تتصدر الهند القائمة في جرائم الاغتصاب التي استشرت بشكل مرعب على الرغم من تشديد العقوبات على المعتدين فإن الأرقام الرسمية تشير الى وقوع أكثر من 100 عملية اغتصاب في اليوم، لذا باتت كافة نساء الهند الصغيرات والشابات وحتى الكبيرات، يعشن كابوس وهاجس الخوف من الاغتصاب في أية لحظة...
تتصدر الهند القائمة في جرائم الاغتصاب التي استشرت بشكل مرعب على الرغم من تشديد العقوبات على المعتدين فإن الأرقام الرسمية تشير الى وقوع أكثر من 100 عملية اغتصاب في اليوم، لذا باتت كافة نساء الهند الصغيرات والشابات وحتى الكبيرات، يعشن كابوس وهاجس الخوف من الاغتصاب في أية لحظة غادرة مجهولة في حياتهن، فيما أتهم الكثيرون السلطات بالضعف والتهاون وتعاون البعض مع المجرمين وعدم اتخاذ الاجراءات السريعة والصارمة بحق الجناة.
اغتصاب وإحراق فتاة
توفيت شابة تبلغ من العمر 23 عاما، كانت ضحية للاغتصاب ثم أحرقتها مجموعة من الرجال من بينهم المتهم باغتصابها، في أحد مستشفيات نيودلهي مما دفع زعماء المعارضة للاحتجاج واتهام الحزب الحاكم بالفشل في التصدي لجرائم العنف ضد المرأة، وقالت الشرطة إن المرأة كانت في الطريق للحاق بقطار في منطقة أوناو بولاية أوتار براديش الشمالية لحضور جلسة استماع في قضية اغتصابها بالمحكمة عندما أُلقي عليها الكيروسين ثم أحرقت، ونقلت جوا إلى دلهي للعلاج في وقت لاحق من ذلك اليوم، وكانت بنسبة الحروق 95 بالمئة حسب كلام طبيبها
وأشار إلى أن قصبتها الهوائية احترقت وكانت "الأبخرة السامة والساخنة" تملأ رئتيها.
تعد ولاية أوتار براديش هي أكثر ولايات الهند اكتظاظا بالسكان، وأصبحت معروفة بسجلها السيء في الجرائم ضد المرأة إذ تم الإبلاغ عن أكثر من 4200 حالة اغتصاب فيها عام 2017 وهي أعلى نسبة في البلاد، واتهم زعماء بالمعارضة، منهم بريانكا غاندي فادرا الأمين العام لحزب المؤتمر الهندي المعارض، حكومة أوتار براديش التي يديرها حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بالفشل في الحد من الجرائم التي تستهدف المرأة.
حلق شعر رأس امرأتين عقابا لهما على مقاومة الاغتصاب
اعتقل شخصان في ولاية بهار الهندية إثر قيام مجموعة من الرجال بحلق شعر امرأتين عقابا لهما على مقاومة الاغتصاب، وهاجم المعتدون، وبينهم مسؤول محلي، امرأة وابنتها في منزلهما بنيّة اغتصابهما، حسبما أفادت الشرطة، وعندما قاومت المرأتان، اعتدوا عليهما وحلقوا شعر رأسيهما وزفّوهما في أرجاء القرية، وتقول الشرطة إنها بصدد البحث عن خمسة آخرين شاركوا في الواقعة، وقالت الأم لوكالة أنباء آسيا الدولية: "لقد ضربونا بالعصي ضربا مبرحا الكدمات تملأ جسدي وكذا ابنتي".
وقالت المرأتان إن شعر رأسيهما حُلق أمام الناس في القرية، وقال أحد أفراد الشرطة لوسيلة إعلام إن "نفرا من الرجال اقتحموا منزل الضحيتين وحاولوا التحرش بالبنت" لكن أمها أعانتها على مقاومتهم، وأدانت مفوضية المرأة في الولاية الحادث، قائلة إن "مزيدا من الإجراءات" ستُتخذ.
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد وقوع مثل تلك الحادثة في الولاية، وتصاعدت بشكل دراماتيكي وتيرة الغضب الشعبي في الهند احتجاجا على وقائع العنف الجنسي بعد حادث وقع عام 2012 تعرضت فيه تلميذة لاغتصاب جماعي أفضى إلى القتل في حافلة بالعاصمة دلهي، وبرزت القضية مرة أخرى على السطح سياسيا عام 2018، بعد وقوع سلسلة من الاعتداءات ضد أطفال، كان أبطالها مسؤولون رفيعو المستوى.
عاطل يغتصب ويقتل 9 أطفال
قالت الشرطة الهندية إن شابا عاطلا عن العمل يبلغ من العمر 20 عاما اعترف باغتصاب وقتل تسع فتيات تتراوح أعمارهن بين ثلاث وسبع سنوات في العاصمة نيودلهي وثلاث مدن أخرى على مدى العامين الماضيين، وتلقي القضية الضوء على عدد الأطفال الذين يختفون كل عام في الهند، وتثير تساؤلات حول ما إذا كان لدى الشرطة إمكانيات كافية للتحقيق في مثل هذه الجرائم الجنسية البشعة.
جاء اعتراف الرجل بعد القبض عليه بتهمة اغتصاب وقتل طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات في منطقة عشوائية بمدينة جوروجرام المتاخمة لنيودلهي والتي تشتهر بالمراكز التجارية الفاخرة والوحدات السكنية الفارهة، وقال سوبهاش بوكن وهو محقق مساعد ومسؤول بالعلاقات العامة في شرطة جوروجرام إن محكمة سمحت للشرطة بحبس الرجل احتياطيا لمدة ثماني أيام، مضيفا أن المتهم لم يوكل محاميا للدفاع عنه حتى الآن.
وأضاف بوكن أن الشرطة ربطت بين ثلاث قضايا تخص أطفال متوفين واعتراف الرجل وتحقق في بقية القضايا، ووقعت أربع حوادث في نيودلهي وثلاثة في جوروجرام وواحدة في مدينة جانسي بشمال البلاد وأخرى في مدينة جواليور بوسط البلاد، ولم توجه اتهامات رسمية بعد للرجل، وعادة ما تزعم الشرطة الهندية تحقيق نجاحات في حل ألغاز جرائم قبل أن يمثل المتهمون أمام المحاكم.
وقال الرجل العاطل، الذي يعمل أحيانا باليومية، في اعترافاته أمام الشرطة إنه كان يستهدف في الغالب المطابخ العامة مثل تلك التي توزع الطعام بالمجان على المحتاجين، وأضاف، حسبما نقل عنه بوكن، أنه كان يستهدف الفتيات الصغار اللاتي يذهبن للحصول على الطعام ويعرض عليهن الحلوى أو المال ويخطفهن، وقالت الشرطة إن المتهم، الذي ألقي القبض عليه في مدينة جانسي التابعة لولاية أوتار براديش، ارتكب آخر جريمة له في جوروجرام حين كان يزور أخته في نفس المنطقة العشوائية التي كانت تعيش فيها الضحية، وكثيرا ما تنشر الصحف الهندية أخبارا عن جرائم اغتصاب وقتل وحشية يتعلق الكثير منها بأطفال، وذلك على الرغم من سن قوانين أكثر صرامة هذا العام ينص أحدها على عقوبة الإعدام لمن يدان باغتصاب أطفال دون سن 12 عاما.
زوجة أب "أمرت باغتصاب جماعي" لطفلة في التاسعة
اعتقلت الشرطة ستة أشخاص لعلاقتهم باغتصاب جماعي وقتل طفلة ذات تسع سنوات في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، وقال مسؤولون إن زوجة أب الطفلة كانت قد طلبت من ابنها، ذي الـ 14 عاما، وثلاثة آخرين اغتصاب الطفلة أمام ناظريها، وأضافوا أنه قد عثر على جسد الطفلة بغابة في مقاطعة بارامولا محروقا بالأسيد وعليه علامات تعذيب.
ويعتقد أن زوجة الأب كانت مستاءة لأن الفتاة كانت المفضلة لدى والدها، وقالت الشرطة لبي بي سي إن الفتاة بقيت مفقودة لمدة 10 أيام قبل العثور على جسدها، وكان موقع NDTV الإخباري قد نقل عن امتياز حسين، وهو ضابط رفيع في الشرطة، قوله: "توصلنا إلى أن زوجة الأب كانت تحمل الضغينة تجاه الزوجة الثانية لزوجها ولأطفالها".
وأضاف أن الفتاة قتلت بفأس بعد حادثة الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له، وأن أحد المتهمين باغتصابها - وهو شاب في الـ 19 من العمر - قام بتشويه جسدها، وأثارت تلك الحادثة موجة احتجاجات استمرت أياما، ولكن رغم ذلك لا تزال تقارير كثيرة تنقل أخبار اعتداءات تتعرض لها نساء وأطفال في أنحاء البلاد.
احتجاجات تطالب بمحاكمات في جرائم الاغتصاب
امتدت الاحتجاجات على حادث اغتصاب وقتل طبيبة بيطرية إلى مدن في أنحاء الهند وطالب المحتجون بعقوبات صارمة وسريعة بما في ذلك الإعدام العلني لوقف الجرائم ضد المرأة، وقال محتجون ومشرعون إنهم يريدون من السلطات ضمان الانتهاء من المحاكمات في قضايا الاغتصاب سريعا ومعاقبة المدانين على الفور وهي نفس المطالب التي أثيرت بعد اغتصاب جماعي لشابة أدى إلى مقتلها في نيودلهي عام 2012 وهو ما أثار غضبا وادانة دولية.
ففي مدينة كولكاتا بشرق البلاد حيث تم التخطيط لاحتجاجات، قالت الطالبة الجامعية باندانا موندال إن من الصعب الجلوس والمشاهدة دون تحريك ساكن، وتظهر البيانات الحكومية أن الشرطة الهندية سجلت أكثر من 32500 حالة اغتصاب في عام 2017 ولكن عشرات آلاف القضايا مازالت عالقة دون الفصل فيها بالمحاكم وهو غالبا ما يعيق وصول الضحايا وعائلاتهم للعدالة في نظام قضائي بطيء ومرهق، وفي عام 2017، على سبيل المثال نظرت المحاكم في حوالي 18300 قضية تتعلق بالاغتصاب وظلت أكثر من 127800 قضية معلقة دون الفصل فيها في نهاية العام.
عقوبة الإعدام لمغتصبي الفتيات دون 12 عاماً
قال ممثل للادعاء إن محكمة هندية أدانت ستة رجال بالاشتراك في اغتصاب وقتل طفلة مسلمة في الثامنة من عمرها في ولاية جامو وكشمير، وأثارت القضية غضبا وانتقادات للحزب الحاكم بعدما رفض بعض أعضائه توجيه الاتهامات، وتعرضت الضحية، التي تنتمي لقبيلة بدوية مسلمة تتجول في منطقة الغابات في كشمير، للتخدير والاحتجاز في معبد ولاعتداءات جنسية لمدة أسبوع قبل أن تقتل خنقا وضربا بحجر في يناير كانون الثاني 2018.
وأفادت لائحة الاتهام المؤلفة من 15 صفحة بأن جريمة خطف واغتصاب وقتل الطفلة كانت ضمن مخطط لتهجير القبيلة البدوية التي تشكل أقلية في تلك المنطقة، ومن بين المتهمين كاهن هندوسي وأفراد بالشرطة يعملون على تأجيج الفتنة الطائفية بين الهندوس والمسلمين في المنطقة، وقال ممثل الادعاء م. فاروقي للصحفيين أمام المحكمة "هذا انتصار للحقيقة... حصلت الفتاة وعائلتها على حقهم اليوم ونحن راضون بالحكم".
وأضاف أن الادعاء طلب حكم الإعدام لثلاثة من المتهمين أدينوا بالاغتصاب والقتل، أحدهم الكاهن سانجي رام، وأدين الثلاثة الآخرون بإتلاف الأدلة وهي جرائم أخف وطأة، وقال المحامي إيه.كيه ساوهني، الذي يرأس فريق الدفاع عن المتهمين، للصحفيين إن الفريق سيطعن على الحكم، وأحدثت هذه القضية صدمة في الهند التي لها سجل سيئ جدا من العنف ضد المرأة والفتيات، وكانت القضية سببا في إقرار الهند لعقوبة الإعدام لمغتصبي الفتيات دون سن 12 عاما.
قتل 4 متهمين بالاغتصاب والقتل
قال مسؤول بالشرطة إن الشرطة الهندية قتلت بالرصاص أربعة رجال متهمين باغتصاب وقتل طبيبة بيطرية تبلغ من العمر 27 عاما في مدينة حيدر اباد وهو ما أشادت به عائلة الضحية ومواطنون غاضبون بسبب الجرائم التي تتعرض لها النساء، وقال ن. براكاش ريدي نائب مفوض الشرطة في شمش اباد القريبة من حيدر اباد إن الأربعة كانوا قيد الاحتجاز لدى الشرطة وقتلوا بالرصاص بالقرب من موقع الجريمة التي الواقعة عندما حاولوا سرقة أسلحة أفراد الشرطة المرافقين لهم.
وأضاف أن الشرطة اصطحبت المتهمين الأربعة، وهم سائقا شاحنة واثنان من عمال تنظيف الشاحنات أعمارهم بين 20 و26 عاما، إلى موقع الجريمة لإعادة تمثيلها، وقال "وهناك حدث تبادل إطلاق نار قُتل خلاله جميع المتهمين وأصيب اثنان من أفراد الشرطة"، وتواجه الشرطة الهندية كثيرا اتهامات بالقتل خارج سلطة القانون خاصة في مواجهات مع العصابات في مومباي ومحاولات التمرد في ولاية البنجاب وفي إقليم كشمير المتنازع عليه.
وقالت الشرطة إن الضحية اختطفت واغتصبت وقتلت خنقا ثم أحرق الجناة جثتها في ضواحي حيدر اباد، ورحبت أسرتها بنبأ قتل المتهمين، كما أشاد الكثير من الهنود بقتل المتهمين ونشروا تغريدات على موقع تويتر دعما للشرطة.
اضف تعليق