يعد الكسوف فرصة ذهبية للعلماء لدراسة الشمس والأرض بطرق غير ممكنة في أي وقت آخر، فعندما يحجب القمر ضوء الشمس، يمكن للعلماء رؤية الغلاف الجوي للشمس، وهو أمر غير مرئي عادةً، كما يمكنهم دراسة تأثير الشمس على الغلاف الجوي للأرض، وفهم كيفية تفاعل هذين الكوكبين مع بعضهما البعض...
اليوم الاثنين الموافق للثامن من أبريل/نيسان الجاري، يترقب الملايين في أنحاء قارة أميركا الشمالية واحدة من أندر حالات الكسوف الكلي للشمس، فمن ولاية "مازاتلان" الساحلية للمحيط الهادي في المكسيك، إلى الساحل الشرقي لـ"نيوفاوندلاند" الكندية، سيَحجب القمر الشمس تماماً ويلقي ظله على الأرض ليتحول النهار إلى ليل في غضون دقائق.
من المعروف أنّ الشمس أكبر بنحو 400 مرة من القمر، ولكنها أيضاً أبعد بنحو 400 مرة، مما يعني أن القرصان يظهران بالحجم نفسه الحجم تقريباً بالنسبة لنا، وهو ما يسمح بحصول الكسوف عند اصطفاف القمر بين الأرض والشمس.
وبالنظر إلى حقيقة إكمال القمر دورانه حول الأرض كل شهر تقريباً، قد يتبادر إلى الذهن إمكانية حصول كسوف كل شهر، ولكن هذا ليس هو الحال لأن مدار القمر حول الأرض يميل بنحو خمس درجات بالنسبة إلى خط الاستواء، مما يجعل القمر يبدو وكأنه يمر فوق الشمس أو تحتها كل شهر، وعليه فإن حالات الكسوف الكلية تُعتبر نادرة الحصول لأنّها تتطلب زاوية ميلان دقيقة للقمر تكفي لحصول تغطية كاملة للشمس.
ما المميز في هذا الكسوف؟
يحدث كسوف كلي للشمس في مكان ما على الأرض كل 18 شهراً، ومع ذلك فإن كسوف 8 أبريل/نيسان هذا له أهمية خاصة بسبب الكمية الهائلة من الأراضي المأهولة بالسكان التي سيمر بها الكسوف، وهو ما يسمح لما يزيد على 40 مليون شخص بمشاهدته، هذا بالإضافة إلى أنه سيستمر لمدّة 4 دقائق و28 ثانية، وهي مدة طويلة نوعاً ما مقارنة بأغلب الكسوفات الشمسية الكلية.
وتعتمد مدة الكسوف على مدارات كل من الأرض والقمر، وهذه المدارات ليست دائرية تماما. وعندما تكون الأرض أبعد عن الشمس فإنّ الشمس تبدو وكأنها تحتل حيزاً أصغر في السماء، وبالتالي يمكن للقمر حينها حجب أشعتها تماماً لفترة أطول. وعلى العكس من ذلك عندما يكون القمر في أقرب مكان له بالنسبة للأرض، يبدو أكبر ويمكنه تكوين عائق أكبر أمام أشعة الشمس.
من زاوية أخرى فإنّ وجود الشخص المراقب قرب خط الاستواء قد يساعد في تعظيم السرعة التي تُدير بها الأرض هذا الشخص، مما يبطئ السرعة النسبية لظل القمر ويجعل مدة الكسوف أطول نسبة لهذا المراقب، كما ويكون الكسوف أطول أيضاً عندما يكون كل من الشمس والقمر فوق خط الأفق مباشرة، وليس قرب الأفق، والأفق هو الخط الوهمي الذي يفصل سطح الأرض عن السماء.
وتساعد العوامل المذكورة هذه في تفسير السبب في أنّ الكسوف المرتقب سيكون أطول من معظم الكسوفات الشمسية الأخرى، على الرغم من أنه بعيد عن تسجيل رقم قياسي، إذ ستكون مسافة الأرض من الشمس أبعد قليلا فقط من المتوسط، ولكن القمر سيكون على بعد يوم واحد فقط من مرحلة الحضيض والتي تمثل أقرب نقطة له إلى الأرض، كما أنّ مسار الكسوف يبدأ من مكان قريب جداً من خط الاستواء رغم انتهائه في أقصى الشمال.
وفي هذا الصدد يُذكر أنّ أطول كسوف شمسي كلي مسجل هو 7 دقائق و28 ثانية حدث في 15 يونيو/حزيران 743 قبل الميلاد، ووقع في المحيط الهندي قبالة ساحل كينيا والصومال في أفريقيا وفقاً لحسابات ناسا.
وفي التاريخ الحديث شهد غرب الفلبين عام 1955 أطول كسوف امتد لـ7 دقائق و8 ثوان، وذلك على الرغم من أنّ الأجواء كانت غائمة حينها على امتداد معظم مساره.
ومن المتوقع بعد أكثر من 150 عاماً من الآن أن يؤدي الكسوف الكلي الذي سيعبر المحيط الأطلسي قبالة ساحل غيانا الفرنسية في 16 يوليو/تموز عام 2186 إلى تسجيل رقم قياسي جديد بمدة 7 دقائق و29 ثانية.
وعلى صعيد آخر، فإنّ مذنب "12بي/بونز بروكس" المعروف أيضاً باسم "مذنب الشيطان"؛ سيكون على بعد نحو 25 درجة من الشمس أثناء حدوث الكسوف، وبحجم قد يصل إلى "+4.7" أضعاف، كما سيكون قريباً نسبياً من كوكب المشتري الذي هو نفسه سيكون مرئياً بالعين المجردة حينها، وفي المحصلة قد تكون رؤية هذا المذنب ممكنة أثناء الكسوف الكلي باستخدام المناظير.
وجدير بالذكر أنّ هذا التصادف يشكل حالة فريدة نظراً لأن دورة المذنب هذا تبلغ 71 سنة ولن يمر في سمائنا مرة أخرى قبل عام 2095.
استعدادات العلماء والباحثين على قدم وساق
ستُطلق ناسا ثلاثة صواريخ خلال الكسوف الكلي للشمس لدراسة كيفية تأثر الغلاف الجوي العلوي للأرض عندما يُحجَب ضوء الشمس لفترة قصيرة من الزمن على جزء من الكوكب، وتعتزم ناسا إطلاق أولها قبل 45 دقيقة من حدوث الكسوف، وثانيها أثناء حدوثه، وثالثها بعد 45 دقيقة من ذروة الكسوف.
وتعدّ هذه الفترات مهمة لجمع البيانات عن كيفية تأثير اختفاء الشمس المفاجئ على الغلاف الأيوني، والذي يشكل منطقة من الغلاف الجوي للأرض تتراوح بين 55 و310 أميال (90 إلى 500 كيلومتر) فوق سطح الأرض. وتكمن أهمية هذه المنطقة في أنها منطقة مكهربة تَعكس الإشارات الراديوية وتكسرها، وبالتالي تؤثر في الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وعليه فإنّ فهمنا للغلاف الأيوني وتطوير النماذج لمساعدتنا على التنبؤ بالاضطرابات أمر بالغ الأهمية نظراً لاعتمادنا الكبير والمتزايد على الاتصالات في عالمنا الحالي.
مع بدء ظل الكسوف عبر الغلاف الجوي، فإنه يُحدث ما يمكن تشبيهه بغروب شمس سريع يُسبب حدوث موجات جوية واسعة النطاق واضطرابات صغيرة النطاق تُلقي بأثرها على ترددات الاتصالات الراديوية المختلفة، وسيساعد جمع البيانات عن هذه الاضطرابات على التحقق من صحة النماذج الحالية لدى العلماء، والتي تساعدنا على التنبؤ بالاضطرابات المحتملة لاتصالاتنا وتحسينها، وخاصة الاتصالات عالية التردد.
لماذا لن يتكرر كسوف 8 أبريل إلا بعد 54 عاما؟
عندما يتحرك الظل المركزي للقمر بسرعة تزيد عن 2400 كم/ساعة عبر أمريكا الشمالية في كسوف كلي للشمس في 8 أبريل، سيكون المشهد فريدا للغاية.
وسيكون هذا المسار الكلي (مسار الظل المظلم للقمر عبر وجه الأرض) ضيقا، بعرض 185 كم (115 ميلا) فقط، وسيعبر أجزاء من المكسيك والولايات المتحدة وكندا في مسار لن يتكرر أبدا عبر القارة، ويستمر لمدة 100 دقيقة فقط.
وفقط من داخل هذا المسار سوف يواجه المشاهدون الظلام أثناء النهار، وانخفاض درجات الحرارة وتغيرا في سلوك الحيوانات، كما أنه فقط داخل هذا المسار سيكون من الممكن النظر إلى هالة الشمس الجميلة المكسوفة تماما بالعين المجردة، مع ضرورة الانتباه إلى عدم النظر مباشرة إلى الشمس في أي وقت دون ارتداء زوج من نظارات كسوف الشمس المعتمدة.
وبالنسبة لمعظم الأشخاص البالغ عددهم 40 مليون شخص الذين يعيشون في مسار الكسوف الكلي، سيكون هذا حدثا يحدث مرة واحدة في العمر. باعتبار أن هذا الحدث في نفس المسار الحالي لن يتكررة إلا بعد 54 عاما.
ويحدث الكسوف الشمسي ضمن مجموعة تعرف باسم "دورة ساروس"، وهي فترة تعادل ما يقارب 223 شهرا قمريا، بحسب مدارات القمر حول الأرض، وهذا يعادل 6585.3 يوما، أو 18 عاما و11 يوما و8 ساعات، وفقا لوكالة ناسا.
ويتكرر خلال "دورة ساروس" نفس الترتيب الهندسي للشمس والقمر والأرض. وتشير الدورة إلى مجموعة من أحداث الكسوف والخسوف المتتالية والتي يمكن مشاهدتها من مناطق محددة من الأرض.
وتتشابه الخسوفات والكسوفات التي تنتمي إلى نفس "دورة ساروس"، ويتم تحديدها من خلال رقم سلسلة ساروس الخاصة بها.
ويعد كسوف الشمس الكلي في 8 أبريل جزءا من "دورة ساروس" 139، التي كانت مسؤولة عن كسوف الشمس الكلي في جميع أنحاء إفريقيا قبل 18 عاما و11 يوما و8 ساعات، في 29 مارس 2006، وفي 8 أبريل 2024، وفي 20 أبريل 2042 ستنتج نفس "دورة ساروس" كسوفا كليا للشمس في آسيا.
ووفقا للعلماء، فإن الساعات الثماني ضمن "دورة ساروس" تضمن أن المسار الكلي المماثل للكسوف سوف يعيد الظهور في نفس الجزء من الكرة الأرضية بعد كل تكرار رابع. وهذه الفترة التي تتكون من 669 قمرا على وجه التحديد، أو 54 عاما و33 يوما، تسمى بالـ exligmos.
لذا فإن نفس الميكانيكا السماوية التي تتسبب في كسوف الشمس الكلي في 8 أبريل أنتجت كسوفا كليا للشمس في أمريكا الشمالية في 7 مارس 1970. وحدث هذا المسار الكلي إلى الشرق قليلا، مارا بالمكسيك والولايات المتحدة (فلوريدا، جورجيا، كارولينا الشمالية وماساتشوستس) وكندا (نوفا سكوتيا ونيوفاوندلاند).
وبعد 8 أبريل، سيزور الكسوف الكلي أمريكا الشمالية والمكسيك مرة أخرى في 11 مايو 2078.
وبحسب موقع "سبيس" فإن "دورة ساروس" لا تدوم إلى الأبد، وعلى مر القرون، ترتفع وتنخفض عبر سطح الأرض. وتنتج ساروس 139 كسوفا شمسيا منذ عام 1501 وستستمر حتى عام 2763، لكنها ستصل إلى ذروتها في 16 يوليو 2186، حيث ستنتج كسوفا كليا يستمر لمدة 7 دقائق و29 ثانية، وهو أطول كسوف كلي منذ 10 آلاف عام، وحتى عام 6000 على الأقل.
العالم على موعد غدا مع كسوف كلي للشمس والملايين ينتظرون رؤية ظاهرة فلكية نادرة
كسوف الشمس الكلي هو ظاهرة فلكية طبيعية تستحق المشاهدة، إلا أنه يتوجب عليك أن تتأكد من اتباع النصائح المهمة لضمان مشاهدة آمنة وممتعة.
سيشهد العالم يوم غد الاثنين في 8 أبريل/ نيسان 2024، ظاهرة فلكية استثنائية تتمثل في كسوف الشمس بشكل الكلي.
هذه الظاهرة، ستكون مرئية بشكل كامل فوق سماء الولايات المتحدة الأمريكية، وستُغطي مسارًا يبدأ من المكسيك، وينتهي في كندا.
ويحدث الكسوف الشمس الكلي عندما يمر القمر بين الشمس والأرض، ويحجب قرص الشمس بالكامل عن ناظر الأرض.
ومن المتوقع أن يمر مسار الكسوف عبر 14 ولاية أمريكية، وأن تستغرق مدته 4 دقائق و 29 ثانية.
هذا وينتظر الملايين في الولايات المتحدة الأمريكية هذا اليوم لرؤية هذا الحدث الفريد. ولن يكون من الممكن مشاهدة الكسوف في معظم الدول العربية.
وتجري الاستعدادات في المدن والبلدات الكندية التي تقع في طريق الكسوف الكلي منذ أيام، حيث يخطط الزوار في جميع أنحاء البلاد لإلقاء نظرة على هذا الحدث السماوي النادر.
ومن المقرر أن يتم إغلاق العديد من المدارس في أونتاريو وكيبيك في 8 أبريل/نيسان، بينما قرر البعض أخذ إجازة من العمل.
وفي الوقت نفسه، أعلنت منطقة نياجرا، التي تتوقع قدوم آلاف الزوار، حالة الطوارئ "من باب الحذر الشديد".
وكسوف الشمس الكلي هو ظاهرة فلكية طبيعية تستحق المشاهدة، إلا أنه يتوجب عليك أن تتأكد من اتباع النصائح المهمة لضمان مشاهدة آمنة وممتعة.
هذا وتسعى وكالة ناسا إلى إطلاق صواريخ السبر وطائرات WB-57 على ارتفاعات عالية خلال الكسوف.
وتهدف هذه الجهود إلى جمع بيانات وملاحظات لا تقدر بثمن حول جوانب الشمس والأرض لا يمكن دراستها إلا خلال حدوث هذه الظاهرة الفريدة.
يمثل هذا الحدث جزءًا من تاريخ طويل من المحاولات التي قامت بها ناسا لدراسة الكسوف، فعلى مدار عقود، استخدمت الوكالة مجموعة متنوعة من الأدوات، بما في ذلك التلسكوبات والطائرات والأقمار الصناعية، لجمع معلومات حول هذه الظاهرة.
يُعد الكسوف فرصة ذهبية للعلماء لدراسة الشمس والأرض بطرق غير ممكنة في أي وقت آخر. فعندما يحجب القمر ضوء الشمس، يمكن للعلماء رؤية الغلاف الجوي للشمس، وهو أمر غير مرئي عادةً. كما يمكنهم دراسة تأثير الشمس على الغلاف الجوي للأرض، وفهم كيفية تفاعل هذين الكوكبين مع بعضهما البعض.
هل يؤثر كسوف الشمس الكلي المنتظر على عدد أيام شهر رمضان؟
في الليلة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تحديدًا يوم 8 إبريل عام 2024، سيكون العالم على موعد مع كسوف شمسي كامل، سيكون مرئيًا بشكل تام فوق سماء الولايات المتحدة الأميركية، وستظلم سماؤها لساعات.
ومن المنتظر أن تشهد الكرة الأرضية كسوفًا كليًا للشمس يوم الاثنين الموافق 8 إبريل 2024 في الوقت الذي يتفق توقيت وسطه مع اقتران شهر شوال لعام 1445هـ.
والكسوف الكامل للشمس لا يمكن مشاهدته في السعودية وبمعظم الدول العربية، ومن خلال هذه الظاهرة سيكون استحالة مشاهدة القمر يوم الاثنين ليلة الثلاثاء فيكون شهر رمضان 30 يومًا ومنه يكون 1/شوال الأربعاء.
في الثامن من أبريل، سيحجب القمر الشمس تماما عن ملايين الأشخاص في أميركا الشمالية، على طول مسار يبدأ من المكسيك إلى الولايات المتحدة ثم كندا، في كسوف كلي للشمس.
ورغم أن هذا الحدث الفلكي يتكرر، فإن الكثيرين لا يدركون طبيعته تماما.. وفيما يلي شرح لكسوف الشمس، والمناطق التي من المتوقع أن تشهده هذه المرة.
8 أسئلة محورية
في الثامن من أبريل، سيحجب القمر الشمس تماما عن ملايين الأشخاص في أميركا الشمالية، على طول مسار يبدأ من المكسيك إلى الولايات المتحدة ثم كندا، في كسوف كلي للشمس.
ورغم أن هذا الحدث الفلكي يتكرر، فإن الكثيرين لا يدركون طبيعته تماما.. وفيما يلي شرح لكسوف الشمس، والمناطق التي من المتوقع أن تشهده هذه المرة.
ما الكسوف الكلي للشمس؟
عند كسوف الشمس الكلي، يمر القمر بين الشمس والأرض، ليغطي سطح الشمس بالكامل بطول مسار صغير من سطح كوكبنا، وهو ما يسمى "طريق الكسوف".
وتتحول السماء نهارا إلى ظلام شبيه بغسق المغيب أو غبش الفجر، مما يحيّر الحيوانات الليلية ويجعلها تستيقظ ظنا منها أن الليل قد حل.
وفي الأماكن الواقعة على طول مسار الكسوف الكلي، سيتمكن الناس من رؤية هالة الشمس، وهي ، الغلاف الجوي الخارجي للنجم، والتي عادة ما تكون غير مرئية بسبب سطوع الشمسوسيشاهد الأشخاص الذين يراقبون من خارج مسار الكسوف الكلي كسوفا جزئيا يحجب فيه القمر معظم وجه الشمس، لكن ليس كله.
يذكر أنه بعد هذا الكسوف، لن يحدث كسوف كلي للشمس يمكن مشاهدته من الولايات المتحدة، قبل عام 2044.
أين يمكن رؤيته؟
وفقا لإدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا"، يبدأ الكسوف يوم الثامن من أبريل فوق جنوب المحيط الهادي، ويصل مساره إلى ساحل المكسيك على المحيط الهادي نحو الساعة 11:07 صباحا بتوقيت المحيط الهادي، قبل دخول الولايات المتحدة في تكساس.
ثم يمر مساره عبر أوكلاهوما وأركنسو وميزوري وجزء صغير جدا من تنيسي وإيلينوي وكنتاكي وإنديانا وأوهايو ومساحة صغيرة من ميشيغان، وبنسلفانيا ونيويورك وفيرمونت ونيوهامشير ومين.
ويدخل المسار بعد ذلك كندا في أونتاريو وينتقل عبر كيبيك ونيو برونزويك وجزيرة الأمير إدوارد وكيب بريتون، ويخرج من أميركا الشمالية القارية على ساحل نيوفاوندلاند على المحيط الأطلسي بكندا، الساعة 5:16 مساء بتوقيت نيوفاوندلاند.
ومن المقرر أن يكون الكسوف الجزئي مرئيا للناس في جميع الولايات الأميركية المتجاورة الثماني والأربعين.
أين أفضل الأماكن لمشاهدة الكسوف؟
تقع بعض المدن الكبرى ومناطقها الحضرية في مسار الكسوف الكلي أو بالقرب منه، ومن بينها مازاتلان وتوريون في المكسيك، وسان أنطونيو وأوستن وواكو وفورت وورث ودالاس في تكساس، وليتل روك في أركنسو، وسانت لويس في ميزوري، ولويزفيل في كنتاكي، وإنديانابولس في إنديانا، ودايتون وكولومبوس وتوليدو وكليفلاند في أوهايو، ديترويت في ميشيغان، وإيري في بنسلفانيا، بوفالو وروتشستر وسيراكوز في نيويورك، وهاملتون وتورنتو ومونتريال في كندا.
ما اتساع طريق الكسوف؟
في 21 أغسطس 2017، شهد ملايين الأشخاص كسوفا كليا للشمس عبر مساره داخل الولايات المتحدة المتجاورة. ومسار الكسوف الكلي في الثامن من أبريل سيكون أوسع من مسار عام 2017 لأن القمر كان بعيدا قليلا عن الأرض في ذاك الكسوف.
ووفقا لناسا، تراوح عرض المسار في عام 2017 ما بين 100 و114 كيلومترا، بينما سيتراوح عرض مسار العام الجاري ما بين 174 و196 كيلومترا، أي أن مساحته أكبر.
ومن المقرر أيضا أن يمر مسار الكسوف هذا العام فوق مناطق أكثر كثافة سكانية من تلك التي حدثت في عام 2017.
ماذا يمكن توقع رؤيته أثناء الكسوف؟
يحدث الكسوف الكلي للشمس عبر بضع مراحل منفصلة، فهو يبدأ بمرحلة كسوف جزئي حيث يبدأ القمر بالمرور بين الأرض والشمس، فيحجبها جزئيا ويترك الشمس تبدو وكأنها على شكل هلال.
في مرحلة تالية، تعرف باسم "خرزات بيلي"، تشرق نقاط ضوء من الشمس حول حواف القمر بسبب تضاريس القمر غير المنتظمة، مما ينتج حبات صغيرة من الضوء.
في مرحلة "الخاتم الألماس"، تظهر نقطة مضيئة واحدة على طول حافة القمر حين يترك الغلاف الجوي للشمس حلقة من الضوء حول القمر.
وتظهر الصورة كأنها خاتم ألماس. وهذه الظاهرة تسبق الكسوف الكلي.
وبعد الكسوف الكلي، تتكرر المراحل الأخرى حيث يستمر القمر في التحرك على طول مساره حتى ينتهي الكسوف.
كيف يختلف هذا عن الكسوف الحلقي للشمس؟
يحدث كسوف الشمس الحلقي عندما يمر القمر بين الشمس والأرض عندما يكون القمر عند أو بالقرب من أبعد نقطة له عن كوكبنا. وبالتالي، فهو لا يغطي الشمس بالكامل، ويترك ما يشبه "حلقة النار" في السماء.
كيف يمكنك مشاهدة الكسوف بأمان؟
يحذر الخبراء من أنه من غير الآمن النظر مباشرة إلى الشمس الساطعة دون استخدام وسائل حماية العين المتخصصة المصممة للنظر نحو أشعة الشمس.
ووفقا لهؤلاء الخبراء، فإن مشاهدة الكسوف من خلال عدسة الكاميرا أو المنظار أو التلسكوب دون استخدام مرشح شمسي خاص يمكن أن يسبب إصابة خطيرة للعين.
وينصحون باستخدام نظارات شمسية آمنة أو نظارة شمسية آمنة محمولة باليد، مشيرين إلى أن النظارات الشمسية العادية ليست آمنة لمشاهدة الشمس.
اللحظة الوحيدة التي يمكن فيها إزالة حماية العين بأمان أثناء كسوف الشمس الكلي وهو الوقت القصير الذي يحجب فيه القمر سطح الشمس بالكامل.
ما حجم الأرض والقمر والشمس؟
سيغطي القمر وجه الشمس بالنسبة لمن ينظرون من الأرض فقط لأن القمر في الواقع أصغر بكثير من الشمس لكنه أقرب بكثير إلى كوكبنا.
ويبلغ قطر القمر 3476 كيلومترا، مقارنة بقطر الشمس الذي يبلغ حوالي 1.4 مليون كيلومتر، وقطر الأرض 12742 كيلومترا.
كيف يختلف كسوف الشمس عن خسوف القمر؟
يحدث خسوف القمر عندما تقع الأرض بين القمر والشمس ويغطي ظل كوكبنا سطح القمر. وهذا يجعل القمر يبدو معتما من الأرض، وأحيانا بلون مائل للحمرة. ويمكن رؤية خسوف القمر من نصف الكرة الأرضية، وهي مساحة أوسع بكثير من كسوف الشمس.
الكسوف المستقبلي
قالت ناسا إن الناس في أنحاء مختلفة من العالم سيشهدون مزيدا من حالات الكسوف في الأشهر والسنوات المقبلة.
وسيحدث كسوف حلقي للشمس يوم الثاني من أكتوبر من هذا العام، يمكن رؤيته في أميركا الجنوبية، مع كسوف جزئي مرئي في أميركا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية والمحيط الهادي والمحيط الأطلسي وأميركا الشمالية.
سيحدث كسوف جزئي للشمس في 29 مارس 2025، يمكن رؤيته في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية والمحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي.
وسيحدث كسوف جزئي للشمس في 21 سبتمبر 2025، ويمكن رؤيته في أستراليا والقارة القطبية الجنوبية والمحيط الهادي والمحيط الأطلسي.
سيحدث كسوف حلقي للشمس في 17 فبراير 2026، ويمكن رؤيته في القارة القطبية الجنوبية، مع كسوف جزئي مرئي في القارة القطبية الجنوبية وأفريقيا وأميركا الجنوبية والمحيط الهادي والمحيط الأطلسي والمحيط الهندي.
وسيحدث الكسوف الكلي التالي للشمس في 12 أغسطس 2026، ويمكن مشاهدته في جرينلاند وأيسلندا وإسبانيا وروسيا وجزء صغير من البرتغال، مع حدوث كسوف جزئي يمكن رؤيته في أوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية والمحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهادي.
اضف تعليق