q

خمس سنوات مضت على انفجار الغضب الجماهيري وتغيير المعادلة والتوقعات، ففي ذلك اليوم 4 مارس 2011م كانت أجواء الخوف والترقب تسيطر على الشارع نتيجة التهديد والتحذير لأي حراك وتظاهر من قبل الجهات الأمنية في عموم المملكة، فمزق شباب الاحساء البطل ذلك الخوف، حيث انطلقت المظاهرات من عند مسجد أئمة البقيع بشرق الهفوف العريقة إلى مبنى إمارة الأحساء التاريخية بسلمية وكان الهدف إيصال الصوت إلى أعلى سلطة في الدولة عبر حاكم الاحساء، فعلت الأصوات وارتفعت قبضات الأيدي إلى عنان السماء بترديد شعارات وطنية: الشعب يريد الإصلاح، الشعب يريد التغيير، الشعب يريد الافراج عن الشيخ توفيق، الشعب يريد حقه، الشعب يريد وظائف، لا للطائفية..، وعند مبنى إمارة الاحساء كانت هناك الرسالة الأقوى الموجه إلى الحاكم مباشرة وهو أمير من العائلة الحاكمة، و هي: “أرحل يا بدر، أرحل يا بدر” بدون اسم أمير، انها رسالة مباشرة وشفافة تمثل إرادة الأمة الغاضبة، أمة تقف موقف واحد أمام باب الإمارة والناس تطالب الأمير بالرحيل!!.

بلا خوف ردد الجماهير مطالبهم الإصلاحية، والافراج عن الرمز القائد الداعية الحقوقي سماحة الشيخ توفيق العامر الذي كان معتقلا، وبعد أيام تم الافراج عن الشيخ العامر، ولكن للأسف الشديد عادت سلطة الرياض باختطاف الشيخ العامر من الطريق العام ومازال لغاية اليوم خلف قضبان السجون وإعتقال المئات من الشباب!!.

تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة ليوم الغضب الجماهيري 4 مارس، في ظروف مختلفة جدا، فالأجواء ملبدة بالترهيب والتهديد والقتل، حيث تم قبل نحو شهرين إعدام الرمز القائد المناضل الشهيد الشيخ نمر باقر النمر بقطع رأسه عن جسده، وقطع رؤوس عدد من الشباب بتهمة التعبير عن الرأي ونقد السلطة الحاكمة!. وتأتي بعد سقوط عشرات الشهداء عبر استهداف عدد من مساجد مدرسة أهل البيت في الأحساء والدمام والقطيف وغيرها، وذلك من قبل شباب سعوديين الجنسية يؤمنون بالفكر التكفيري الذي يدرس في مناهج الدولة التي تكفر الشيعة وتصفهم بالمشركين. وتمر الذكرى مع أيام يتم فيها محاكمة عدد من الشخصيات الوطنية معظمهم من أبناء الأحساء باسم شبكة التجسس، وفي ظل تصعيد طائفي بغيض على مستوى الوطن العربي!!.

 

كما تشهد الأحساء حاليا في الذكرى السنوية الخامسة لـ 4 مارس تصعيدا خطيرا من قبل السلطة باستهداف الرموز والشخصيات كالرمز الشجاع شيخ الأحساء العالم الباحث آية الله الشيخ حسين الراضي، المهدد بالاعتقال وربما بالإعدام من قبل حكومة الرياض بسبب قول كلمة حق، وعدم السكوت عن الظلم والفساد في الوطن، ومطالبته بالإصلاح ورفض إعدام الابرياء ومنهم الشهيد الشيخ النمر ورفض الحرب العبثية على اليمن، ورفضه لحملة الاساءة للمقاومة التي تعمل ضد الاحتلال الصهيوني؛ وذكرى يوم 4 مارس مناسبة وفرصة لأهالي الأحساء والوطن والشرفاء في العالم لإعلان التضامن مع أبناء الاحساء الأبطال الأحرار كالعالم الباحث آية الله الشيخ حسين الراضي، ومع الداعية البطل الشجاع سماحة الشيخ توفيق العامر ومع شباب الاحساء المعتقلين ومع كل معتقل حر شريف.

شباب الحراك والتظاهر يستحقون وقفة تقدير واحترام وتضامن من قبل الشعب، وفي هذا اليوم 4 مارس، على الأحرار والشرفاء احياء ذكر هذا اليوم لبث روح الحراك والمطالبة بالحقوق، وان يتم استحضار دور من قام بذلك العمل الكبير والتاريخي، وأن يشعر الشباب الذين شاركوا في ذلك اليوم بالعزة والفخر، وان يتم التضامن مع الشباب الذين مازالوا لغاية اليوم في سجون الاعتقال بسبب التظاهر أو دعم التظاهر والمطالبة بالإفراج عن الداعية المجاهد الشيخ توفيق العامر وعن بقية الشباب الذين قدموا وضحوا لتسود العدالة في الوطن يستحقون التكريم والتقدير من قبل المجتمع، واستحضار دورهم البطولي والافتخار به، والتضامن معهم ومع أهاليهم الذين يستحقون الكثير من قبل أفراد المجتمع.

ولابد في هذا اليوم استحضار دور القائد الثائر الداعية الحقوقي المجاهد السلمي البطل الشيخ توفيق العامر، فهو شخصية عظيمة لدوره القيادي في المجتمع والحرص على بناء الفرد الصالح، وبناء دولة القانون والدستور والمواطنة الحقيقية، ورفض الظلم والاستبداد، والمطالبة بالإصلاح والحرية والكرامة وتطبيق العدالة، فالشيخ العامر يمثل مدرسة في الصمود وعدم التنازل والمساومة على الحرية والكرامة، وفي التوكل وتسليم الامر لله عز وجل.

تحية لكل المناضلين والمعتقلين الأحرار في وطننا والعالم، وتحية خاصة لمن شارك في المظاهرات والحراك المطلبي في المنطقة وبالخصوص في شهر مارس 4 -11 في الهفوف وفي العمران وغيرها بالأحساء، حيث استخدمت السلطة في 11 مارس قبضتها الأمنية القمعية بمشاركة قوات خاصة وطائرات الهلكوبتر، وقامت باعتقالات تعسفية طالت العديد من الشباب والشيوخ والأطفال، وتعرض العديد منهم للتعذيب والإعتقال والسجن، ولغاية اليوم يوجد العشرات من أهالي الأحساء في زنزانات الإعتقال التعسفي، فهم يستحقون وقفة تضامن ودعم من أبناء الأحساء خاصة ومن أبناء الوطن والعالم بشكل عام، فهؤلاء أبطال ورموز تحركوا ونزلوا للشوارع للمطالبة بالإصلاح بشكل سلمي بما فيه فائدة للوطن ولكافة المواطنين، ولإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء.

شكرا لكم ايها الأبطال الشرفاء فأنتم الأحرار ولو كنتم في سجون الاعتقال، وتحية للشعب الحي الذي يفتخر ويتشرف بدور هؤلاء الأبطال، وتحية لعوائل الشهداء الذين سقطوا بسبب التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق الوطنية بسلمية، كالشهيد الشيخ النمر والشباب الشهداء، رحم الله الشهداء الأبرار.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق