استيراد بريطانيا عناصر من كل الأديان!

(فمنذ ستينات القرن الماضي بدأت بريطانيا باستيراد عناصر من جميع المخزونات الدينية العالمية...)

وهو ما يصطلح عليه بالالتقاطية: بان يأخذ من البوذية شيئا ومن الاسلام شيئا اخر ومن اليهودية شيئاً وهكذا كي يكون ذلك أداة ووسيلة من وسائل حكومة العالم.

يقول (ولكن بدلاً من أن "يتحول" البريطانيون روحياً بسبب فن استحضار الأرواح الصيني ومساكن التعرق الهندية الحمراء وفكرة الكارما الهندوسية فقد جردوا هذه البدع الروحية والثقافية من أساسها ومحتواها الديني. ففي سياق "الفينغ سوي" (استحضار الأرواح الصيني) الأصلي فهو ممارسة جادة للتواصل مع أرواح الموتى، ولكن في بريطانيا لا يتجاوز كونه أحد طرز ديكور المنازل. وكذلك فلم تعد اليوغا في بريطانيا ممارسة روحية كاملة متكاملة بل مجرد برنامج تمارين لا يختلف كثيراً عن التمارين السويدية أو الإيروبكس، ولم يعد التأمل الروحي طريقاً للوصول إلى الاستنارة الروحية بل مجرد وسيلة للاسترخاء، أما طب الأيورفيدا فلا يعدو كونه مجرد أدوات تجميل أخرى تبيعها متاجر البودي شوب في بريطانيا)([10])

فنقول: هذا هو منهج الغرب ولا ينبغي ان نغتر بعباراتهم البراقة التي تفلسف لذلك عبر نظرية نسبية النصوص والمعرفة وعبر فكرة التنازلات الحضارية وربما سميت بالمؤلمة لصالح البشرية وعبر نظريات حقوق الإنسان التي لا بد ان تلتزم بها جميع الأديان، على حسب الرؤية الغربية والمقاسات التي فصلوها لحقوق الإنسان وهو منهج سيال في كل الحقول والابعاد فهو لا يقتصر على مبدأ حقوق المرأة وانما هو سيال في كل الحقول من اجتماعية إلى اقتصادية إلى سياسية وغيرها.

وبعض مبادئ الصوفية هي من أدواتهم!

ولقد كان من بعض اذرعهم المسلك الصوفي، إذ يقول الصوفي: (الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق) في تفسير منحرف([11]) لهذه الكلمة وهو: كل شخص وما عبد، وكيف عبد، وكيف ما يشاء فمثلا فسروا قوله تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)([12]) بان المهم هو ذكر الله فلا يهم مادام قلبك وجيبك نقياً، ان تصلي أولا أو تحج وتخمس وتصوم أو لا!!.

والغريب انه وصل الامر ببعض المتأثرين بالمنهج الالتقاطي أو التلفيقي إلى ان ادعى بان الوحي ليس أمراً من الله تعالى من الاعلى مفاضا من قبله جل اسمه على نبيه المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) عبر ملك عظيم هو جبرئيل أمين الوحي، بل الوحي –كما حاول تصويره- هو ان النفس الانسانية لها طبقات عليا ودنيا! والنبي وان رأى الوحي وقد وقع ذلك بالفعل الا ان الوحي نزل عليه من الطبقة العليا لنفسه الى الطبقة الدنيا من نفسه!! فهو صادق فيما ادعاه من نزول الوحي إلا ان ذلك ليس من قبل الاله الواحد فهو لم ينزل من السماء بل نزل من سماء النفس على المناطق الدنيا من النفس!!.

ان أمثال هؤلاء لا ينكرون انهم مسلمون وإلا لفقدوا تأثيرهم على المسلمين([13]) إلا انهم يعمدون الى ابتكار نظريات وفلسفات عمقها هو هدم البنى الأساسية للإسلام بل ولسائر الأديان أيضاً، لكن من الداخل وبمصطلحات براقة وافكار مبتدعة.

ان الدعوة الى الله مشروطة بالإذن الإلهي ومن الشروط ان تكون في حدود الشريعة الإلهية لا في مواجهة صريحة أو التفافية مع ما شرّعه الله ومع الصراط المستقيم، ولذا لا ينبغي ان تقبل الدعوة من كل احد ومن كل من درس في جامعة السوربون او لندن او باريس او عين شمس أو شبه ذلك!.

من حدود الاذن: التعامل مع الطرف الاخر في حدود الحكمة

الحد الاخر من حدود اذنه تعالى هو في كيفية التعامل مع الطرف الاخر من المخالفين والمنافسين والمعارضين او مع الاديان او المذاهب الاخرى او مع المنافقين حتى؟

ان الطريقة الصحيحة هي ما يحدده الشارع الاقدس من حسن التعامل والحوار معهم والجدال بالتي هي أحسن و(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...)([14]) و(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)([15]) وبذلك يظهر معنى (وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً)([16]) فالتعامل معهم إذاً محدد الملامح وواضح المعالم.

وبمعونة هذه الآيات وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) يظهر لنا المراد من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)([17]) ذلك ان الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يجاهد المنافقين بالسيف ولا بالحبس أو بالجلد، وانما كان جهاده معهم من نوع اخر إذ كان احيانا بالكلمة والإنذار والوعيد، واحيانا بالحصار الاجتماعي، وعلى ذلك المنهج سار أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى انه لم يقاتل الخوارج إلا بعد ان شهروا السيف، ثم عندما اغمدوا سيوفهم لم يضيق عليهم أبداً بل أجرى لهم معاشاتهم من بيت المال.

نماذج من تعامل الرسول (صلى الله عليه وآله) مع المعارضين

ولنتوقف قليلاً عند الرواية الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وآله): "وَلَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) غَنَائِمَ حُنَيْنٍ أَقْبَلَ رَجُلٌ طُوَالٌ آدَمُ أَجْنَأُ([18]) بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ فَسَلَّمَ وَلَمْ يَخُصَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله) ثُمَّ قَالَ قَدْ رَأَيْتُكَ وَمَا صَنَعْتَ فِي هَذِهِ الْغَنَائِمِ قَالَ وَكَيْفَ رَأَيْتَ قَالَ لَمْ أَرَكَ عَدَلْتَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)‏ وَقَالَ وَيْلَكَ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْعَدْلُ عِنْدِي فَعِنْدَ مَنْ يَكُونُ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ أَ لَا نَقْتُلُهُ فَقَالَ دَعُوهُ سَيَكُونُ لَهُ أَتْبَاعٌ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُهُمُ اللَّهُ عَلَى يَدِ أَحَبِّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِي فَقَتَلَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) فِيمَنْ قَتَلَ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مِنَ الْخَوَارِج"‏([19])

وفي رواية اخرى وردت في مصادر العامة: "ان عمر بن الخطاب قال: دعني يارسول الله فاقتل هذا المنافق فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): معاذ الله ان يتحدث الناس اني اقتل اصحابي ان هذا واصحابه يقرأون القران لا يتجاوز حناجرهم"

والروايات متعددة في هذا المجال ويبدو انها لم يكن قضية واحدة بل عدة قضايا

وفي رواية اخرى جاءت في مصادر العامة أيضاً: "رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَهُوَ يَقْسِمُ إِذْ أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَيْلَكَ مَنْ يَعْدِلُ إِنْ أَنَا لَمْ أَعْدِلْ وَقَدْ خِبْتُ أَوْ خَسِرْتُ إِنْ أَنَا لَمْ أَعْدِلْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ([20]) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَاباً يُحَقِّرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ..."([21])

منهجيات غربية متطورة لتكميم المعارضة

والآن.. لنعقد مقارنة سريعة بين هذا الموقف النبوي المتألق وبين الحكومات الحالية الجائرة، فهل يستطيع أحد ان يواجه الحكام بمثل بهذا الكلام دون ان يجازى بسجن أو جلد أو مطاردة أو مصادرة للأموال أو شبه ذلك؟ خاصة إذا علموا ان هذا المعارض أو المعترض ستكون له جماعة وفئة تشهر السيف بوجه الحاكم وتسعى للانقلاب العسكري؟

نعم، ربما يبدو في بادئ النظر ان الحكومات المسماة بالديمقراطية يتسع صدرها لمثل ذلك لكن الواقع غير ذلك إذ:

أولاً: انها غير قادرة، خوفاً من السلطة الرابعة: وسائل الإعلام، وحذراً من الأحزاب المنافسة.

وثانياً: ان الغرب قام بتطوير أساليب استعمال العنف مع الرعية من الوسائل البدائية كالتعذيب وغيره إلى وسائل متطورة جداً ومنها: التعذيب الافتراضي. ومنها رفع الدعاوى القضائية واستخدام أقوى المحامين للإيقاع بالمعارض أو المعترض ولو بتهم أخرى ملفقة أو واقعية لكن الواقع هو ان جريمته هي الازدراء بالحاكم والاعتراض على موقف له أو تصرف وما شابه، بل وقد يتهم بإزدراء الحاكم أو الحكومة مباشرة مما يصاغ بشكل تهمة وجريمة لا كجنحة فقط.

وهذه الدعاوى مؤذية جداً ومخيفة لعامة الناس وخاصتهم؛ وذلك لان المحامي يمكنه عبر طرق والتفافات قانونية ان يضع البريء في غيابت الجب والسجن او ان يحمّله غرامة مالية كبيرة قد تبلغ الملايين من الدولارات وقد يضطر معها الى بيع بيته وجميع ما يملك!

ان الاستبداد يتطور يوما بعد يوم وأساليبه في تكميم الأفواه وخنق المعارضة تتطور أكثر فأكثر لتتخذ أشكالاً متعددة.

وصفوة القول: ان الدعوة الى الله تعالى لها حدود شرعية ولها اساليب وطرق مشروعة أو غير مشروعة، ومن ذلك التعامل مع المعارضين والمخالفين والمناؤين فان له طرقاً وأساليب مشروعة ومنها الحكمة والموعظة الحسنة، وما خرج عن طريق الشارع فليس بمشروع.

كيفية التعامل مع المختلف معنا اجتهادياً؟

والبحث عن حدود وأطر التعامل مع المعارضين والمختلفين في الرأي مع الحاكم أو الحكومة أو ذوي القدرة مطلقاً، مفصّل وله ابعاد متعددة الا اننا في هذا المبحث الموجز نشير الى بعد واحد فقط وهو كيف نتعامل مع الطرف الاخر الذي يحمل في شأن من الشؤون العامة اجتهادا سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً مخالفا؟

الجواب: من الواضح انه يجب ان نتعامل معه كما نتعامل مع الاختلافات الفقهية في الأحوال الشخصية بدون تسقيط أو إسقاط أو ازراء فكيف بالسجن أو النفي أو شبه ذلك؟.

فمثلاً: ان الفقيه إذا كان يرى ان خمس عشرة رضعة هي المحرمة فتزوج مقلِّده من فتاة ارتضعت معه اربع عشرة رضعة فهذه قضية لا ينبغي ان تقع محطةً للتخاصم والتناحر والشقاق والنزاع مع اتباع الفقيه الآخر الذي لا يرى صحة ذلك بل يرى ان العشر رضعات هي المحرمة وليس الخمس عشرة رضعة، وذلك من البديهيات الفقهية، فهل يصح لاتباع المحرِّم لدى العشر رضعات ان يشهروا بمن تزوج بمن ارتضعت معه فوق العشرة ودون الخمس عشرة، وان يحاصروه ويضايقوه وان استطاعوا ان يسجنوه ويجلدوه لأنه تزوج اخته؟

وكذلك الحال في اختلاف الفقهاء الجامعين للشرائط في الشؤون العامة حكماً أو موضوعاً:

الخلاف في وجوب التقية أو ترخيصيتها أو...

فقد يرى الفقيه وجوب التقية في ظرف من الظروف على شخص أو مجموعة كقضية خارجية بينما يرى فقيه اخر حرمتها في هذا الظرف المعين بهذه الكيفية المعينة على نفس الشخص أو الجماعة، وقد يرى اخر كونها ترخيصية، ولكلٍّ رأيه واجتهاده، نعم يجب ان يبقى باب الحوار والبحث مفتوحاً وبكل محبة وأخلاق وأخوية.

الخلاف في ولاية الفقيه

مثال آخر: قد يرى فقيه ولاية الفقيه بحدود واسعة بينما لا يرى فقيه اخر للفقيه ولاية أبداً إلا في نطاق ضيق جداً كالقصّر والغيب وما أشبه، وذلك اساسا. كلٌّ له رأيه وكل له ان يستدل بما يراه حجة فيما بيه وبين ربه، ثم يتناقش الفقيهان في إطار بحث علمي موضوعي كما يتناقش استاذ البحث الخارج مع الشيخ الأنصاري او مع صاحب الجواهر بلا تسقيط وبلا تعكير للاجواء ولا غير ذلك.

لقد كانت هذه هي منهجيتنا وكان هذا هو ديدن فقهائنا في الحوزات العلمية على مر التاريخ في الخلافات الأصولية والفقهية، لكن ما يحتاج دوماً إلى توضيح هو ان باب الاجتهاد عندنا ليس مفتوحا في خصوص القضايا والشؤون الشخصية فقط بل انه مفتوح في كل الشؤون العامة ايضا، وقد ورد في الحديث الشريف:

"وَأَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَأَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْكُم..."([22]) فـ(رواة الحديث) جميعاً هم حجج الإمام (عليه السلام) على الناس وليس أحدهم فقط فلا يجوز لأحد ان يفرض رأيه على الفقيه الآخر مهما كانت الأسباب والأعذار والمبررات، وللحديث صلة بإذن الله تعالى.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

* سلسلة محاضرات في تفسير القرآن الكريم
http://m-alshirazi.com
http://annabaa.org/arabic/author/10

................................................
([1]) الاحزاب 45ـ 47
([2]) ككونها من المجتهد في الاعتقاديات أو تصح حتى من غيره؟
([3]) النحل: 125.
([4]) التوبة: 111.
([5]) وإن كان الظاهر انه إحصاء يظلم المسلمين.
([6]) النساء: 11.
([7]) حسب دراسة كتبها ستيف بروس والعنوان الأصلي للمقال هو (Secularization and the Impotence of Individualized Religion نقلاً: The Hedgehog Review -2006) وستيف بروس (عالم اجتماع بريطاني من اسكتلندا – أستاذ السوسيولوجيا في جامعة أبردين منذ سنة 1991 – له كتابات كثيرة حول العلمنة والدين في العالم الحديث، وعن التفاعل بين الدين والسياسة).
([8]) في العقود الأخيرة.
([9]) ستيف بروس Steve Bruce.
([10]) المصدر.
([11]) التفسير الصحيح هو ان كل شخص بحركاته وسكناته ونفسه فانه دليل على وجود الله ووحدانيته وحكمته وجوده وكرمه... الخ
([12]) الرعد: 28.
([13]) كما لعلهم يعتقدون حقاً انهم مسلمون، فهم كمن يثلث الاله ثم يعتقد حقاً انه مسلم!
([14]) النحل 125
([15]) سبأ: 24.
([16]) الأحزاب: 46.
([17]) التوبة 73
([18]) الأجنأ: الأحدب. «لسان العرب- جنأ- 1: 50».
([19]) الارشاد في معرفة حجج الله على العباد: ج1 ص148-149.
([20]) وهو المنطق الخشن الذي يتعامل به الآن التكفيريون والداعشيون الجدد، وبهذا ونظائره الكثيرة جداً يظهر ان موردهم ومشربهم من هاهناك كما لا يخفى.
([21]) إعلام الورى بأعلام الهدى (ط – القديمة) ص121.
([22]) الغيبة (للطوسي) ص291.

اضف تعليق