تحقق تنبؤ المخرج الأميركي مايكل مور، الذي توقع قبل 3 أشهر فوز دونالد ترامب وخسارة هيلاري كلينتون، وأسند رؤيته لمصير الانتخابات بحجج أثبتت الأيام أنه كان على صواب ليهزم بمقاله استطلاعات الرأي، ودراسات الباحثين وتصريحات المحللين.
مور، صارح الأميركيين في مقال نشره قبل 90 يوماً من الانتخابات في النسخة الأميركية من "هافينغتون بوست"، بحقيقة فوز ترامب وقال: "سيكون رئيسنا المقبل: الرئيس ترامب، كرروا هاتين الكلمتين؛ لأنكم سوف تكررونهما طوال السنوات الأربع المقبلة: الرئيس ترامب".
ودعم مور موقفه بـ5 أسباب، قال إنها ستدفع بترامب إلى البيت الأبيض.
نص المقال: أصدقائي، يؤسفني أن أحمل إليكم أنباءً سيئة، لكنني كنت صريحاً معكم من البداية عندما قلت لكم، الصيف الماضي، إن دونالد ترامب سوف يكون مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، والآن، لديَّ أنباء أكثر سوءاً وإحباطاً: سيفوز ترامب بانتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني. هذا البائس، الجاهل، الخطِر، الذي يعمل نصف وقته مُهرجاً وكل وقته مُعادياً للمجتمع.. سيكون رئيسنا المقبل: الرئيس ترامب، كرروا هاتين الكلمتين؛ لأنكم سوف تكررونهما طوال السنوات الأربع المقبلة: "الرئيس ترامب".
لم يسبق لي أبداً في حياتي أن رغبت في أن أكون مخطئاً بقدر ما أرغب في ذلك الآن.
يمكنني رؤية ما تفعله الآن، تهز رأسك بشدة: "لا، مايك، لن يحدث ذلك!"، لسوء الحظ، أنت تعيش في فقاعة يتكرر فيها صدى صوتك وصوت أصدقائك المقتنعين بأن الشعب الأميركي لن ينتخب معتوهاً للرئاسة. إنك تتقلب بين الفزع منه والضحك عليه بسبب تعليقه الأخير المجنون أو موقفه النرجسي، إلى حدٍ مربك، من كل شيء، وكأن كل شيءٍ يتعلق به، ثم تستمع لهيلاري لترى أول امرأة تشغل منصب رئيس للولايات المتحدة على الإطلاق، شخصٌ يحترمه العالم، شخصٌ ذكي ويهتم بالأطفال، وسوف يكمل إرث أوباما؛ لأن هذا هو ما يرغب فيه الشعب الأميركي بوضوح! نعم، 4 سنوات أكثر من هذا!
عليك الخروج من تلك الفقاعة في الحال، عليك أن تتوقف عن العيش في حالة إنكار وتواجه الحقيقة التي تعلم في أعماقك أنها واقعية إلى أقصى درجة. إن محاولة طمأنة نفسك بالحقائق -"77% من الناخبين هم نساء وأصحاب البشرة الملونة وشباب تحت سن 35 عاماً ولا يمكن لترامب الفوز بأغلبية أيٍ منهم!"- أو المنطق -"لن يصوّت الناس لصالح مهرج أو ضد مصالحهم العليا!"- ما هي إلا وسيلة دماغك لمحاولة حمايتك من الصدمة.
يشبه الأمر أن تسمع صوتاً مرتفعاً في الشارع، ثم تفكر: "أوه، لقد انفجر إطارٌ للتو"، أو "واو، من يلعب بالألعاب النارية؟"؛ لأنك لا ترغب في التفكير في أنك قد سمعت للتو صوت إطلاق نار على أحدهم. إنه السبب نفسه الذي جعل جميع التقارير الإخبارية وشهادات شهود العيان المبدئية بشأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول تقول: "اصطدام طائرة صغيرة بالخطأ بمركز التجارة العالمي".
نحن نرغب في، ونحتاج إلى، الأمل في حدوث الأفضل؛ لأن الحياة، في الحقيقة، خرائية، ومن الصعب بما يكفي المعاناة في تدبير الأمور من أجل دفع فاتورة حتى موعد الفاتورة التي تليها. لا يمكننا تحمل المزيد من الأخبار السيئة؛ لذا فإن حالتنا الذهنية تلجأ إلى التصرف المعتاد عندما يكون شيءٌ مرعب طور الحدوث بالفعل. قضى أول من دهستهم الشاحنة في نيس لحظاتهم الأخيرة على الأرض في التلويح للسائق الذي اعتقدوا أنه ببساطة قد فقد السيطرة على الشاحنة، محاولين إخباره بأنه قد قفز إلى الرصيف: "انتبه!"، صرخوا قائلين: "هناك أناسٌ على الرصيف!".
حسناً يا رفاق، هذه ليست حادثة، إنها أمر واقعي يحدث. وإذا كنت تعتقد أن هيلاري سوف تهزم ترامب بالحقائق والذكاء والمنطق، فمن الواضح أنه قد فاتتك 56 انتخاباً تمهيدياً ومؤتمراً حزبياً جرب فيها 16 مرشحاً جمهورياً ذلك، إلى جانب كل وسيلة أخرى للتغلب على ترامب ولم يستطع أي شيء إيقافه. حتى الآن، حسب الأوضاع الحالية، أعتقد أن ذلك سوف يحدث - ومن أجل التعامل معه، عليّ أولاً مساعدتك على إدراكه، ووقتها ربما، فقط ربما، نستطيع إيجاد مخرج من المأزق للمتورطين فيه.
لا تسئ فهمي، إن لدي أملاً كبيراً في البلد الذي أعيش فيه، الأوضاع بالفعل أفضل. لقد فاز اليسار بالحرب الثقافية، يمكن للمثليين والسحاقيات أن يتزوجوا. تتخذ أغلبية من الأميركيين الآن الموقف الليبرالي في كل سؤال تقريباً يطرح عليهم باستطلاعات الرأي: أجر متساوٍ للنساء - نعم، يجب أن يصبح الإجهاض قانونياً - نعم، قوانين بيئية أقوى - نعم، سيطرة أكبر على الأسلحة - نعم، تقنين الماريغوانا - نعم، لقد حدث تغيرٌ كبير، وأكبر دليل على هذا، ذلك الاشتراكي الذي فاز في 22 ولاية هذا العام، وليس هناك شك، في رأيي، في أنه إذا كان الناس يستطيعون التصويت من أريكتهم بالمنزل باستخدام أجهزة الإكس بوكس والبلاي ستيشن الخاصة بهم فإن هيلاري سوف تفوز بفارقٍ كبير.
لكن تلك ليست الطريقة التي تجري بها الانتخابات في أميركأ، إذ يتعين على الناس مغادرة المنزل والوقوف في صف للتصويت، وإذا كانوا يعيشون في ضواحٍ فقيرة أو سوداء أو لاتينية، فإنهم لا يواجهون فقط الانتظار في صفٍ أطول، وإنما يجري القيام بكل شيء لمنعهم من الإدلاء بأصواتهم، حرفياً. لذا، فإنه في أغلب الانتخابات من الصعب أن تجعل حتى 50% من الناس يخرجون للتصويت.
وهنا، تقع مشكلة نوفمبر: مَن، مِن المرشحين، سيكون لديه الناخبون الأكثر حماساً وشغفاً للخروج للتصويت؟ أنت تعلم إجابة هذا السؤال. مَن المرشح الذي يملك المؤيدين الأكثر سعاراً؟ من سوف يستيقظ معجبوه المخابيل في الخامسة صباحاً يوم الانتخابات ليحمّسوا الآخرين طوال اليوم، من البداية حتى إغلاق آخر مركز اقتراع، ليتأكدوا أن كلاً من توم وديك وهاري "وبوب وجو وبيلي بوب وبيلي جو وبيلي بوب جو" قد أدلوا بأصواتهم؟ هذا صحيح، هذا هو مستوى الخطر الذي نواجهه، ولا تخدع نفسك - لن يفلح أي عدد من إعلانات هيلاري المقنعة أو مواجهته بالحقائق في المناظرات أو سحب التحرريين للأصوات منه في إبطال مفعول تعويذة ترامب.
لهذه الأسباب الخمسة، سوف يفوز ترامب:
1. رياضيات الغرب الأوسط، أو أهلاً بكم في "بريكسيت حزام الصدأ"
أعتقد أن ترامب سوف يركز الكثير من انتباهه على ولايات الحزام الصدئ الأربع الزرقاء في منطقة البحيرات العظمى العليا، وهي ميتشيغان وأوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن. تعد الولايات الأربع ديمقراطية تقليدياً، لكنها جميعاً انتخبت حاكماً جمهورياً منذ عام 2010 "وحدها بنسيلفانيا انتخبت الآن، أخيراً، حاكماً ديمقراطياً". أدلى عددٌ أكبر من سكان الولاية، في الانتخابات التمهيدية بميتشيغان، في مارس/آذار، بأصواتهم للجمهوريين "1.32 مليون" مقارنة بالديمقراطيين "1.19 مليون".
يتقدم ترامب على هيلاري في استطلاعات الرأي الأخيرة ببنسلفانيا ويتعادل معها في أوهايو. يتعادل؟! كيف يكون السباق متقارباً بتلك الدرجة بعد كل ما فعله وقاله ترامب؟! حسناً، ربما يكون ذلك لأنه قال -"وهو محقٌ في ذلك"- إن دعم كلينتون لاتفاقية النافتا (اتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركا) ساعد على تدمير الولايات الصناعية بالغرب الأوسط الأعلى. سوف يهاجم ترامب كلينتون بشدة في ذلك الصدد، بالإضافة إلى دعمها لاتفاقية التجارة عبر الأطلسي وسياسات التجارة الأخرى التي سحقت بعنف سكان تلك الولايات الأربع.
عندما وقف ترامب في مصنع سيارات تابع لشركة فورد خلال انتخابات ميتشيغان التمهيدية، هدد الشركة بأنها إذا قامت بالفعل بالمضي قدماً في خطتها لإغلاق ذلك المصنع ونقله إلى المكسيك، فإنه سوف يفرض جمارك بنسبة 35% على أية سيارة مصنوعة في المكسيك يتم شحنها مجدداً إلى الولايات المتحدة. كان ذلك عذباً، موسيقى عذبة لآذان الطبقة العاملة بميتشيغان، وعندما ألقى ترامب بتهديده لـ"آبل" بأنه سوف يجبرها على التوقف عن صنع هواتف الآيفون في الصين لتصنعها في الولايات المتحدة، حسناً، فقدت القلوب الوعي وحصل ترامب على انتصارٍ كبير كان ينبغي أن يذهب إلى حاكم الولاية المجاور، جون كاسيك.
من جرين باي إلى بيتسبرغ، هذا، يا أصدقائي، هو وسط إنجلترا -الموهن، المحبط، المعاني، حيث تتناثر المداخن عبر الريف مع جثة ما اعتدنا تسميتها الطبقة المتوسطة. عاملون "وغير عاملين"، غاضبون ويشعرون بالمرارة، تم الكذب عليهم من قِبل اقتصاد ريغان، وتخلى عنهم الديمقراطيون، الذين ما زالوا يحاولون البحث عن شعار جيد، لكنهم في الواقع يتطلعون فقط إلى تملق أحد أعضاء مجموعات الضغط من "غولدمان ساكس" والذي سوف يكتب لهم شيكاً كبيراً لطيفاً قبل ترك الغرفة.
الذي حدث مع المملكة المتحدة فيما يتعلق بالبريكسيت سوف يتكرر هنا. يظهر إلمر جانتري يشبه بوريس جونسون ويرتجل أي هراء في جعبته لإقناع الحشود بأن هذه هي فرصتهم للتخلص من جميع هؤلاء الذين دمّروا حلمهم الأميركي. والآن، وصل الدخيل، دونالد ترامب، لتنظيف المنزل، ليس عليك أن تتفق معه، ليس عليك حتى أن تحبه، إنه زجاجة المولوتوف الشخصية الخاصة بك لإلقائها وسط الأوغاد الذين سببوا لك هذا، أرسِل رسالة، ترامب هو رسولك.
وهنا، يأتي دور الرياضيات. في عام 2012، خسر ميت رومني بفارق 64 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي. الآن، قم بجمع أصوات المجمع الانتخابي لميتشيغان وأوهايو وبنسيلفانيا وويسكونسن، إنها 64. كل ما يحتاجه ترامب للفوز هو أن يفوز، كما هو متوقع، برقعة الولايات الحمراء التقليدية من أيداهو إلى جورجيا "وهي الولايات التي يستحيل أن تصوّت لصالح هيلاري كلينتون"؛ ليصبح كل ما يحتاجه فقط هو ولايات الحزام الصدئ الأربع تلك. هو لا يحتاج فلوريدا، هو لا يحتاج كولورادو أو فرجينيا، فقط ميتشيغان وأوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن، وسوف يضعه ذلك على القمة، هكذا سوف يمضي الأمر في نوفمبر.
2. الفرصة الأخيرة للرجل الأبيض الغاضب
إدارتنا التي يهيمن عليها الرجال والتي استمرت لمدة 240 عاماً للولايات المتحدة تقترب من نهايتها. هناك امرأة على وشك تولي السلطة! كيف حدث ذلك؟ أمام أعيننا! كانت هناك علامات تحذير، لكننا تجاهلناها. فرض نيكسون، خائنً جنسه، علينا قانون التعديلات التعليمية، وهو القانون الذي قال إن على الفتيات في المدارس الحصول على فرصةٍ متساوية في لعب الرياضة، ثم سمحوا لهن بقيادة الطائرات التجارية. وقبل أن ندرك، اقتحمت بيونسيه ملعب بطولة السوبر بول (أهم مباريات دوري كرة القدم الأميركية) لهذا العام "لعبتنا!" مع جيشٍ من النساء السود، رافعات قبضاتهن، معلنات أن هيمنتنا قد انتهت. أوه، يا للإنسانية!
تلك نظرة صغيرة داخل عقل ذكر أبيض مهدد بالانقراض. هناك شعور بأن السلطة قد خرجت من أياديهم، بأن طريقتهم للقيام بالأشياء لم تعد الطريقة التي تحدث بها الأشياء. هذا الوحش "النسوية النازية Feminazi"، الشيء الذي، على حد تعبير ترامب، "يخرج دماً عبر عينيها أو أياً كان الموضع الذي يخرج منه الدم" قد انتصر علينا - والآن، بعد أن اضطررنا إلى احتمال 8 أعوام يخبرنا فيها رجلٌ أسود ماذا نفعل، يفترض أن نجلس لنشاهد ونتحمل 8 سنوات تحكمنا فيها امرأة؟ بعدها، ستكون 8 سنوات للمثليين في البيت الأبيض! ثم متحولي الجنس! يمكنك أن ترى إلى أين يتجه ذلك. بحلول ذلك الوقت، سيكون قد تم منح الحيوانات حقوق إنسان وسوف يدير هامستر لعينٌ البلاد. يجب أن يتوقف ذلك.
3. مشكلة هيلاري
هل يمكننا التحدث بصراحة ودون أن يسمعنا أحد آخر؟ قبل أن نبدأ، دعوني أوضح، أنا أحب هيلاري، كثيراً، وأعتقد أنها نالت نقداً لا تستحقه ولا داعي له. لكن تصويتها لصالح حرب العراق جعلني أقطع على نفسي عهداً باستحالة التصويت لها مجدداً. حتى الآن، لم أنكص عن ذلك العهد. لكنني مضطر إلى التراجع عنه، من أجل منع شبه فاشيّ من أن يصبح القائد الأعلى لقواتنا المسلحة.
للأسف، أعتقد أن كلينتون سوف تجد طريقة لإقحامنا في نوعٍ من العمل العسكري؛ فهي من المتشددين، وتقع سياستها إلى اليمين من سياسة أوباما. لكن إصبع ترامب السيكوباتي سيكون على الزر (النووي) ولن يمكن تغيير الأمر. سينتهي كل شيء.
لنواجه الأمر: كبرى مشاكلنا هنا ليست ترامب -إنها هيلاري. إنها مكروهة بشدة؛ إذ يعتقد نحو 70% من إجمالي الناخبين أنها غير أمينة أو جديرة بالثقة. إنها تمثل الأسلوب القديم للسياسة، وهي عدم الاعتقاد جدياً بأي شيء إلَّا ما يحقق لك الفوز في النهاية. لهذا السبب، هي تحارب ضد زواج المثليين يوماً، ثم في اليوم التالي تعقد زواجاً للمثليين. تعد الشابات من بين أكبر منتقديها، وهو أمر جارح بالنظر إلى التضحيات والمعارك التي خاضتها هيلاري والنساء الأخريات من جيلها حتى لا يضطر أبداً الجيل الأصغر من النساء إلى سماع باربرات بوش هذا العالم تأمرهن بأن عليهن فقط أن تخرسن وتذهبن لصنع بعض البسكويت. لكن الأطفال لا يحبونها، ولا يمر يوم دون أن يخبرني فيه أحد أفراد جيل الألفية بأنه لن يصوت لها.
لا يوجد ديمقراطي، ولا مستقل بالطبع، سيستيقظ صباح الثامن من نوفمبر متحمساً للخروج والتصويت لصالح هيلاري كما فعل عندما أصبح أوباماً رئيساً أو عندما كان اسم بيرني على ورقة الاقتراع التمهيدية. ببساطة، لا توجد حماسة. ولأن تلك الانتخابات سوف تتوقف في النهاية على شيءٍ واحد - من يُخرج عدداً أكبر من المنزل ويجعلهم يذهبون لصناديق الاقتراع - فإن ترامب الآن له اليد العليا.
4. أصوات ناخبي ساندرز المحبطين
توقفوا عن القلق بشأن عدم تصويت مؤيدي بيرني لهيلاري - سوف نصوت لهيلاري! تظهر استطلاعات الرأي بالفعل أن عدداً أكبر من الذين انتخبوا ساندرز سوف يصوتون لصالح هيلاري هذا العام مقارنةً بعدد ناخبي هيلاري في الانتخابات التمهيدية عام 2008 الذين صوتوا لصالح أوباما آنذاك. ليست هذه هي المشكلة.
جرس الإنذار الذي ينبغي أن يُقرَع هنا هو: أنه بينما سيجر مؤيد ساندرز العادي نفسه/نفسها إلى صناديق الاقتراع في ذلك اليوم للتصويت بنوعٍ من التردد لصالح هيلاري، فإنه سوف يمثل ما يدعى "صوتاً محبطاً" - ما يعني أن المصوت لن يجلب معه 5 أشخاص للتصويت. هو لا يتطوع لـ10 ساعات في الشهر الذي يسبق الانتخابات، هي لا تتحدث أبداً بصوتٍ متحمس عندما تُسأل: لماذا سوف تنتخب هيلاري. ناخبٌ محبط. لأنه، عندما تكون صغير السن، لا يكون لديك تسامح تجاه المزيفين والهراء.
العودة إلى حقبة كلينتون/بوش بالنسبة إليهم يشبه الاضطرار فجأة إلى الدفع مقابل الموسيقى أو استخدام MySpace. إنهم لن ينتخبوا ترامب، بعضهم سوف ينتخب هيلاري، لكن كثيرين منهم سوف يبقون في المنزل. سيكون على هيلاري فعل شيء يعطيهم سبباً لدعمها - واختيار رجل معتدل أبيض كبير السن لين العريكة نائباً لها ليس هو الخطوة الجادة التي تخبر جيل الألفية بأن صوتهم مهم لهيلاري. وجود امرأتين معاً مرشحتين على منصب الرئيس ونائبه - كانت تلك فكرة مثيرة، لكن هيلاري خافت وقررت أن تلعب لعبة آمنة، هذا هو أحد الأمثلة فقط لكيفية قتلها لأصوات الشباب.
5. تأثير جيس فنتورا
أخيراً، لا تتجاهل قدرة جمهور الناخبين على الإيذاء، ولا تستخف بإمكانية تخيل عدة ملايين أنفسهم أناركيين أخفياء بمجرد سحب الستار ووقوفهم وحدهم تماماً في حجرة الاقتراع. إنها أحد الأماكن القليلة الباقية في المجتمع حيث لا توجد كاميرات أمن أو أجهزة تنصت أو أزواج أو أطفال أو مدير أو شرطة، ليس هناك حتى مهلة زمنية. يمكنك استغراق أي قدرٍ تحتاجه من الوقت هناك ولا يستطيع أحد جعلك تفعل أي شيء. يمكنك الضغط على الزر والتصويت مباشرةً لصالح مرشحي أحد الأحزاب، أو يمكنك كتابة اسم بطوط أو ميكي ماوس في ورقة الاقتراع. ليس هناك قواعد.
وبسبب ذلك، وبسبب الغضب الذي يشعر به كثيرون تجاه نظامٍ سياسي أصابه العطب، سوف يصوت الملايين لترامب، ليس لأنهم متفقون معه، أو لأنهم يحبون تعصبه أو انتفاخ ذاته، وإنما فقط لأنهم يستطيعون. فقط، لأن ذلك سوف يعكر صفو الوضع القائم ويثير غضب آبائهم وأمهاتهم. يشبه الأمر تماماً عندما تقف على حافة شلالات نياغرا ويتساءل عقلك للحظة: كيف سيكون شعور القفز من ذلك الشيء، سوف يحب كثيرون أن يكونوا في موقف محركي العرائس ويلقون ترامب فقط لرؤية كيف سيبدو ذلك.
هل تذكر عندما انتخب سكان مينيسوتا في التسعينات مصارعاً محترفاً ليكون حاكم ولايتهم؟ هم لم يفعلوا ذلك لأنهم أغبياء أو لأنهم اعتقدوا أن جيس فنتورا كان بشكل ما رجل دولة أو مفكراً سياسياً. لقد فعلوا ذلك لأنهم كانوا يستطيعون. مينيسوتا هي إحدى أذكى الولايات في البلاد. إنها تمتلئ أيضاً بأشخاص لديهم حس دعابة سوداوي، والتصويت لفنتورا كان طريقتهم للتهكم على نظامٍ سياسي سقيم.
سيتكرر ذلك مع ترامب مجدداً
في أثناء عودتي إلى الفندق، عقب الظهور ببرنامج بيل ماهر في الحلقة الخاصة بمؤتمر الحزب الجمهوري هذا الأسبوع على شبكة HBO، أوقفني أحد الأشخاص."مايك". قال الرجل، "يجب علينا انتخاب ترامب، علينا زعزعة الوضع القائم". كان هذا كل شيء، كان هذا كافياً بالنسبة إليه، أن "يزعزع الوضع القائم". سيقوم الرئيس ترامب بذلك بالفعل، وسيحب جزءٌ ليس بالصغير من الناخبين الجلوس في المدرجات ورؤية برنامج تلفزيون الواقع ذاك.
اضف تعليق