جذبت معركة الموصل اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي في عموم العراق، حيث لعب المغردون دور الرقيب والمحلل السياسي. فقد تربع هاشتاغ #الموصل على قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا في معظم الدول العربية، تزامنا مع إعلان رئيس الوزراء بدء العملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش.
وفاق عدد التغريدات 300 ألف تغريدة منذ إعلان خبر بدء الحملة، وجاءت أهم المدن استخداما للهشتاغ،
العراق أولا ثم تلاه لبنان والسعودية ثم المغرب. كما ظهر #معركة_الموصل في أكثر من 12 ألف تغريدة.
وكان نشطاء عراقيون قد أطلقوا حملة الكترونية مستخدمين #دقت_ساعة_الحدباء، لدعم المعركة بأسلوبهم الخاص، فنقلوا تطورات العمليات العسكرية لحظة بلحظة، مرفقة بصور تشيد بالقوات العراقية المسلحة.
وانبرى عدد منهم للرد على تغريدات المتعاطفين مع تنظيم داعش الذين كثفوا من نشاطهم على تويتر مع بداية المعركة.
ورغم تفضيل العراقيين استخدام فيسبوك أكثر من أي موقع إلكتروني آخر، إلا أنهم أطلقوا حملة على تويتر تحت عنوان غزوة_العراقيين_لتويتر للتغريد حول معركة الموصل وكسر سيطرة التنظيم على الموقع، حسب قول مغردين.
من جهة أخرى، رأى مغردون أن المعركة ستكون صعبة وطويلة وحذروا من موجات نزوح جماعية كبيرة.
وانصرف قطاع آخر من المغردين لمناقشة ما وصفوه بعواقب الخلاف بين تركيا والعراق على المعركة والنتائج المحتملة لما بعد المعركة.
ولم تخل بعض التغريدات من المشادات الكلامية، إذ توقع البعض أن تستغل الأطراف المشاركة في المعركة، نتائجها لتمرير أجندتها السياسية والمذهبية، حسب قولهم.
داعش بين المقاومة والهروب
على مستوى الصحف العالمية نشرت صحيفة التايمز مقالاً لريتشارد سبنسر بعنوان "تنظيم الدولة الإسلامية المحاصر، هل يقاتل أم يهرب؟".
وقال كاتب المقال أن "هذه الحرب مختلفة تماماً، فالجيش العراقي تدعمه مقاتلات تابعة لستين دولة داخل التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة والقوات البريطانية الخاصة، وإيران فضلاً عن أنهم خضعوا إلى تدريب عسكري مكثف خلال العامين الماضيين".
وأشار كاتب المقال إلى أن نحو خمسة آلاف إلى عشرة آلاف مقاتل من تنظيم داعش تحاصرهم 20 سرية من القوات العراقية الخاصة.
ونقل الكاتب عن الخبير في الشؤون العسكرية العراقية مايكل نايتز قوله إن "عدد القوات المشاركة في عملية استعادة الموصل تقدر بخمسين ألف مقاتل".
وأفاد كاتب المقال أن "هناك العديد من الشائعات التي تؤكد فرار العديد من قادة التنظيم".
وأشار إلى أن قوات التحالف تتساءل عن "درجة القوة التي ستستخدمها قواتها لبسط سيطرتها على الموصل" .
وأوضح كاتب المقال أن "لدى تنظيم الدولة استراتيجية طويلة المدى كفيلة بجعل نصر قوات التحالف أكثر إيلاماً، وهو مستعد لاستخدام الأسلحة الكيماوية".
وتابع بالقول "إن التنظيم يفضل تدمير الموصل من قبل قوات التحالف لكي يظهر للعالم ماهية النصر الذي حققته بغداد وطهران وواشنطن".
وختم بالقول إن "تنظيم الدولة لا يخسر في العراق فحسب إذ أنه خسر السيطرة على مناطق كان يسيطر عليها في شمالي الرقة في سوريا، لذا فإنه قد يشعر بأنه غير مستعد للمواجهة الأخيرة".
داعش والغرب
فيما نشرت صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لرافايولا بانتوشي بعنوان "تنظيم الدولة الإسلامية سيبقى خطراً على الغرب حتى بعد دحره في الموصل".
وقال كاتب المقال إنه "في حال استعادة السيطرة على الموصل، يجب على الغرب البقاء متيقظاً لأن الإسلاميين سيعودون".
وأضاف أن "عطلة نهاية الأسبوع كانت كارثية بالنسبة للتنظيم في دابق في سوريا والتي تعتبر من أكثر المناطق أهمية للتنظيم، واليوم يستهدفون في الموصل".
وأردف أنه "كلما شعر عناصر التنظيم بأنهم سيهزمون، فإنهم سيتركونه"؟.
ونوه كاتب المقال بأن "تبعات هزيمة تنظيم الدولة سينعكس على الغرب، فما الذي سيحصل لآلاف مقاتليه من الأجانب، فربما تعمل على إعادتهم لشن هجمات انتقامية".
وختم بالقول إنه "سيكون هناك مخاطر طويلة المدى من تنظيم داعش، إذ علينا البقاء متيقظين لهم، فبالرغم من خسارة التنظيم في دابق، إلا أنه يبقى قوة لا يستهان بها".
وحذر كاتب المقال من مغبة الاحتفاء بدحر تنظيم الدولة في الموصل أو بخسارته الأراضي التي كان يسيطر عليها، لأنه باستطاعته بناء نفسه بقوة، لذا يجب البقاء متيقظين وعدم ارتكاب نفس الأخطاء السابقة".
انتقال الارهاب
من جانب اخر حذر مفوض الشؤون الأمنية للاتحاد الأوروبي من أن على الاتحاد توقع تدفق من المسلحين إذا تم طرد ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية من معقله في الموصل.
وقال جوليان كينغ لصحيفة دي فيلت الألمانية إنه حتى مجرد عدد ضئيل من المسلحين يمكنه أن يمثل تهديدا خطيرا يجب أن نتأهب له.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تخشى أن يستخدم المسلحون المدنيين كدروع بشرية مع تقدم العملية لاستعادة الموصل، إما عن طريق الاختباء وسطهم بينما يفرون من المدينة أو عن طريق منعهم من مغادرة المدينة.
وحذرت الأمم المتحدة أن العملية قد تتسبب في واحدة من أكبر أزمات النزوح لأسباب غير ناجمة عن كوارث طبيعية في الآونة الأخيرة.
وقالت المنظمة الدولية إنها تخشى من أن نحو مليون شخص قد يضطرون للفرار من ديارهم.
ويوجد مأوى لنحو 130 ألف شخص في مناطق إيواء تابعة للأمم المتحدة على مشارف الموصل، ولكن منظمات الإغاثة تحاول جاهدة التحضير لوصول نحو 800 ألف شخص، حسبما صرحت به كارولاين غلوك من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وقال جوليان كينغ، وهو دبلوماسي بريطاني، لصحيفة دي فيلت إن نحو 2500 من المسلحين مما سماه مناطق القتال جاءوا من الاتحاد الأوروبي.
وقال كينغ إنه على الرغم من أنه من غير المرجح أن تتم عمليات نزوح جماعي للمسلحين إلى أوروبا، ولكن مجرد عدد ضئيل (من المسلحين) يمثل تهديدا كبيرا، ويجب أن نكون متأهبين.
اذن عملية الموصل رغم صعوبتها وحساسيتها تكاد تكون القضية الوحيدة تقريبا التي يكاد يحصل عليها شبه اجماع في وقت اتسم المشهد السياسي العراقي منذ 2003 لحد الان بالتشقق والتصارع، اذن هي فرصة سياسية كبيرة للكتل السياسية العراقية والحكومة بالاستفادة من هذا الاجماع وهذا الجو الوطني لكسر جمود العلاقات فيما بين الكتل السياسية وحكومة المركز والاقليم وقبلها الاستفادة من هذه المعارك لاعادة الثقة بالقوات المسلحة العراقية وبناء علاقات جديدة بين المواطن والمؤسسة العسكرية العراقية والتي كانت اهم اسباب انهيار الجيش في عام 2014 هو سوء العلاقة بين المجتمع والعسكر، اذن هي فرصة تكاد تكون فريدة من نوعها في مشهد اتسم بغياب الفرص اوشحتها منذ التغيير السياسي ولحد الان.
اضف تعليق