قبل 6 سنوات في 4 مارس 2011 كشف أهالي الأحساء شرق المملكة عن شجاعتهم وبطولتهم واستعدادهم للتضحية من أجل التغيير والإصلاح، والدفاع عن الرمز الحر #الشيخ_توفيق_العامر الذي كان القدوة والقائد المضحي والذي كان معتقلا في سجون السلطة حينها بسبب التعبير عن الرأي، نزل شباب الأحساء الأبطال إلى الشوارع ليحطموا أجواء الخوف والترهيب نتيجة التهديد والتحذير لأي حراك وتظاهر من قبل السلطة الحاكمة في عموم المملكة.
فانطلقت المظاهرات من عند مسجد أئمة البقيع بشرق #الهفوف إلى مبنى إمارة #الأحساء التاريخية بسلمية وكان الهدف إيصال الصوت إلى أعلى سلطة في الدولة عبر حاكم الاحساء، فعلت الأصوات وارتفعت قبضات الأيدي إلى عنان السماء بترديد شعارات وطنية: الشعب يريد الإصلاح، الشعب يريد التغيير، الشعب يريد الافراج عن الشيخ توفيق، الشعب يريد حقه، الشعب يريد وظائف، لا للطائفية ..، وعند مبنى إمارة الاحساء كانت هناك الرسالة الأقوى الموجه إلى الحاكم المحافظ مباشرة وهو أمير من العائلة الحاكمة، و هي: “أرحل يا بدر، أرحل يا بدر” بدون اسم أمير، انها رسالة مباشرة وشفافة تمثل إرادة الأمة الغاضبة، أمة تقف موقف واحد أمام باب الإمارة والناس تطالب الأمير بالرحيل، أنه موقف بطولي عظيم ولحظات لا تنسى.
ونتيجة التظاهرات والاحتجاجات الواسعة وخوف السلطة من إتساع الغضب الشعبي في ظل وحدة ولحمة الشارع، قامت سلطات الرياض بالافراج عن الشيخ توفيق العامر، وتحقيق بعض المطالب البسيطة والصغيرة بشكل مؤقت، لتهدئة الجماهير الغاضبة فقط، ولكنها بعد فترة قصيرة قامت بتوجيه الضربات ضد النشطاء والمتظاهرين والمحتجين عبر الاختطاف والاعتقال التعسفي وهذا ما حدث للاسف الشديد حيث عادت السلطة باختطاف الشيخ العامر من الطريق العام -ومازال لغاية اليوم خلف قضبان السجون-، وتم إعتقال المئات من الشباب وتعذيبهم والبعض لا يزال في السجون لغاية اليوم، ولم تتوقف السلطة عند هذا الحد بل قامت في 21 مارس 2016 باعتقال العالم والفقيه والباحث الكبير الشجاع آية الله سماحة #الشيخ_حسين_الراضي باختطافه من الطريق العام في مدينة #العمران بنفس الطريقة التي اعتقل بها الرمز الشيخ العامر، بسبب مواقفه الوطنية والإنسانية والدينية بقول كلمة حق، وعدم السكوت عن الظلم والفساد في الوطن، ومطالبته بالإصلاح ورفض الفساد والإستبداد والقتل الجائر كإعدام الابرياء ومنهم #الشهيد_الشيخ_النمر ورفض الحرب العبثية على اليمن، ومايزال سماحة الشيخ الراضي معتقلا منذ نحو عام بلا تهمة فهو لم يعتد على أحد. بل اعتقاله يمثل رسالة تصعيد وترهيب واستهتار بالشخصيات والرموز من قبل سلطة الرياض التي لم تحترم مكانته العلمية والدينية والاجتماعية والسن.
تساؤلات بعد 6 سنوات من مظاهرات 4 مارس:
ماذا بعد مرور 6 سنوات على ذكرى مظاهرات 4 مارس في الأحساء وشرق المملكة كيف ينظر المجتمع لتلك الذكرى العظيمة؟.
أين دور المجتمع في الأحساء والمنطقة الشرقية بشكل عام حول اعتقال الرموز مثل آية الله الشيخ الراضي؟.
أين الشارع الاحسائي البطل من اعتقال ومحاكمة الكفاءات الوطنية الذين تم اعتقالهم وتشويه سمعتهم، فمعظمهم من الأحساء؟.
ماذا حدث للمجتمع بعد ثورة وتظاهرات مارس 2011، لماذا السكوت والتوقف ولو المطالبة بطرق اخرى عديدة تعبر عن الغضب، رغم مواصلة السلطات الحاكمة لسياسة التهميش والفساد والاستبداد والاعتقالات بشكل أوسع حيث يوجد شخصيات منهم اية الله الشيخ الراضي والرمز البطل الشيخ العامر، بالإضافة لاعتقال النساء والأطفال فهم أبرياء لم يعتدوا على أحد؟.
هل سيقوم أهالي #هجر الأحساء والشرقية بشكل عام بحراك واسع بشكل مفاجئ لتحقيق الإصلاح والتغيير في البلاد لأن اسباب الغضب مازالت؟
ما هي مطالب الشعب، هل تغيرت وارتفع سقفها بسبب تغير الأوضاع للأسوأ في البلاد الإقتصادية والسياسية والحقوقية؟.
4 مارس محطة مهمة
ينبغي التوقف عند ذكرى مظاهرات 4 مارس التاريخية وبالخصوص من قبل أهالي الأحساء، فهي محطة مهمة جدا وسيكون لها آثارا في المستقبل، فهي تستحق التأمل والدراسات والاستفادة منها للقيام بأفضل من ذلك، فهي تجربة مهمة جدا قد أظهرت مدى شجاعة وبطولة الشباب والاستعداد للتضحية والعطاء في ظل وجود قيادات مخلصة متصدية ومضحية تتقدم في الساحات والميادين في التظاهر والاحتجاج كالرمز والداعية الحقوقي الشيخ توفيق العامر.
كما انها كشفت عن اهمية الاستفادة من تجارب التواصل مع السلطة التي خدعت الشعب وما تزال تخدعه بوعود كاذبة حيث ثم قامت باعتقال الرموز والنشطاء وزرع الخوف عند الشعب.
كما أنها تجربة فضحت وعرت كل من تواصل مع السلطة من الوجهاء والشخصيات التي ساهمت بشكل سلبي وبقتل روح التضحية والمطالبة والتظاهر عبر زرع الخوف بمبرارات تخدم الحكومة فقط ضد مصلحة الشعب.
إحياء الضمائر العاشقة للحرية والكرامة
إن احياء ذكرى 4 مارس مناسبة لاحياء القلوب والضمائر المحبة للحق والعدالة، والعاشقة للحرية والكرامة، والسير على منهج العطاء والتضحية والاباء والثورة ضد الاستبداد والفساد ونصرة الأبطال، كما ان #ذكرى_4_مارس فرصة للأهالي الأحساء والوطن والشرفاء في العالم لإعلان التضامن مع أبناء الاحساء الأبطال الأحرار كالعالم الباحث آية الله الشيخ حسين الراضي، ومع الداعية البطل الشجاع سماحة الشيخ توفيق العامر ومع شباب الاحساء المعتقلين ومع كل معتقل حر شريف.
الشيخ العامر القائد الثائر
ولابد في هذا اليوم استحضار دور القائد الثائر الداعية الحقوقي المجاهد السلمي البطل الشيخ توفيق العامر، فهو شخصية عظيمة لدوره القيادي في المجتمع والحرص على بناء الفرد الصالح، وبناء دولة القانون والدستور والمواطنة الحقيقية، ورفض الظلم والاستبداد، والمطالبة بالإصلاح والحرية والكرامة وتطبيق العدالة، فالشيخ العامر يمثل مدرسة في الصمود وعدم التنازل والمساومة على الحرية والكرامة، وفي التوكل وتسليم الامر لله عز وجل.
تحية لكل المناضلين والمعتقلين الأحرار في وطننا والعالم، وتحية خاصة لمن شارك في المظاهرات والحراك المطلبي في المنطقة وبالخصوص في شهر مارس يوم 4 في الهفوف ويوم 11 في العمران وغيرها بالأحساء، حيث استخدمت السلطة في 11 مارس قبضتها الأمنية القمعية بمشاركة قوات خاصة وطائرات الهليكوبتر، وقامت باعتقالات تعسفية طالت العديد من الشباب والشيوخ والأطفال، وتعرض العديد منهم للتعذيب والإعتقال والسجن، ولغاية اليوم يوجد العشرات من أهالي الأحساء في زنزانات الإعتقال التعسفي، فهم يستحقون وقفة تضامن ودعم من أبناء الأحساء خاصة ومن أبناء الوطن والعالم بشكل عام، فهؤلاء أبطال ورموز تحركوا ونزلوا للشوارع للمطالبة بالإصلاح بشكل سلمي بما فيه فائدة للوطن ولكافة المواطنين، ولإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء.
شكرا لكم ايها الأبطال الشرفاء فأنتم الأحرار ولو كنتم في سجون الاعتقال، وتحية للشعب الحي الذي يفتخر ويتشرف بدور هؤلاء الأبطال، وتحية لعوائل الشهداء الذين سقطوا بسبب التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق الوطنية بسلمية، كالشهيد الشيخ النمر والشباب الشهداء، رحم الله الشهداء الأبرار.
الحرية لكافة معتقلي الرأي في العالم والوطن والأحساء ومنهم الرمز الداعية الحقوقي البطل الشيخ توفيق العامر، والفقيه الشجاع سماحة الشيخ حسين الراضي، وشباب حراك وتظاهرات 4 مارس و11 مارس وكل يوم وكل منطقة.
اضف تعليق