كلُّ الدلائلِ تُشير الى انّ المجتمع الدولي بصددِ تجريم (آل سَعود) في اليمن واعتبارهِ مُجرم حرب ارتكبَ كلّ انواع الجرائم ضد الانسانيّة المصنّفة دوليّاً في التّشريعات والقوانين والقرارات التي صدرت لحدّ الان عن الهيئات والمنظّمات العالميّة وعلى رأسها هيئة الامم المتحدة.

انّهُ يعدّ العدّة لتقديم ملفّه الى اكثر من جهةٍ حقوقيّةٍ دوليّة كمجرمِ حربٍ يسعى للقضاءِ نهائياً على كل أسباب الحياة في بلد كامل العضوية في الامم المتّحدة ومستقلٍ وذي سيادة.

طبعا ليس لانّ المجتمع الدولي اكتشف الان فقط بانّ نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية مجرم دولي، او مجرم محترف على نطاق عالمي، ابداً.

كذلك ليس لانّ المجتمع الدولي صحا ضميره الان فاستيقظ وتنبّه لجرائم هذا النّظام، فاشفق على الانسانيّة المنتهَكة في اليمن منذ (٩) أشهر، وعلى الطّفولة المذبوحة من الوريدِ الى الوريدِ وعلى المرافق الحياتيّة المدمّرة كالمدارس والمستشفيات ومعامل المياه والمزارع وغيرها والتي دُمرت عن بِكرةِ أبيها مع سِبق الإصرار وبتعمّدٍ واضحٍ، كما ذكرت ذلك مؤخّراً التّقارير الدّولية، أبداً.

وانّما؛

أولاً؛ بعد ان لم يعُد للبترودولار ذلك الدّور المعهود في السّياسة الدّولية، عندما كان (آل سَعود) يُنفقون الملايين لتضييع وثيقة والتستّر على دليلٍ وغير ذلك.

ثانياً؛ بعد ان فشل نظام القبيلة في استدراج وضمّ حتى دولةٍ وَاحِدَةٍ لتشاركهُ فيما يسميّه بالتحالف العربي مرّة والإسلامي أخرى، اذ ثبُت بالدّليل القاطع ان الرّياض مُنيت بهزيمةٍ ساحقةٍ على هذا الصّعيد، كما انّها فشلت في شراءِ ايّة عاصمةٍ عربيةٍ او إسلاميّةٍ لضمّها الى حلفهِ، ما يعني انّها فشلت في صناعة رأي عام عربي او إسلامي لصالح عمليّاتها العسكريّة التدميريّة في اليمن، والتي سعى نظام القبيلة لشرعنتِها بالأحلاف.

ثالثاً؛ بعد ان نجحت الجمهورية الاسلامية في ايران في التوصّل الى اتّفاق تاريخي مع المجتمع الدولي والذي سيحدّد، منطقيّاً، دور نظام القبيلة في المنطقة والعالم وينفّس انتفاخهُ بشكلٍ طبيعي، وبذلك تكون قد انتفت ضرورة الرّياض في اللّعبة الدّولية والإقليميّة والتي ظلت (خُرّاعة الخُضرة) التي وظّفتها عواصم عدة، وخاصة واشنطن ولندن، للتّهديد والتّهديد المضادّ فترة ماراثون المفاوضات النّوويّة.

رابعاً؛ بعد ان دامت الحرب العبثيّة في اليمن لحدّ الان اكثر من (٩) أشهر من دون نتيجةٍ حاسمةٍ، حتى بدت وكأَنّ اليمن بمثابة (الكويت) عام ١٩٩١ والتي استُدرج لها نظام الطّاغية الذليل صدام حسين ليحتلّها فيتورط في وحلِها حتى كانت النتيجة كما هي معروفة! والتي رُسمت بداياتها لحظة احتلالهِ لها.

خامساً؛ ولا ننسى هنا انّ لفشل سياسات (آل سَعود) في عددٍ من الملفّات في المنطقة وعلى رأسها العراق وسوريا ولبنان وغيرها والتي ورّطت معها المجتمع الدولي ليتذوق طعم الهزيمة والفشل في أكثر من ملفّ، ان لذلك دورٌ مهمٌّ في دفع المجتمع الدولي للتّفكير بصورةٍ جديّة لرفع يده عن نظام القبيلة الذي يُعتبر الان بمثابةِ الحِمل الثّقيل على كاهله ليس من ورائه تلك الفائدة المرجوّة بل انّ ضررهُ واثمهُ على المجتمع الدّولي والعواصم الحليفة، وخاصّة واشنطن ولندن، باتَ اكثر من نفعهِ!.

سادساً؛ واخيراً، بعد ان طفح الكيل وارتكب (آل سَعود) من الجرائم البشعة، كمّاً وكيفاً، ما لا يمكن السّكوت او التّغاضي عَنْهُ او تأجيل البتّ فيه وإبداء الرّاي والموقف تجاههُ.

انّ التقارير الدولية الموثّقة، السريّة منها والعلنيّة، والتي نشرتها في الفترة الاخيرة، الامم المتّحدة ومنظمة العفو الدّولية ومنظمة مراقبة حقوق الانسان وغيرها الكثير من المنظّمات الدولية المعنيّة بحقوق الانسان، الى جانب المواقف السياسيّة العلنيّة التي بدأت تصدر عن دول مهمّة في المجتمع الدولي مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والتي تلمّح الى إمكانية الذّهاب بعيداً في التّعامل مع التقارير الدّولية التي تتحدّث عن ارتكاب نظام القبيلة لجرائم ضد الانسانيّة في اليمن، ان كلّ تلك مؤشّرات مهمّة جداً على انّ المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على غضّ النّظر عمّا يجري في اليمن من جرائم مروّعة ضد الشعب الابي الذي يُقاتل بأسنانهِ من اجل كرامتهِ وحريّتهِ واستقلالهِ وسيادتهِ، على الرّغم من بشاعة جرائم القوّات العسكريّة الغازية بحقّ الانسان والحيوان والجماد وبحقّ كلّ شيء.

لم تَعُد اليمن بالجريمة المنسيّة لنظام القبيلة الفاسد ابداً.

انّ تجريم (آل سَعود) في اليمن هو بداية لمشوارٍ طويلٍ جداً، فكلُّنا نعرف انّ جرائم نظام القبيلة لا تقتصِر على اليمن فحسب وانّما هو مسؤولٌ عن كلّ قطرة دمٍ أُريقت بسبب سياساتهِ الفاشلة في العديد من المناطق، كما انّهُ المسؤول عن كلّ قطرةِ دمٍ أُريقت بسبب الارهاب الذي ظلّ يضرب العالم منذ (١١) سبتمبر في نيويورك ولحدّ الان، والذي تغذى على الفكر الوهابي التّكفيري وفتاوى فقهاء بلاط (آل سَعود) كما أشار الى ذلك مؤخّراً إِمام الحرم المكّي الشّريف والذي اعترف بشكلٍ واضحٍ انّهم (آل سَعود والحزب الوهابي) منبع الارهاب في العالم، فعندهم عشعشَ الارْهابُ وبيّضَ وفقّسَ وفرّخَ ونما وترعرع وشبّ وتكاثر ومنهُ انتشر.

انّها فرصةٌ تاريخيةٌ للكشف عن كلّ جرائم نظام القبيلة في العالم، بدءً من اليمن.

ومن أجلِ إنجاز هذا العمل المهم والاستراتيجي والاستعجال بهِ ينبغي ما يلي؛

١/ ان يُنظِّم اليمنيّون في العالم مسيرات واعتصامات ووقفات احتجاجيّة تكشف عن جرائم (آل سَعود) بالتفاصيل الدّقيقة، وسيجدون انّ احرار العالم معهم، فضحايا (آل سَعود) متعدّدو الجنسيّات!.

٢/ توثيق كلّ الجرائم البشعة التي ارتكبوها في اليمن، بالصّوت والصّورة والوثيقة والفيلم ونشرها على أوسع نطاق في العالم، وانّ من الخطأ الفضيع التّقليل من أهميّة هذا العمل التوثيقي بحجّة انّ العالم يعرف كلّ شَيْءٍ فَلَو أراد لفعل، ابداً.

٣/ التحرّك الفوري والجدّي على مختلف المؤسّسات الحقوقيّة في العالم، وكذلك على البرلمانات واللّجان المختصّة فيها، لحثها على تجريم (آل سَعود).

٤/ إطلاق حملة اعلاميّة عالميّة من خلال التحرّك على مختلف وسائل الاعلام لتزويدها بالمادّة المسكوت عنها او التي يتمّ التغافل عنها.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق