ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ – 2017 ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ – ﺃﺟﺒﺮ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎء ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ...
ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ
ﻣﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ؟ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2018 ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻻﻥ ﺍﻟﻘﻮﺗﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ. ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2018 ﻗﻮﺽ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﺿﻌﻒ ﻣﻮﻗﻔﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ.
ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺫﻟﻚ؟ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻌﻴﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺎﻝ ﺃﻣﺪ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻛﺎ ﻗﺪﻣﺎً. ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء.
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻌﻠﻪ؟ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻐﺘﻨﻢ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﻓﺮﻫﺎ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺘﻴﻦ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﻠﺨﺺ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ
ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ – 2017 ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ – ﺃﺟﺒﺮ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎء ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ. ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ، ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻴﻬﻤﺎ، ﺗﻘﻮﺽ ﺃﻱ ﺗﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺳﺮﻉ ﺗﺂﻛﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺰﺯ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ. ﺇﻥ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﺑﻨﺎء ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎء ﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻋﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2017 ﻛﺎﺭﺛﻴﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻳﺄﻣﻼﻥ ﺑﻤﺒﺎﺩﻟﺔ ﻭﻗﻮﻓﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﺖ ﻹﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻼﻧﺪﻓﺎﻉ ﻧﺤﻮ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ. ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺑﺪﺩﺍ ﺃﻱ ﻣﻴﺰﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﻭﺃﺳﺎء ﺗﻮﻗﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺈﺟﺮﺍء ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء. ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪﺍﻧﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﻏﻀﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻋﻤﻘﺎ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺳﻂ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﺪﻝ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﻫﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء.
ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ /ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2018، ﻗﺪﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﻤﻌﻴّﻦ ﻋﺎﺩﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺼﺪﺍﻗﺘﻪ ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ، ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﻨﻤﺎﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﻅﻞ ﺣﻮﺍﺭﻫﻤﺎ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺣﺪ. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻴﻼً ﻹﻋﻄﺎء ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ - ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻜﻦ ﻫﺸﺔ.
ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩﺕ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺯﻋﻴﻤﺎﻫﻤﺎ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﻭﺟﻼﻝ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ، ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎء ﺑﻌﺪ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2017 ﻭﻭﻓﺎﺓ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ. ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎء ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺃﺳﺎﺱ ﺑﺪﻳﻞ ﺻﻠﺐ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ. ﺇﻥ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻳﻌﻘّﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺮﻫﻢ ﺻﺎﻟﺢ، ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺭﺽ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ. ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ، ﻭﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2003، ﻓﺸﻠﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻀﺒﻂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ. ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍء؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﻭﺃﺣﺰﺍﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺄﺯﻭﻣﺔ ﻭﺭﻫﻴﻨﺔ ﻟﺸﺒﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭ/ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ.
ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ، ﻭﺗﺂﻛﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺿﻤﺎﻥ ﺗﺠﺪﺩ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ. ﻟﻘﺪ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﻨﺼﺎﺕ ﺗﺸﺎﻭﺭ. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺗﺴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻟﻠﻤﻨﺎﺻﺐ ﺃﻭ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ. ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎءﻟﺔ. ﻛﻤﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻓﻘﺪﻭﻩ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﺒﺮ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ، ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﺘﺮﻙ، ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ. ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺗﻘﻮﻱ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺳﻮﺍء ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠﺺ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻜﻮﻣﺘﻲ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﺃﻭ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﻠﺘﺴﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2018، ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻮﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺭﻏﻢ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء. ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻘﺎ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻁﻨﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺤﺰﺑﻴﻦ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻨﻘﺴﻤﺔ ﻭﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻻ َﻳِﻌﺪ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﻠﻮﻝ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ. ﻟﻘﺪ ﻁﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻣﺪ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﻴﻄﺮ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ. ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﺇﺫﺍ ﺗﻤﻜﻦ ﺇﺻﻼﺣﻴﻮ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻮﻻءﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﻧﻈﺮﺍﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻌﺎً ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﺇﺟﺮﺍء ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺣﻮﻝ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ. ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﻮﻥ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻗﺪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﺗﻌﻄﺸﻪ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻋﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء. ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺳﻴﻌﺰﺯ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ.
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎء ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﻭﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻱ. ﻟﻤﻨﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻜﻮﺹ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎء ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻁﻨﻴﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻣﺴﺎءﻟﺔ ﻗﺎﺩﺗﻬﻢ.
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺴﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺳﻮﺍء ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﺹ ﺣﻴﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺎﻟﻬﺪﻑ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ ﻗﻮﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﻣﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻤﺴﺎءﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ. ﻛﻤﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻀّﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﻮﺳﺎﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ.
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ ﺣﻴﺎﻝ ﺳﻜﺎﻥ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﻴﺶ، ﻭﺑﻌﺚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﺳﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻻﻟﺘﺌﺎﻡ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻟﺘﻌﺎﻓﻲ ﻭﺍﻧﺒﻌﺎﺙ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
.I ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ 25 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻗﻮﺍﺕ ﺭﺩﻳﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﻛﻮﻙ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻙ ﻣﻔﺎﺟﺊ.1 ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻝِ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺣﻘﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ "ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ" ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻬﺎ – ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺎﻁﻖ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ ﺧﻠﻴﻂ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ – ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﻴﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﺳﻴﻄﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﻣﻨﺬ ﻭﺻﻮﻝ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ﻳﻮﻧﻴﻮ 2.2014 ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺻﻮﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺣﺼﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻮﻁﻨﻴﺔ ﻣﻦ 17 ﺇﻟﻰ 3.%12
ﺣﺮﻡ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺏ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺪﺧﻠﻪ.4 ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺣﺎﺩﺓ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺭﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺈﺟﺮﺍء ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﻓﻘﻂ ﻟﻴﻔﺸﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻭﻋﻮﺩﻫﻢ. ﻭﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻛﺮﻛﻮﻙ ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﻯ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ – ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ – ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ، ﺿﺮﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ. ﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺎﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ.5
ﻓﻲ 1 ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ/ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2017، ﺃﻋﻠﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ، ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻼﺳﺘﻔﺘﺎء، ﺗﻨﺤﻴﻪ ﻋﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻛﺮﺋﻴﺲ ﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ. ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻋﻠﻦ:
ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻣﺜﺎﻟﻴﺎً، ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺴﺎﺭﺗﻨﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﺧﺴﺮﻧﺎ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﻭﺗﺼﻤﻴﻤﻨﺎ.... ﺑﺈﺟﺮﺍﺋﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻫﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻼﻡ ﻓﺎﺭﻍ ﻻ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ. ﺍﻵﻥ ﺑﺘﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻒ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻗﻮﻳﺎء ﺑﻤﻔﺮﺩﻧﺎ.6
ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ، ﻓﺈﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺃﺟﺒﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ.
ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﻋﺰﺯﺕ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍء ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻧﻴﺠﻴﺮﻓﺎﻥ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ. ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺭﺽ ﺇﺟﺮﺍء ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺑﻬﺪﻭء ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺗﺮﺓ ﻣﻌﻬﺎ.7 ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﻊ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﻣﻮﻅﻔﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ.8 ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻏﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﺍﺧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻵﺗﻲ: "ﺍﻋﺘﻘﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ. ﻟﻜﻦ ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮﻳﻦ، ﻛﺎﻥ ﻧﻴﺠﻴﺮﻓﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘُﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ".9
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﺮ ﻁﻮﻳﻼً؛ ﺣﻴﺚ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺷﺠﻌﺖ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺯ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﻴﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ. ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ 18 ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2018، ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ 30 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2018، ﺍﻧﺒﻌﺎﺛﺎً ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻗﻞ، ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﻦ، ﻓﺎﺯ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﺙ ﻭﺳﻂ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭﻳﺮ.10 ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ، ﺭﺃﻯ ﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻟﻬﻴﻤﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺑﺮﺯ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻓﺎﺋﺰﺍً ﺩﻭﻥ ﻣﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.11 ﻣﻨﺤﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺣﻖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ.
ﻓﻲ 3 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2018، ﺭﺷﺢ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻧﻴﺠﻴﺮﻓﺎﻥ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﻤﻪ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ، ﻭﻣﺴﺮﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ، ﻟﻤﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء. (ﻛﻼ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ). ﻳﺸﻜﻞ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﺴﺮﻭﺭ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺆﻭﻻً ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ. ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺑﺎﺗﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺸﻐﻞ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﻭﺑﺎﺕ "ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻭﺭﺍء ﺍﻟﻌﺮﺵ" ﻛﺰﻋﻴﻢ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ. 12 ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺑﺪﻭﺭﻩ، ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻛﺜﺎﻧﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺣﺰﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ (ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﻫﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺣﺮﻛﺔ ﻏﻮﺭﺍﻥ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ (2013 ﻭﻋﺰﺯ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻓﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻟﻤﺮﺷﺤﻪ ﺑﺮﻫﻢ ﺻﺎﻟﺢ.13
ﺃﺗﺎﺡ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﺎﺩﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺼﺪﺍﻗﺘﻪ ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ، ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﻮﺯﺭﺍء، ﻭﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻓﺮﺻﺎً ﻟﻠﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﻴﻦ ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﺧﺴﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء.14 ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺗﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ.
.II ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻣﺒﻬﻤﺔ
ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991، ﺳﻤﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﻭﺿﻌﺎ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺣﻜﻢ ﺫﺍﺗﻲ
– ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ – ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻁﻖ ﻧﻔﻮﺫ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ.15 ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ، ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2007 ﻭﻓﺮﺕ ﻟﻬﻤﺎ ﺣﺼﺼﺎً ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻓﻲ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ ﻭﺑﻨﺎء ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﺃﻣﻨﻲ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻗﺒﻀﺘﻴﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻨﻊ ﺃﺣﺰﺍﺑﺎً ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻛﺒﺪﺍﺋﻞ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ/ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﺷﺠﻊ ﻅﻬﻮﺭ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺃﻏﺮﻕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ.2017 ﻛﺎﻥ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻣﺘﻮﺗﺮﺍً ﺃﺻﻼً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺪﻓﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014، ﻣﺎ ﺷﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ. ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻄﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺃﻛﺜﺮ؛ ﺣﻴﺚ ﻣﻜّﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻗﻮﺽ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.16
ﺁ. ﺷﺆﻭﻥ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ
ﻭﺿﻊ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻌﻪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺎﻥ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﺭﻫﻴﻨﺔ ﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ. ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﻅﺎﺋﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ، ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻣﻨﺼﺎﺕ ﻟﻠﺘﺸﺎﻭﺭ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ، ﻭﺣﻠﺖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﺤﻞ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ.17
ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺃ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺿﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991، ﻛﺎﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎً ﺃﺩﻭﺭﺍً ﻣﻬﻤﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ.18 ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺗﻌﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺗﺘﺒﻊ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺃﻭ ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014، ﻋﻤﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﻧﻴﺠﻴﺮﻓﺎﻥ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ، ﻭﺭﻏﻢ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﻭﻧﺎﺋﺒًﺎ ﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻋﻤﻪ، ﻋﻤﻞ ﺑﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺛﻴﻖ ﻣﻊ ﻗﺒﺎﺩ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ، ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺟﻼﻝ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍء ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻓﺸﻜﻼ ﻗﻮﺓ ﻣﻮﺍﺯﻳﺔ ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ، ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ.
ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺃﺑﺮﺯ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ "ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﻴﻦ"، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ، ﻭ"ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ"، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺰﺯﻭﺍ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ. ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﻴﻦ ﻋﺎﺭﺿﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء (ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺻﻮﺗﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ) ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ، ﺃﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺑﻞ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﻓﺮﺿﻪ ﺧﻄﺄ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻪ، ﺗﺴﺒﺐ ﺑﻪ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻪ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ.19 ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻭﻥ ﺑﻘﻨﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺟﺮﺍء ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻴﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻭﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻪ.20
ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ. ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻌﺎﺵ، ﻭﺍﺛﻘﺎً ﺑﺄﻥ ﻫﻴﻜﻠﻴﺎﺕ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﺳﺘﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺗﻌﻮﺽ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﻌﻔﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ. ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺗﺨﻔﻴﻒ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺮﻭﺭ ﻭﻧﻴﺠﻴﺮﻓﺎﻥ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻭﺭﻳﺜﺎﻥ ﻣﺤﺘﻤﻼﻥ ﻟﻤﺴﻌﻮﺩ.21 ﺭﻏﻢ ﺗﻨﺤﻲ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺎﺩ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ، ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ. ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ: "ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﺳﻴﻀﻌﻒ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺧﺮﺝ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻀﻰ. ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻬﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، ﺭﻏﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺭﺋﻴﺴﺎً".22 ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻗﺎﻝ:
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺗﺘﻮﻻﻫﺎ ﺣﻠﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﺨﻀﺮﻣﻴﻦ – ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ – ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ (ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ) ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ، ﻓﺎﺿﻞ ﻣﻴﺮﺍﻧﻲ ﻭﻧﻮﺯﺍﺩ ﻋﻠﻲ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻤﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻴﻪ.23
ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1975 ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ/ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ، ﺑﺎﺕ ﻳﻌﻤﻞ ﻁﺒﻘﺎً ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ. ﻣﻨﺬ ﻣﺮﺽ ﻣﺆﺳﺴﻪ ﺟﻼﻝ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2013، ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ ﻳﻤﺰﻗﻪ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ﻭﺭﺛﺘﻪ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﻭﻣﻮﻥ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﺴﻼﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ. ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻗﺎﻝ: "ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﺳﺘﻴﻼء ﺃﻁﻔﺎﻝ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ".24 ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ، ﻓﻘﺪ ﻅﻬﺮﺕ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ.25 ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2018، ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻋﺒﺮ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﻧﻴﻮﻥ ﺿﺪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺯﻋﻴﻢ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﻛﻮﺳﺮﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﻋﻠﻲ.26 ﺃﺣﺪﺛﺖ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺃﺛﺮﺍً ﻋﻜﺴﻴﺎً، ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺻﻔﻘﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺑﺮﻫﻢ ﺻﺎﻟﺢ (ﺍﻟﻤﻨﺸﻖ ﻋﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻣﻘﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ) ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﺳﻤﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺮﺷﺢ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ.27
ﺣﺘﻰ ﻏﻮﺭﺍﻥ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺸﻘﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍء، ﺗﺸﻬﺪ ﻧﻘﺎﺷﺎً ﻣﻤﺎﺛﻼً، ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﺍﺑﻨﺎ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ، ﻧﻮﺷﻴﺮﻭﺍﻥ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﻣﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2017، ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ.28
ﺏ. ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺎﻥ: ﺗﻮﺍﺯﻥ ﻣﺘﻐﻴّﺮ
ﻟﻘﺪ ﻗﻮﺿﺖ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺔ – ﻁﻤﻮﺡ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺧﻼﻓﺔ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ – ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻣﺎ ﺳﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﺮﺩﻱ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ. ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻷﺩﺍء ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﻲ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2013، ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻊ ﻏﻮﺭﺍﻥ. ﻭﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻞ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﻏﻮﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﺃﻓﻀﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ؛ ﻓﻘﺪ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﻠﺐ ﻣﻮﻗﻒ ﻏﻮﺭﺍﻥ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﻓﺮﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺈﻳﺮﺍﻥ.29 ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2015، ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻌﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﻧﺰﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﻏﻮﺭﺍﻥ (ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻤﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ) ﺣﻮﻝ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ. ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2017، ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﻧﻴﺠﻴﺮﻓﺎﻥ ﺑﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﺑﺮﻟﻤﺎﻥ ﻓﻌﺎﻝ، ﻭﺩﻭﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻘﺪﺕ ﺳﺘﺔ ﻭﺯﺭﺍء (ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻟﻐﻮﺭﺍﻥ ﻭﺍﺛﻨﺎﻥ ﻟﺤﺰﺏ ﻛﻮﻣﺎﻻ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ). 30 ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻘﺒﺖ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻣﻨﻊ ﻁﻤﻮﺡ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻟﺬﻟﻚ، ﻣﻨﻌﺖ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻘﻮﻯ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺃﻭﺟﺪﺕ ﺗﻼﻗﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺷﺠﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ. ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2018، ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺇﻟﻰ "ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ" ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ. ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻗﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ:
ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﻧﺨﻄﻂ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ. ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺪﻳﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ. ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺃﺣﺰﺍﺑﺎً ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺜﻞ ﻏﻮﺭﺍﻥ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺘﻠﻬﻔﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻼﻧﻀﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻭﺯﺍﺭﻳﺔ.31
ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍء ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ. ﻟﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺝ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ. ﻟﻘﺪ ﺗﺸﻈﻰ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎً ﻭﺃﺻﺒﺤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ، ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻭﻓﺎﺓ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﺃﺯﺍﻟﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺩﻋﺎﻣﺘﻲ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ. ﻗﺪ ﻳﺘﻔﻖ ﺃﻋﻀﺎء ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﺣﺘﻮﺍء ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ. ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﺹ، ﻁﻤﻮﺣﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ؛ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺰﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﺍً ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ.32
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺪﻋﻮﺍﺕ "ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ" ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺓ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺣﻜﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻬﻮ ﺃﺿﻌﻒ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻱ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎﻝ.33
ﻓﻲ 4 ﺁﺫﺍﺭ/ﻣﺎﺭﺱ ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻗﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻳﺔ. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎً ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺣﻴﺎﻝ ﺣﻜﻢ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ. ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻫﻮ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻴﺰﺗﻪ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2018، ﻭﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺑﻐﺪﺍﺩ.34
ﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺑﺪﺃﺕ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﺘﺸﺪﺩﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺃﺻﻼً ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻴﺪ ﺗﻨﺸﻴﻄﻪ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ – ﻋﺒﺮ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺑﺮﻫﻢ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺴﺒﻮﻫﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎً – ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺒﺮ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ. ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻭﻧﻈﺮﺍً ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺨﺮﻁ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻣﻊ ﻗﻮﻯ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺷﻴﻌﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ، ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ' ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ'؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ؛ ﺭﻏﻢ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻘﺴﻤﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻣﻨﻘﺴﻤﻴﻦ.35
ﺝ. ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻛﺪ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ
ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺇﺯﺍﺣﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﻗﻌﺖ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﻭﺟﻮﺩﻳﺔ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﺰﺯ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺿﻄﻠﻌﺖ ﺑﺪﻭﺭ ﻣﻨﻘﺬﻱ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ – ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺍﺳﻤﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ. ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2005، ﺃﺟﺮﻯ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺮﺍﺕ (ﻓﻲ 2005، 2009، 2013 ﻭ.(2018 ﻭﺭﺃﻯ ﺗﺒﻨﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﺪﻯ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺝ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻣﺪﻧﻴﺎً ﻧﺎﺑﻀﺎً ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻌﺒﺌﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺿﺪ ﺗﺮﺩﻱ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺳﻮء ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ.36 ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﺻﻮﻝ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺃﻭﻗﻒ ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﺣﻴﺚ ﺻﻮﱠﺭ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﻤﺎﺓ ﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻣﺎ ﺳﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺳﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ.37
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎءﺍﺕ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻋﻤﻘﺖ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ﺃﺻﻼً ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ. ﻓﻲ ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2018، ﺃﺷﻌﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﺬﻫﻞ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﺳﻂ ﺷﻜﻮﻙ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭﻳﺮ، ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﺷﺎﺏ ﻛﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ: "ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﻉ؟ ﻓﻲ ﺩﻫﻮﻙ، ﺣﺘﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﻗﺘﺮﻋﻮﺍ (ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ). ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻚ، 'ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻗﻬﻮﺓ ﻭﺷﺎﻱ؛ ﺍﺧﺘﺮ ﺃﻧﺖ!'. ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: 'ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻗﻬﻮﺓ ﻓﻘﻂ'.38
ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﻨﺬ ﺇﺟﺮﺍء ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻳﺒﺬﻻﻥ ﺟﻬﻮﺩﺍً متضاﻓﺮﺓ ﻹﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ، ﻭﺇﻓﺮﺍﻏﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﺼﻮﻍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.39 ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.40 ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﺨﺒﻮﺍ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﺃﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎً ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍً ﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ/ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺩﻭﺭ ﺭﻗﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺷﺤﻮﻫﻢ 41. ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻌﺒﻴﺮ "ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻲ" ﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻮﻁﻨﻴﺔ ﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ.42
ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺠﺎﻻً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. ﻗﺪ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺎﻟﺔ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻔﺒﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ. ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺘﺸﺪﺩﻭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﺛﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻘﻪ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ ﺑﺸﺮﻭﻁﻪ (ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ)، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ.43 ﻗﺪ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﻴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ (ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ)، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺛﺮﺕ ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺗﺘﺤﺪﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺗﻌﻄﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ.44 ﻟﻘﺪ ﺭﻛﺰ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ – ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﺹ، ﺟﻬﻮﺩﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﻜﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺣﺪﺓ ﺍﻻﺳﺘﻴﺎء ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻧﻬﺎء ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﻭﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺩﻓﻊ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﻣﻮﻅﻔﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺰﺯ ﻧﺰﻋﺔ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﺃﺻﻼً ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ (ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ) ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، ﺃﻱ ﺇﻋﻄﺎء ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ.45
ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺤﻮﺭﻳﺎً ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻼﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺩﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻓﺈﻥ ﺗﺮﺩﻱ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ. ﻳﺨﺎﻁﺮ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺨﺴﺎﺭﺓ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ:1991 ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻭﺇﺟﻤﺎﻉ ﺣﺰﺑﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ، ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻭﺳﻼﻡ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
.III ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ
ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻁﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﻗﺘﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. ﻭﻓﺮ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻭﺻﻮﻝ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻮﺍ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2003 ﻭﻋﺪﺍً ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺗﺤﺴﻦ ﻛﺒﻴﺮ. ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺗﺤﻘﻖ ﺟﺰﺋﻴﺎً ﻓﻘﻂ. ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺒﻂ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﻌﻄﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ، ﻭﻫﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ.46
ﺃﺟﺒﺮ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻅﻠﺖ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻣﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻔﻂ ﻛﺮﻛﻮﻙ ﻭﻅﻞ ﺑﻮﺳﻌﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺃﻋﻀﺎء ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺎً ﺑﺪﺍ ﺧﻴﺎﺭﺍً ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ. ﻟﻘﺪ ﺗﺤﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ، ﻭﻓﺮّ ﻓﺮﺻﺔ؛ ﻓﻠﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻗﺪ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺮﻛﻮﻙ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ. ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﺳﻴﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻧﺰﺍﻋﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﺣﺪﻫﻢ ﺳﻴﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺠﻨﺐ ﺟﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ.
ﺁ. ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ
ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2017، ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺎﻥ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﺑﺤﺬﺭ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻳﻌﻜﺲ ﻋﻘﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍء ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺟﻪ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء. ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 2007 ﻓﺼﺎﻋﺪﺍً، ﺗﺒﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺃﺭﺑﻴﻞ ﺧﻄﺎﺑﺎً ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺻﺪﺍﻣﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﻋﻘﻮﺩﻩ.47 ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺭﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺗﺮﺳﻞ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻬﺎ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﻼﻝ ﻁﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺭﺋﻴﺴﺎً، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺮﺳﻞ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ، ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻟﻴﺲ ﻋﺒﺮ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺑﻞ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺃﻓﻀﻞ.48
ﺃﻗﻨﻌﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣﺼﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻌﻼﻗﺎﺗﻬﻢ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ. ﺣﺘﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺟﺪﺩﻭﺍ ﺟﻬﻮﺩﻫﻢ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎً ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ (ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ). ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺣﻴﺎﻝ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻵﺗﻲ:
ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻗﻮﺗﻨﺎ. ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻁﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (140ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ) ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﻭﺗﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺒﺸﻤﺮﻛﺔ (ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ)، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺃﺧﺮﻯ.49
ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺃﺑﺮﺯ ﺗﺠﺪﺩ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻗﻮﺽ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻗﻮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ: ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻭ17% ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ. ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2018، ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺷﺤﺎﻥ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺼﺐ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺼﺼﺎً ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 50.2005 ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2018 ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﻣﺮﺷﺤﻪ، ﺑﺮﻫﻢ ﺻﺎﻟﺢ، ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ.51 ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺭﺓ. ﺃﺣﺪ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻗﺎﻝ:
ﻣﻨﺬ ﺧﺴﺮ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﻳﺒﺪﻱ ﺗﻌﺎﻭﻧﺎً ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻱ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻛﺮﻛﻮﻙ ﺑﺪﻭﻧﻨﺎ، ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻳﻀﺎً، ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺷﻲء ﺑﺪﻭﻧﻬﻢ.52
ﺭﻏﻢ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﺨﺮﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ – ﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﺇﺫﺍ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻋﺪﺍﻭﺗﻬﻤﺎ.53
ﺏ. ﻣﺴﺎﺭﺍﻥ ﻣﻨﻔﺼﻼﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ
ﻟﻠﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻭﻗﺎﺩﺭﺓ، ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺘﻬﺎ، ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺴﻤﻬﻤﺎ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻳﺸﺠﻊ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ – ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ. ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺃﻳﺎﺭ/ ﻣﺎﻳﻮ 2018، ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﻭﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﻴﻦ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻣﻮﻗﻒ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ – ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ، ﻛﺘﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﻛﺘﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ.54 ﻣﻊ 46 ﻣﻘﻌﺪﺍً 25) ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭ21 ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ)، ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜﺘﻠﺔ ﻛﺮﺩﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﻮﻱ ﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻛﻔﺔ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﻤﺎ – ﺩﻭﺭ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ. 55 ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﻣﻨﻌﺖ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﺠﺒﻬﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺛﻘﻠﻬﻤﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﺳﻢ.56
ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻟﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺷﺠﻊ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺣﺼﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﻣﺒﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻣﻊ ﻛﺘﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﺇﻳﺮﺍﻧﻴﺎً ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺧﺴﺎﺋﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء.57
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺢ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻫﺸﺔ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻣﺄﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺃﺭﺑﻴﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻯ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻜﻮﺍﻟﻴﺲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻜﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ. ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺗﻌﻤﻖ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺗﻀﻌﻒ ﻗﺪﺭﺓ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ.
ﻳﺘﻀﺢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻓﺸﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺷﺢ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ، ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺼﺐ ﺣﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻬﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ. 58 ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺗﻘﻮﺽ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﻈﻴﺮﺍً ﻓﻌﺎﻻً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﺻﻼً ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ. ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻮﺳﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺍﻷﺟﻞ ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺃﺿﻌﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺴﻮﻳﺎﺕ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ.
ﺝ. ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ
ﺗﻮﻓﺮ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻓﺮﺻﺎً ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻏﺘﻨﺎﻣﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺗﻄﺮﺡ ﻣﺨﺎﻁﺮ ﺑﺘﺠﺪﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺤﺎﺷﻴﻬﺎ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻧﺨﺮﺍﻁ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻫﺎﻧﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻼءﻣﺔ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ.59 ﺇﻥ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺳﺘﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺄﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ.
ﻟﻮ ﺧﻔﻔﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪﻱ ﺿﺪ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻭﺭﻣﺖ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ ﻭﺭﺍء ﺗﺠﺪﺩ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺷﺠﻌﺖ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﻛﺮﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻓﺈﻥ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺰﺯ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﺎﻟﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ. ﻓﻲ ﻅﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ، ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺟﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﺿﺤﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻓﺮﻕ ﺗﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻭﺗﻴﺴﻴﺮ ﺣﻞ ﻣﺴﺘﺪﺍﻡ ﻟﻠﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺳﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻴﻞ. ﺇﻥ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺳﻴﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ، ﻣﻦ ﺃﻱ ﺣﺰﺏ ﻛﺎﻧﺖ، ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺗﻔﺎﻭﺿﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﺎﻭﺿﻴﺔ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ.
ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺎﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﺸﺪﺓ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎء ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻔﻘﻮﺍ ﺑﺴﺨﺎء ﺃﺻﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ، ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻭﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ (ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ، ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ) ﻭﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎء ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ. ﺇﻥ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣًﺎ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ.
.IV ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ
ﺳﻴﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ، ﻭﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺰﺯ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﻴﻦ. ﻭﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻖ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔﺮﻏﺔ ﺳﺘﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻀﻴﻴﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺗﻘﻮﺽ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﻣﺴﺘﺪﺍﻡ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺭﺑﻴﻞ ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ. ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻼً ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻈﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ ﺑﻴﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﻬﻢ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪﻱ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺣﻴﺎﻝ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻏﺔ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﻛﺘﻞ ﻣﺘﻨﺎﻓﺴﺔ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺸﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻠﺺ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺘﺄﺯﻣﺔ.60
ﺇﺫﺍ ﻅﻞ ﺍﻟﻮﻻء ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻨﺎﻅﻤﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ، ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺧﻴﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﺎ، ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﻬﻤﻴﺸﻬﺎ. ﻭﻣﻊ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻗﺪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻼﻧﺘﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻣﻊ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺰﺏ. ﻟﻘﺪ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺛﻤﻦ ﻭﻗﻮﻋﻬﻢ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﻈﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﺳﻴﻌﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺟﻴﻞ ﺳﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺫﻭ ﺣﻜﻢ ﺫﺍﺗﻲ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻭﺍﻟﺮﺧﺎء ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
اضف تعليق