تبدأ الحياة في هذا السجن يومياً بالنشيد الوطني الأمريكي، بالرغم من أنه لا يقع في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه سجن غوانتانامو الذي أثار أكبر جدل في العالم، الوصول إلى غوانتانامو غير ممكن إلا من خلال وزارة الدفاع الأمريكية، والرحلة إليه تبدأ من مطار الرئيس الأمريكي...
تبدأ الحياة في هذا السجن يومياً بالنشيد الوطني الأمريكي، بالرغم من أنه لا يقع في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه سجن "غوانتانامو" الذي أثار أكبر جدل في العالم، الوصول إلى غوانتانامو غير ممكن إلا من خلال وزارة الدفاع الأمريكية، والرحلة إليه تبدأ من مطار الرئيس الأمريكي، حيث يقع مهبط الطائرات في غوانتانامو بجانب خليج غوانتانامو الذي تفصله عن معسكر سجن زعماء القاعدة جزء من المحيط الأطلنطي.
افتتحت إدارة بوش سجن غوانتانامو في العام 2002، بعد هجمات 11 سبتمبر، فبعد الهجمات التي استهدفت نيويورك، شعرت أمريكا والأمريكيون بغضب شديد، وكان كل من تحوم الشكوك حوله يساق إلى هنا بذريعة الحرب على الإرهاب، وكان يوجد في هذا المخيم بين العامين 2002 و2004 ما يقارب 800 شخص محتجز، لكن لم يمض الكثير من الوقت حتى ذاع صيت غوانتانامو في العالم، ليس فقط بسبب الإجراءات الأمنية المشددة فيه، بل بسبب التعذيب وسوء تعامل الجنود مع السجناء وسجن الكثيرين فيه عن طريق الخطأ، من الذين اتهموا بالإرهاب، لكن أمريكا لم تستطع إثبات التهم عليهم.
لقد حاول رئيسان أمريكيان سابقان إغلاق غوانتانامو، وخاصة باراك أوباما الذي اتخذ من إغلاق غوانتانامو واحداً من وعوده خلال فترته الرئاسية، لكنه رغم الكثير من المحاولات لم ينجح في إغلاق السجن، إلا أن الحديث عن إغلاق غوانتانامو انتهى مع وصول دونالد ترمب إلى الرئاسة، فقد قال ترمب: "كنت أشاهد الرئيس أوباما وهو يتحدث عن غوانتانامو، وأود أن أقول لكم إننا سنبقي غوانتانامو مفتوحاً، سنبقيه مفتوحاً، وثقوا بي سنملؤه بالسيئين، سنملؤه".
لكن قبل أن يغادر مكتب الرئاسة، تمكن باراك أوباما من تقليص عدد السجناء من 800 إلى 41 سجيناً، حيث يضم سجن غوانتانامو الآن 40 من قيادات القاعدة، تطالب الحكومة الأمريكية بإعدامهم جميعاً إلا واحداً منهم، وهو قيادي في القاعدة يدعى "نشوان عبدالرزاق"، الذي كان يشاع أنه كوردي، سجن غوانتانامو محاط بالمحيط الأطلنطي من جانب، وبحقل ألغام من الجانب الآخر، وهذا المكان ليس سجناً لكبار قادة القاعدة فقط، بل هو مكان يقبع فيه السجناء والسجانون محاصرين في جزيرة مساحتها 116 كيلومتراً مربعاً.
التعذيب في غوانتانامو بصيغته الأميركية
نادرون هم الذين لم يشاهدوا الصور المذلّة لسجناء غوانتانامو، عقب أحداث 11 أيلول (سبتمبر) في نيويورك، وهم يرسفون في أغلالهم المعدنية التي تقيّد أيديهم وأقدامهم وتبطئ من حركتهم، مرتدين بذلاتهم البرتقالية اللون التي أضحت في ما بعد لباس المحكومين بالإعدام عند "داعش" وعلى رغم بشاعة هذا الاستعراض الأميركي الإعلامي الذي تبثه التلفزة الأميركية منذ أعوام، فإن أي مشاهد لم يكن يدري ما كان يحدث خلف قضبان هذا السجن الذي ذاع صيته في العالم.
ولا يدري ان البلاد التي عُرفت باستخدامها الوسائل الناعمة في التحقيق، تلجأ بالفعل إلى أكثر الوسائل خشونة وقسوة ضد خصومها، المعسكر الاحتجازي في خليج غوانتانامو، يخضع فيه السجين إلى العنف الجسدي والعنف المادي، بيد ان التعذيب في غوانتانامو تعذيب "مقنن" يهدف إلى احباط السجين وليس إلى القضاء عليه، لأن ابقاءه على قيد الحياة هو لمصلحة مجريات التحقيق، واستفادة المحققين من معلوماته، ولو بعد حين والفارق بين سجون العالم الثالث والسجن الأميركي، ان زمرة التعذيب الاميركية كانت مدربة أحسن تدريب على انتزاع الاعترافات من أفواه المعتقلين، إلى درجة انها كانت تقترف جرائمها "المثالية" بحقهم، من دون ان تترك اي دليل حسي واضح على أجسادهم، مهما كانت الوسائل المتبعة عنيفة.
وسائل التعذيب
ومن وسائل التعذيب بداية، وضع الأغلال في اليدين والقدمين، وإخفاء الرأس والوجه، أو وضع العصبة على العينين، ثم منع المعتقل من النوم ومن الطعام لفترة طويلة، وعدم السماح له بالتحدث مع الآخرين وقضاء وقته كله في ظلام دامس، وإيقاظه للتحقيق معه في اي ساعة من الليل، وحرمانه من النظافة الجسدية، وجعله يبلع الماء المالح، ومنعه من الصلاة والصيام وقراءة القرآن، وابقاؤه واقفاً ومستعداً للاستجواب طوال اليوم، وإحداث جلبة خلف الجدران، حالما يدخل غرفة التحقيق لدبّ الذعر في أوصاله، ووضعه في مكان بارد جداً.
وإرغامه على الجلوس في الحمام لبضعة ايام يأكل ويتبول ويتغوط تحت الماء، عدا ما يصيبه من صفعات ولكمات وشتائم وإهانات، وما يتعرض له من تحرش جنسي، حتى يغدو في حالة مزرية، تذكرنا بحسرة أن ما يجري في هذا المعتقل، لا يختلف البتة عن أوضاع السجون العربية والعالمثالثية ومعاملاتها الوحشية
الغاية من مظاهر التعذيب والإكراه الجسدي والنفسي، هي تحطيم الروح المعنوية لدى المعتقل التي تصل احياناً إلى حافة الجنون.
معتقلي غوانتانامو: عبء طبّي ومشكلة إنسانية
بلغ أكبر المحتجزين، في غوانتانامو، 71 عاماً من العمر، فيما تجاوز كثيرون آخرون الـ50، وليس من الواضح تماماً كيف تخطط الحكومة الأميركية لرعاية المعتقلين في سن الشيخوخة، السجناء الـ40 الباقون في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية يعانون الأمراض الجسدية نفسها لأي شخص يكبر في السن هناك من هم بحاجة إلى استبدال مفصل الورك، وجراحات العين، وعلاج توقف التنفس أثناء النوم، واضطرابات الصحة العقلية، وربما قد يعاني بعضهم السرطان والخرف، في يوم ما.
نظراً لأن اللجان العسكرية التي صممتها إدارة جورج بوش الابن، تميل بشكل غير متساوٍ إلى الإدانات، فقد ألغت محكمة استئناف فيدرالية، أخيراً، ثلاث سنوات من الدعاوى القضائية في قضية المدمرة الحربية "كول"؛ ويبدو أنه من المحتمل بشكل متزايد أن يشيخ الكثير من هؤلاء الرجال ويموتون على حساب دافعي الضرائب في الولايات المتحدة.
يطرح كبار السن في غوانتانامو تحديات فريدة للأدميرال جون رينج، وهو آخر مسؤول في سلسلة من الضباط الذين أداروا المعتقل في مهمات تدوم عاماً واحداً، ويقول محامو الدفاع إن العديد من المحتجزين يعانون الآثار السيئة لأساليب الاستجواب الوحشية التي تُعتبر الآن بمثابة تعذيب، لقد التزمت الولايات المتحدة بتوفير الرعاية الصحية نفسها، التي توفرها لقواتها، للمحتجزين الباقين، على النحو المطلوب في اتفاقيات جنيف، لكن المنشآت الطبية الآمنة التي تم بناؤها لعلاج المحتجزين الذين يُطلق عليهم رينج "الضيوف"، لا تتعامل مع كل نوع من أنواع جراحات مرضى الشيخوخة التي يحتاجها المرضى عادةً، ولم يتم بناؤها كي تستمر إلى الأبد وحظر الكونغرس نقل المحتجزين إلى الولايات المتحدة، ما يعني أن أي علاج يتلقونه يجب أن يتم في موقع بعيد، على طرف كوبا.
علامات استفهام
عبر أحد الممرات في معتقل غوانتانامو، يجلس الحراس وهم يشاهدون من خلال زجاج أحادي الاتجاه السجناء وهم يشربون الشاي ويتجاذبون أطراف الحديث ويقرأون ويتناولون الطعام وبدأ بعض المحتجزين في استخدام العصي للمشي، لكن لم يظهر أيّ منهم علامات على مرض خطير متعلق بالعمر حتى الآن، وفقاً لما ذكره كل من مدير المعتقل الأدميرال جون رينج، والمسؤول الطبي الأول.
ويتوقع كبير المسؤولين الطبيين أن تكون هناك حاجة، قريباً، لاستبدال مفصل الورك والركبة، بالنسبة لبعض المحتجزين فيما بدأت تظهر حالات قليلة للإعاقة الإدراكية المبكرة، لكن لا أحد يستخدم كرسياً متحركاً بشكل دائم، حتى الآن، ولا أحد يعاني السرطان، كما قال مسؤولو المعتقل ولم يتم تشخيص أي حالة خرف وبالمقارنة مع السكان الأميركيين فإن هناك تطابقاً مع تقدم العمر، على الرغم من أن هناك ارتفاعاً في ضغط الدم والسكري ومعدل الكولسترول واضطراب الصحة العقلية في ما يخص المعتقلين.
يثير هذا الادعاء بعض علامات الاستفهام بين ضباط وزارة الدفاع الأميركة (البنتاغون) الحاليين والسابقين الذين عملوا مع المحتجزين في المعتقل ويعتقد الرائد جيمس فالنتين، وهو محامي الدفاع الذي عينته الحكومة لاثنين من المعتقلين المحتجزين في "المعسكر 7"، الذي يتمتع بأقصى درجات الأمن في خليج غوانتانامو، أن أحد موكليه يعاني السرطان وقال إن أحدهما، يدعى محمد رحيم، أظهر عقيدات تنمو على الأقل في خمسة أعضاء مختلفة من الجسم؛ "عادةً ما يكون هذا مؤشراً الى نوع من النمو السرطاني عندما ينمو في أجزاء مختلفة من الجسم" وأكد فالنتين أنه ليس طبيباً ولا يستطيع الوصول إلى سجلات رحيم الطبية الكاملة.
يعاني معتقلون آخرون ظروفاً مرضية مزمنة مختلفة، ويلقي محامي الدفاع باللائمة فيها على سوء المعاملة من جانب المحققين الأميركيين؛ وعلى وجه الخصوص إجراء "الجدار"، إذ يوضع حول عنق المحتجز طوق معدني ويبقى واقفاً في اتجاه جدار إضافة الى استخدام أساليب الإجهاد، إذ يبقى المعتقل مقيداً في وضع مؤلم لفترة طويلة من الزمن.
7 حقائق صادمة عن معتقل غوانتانامو:
1- معتقلون بلا محاكمة: يمنع البنتاغون الأميركي إطلاق سراح شاكر عامر الموقوف في غوانتنامو لـ 13 سنة بدون محاكمة، بحسب تقرير صادر عن صحيفة Guardian البريطانية، ومعه 51 شخصاً لم يُطلق سراحهم بالرغم من أنّ الحكومة أذنت لهم بالخروج، وفق أرقام صادرة عن الإتحاد الأميركي للحريات المدنية، ويبقى عامر، الحاصل على إقامة دائمة في إنكلترا، واحداً من عشرات المعتقلين في غوانتانامو، بالرغم من توصّل دبلوماسيين أميركيين ودبلوماسيين إنكليز إلى إتفاق لإطلاق سراحه عام 2013، هذا وقد تمّ اعتقال حوالي 800 رجلاً منذ افتتاح المعتقل في يناير 2002.
2- معتقلون تحت السن القانوني: قامت الولايات المتحدة باعتقال 23 شاباً على الأقل، يقلّ عمر كل منهم عن 18 سنة، بحسب تحقيق أجرته الجزيرة، من جهتها ذكرت مؤسسة Human Rights Watch في تقرير أصدرته أنّ 15 سجين تمّ اعتقالهم، وهُم تحت السن القانوني في غوانتانامو.
3- التعذيب المنتظم: قال تقرير نشرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام 2004 إنّ المحقّقين قاموا بتطوير نظام يجعل المعتقلين يعتمدون كلّياً عليهم من خلال ما وصفه التقرير بـ "الأعمال المهينة" والحبس الإنفرادي وتعريض المعتقلين لدرجات حرارة قصوى والضجة المتواصلة والضرب المُمنهج.
4- استخدام الطب النفسي في التعذيب: أوضح تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر نفسه أنّ الولايات المتحدة وظّفت فريق إستشاري من الأخصّائيين النفسيين في العلوم السلوكية، الذي قام بنقل معلومات للمحقّقين حول صحّة المعتقلين النفسية لمعرفة نقاط ضعفهم واستعمالها لـ "كسر إراداتهم"، فيما وصفه التقرير بأنه "انتهاك صارخ لآداب مهنة الطب".
5- حالات وفاة داخل المعتقل: يقول تقرير Human Rights First الصادر في يونيو 2015 أنّ 9 معتقلين توفّوا في المعتقل في الـ 13، و يشير معتقل سابق إلى أنّ الـ CIA تقوم بقتل المعتقلين عمداً وتُصوّر موتهم كحالات انتحار.
6- تكلفة الإبقاء على المعتقل: يقول تقرير Human Rights First إنّ تكلفة إبقاء المعتقلين في غوانتانامو تتخطّى الـ 3 مليون دولار في السنة للمعتقل الواحد، ويضيف التقرير أنّ تكلفة تشغيل المعتقل تبلغ حوالي 397 مليون دولار في العام.
7- الإطعام القسري: أظهر تقرير "Legal Authority and Policy for Enteral Feeding at JTF-GTMO"، الصادر عن محامٍ عسكري في يونيو 2013، أنّ الجيش الأميركي قام بإطعام أكثر من 100 معتقل مُضرب عن الطعام قسراً، وذكر التقرير أنّ أكثرية المضربين عن الطعام كانوا يحتجّون على إبقائهم في المعتقل بالرغم من إعطاء الأمر بإطلاق سراحهم.
لماذا لم يغلق حتى الآن؟
ان كثير من الجمهوريين يساندون قرار الإبقاء على المعتقل، حيث انتقد الجمهوري إيد رويس، رئيس لجنة الشوؤن الخارجية بمجلس النواب، التصريحات وقال : "مرة أخرى يطلق سراح إرهابيين لدول أجنبية يشكلون تهديدا" وقال دونالد ترامب، قبل فوزه بالرئاسة الأمريكية، إنه في حال انتخابه سوف يملأ المعتقل بـ "الأشرار" و سوف "يجعله أكثر جحيما من إغراق السجناء"، وهي طريقة مثار جدل يعتبرها نشطاء حقوق الإنسان تعذيبا أثناء سير عمليات التحقيق مع المعتقلين.
كما تتمثل القضية الرئيسية الأخرى في كيفية التصرف مع السجناء الباقين، إذ سعى أوباما إلى محاكمتهم في الولايات المتحدة، بيد أنه لم يُنقل إلى الولايات المتحدة سوى سجين واحد من غوانتانامو للمحاكمة، وهو التنزاني أحمد غيلاني المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2011، قبل حظر الكونغرس نقل أي سجناء آخرين للبلاد.
عدد السجناء؟
شكل السجناء الأفغان والسعوديون واليمنيون نسبة تزيد على 60 في المئة من عدد السجناء، على الرغم من وجود نسبة أخرى تمثل نحو 50 جنسية مختلفة، وأطلق سراح الغالبية العظمى من السجناء البالغ عددهم 779 سجينا في ظل قيادة الإدارة الأمريكية السابقة لجورج دبليو بوش، في حين توفي تسعة سجناء داخل المعتقل.
وكان أوباما في فترة حكمه قد وافق على عمليات إطلاق سراح دورية شملت إجمالي 161 سجينا، وترحيلهم إلى دول مختلفة، وما زال يوجد 61 سجينا فقط في المعتقل، منهم 20 سجينا سيطلق سراحهم.
غوانتانامو: سيبقى مفتوحاً 25 سنة
يستعدّ معتقل غوانتانامو الذي يضم سجناء متهمين بالمشاركة في اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، للبقاء مفتوحاً لمدة 25 عاماً أخرى على الأقل، وقال الأدميرال جون رينغ، قائد القوة العملانية للجيوش الأميركية التي تدير مركز الاعتقال المثير للجدل: "علينا التأكّد من أنَّ منشآتنا يمكن أن تستمر 25 عاماً"
وأضاف خلال زيارة لصحافيين ينظمها الجيش الأميركي باستمرار لهذا الجيب الأميركي في جنوب شرق جزيرة كوبا، ليظهر كيف يعامل سجناءه بطريقة إنسانية، أنه بعد مرسوم الرئيس دونالد ترامب حول الإبقاء على السجن، "قالوا لنا إننا سنبقى هنا 25 عاماً أو أكثر".
وقرَّر الرئيس ترامب الإبقاء على المعتقل مفتوحاً، مخالفاً بذلك محاولات سلفه باراك أوباما المتكررة لإغلاق سجن يدينه المدافعون عن حقوق الإنسان، لأن هؤلاء المعتقلين لا يحاكمون أمام محاكم مدنية، بل من قبل لجان عسكرية وقد أثار وضعهم اعتراضات في القضاء، وأرجئت محاكماتهم لفترات غير محددة، لكن الرئيس الأميركي وقع مرسوماً ينصّ على "إبقاء كل منشآت الاعتقال في غوانتانامو مفتوحة" وقال الأدميرال رينغ لوكالة فرانس برس إنّ "البنتاغون أرسل لنا مذكرة تقول: استعدوا لبقاء المعتقل مفتوحاً 25 عاماً أو أكثر" والمعتقل الذي فتح في العام 2002 لاستقبال أوائل الجهاديين في إطار التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان بعد اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر، ضمَّ عدداً من السجناء وصل إلى 780.
ولم يبق في هذا المعتقل حالياً سوى أربعين سجيناً تتراوح أعمارهم بين 37 و71 عاماً وحكم على اليمني علي حمزة أحمد البهلول، أحد مساعدي أسامة بن لادن بالسجن المؤبد وينتظر معتقل آخر صدور الحكم عليه صيف 2019، بينما يعتبر 26 آخرون بالغي الخطورة، ولا يمكن الإفراج عنهم، ومن المعتقلين الـ12 الباقين، اعتبرت اللجان العسكرية خمسة قابلين للنقل إلى بلد آخر، بينما تجري محاكمة سبعة آخرين. وللاهتمام بهؤلاء المعتقلين الذين يهرمون، اضطر مركز الاعتقال إلى تكييف منشآته الطبية، لكنَّ العسكريين الـ1800 الذين يؤمنون تشغيله، من الحراس إلى الطباخين، مروراً بدوريات المراقبة البحرية، ما زالوا يقيمون في بيوت قديمة بعضها متهالك، وتبلغ الميزانية السنوية للمعتقل 78 مليون دولار وقال الأدميرال "رينغ" إنه حصل على شركة عمرانية لمحاولة تسهيل حياة العسكريين الذين يخدمون في غوانتانامو لمدة تبلغ في المعدل تسعة أشهر فقط بدون عائلاتهم التي لا يمكنها الإقامة في الموقع.
ولم يستقبل غوانتانامو أيّ معتقل منذ 2008، لكن منذ حملته الانتخابية في 2016، لا يخفي ترامب نيته إرسال مزيد من "الأشرار" الذين يتم أسرهم في سوريا والعراق إلى السجن. والمرسوم الذي أصدره ينصّ على إرسال معتقلين جدد إليه، وقال الأدميرال رينغ: "لم نتلقّ أيّ أمر بعد" وأضاف: "ليست لدينا أي مؤشرات" توحي بإمكانية نقل جهاديين آخرين إلى غوانتانامو قريباً.
وقال الأدميرال رينغ إنَّ المعتقل يمكنه، عند الضرورة، استقبال أربعين معتقلاً آخرين، بالبنية التحتية نفسها والطاقم نفسه، وأضاف أنَّ المركز يمكنه استقبال عدد يصل إلى مئتين معتقل من دون الحاجة إلى توسيعه، لكنه سيحتاج في هذه الحالة إلى مزيد من الموظفين.
اضف تعليق