من مظاهر تأثير التقنية على حياتنا، التنوع في تعاملاتنا المالية. وقد حددنا في فوربس الشرق الأوسط بعض الاتجاهات التي ستؤثر على حياتنا في العام الحالي على نحو أوسع، وستغير الطريقة التي نسير بها شؤونا المالية. يحل الذكاء الصناعي محل الإنسان في المصارف والمؤسسات المالية حول العالم...
بقلم جايسون لازاردو
من مظاهر تأثير التقنية على حياتنا، التنوع في تعاملاتنا المالية. وقد حددنا في فوربس الشرق الأوسط بعض الاتجاهات التي ستؤثر على حياتنا في العام الحالي على نحو أوسع، وستغير الطريقة التي نسير بها شؤونا المالية.
الذكاء الصناعي
يحل الذكاء الصناعي محل الإنسان في المصارف والمؤسسات المالية حول العالم، بينما ستتولى نظم الذكاء الصناعي أداء مهمات بسيطة ومتكررة. ففي الشرق الأوسط، يتوقع أن يخفض (Mashreq bank) عدد موظفيه بمقدار الربع، كما استعاض (Emirates NBD) عن خدمة العملاء التقليدية بـ(Eva) أول مساعدة افتراضية في المنطقة يمكنها فهم الإنجليزية والعربية، وأداء معاملات مصرفية بسيطة.
مما سيزيد هذا التوجه من فاعلية المصارف، بحيث تعالج المعاملات على مدار الساعة، وسيرفع من دقة وسرعة معالجتها. من جهة أخرى، سينتج عن الأتمتة فقدان الوظائف، وستواجه معوقات عدة عند تبنيها، لأن العملاء سيستغرقون بعض الوقت حتى يعتادوا على التعامل مع الآلات.
تقنين العملات المشفرة
فاجأ الازدهار في مجال العملات المشفرة حديثاً، معظم الجهات التشريعية في العالم، وتباينت ردود أفعال دول عدة تجاه هذه الظاهرة. فالعملات المشفرة ممنوعة في الصين، بينما تفكر كوريا الجنوبية جدياً بفعل الشيء ذاته. ومن جهة أخرى، تخطط فنزويلا لطرح عملة مشفرة تدعمها مبيعاتها النفطية. وإذا حدث هبوط قوي في أسعار العملات المشفرة وأدى إلى إلحاق خسارة ضخمة بالمستثمرين، ستضطر المزيد من الحكومات عندئذ إلى وضع قانون ملائم يحكم تداول هذه العملات.
وفي ظل ضبط القوانين، سيحظى المستثمرون الجدد بحماية من الاستثمار في عملات مشفرة مزيفة. غير أن العديد من المستثمرين سيفقدون استثماراتهم أيضاً إذا منعت الحكومات العملات المشفرة؛ إذ تكمن جاذبية هذه العملة في كونها مجهولة، ولهذا فإن تشريعها سيساويها مع المشتقات والأدوات المالية الأخرى.
التبني المتزايد للمحافظ والمدفوعات المرتكزة على الأجهزة النقالة
وفقاً لما ذكرته (Euromonitor International) في عام 2016، أسهمت خدمات الأجهزة النقالة في إتمام ثلثي عمليات الشراء الرقمية في الصين. ونلاحظ حالياً استمرار هذه الاتجاهات حول العالم؛ إذ أطلقت (Apple pay) و(Samsung pay) في المنطقة.
كذلك سنشهد في العام المقبل تبنياً أكبر للمدفوعات عبر الأجهزة النقالة لأداء التعاملات اليومية، وسيعمل كل من التجار والعملاء على تبني هذا الأسلوب في الدفع. علاوة على ذلك، يمكن أن تسهم المعاملات بواسطة هذه الأجهزة على تسهيل العمليات، سيما لتجار التجزئة من خلال تخليصهم من ظاهرة الطوابير الطويلة.
وقد طبقت مجموعة التجزئة الإقليمية (Landmark group) ذلك في بعض متاجرها.
المستشارون الآليون
سيشهد قطاع إدارة الثروات ثورة يحدثها مستشارو الثروات الآليون خلال عام أو اثنين، إذ تعد هذه الأنظمة بديلاً أرخص من توظيف العنصر البشري.
وستقدم المشورة للمستثمرين حول مواطن الاستثمار الأمثل، بناء على معطيات السوق وسجلات الأداء الموثقة لفئات الأصول المختلفة، مع الأخذ بالاعتبار ملف المخاطر للمستثمر. كما سيطرح النظام على المستخدم بضعة أسئلة تساعده في تقييم ملف المخاطر للإتيان بخطة استثمار مناسبة. وربما تكون معرفة بعض المستشارين التقليديين لإدارة الثروات محدودة، وقد يتأثر بعضهم بتحيزات شخصية أو بالعمولات التي تدفعها شركات إدارة الأصول. في المقابل، يمكن التخلص من ذلك التحيز بفضل خدمات الاستشارة الآلية.
لكن من سلبياتها أن الكثير من المستشارين يفضلون الثقة والسرية المرتبطة بالتعامل مع البشر، وليس بواسطة المستشارين الآليين.
التمويل الجماعي- الأسهم والدين
إذا احتاجت الشركات اليوم إلى رأس مال، يتوجب عليها اللجوء إما إلى المصارف التي تشترط معدلات فائدة ضخمة ورسوماً مرتفعة، وإما إلى المستثمرين الرأسماليين الذين يطلبون عادة حصصاً ضخمة من الشركة، وربما يرغبون في فرض سلطتهم عليها أيضاً. من جهة أخرى، يفتقد المستثمرون إلى سبل تمكنهم من الاستثمار في الشركات الصغيرة، فهم يستثمرون مدخراتهم اليوم في المصارف، التي قد لا تقدم لهم نسب العوائد المرغوبة، أو يستثمرون في الشركات الكبرى المدرجة في أسواق الأسهم.
لكن يسد التمويل الجماعي هذه الفجوة ويربط بين الشركات التي تحتاج رأس المال وبين المستثمرين، مستثنياً المؤسسات المالية التي تعمل كوسطاء. وخلال السنوات القليلة الماضية، قدمت شركات مثل (Eureca) و(Beehive) هذه الخيارات للشركات من أجل الحصول على تمويل بتكاليف منخفضة، وللمستثمرين الذين يمكنهم استثمار مبالغ صغيرة والحصول على عوائد جيدة على استثماراتهم.
في حين يعد الاستثمار في خدمات التمويل الجماعي أخطر، لأن الوسطاء الماليين غير موجودين لضمان سلامة رأس المال والعائدات.
اضف تعليق