q

مجتمعنا غني بالشخصيات العظيمة والمشرفة، التي ترفض الظلم والطغيان والفساد والاستبداد، والتنازل عن الحرية والكرامة الإنسانية، وتعمل وتبادر للمطالبة بالإصلاح الشامل ومقاومة المفسدين والظالمين والمعتدين، والاستعداد للتضحية في سبيل نصرة الحق والعدالة ونصرة المظلومين، والسير على طريق الحق والتضحية والإباء والعطاء ولو قل سالكه، ومن هؤلاء الداعية الحقوقي البطل والمناضل المعروف سماحة الشيخ توفيق العامر.

القائد للرمز المناضل الكبير سماحة الشيخ توفيق العامر، شخصية علمية متخصصة في مجال علوم القرآن الكريم، نذر نفسه بالعمل حسب المنهج القرآني الحكيم، والعمل على تعليم أفراد المجتمع وتقريبهم من العلوم القرآنية حسب رؤية مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

ونتيجة استمرار الإعتداء على حقوق الإنسان، وحرمان المواطنين من حقوقهم، وانتشار الظلم والفساد والتميبز في الدولة، واستغلال النفوذ من قبل السلطة ومن يدور في مدارها، تحرك القائد الحقوقي الشيخ توفيق العامر، للدفاع عن حقوق المظلومين، والمطالبة بالإصلاح الشامل في الوطن بشكل سلمي.

الشيخ توفيق العامر شخصية سلمية ضد الإعتداء والإساءة للآخر مهما كان الاختلاف في الرأي، شخصية تؤمن بالحرية والتعددية والتعايش السلمي والتسامح، وضد النظرة الضيقة والتأطير والتمييز المناطقي والقبلي والمذهبي والفكري، ولهذا تحرك على مستوى الوطن والمواطنين، بطرح مطالب وطنية تتعلق بكل مواطن.

من المؤسف جدا أن يتعرض الداعية الحقوقي سماحة الشيخ توفيق العامر، للخطف من سيارته وهو في الطريق العام، ولم يعرف أهله ومحبيه بأمر اختفائه بل اختطافه إلا بعد أسبوعين!!.

في هذه الأيام تمر ذكرى السنة الخامسة لاختطافه وإعتقاله التعسفي 2011م، وخلال فترة الاعتقال التعسفي الإجرامي، قدم الشيخ أعظم الدروس في التضحية والصمود وعدم التنازل عن الحق والعدالة، حيث مارس الجلادون في سجن الحائر الشهير للمباحث، كافة الأساليب الوحشية مع الشيخ العامر، للتنازل عن مواقفه والمطالبة بالإصلاح الشامل ومحاربة الفساد والمفسدين والمطالبة بدولة القانون والمؤسسات، وعندما عجزت السلطة في كسر صمود الشيخ العامر بالترهيب والتعذيب، حاولت استخدام اسلوب الترغيب حيث أرسل إلى الدمام منطقته.

وقالوا له رجال المباحث: أنت الآن في منطقتك وباستطاعتك الخروج من السجن وتنال حريتك بشرط أن توقع على هذا التعهد!.

فقال لهم الشيخ: وما هو التعهد؟.

قالوا: تتعهد بعدم الصلاة جماعة وعدم ممارسة الخطابة.

فرد الشيخ عليهم: السجن أحب الي من حياة لا كرامة ولا حرية فيها، ولا فيها إمكانية لقول كلمة حق ونصرة مظلوم، وبالخصوص المعتقلين الأبرياء المظلومين.

فتم نقله إلى سجن الحائر في الرياض، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات والمنع من السفر، باتهامات كاذبة وملفقة.

الداعية الحقوقي والمناضل السلمي الشيخ توفيق العامر، رفض التهم الكاذبة، والحكم الظالم، ومازال لغاية اليوم في السجن بين أيدي الجلاوزة الظالمين، ليقدم أفضل الدروس في الصبر والتضحية والإباء والكرامة والعطاء.

الشيخ العامر العالم المتخصص في علوم القرآن الكريم، يملك إرادة فولاذية لا تقهر، رغم بنيته الضعيفة، لأن أعظم قوة معه قوة الله. من الله القوي العزيز، ومن كتاب الله الحكيم يستمد القوة والعلم والحلم، والاصرار على محاربة الظلم.

يعيش المؤمنون هذه الأيام في ضيافة الله عز وجل، في شهر رمضان المبارك، شهر القرآن والدعاء، شهر التضامن والعطاء، فما أجمل التضامن مع عاشق القرآن سماحة الشيخ توفيق العامر ومع بقية المعتقلين المظلومين. والتضامن مع عائلة الشيخ العامر الشركاء مع الشيخ في تقديم أفضل الدروس في دروب التضحية والفداء والعطاء والصبر والصمود، والتضامن مع عوائل الشهداء والمعتقلين الأبرياء والمظلومين، وشكرا لك من شارك في المظاهرات التي شهدتها الأحساء والقطيف وغيرها للمطالبة بالإفراج عن الشيخ العامر والمعتقلين، ولكل حر في العالم يرفض اعتقال الشيخ العامر وبقية المعتقلين الابرياء.

الداعية الحقوقي البطل سماحة الشيخ توفيق العامر - وبقية المعتقلين الشرفاء - له حق على كل إنسان حر شريف، فهو يستحق الكثير والكثير من قبل المجتمع بالخصوص، يستحق الدعاء له - وللمعتقلين - أن يعجل الله إطلاق سراحه، والتضامن معه ومع عائلته الكريمة.

إلى البطل القائد الرمز سماحة الشيخ توفيق العامر، من أجواء شهر رمضان الفضيل، التي تفتقد وجودك، ودروسك، والتواجد بين أفراد عائلتك ومحبيك، نقدم لك ولكل المعتقلين، تحية إكبار وتقدير، على ما تقدمونه من أعمال عظيمة - تضحية وصبر وصمود - ستكون الطريق لتحقيق الإصلاح الشامل وتكريس العدالة والحرية والتعددية في الوطن، وسيسجل التاريخ مواقفكم بحروف من ذهب.

لكم الله يا عباد الله، يا عشاق القرآن الكريم، والشهر الفضيل.

لا تبخل أيها الصائم بالدعاء للشيخ العامر ولبقية المعتقلين والمحكومين الأبرياء والمظلومين، بإطلاق سراحهم ونيل حريتهم، وتحقيق الإصلاح لينعم الجميع بالعدالة والحرية والكرامة.

اضف تعليق