طرح مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية في ملتقى النبأ الاسبوعي في مقر مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، موضوعا تحت عنوان (الدور الإماراتي الجديد في الشرق الاوسط في ضوء التنافس السعودي-الاماراتي)، بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين والاعلاميين.
حيث تطرق الباحث حمد جاسم محمد الخزرجي الباحث في مركز الفرات الى الموضوع قائلا: "خلال السنوات الأخيرة تعاظم دور الإمارات العربية بشكل ملحوظ، لتظهر وجها سياسيا مختلفا عن الوجه الذي تتميز به وهو الوجه الاقتصادي التجاري، الذي عرفت به منذ استقلالها عام 1971، من خلال فتح الموانئ والمطارات والصناعة النفطية، كذلك علاقاتها الواسعة مع العديد من دول العالم حتى التي لها خلافات معها مثل إيران التي تعدها الإمارات محتلة للجزر الثلاث في الخليج، وكان دورها الدولي حينها يختص بالقضايا الإنسانية والمساعدات التي تقدمها للدول الأخرى، إضافة إلى استضافتها لأكبر جالية أجنبية في الخليج، ثم تطور دورها بعد أحداث عام 1990، ومنها دخول العراق للكويت وانهيار الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا، إذ بدأت ولأول مرة من نشر قواتها خارج أراضيها في مهام قتالية في استعادة الكويت، ومهام إنسانية في البوسنة والهرسك، وفي كوسوفو، فقد كانت سياسة الإمارات حينها حذرة من الانغماس الواسع في القضايا الدولية، وهي سياسة نابعة من توجيهات رئيس الدولة الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، وهي سياسة هادئة وبعيدة عن التدخلات في شؤون الدول الأخرى.
ولكن بعد ذلك وخاصة بعد احتلال العراق عام 2003، وثورات الربيع العربي 2011، ووفاة الشيخ زايد آل نهيان واستلام ابنه خليفة بن زايد للحكم وهو من العناصر الشابة، بدأت الإمارات تحاول إن تلعب دورا في قضايا المنطقة بحجة إيجاد حلول سياسية للقضايا والملفات الإقليمية والدولية، وقد تعاظم دورها السياسي والدبلوماسي وكذلك الاقتصادي في المدة الأخيرة حتى أصبحت فاعلا أساسيا وذات مكانة دولية متنامية، وأصبحت منافسا قويا لبعض دول المنطقة مثل السعودية وقطر، فقد تدخلت بشكل واسع في ثورات مصر، وفي ليبيا اشتركت عسكريا لإسقاط نظام القذافي، وفي سوريا بدعم المعارضة السورية، وفي اليمن اشتركت بالتحالف السعودي ضد اليمن".
واوضح الخزرجي" إلا إن المتابع للدور الإماراتي في المنطقة يرى إن الدور الإماراتي الجديد في المنطقة كان الهدف منه تحقيق عدة أهداف أساسية أهما، إفشال ثورات الربيع العربي، فعلى الرغم من مشاركتها في إسقاط أنظمة سياسية في ليبيا ومصر وتونس إلا أنها بدأت في المدة الأخيرة بمساعدة الأنظمة التي جاءت بالانقلاب على هذه الثورات مثل نظام السيسي في مصر ودعم جماعة (خليفة حفتر) في شرق ليبيا ضد الحركات الإسلامية، ودعمت الأحزاب العلمانية في تونس ضد حركة الإخوان بقيادة (الغنوشي)،.
كذلك كانت تهدف الى منع الإسلام السياسي من استلام السلطة في دول الربيع العربي، وعلى رأسهم الإخوان المسلمين والتي عدت منظمة إرهابية في الإمارات، باستخدام المال ودعم عملائها في المنطقة، بل حتى التدخل العسكري، كما يحصل في اليمن أو ليبيا، كما إن الإمارات العربية وان كان ظاهر الأمور أنها في توافق مع السعودية حول التطورات في المنطقة وطرق معالجتها، ومشاركتها مع السعودية في حربها على اليمن، إلا أنها في الخفاء تحاول إن تنافس هذا الدور وتحاول عرقلة تقدم السعودية في المنطقة، كذلك تسارع الأحداث في المنطقة ووصول الخطر إليها من خلال اكتشاف عدد من تنظيمات الإخوان في الإمارات، وإلقاء القبض عليهم، لهذا فهي كانت تقود الهجوم للدفاع عن نظامها السياسي".
ويضيف الخزرجي" وتتسم العلاقات بين الإمارات والسعودية على مر السنين بالفتور بين الحين والأخر، وهناك ملفات عديدة قد لعبت دوراً في فتور العلاقة بين الطرفين، منها العلاقة التجارية المتميزة للإمارات مع إيران، والعلاقة مع تركيا ومصر، والخلافات الحدودية القديمة، عدا الخلافات الشخصية، حيث ينظر قادة الإمارات نظرة دونية إلى حكام آل سعود، وهذا ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس في إحدى البرقيات المسربة، بأن (محمد بن زايد) سخر فيها من وزير الداخلية السعودي السابق نايف بن عبد العزيز، وهناك أسباب أخرى منها:
1- إن الإمارات كانت دائما تنظر إلى توسع الدور السعودي بريبة وخوف، فهناك خلافات عديدة بين الطرفين، وقد خاض الطرفان نزاعا على منطقة (واحة البريمي)، الذي استعادتها الإمارات بعد مساعدة بريطانيا لها، كذلك السعودية تنظر لدول الخليج الأخرى كتابع لها وليس مساوية لها، باعتبارها دولة واسعة المساحة وذات قوة عسكرية وثقل ديني في العالم الإسلامي، هذا الدور لم تتقبله عدد من الدول ومنها الإمارات وعمان التي اتخذت سياسة بعيدة عن السياسة السعودي، ومنافسة لها في بعض الأحيان.
2- مشاركة الإمارات في عاصفة الحزم، لم تكن الإمارات متحمسة للمشاركة في قوات التحالف الذي تقوده السعودية في عدوانها على اليمن تحت مسمى "عاصفة الحزم"، وأشارت تقارير حينها أن الإمارات وبالرغم من مشاركتها بـ ٣٠ طائرة مقاتلة، وكونها ثاني أكبر قوة جوية مشاركة في التحالف السعودي، إلا أنها لم تكن تريد للسعودية أن تنجح في اليمن، لاسيما وأن هذه ليست أول مرة تسيء الدولة الإماراتية للسعودية، إذ هناك علاقة بين الإمارات وأنصار الله الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وإيواءها نجله على أراضيها، كما شككت مصادر إماراتية رسمية بشكل صريح بإمكانية نجاح "عاصفة الحزم"، حيث صرح المستشار السياسي لولي عهد "أبو ظبي"، الأكاديمي الإماراتي "عبد الخالق عبد الله"، لوكالة رويترز: بأن عملية عاصفة الحزم لا تعدو سوى مغامرة سعودية، بما تعده بعد المصادر السعودية تهديدا لها.
3- إن الإمارات تخشى عملية انتقال السلطة التي ترتب لها السعودية في اليمن، وتحاول إفشال حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تضم أعضاء لحزب الإصلاح (التابع لجماعة الإخوان المسلمين(، وذلك من خلال دعم (أحمد علي صالح) نجل الرئيس السابق، وقائد الحرس الجمهوري السابق وسفير بلاده لدى الإمارات، وكانت العديد من التقارير الصحفية قد أشارت إلى أنَّ الإمارات أبلغت علي عبد الله صالح ونجلَه بموعد "عاصفة الحزم"، وتُشير التقارير إلى أن ولي عهد "أبو ظبي" محمد بن زايد أبلغ تفاصيل الضربة لصالح وهو ما أدى إلى إنقاذ حياته، بعد أن غادر منزله في صنعاء الذي كان عرضة لقصف الطائرات السعودية.
4- عزت بعض المصادر إلى إن الصراع الإماراتي السعودي يعود إلى التنافس على قيادة "العالم العربي السني"، فقد ظهر الخلافات جلية في مؤتمر السنة في الشيشان في روسيا، من خلال استبعاد التيار السلفي من دائرة أهل السنة والجماعة، فبعد إن عدت الإمارات تيار الأخوان المسلمين من الجماعات الإرهابية، لاسيما دولة الإمارات التي تشن حرباً ضارية ضد ما يسمى جماعات الإسلام السياسي في المنطقة وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين، فهي ألان تريد إخراج التيار السلفي المرتبط والداعم للحكم السعودي، والمذهب الرسمي له من أهل السنة والجماعة، فقد ذكرت الكثير من المصادر الدور الإماراتي الكبير في تحضيرات وعقد المؤتمر في الشيشان.
5- عدم ثقة الإمارات بالسياسة السعودية تجاه الإخوان المسلمين، فالعداء الإماراتي التقليدي للإخوان المسلمين هو غير الخلاف السعودي مع الإخوان، حيث تخشى الإمارات من تنامي نفوذ الإخوان في المنطقة في سوريا واليمن ومصر والعراق وليبيا، واحتمال تناغمهم مع السياسة السعودية في المنطقة وقبولهم الأجندات السعودية، كما وان نشوب أي خلاف بين نظام (السيسي) في مصر والسعودية، خاصة بعد المشادات الكلامية بين الطرفين حاليا بعد مشاركة شيخ الأزهر في مؤتمر الشيشان، والخلاف حول جزر تيران، كذلك سياسة الإخوان المتلونة والمهادنة معروفة عبر الزمن من خلال مهادنهم أنظمة الحكم ذات التوجه السلفي، قد تدفع هذه الأسباب بعودة العلاقات بين الإخوان والسعودية، عندها سيحظى الإخوان بدعم سعودي سخي، يكون المتضرر منه دول الخليج الأخرى وعلى رأسها الإمارات العربية.
6- المنافسة الاقتصادية، إذ تخشى الإمارات من المشاريع السعودية في المنطقة، ومنها مدينة النور في عدن، ويتضمن بناء مدينة وجسر يربط بين اليمن وجيبوتي، أي بين قارتي آسيا وأفريقيا، مما يشكل ممراً تجارياً عالمياً هاماً، قد يؤثر على الدور الريادي الذي تلعبه الإمارات عبر ميناء دبي، وهو ما يشكل مصدر قلق للإمارات. حيث تخشى الإمارات أن تفقد أهم ركائزها الاقتصادية المعتمدة علي ميناء ومطار دبي، كذلك الصراع على ارض ونفط اليمن، حيث تسعى السعودية للسيطرة على مدينة حضرموت اليمنية جنوب السعودية وعلى حقل "واعد" النفطي الممتد من الجوف وحتى صحراء الربع الخالي، ويقع في معظمه ضمن الأراضي اليمنية، وهو عبارة عن بحيرة نفطية هي الأكبر في الجزيرة العربية تقع ما بين محافظات مأرب والجوف وحضرموت وشبوة وأبين، وتضم ثالث اكبر حقل نفطي في العالم، فإذا تم استثمار هذه المنطقة فانه بإمكان اليمن إن يصدر ما مقداره (5.2 ) مليون برميل من هذه المنطقة لوحدها، وان السيطرة على بحيرة النفط التي وصفتها التقارير بالعظمى، حيث سيكون بمقدور السعودية من زيادة إنتاجها النفطي، كما إن هناك مساعي سعودية أخرى خفية في اليمن وهي السيطرة على الممر الاستراتيجي لعبور النفط إلى بحر العرب، وهو إقليم حضرموت الذي يمثل نصف المساحة الجغرافية لدولة اليمن و70% من منتجاتها السمكية والنفطية والمعدنية والزراعية، لهذا تطمح الإمارات هي الأخرى للسيطرة على نفط جنوب اليمن، وقد تمركزت بالفعل القوات اليمنية في جنوب اليمن في المكلا عاصمة حضرموت بعد انسحاب القاعدة منها، وتوسعت نحو ابين وزنجبار وهي مناطق تضم حقول نفطية مهمة في اليمن.
7- سعي الإمارات في تقسيم اليمن، منذ اللحظة التي انطلقت فيها الأحداث في اليمن فقد تبنت الإمارات خطا مغايرا لأغلب دول الخليج، وهو دعم تقسيم اليمن إلى يمن شمالي يسيطر عليه الحوثيون وصالح وجنوبي علماني بعيد عن الإخوان المتمثل بحزب الإصلاح، وعن القاعدة وأنصارها، إذ اختارت الإمارات اليمن الجنوبي كمركز لعملياتها وأهدافها، فهي داعم رئيسي للحركات الجنوبي الذي يطالب بالاستقلال، كما أنها تدعم العمليات التي تستهدف قيادات حزب الإصلاح في جنوب اليمن من خلال تصفيتهم، لأنهم من المعارضين لتقسيم اليمن، مع الإبقاء على وسيلة اتصال مع اليمن الشمالي من خلال استضافة ابن الرئيس السابق علي عبد الله صالح كسفير لليمن على أراضيها، وهو أمر مخالف ومرفوض من اقوي دولة خليجية وهي السعودية، التي لا تريد تقسيم اليمن بهذه الطريقة لأنه ضد مصالحها، كما أنها تأخذ على الإمارات استضافة (احمد علي عبد الله صالح) على أراضيها.
8- تراجع الدور السعودي الدولي والإقليمي، فمع كل الأموال التي دفعتها السعودية ولا زالت تدفعها في سوريا واليمن وليبيا، إلا أنها لم تحقق ما كانت تصبو إليه، يل ان السياسة المتطرفة التي اتبعتها السعودية في المنطقة والعالم قد جلبت عليها ردود فعل قوية من دول العالم الأخرى، فارتباط اغلب المجموعات المسلحة الإرهابية بالتيار السلفي الوهابي، وارتكابها العديد من المجازر ضد الأبرياء، إضافة إلى تنفيذها أعمال إرهابية في دول الغرب، قد جعل من السعودية تتحمل أعمال هذه المجموعات، وجاء النقد للسعودية من اقرب حلفاءها الغربيين وعلى رأسهم أمريكا، فقد اصدر الكونغرس الأمريكي تقريرا كبيرا حول أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، التي ضربت مدينة نيويورك الأمريكية، وقد شرع قانونا يسمح لذوي الضحايا من مقاضاة الدول التي تسببت بالكارثة، وإلزامها على دفع تعويضات لهم، فقد استطاع الكونغرس من رفض فيتو الرئيس الأمريكي على القانون، وهنا فان دور السعودية بعد هذا القرار سوف يتعرض إلى هزة قوية، وسيكون للإمارات دور مؤثر لان تدخلها في أحداث المنطقة كان بعيدا عن العنف والإرهابية، كذلك محاربتها ورفضها الأفكار المتطرفة علنا جعل منها طرفا مقبولا من بعض الدول في المنطقة.
9- إن خلافاتها لم تقتصر على السعودية بل امتدت إلى دول أخرى، فهناك مثلا خلاف مع عمان على الأراضي، فقد بدأت الإمارات سياسة مثيرة للريبة مع عمان من خلال شراء أراضي قرب الحدود مع الإمارات وخاصة في منطقة (مدحاء) وهي أراضي عمانية تقع داخل الإمارات، وفي محافظة رأس مسندم على مضيق هرمز، كذلك تقوم بتحريض بعض القبائل على السلطة المركزية في مسقط من خلال مدهم بالأموال، هذا الأمر اثأر حفيظة عمان وخلق نوع من التوتر معها.
يكمل الخزرجي"على الرغم من الاندفاع القوي للإمارات للبحث عن دور إقليمي ودولي لها، ومنافسة السعودية، إلا إنها لا تملك المقومات الأساسية لهذا الدور، لان دورها يبقى محدودا وخاصة في الأمور السياسية، فقط في الأمور التجارية فان دورها يفوق نظيراتها في الخليج، إذ لا يمكن لدولة لا تملك مقومات القوة وخاصة القوة والصناعة العسكري من إن تلعب دور هام في السياسة الدولية، فلو كان المال يصنع القوة لكانت مثلا قطر وغيرها من دول العالم الغنية اقوي من فرنسا أو بريطانيا، لهذا يبقى التوافق والتعاون بين الإمارات والسعودية هو سيد الموفق في المستقبل القريب لان كلا الطرفين بحاجة للطرف الأخر، كما إن السياسة الأمريكية الحالية تريد الاستقرار في الخليج وعدم فتح أكثر من جبهة، وتريد الانتهاء من أزمة سوريا بتحقيق نتائج بمعاونة دول الخليج في هذه المرحلة، كما إن الوقت لم يحين بعد لكي تدخل دول الخليج في مرحلة الفوضى الدولية التي تر يدهها أمريكا وبريطانيا في المنطقة".
ويشير الخزرجي ايضا" إن هذا الدور الإماراتي وان جاء نتيجة ضرورات واستجابة للتحديات حولها، إذ لا تستطيع الوقوف على الحياد وترى النيران تدور حولها، فانه في نفس الوقت يحمل ايجابيات وسلبيات، فهي في الوقت الذي تقوم بعمل يحميها من هذه التطورات، ويجعلها بعيدا عن الخطر، فانه قد يجعلها هدفا محتملا للأعمال الإرهابية، ففي الوقت الحاضر هي بعيدة نوعا ما عن هذه الأعمال قياسا بدول أخرى مثل السعودية والكويت". وختم الباحث ورقته البحثية بالخوض في الازمات الاخيرة التي تعرضت لها السياسات الخليجية والفوضى السياسية التي يعيشها الجوار الجغرافي والمتغيرات الدولية ناهيك عن الانتكاسات المالية بسبب انهيار اسعار النفط وبالتالي طرح سؤالين على الحاضرين المشاركين في الملتقى:
السؤال الاول: ما هي أسباب صعود الدور الإماراتي في المنطقة؟ وأسباب تنافسه مع الدور السعودي، الذي من المفروض إن يكون حليفا له؟
- الدكتور علاء الحسيني، اشار الى ان هناك عوامل مؤثرة في تنامي دور الامارات وتعاظم هذا الدور شيئا فشيئا في السنوات الاخيرة وتنافسها مع السعودية بشكل غير علني:
العامل الاول: عامل تكويني يرجع الى تكوين العوائل المالكة في هذه الدول وهي دائما ما تميل الى ثقافة الاحتفاء بهم في الجلسات العلنية والسرية.
العامل الثاني: نفسي يتمثل في محاولة السعودية ان تمارس الوصاية على تلك الدولة هذه الدولة حاولت ان تخرج من تلك الوصاية لذا ترك هذا الموضوع حالة ارباك نفسي لدى تلك الدول.
العامل الثالث: تعاظم وارادت هذه الدولة لاسيما بعد الالفية الثانية واتجاهها نحو العالم باستثمارات في اروبا هذا ما زاد من اندفاعهم وثقتهم في أنفسهم واخذوا يبحثون عن دور اكبر من دورهم الحالي.
العامل الرابع الطبقة الشابة التي جاءت للحكم هذه ايضا تاثرت بالطموح الجامح لدى تلك الدول.
العامل الخامس: عامل اقليمي ودولي الحرب العراقية الايرانية وما افرزته من اثار مدمرة على العراق بعد ذلك جاء الدور الامريكي وتعاظمه بالمنطقة وتقهقر الدور البريطاني والفرنسي.
- الأستاذ احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات تطرق الى ان جميع عائلات المشايخ في الخليج تعاني من قضية اثبات الوجود الكويت علي سبيل المثال الى وقت قريب لا تهتم بالجانب الاستثماري مخافة تعرضهم للاحتلال اما ما يخص الامارات فهي انطلقت من منطلق اقتصادي وهو لا يقل قوة عن قوة السلام وعملت على جانب الاستثمار وبشكل جيد وبحثت عن دور لبروز دور الامارات منها التدخل في شؤون الدول وعمليات الاغاثة هذه الاسباب وغيرها هي التي تدفع بالامارات وقطر الى ان تنحى نفس المنحى حتى تصل الى مستوى اسقاط انظمة بالإضافة، هي دائما تشعر بخطر محدق بها وهي تحاول ان تظهر بمظهر القوي الى جانب ذلك ان حساسية الموقف الامارات السعودية يعود لأسباب قديمة متجذرة.
- الصحفي باسم الزيدي اكد على ان التنافس مشروع في عالم السياسة الا أن هناك ثلاث عوامل رئيسية تطفو على سطح العلاقات السعودية الامارات المتشنجة منها ما هو تاريخي واقتصادي وسياسي عموما ان الانظمة السياسية الخليجية عمرها قليل وهي غير واضحة الملامح الا بقدر يسير وهي انظمة سلبية في توجهاتها وان كل دول تلك الدول شق له طريق خاص به الامارات مثلا تمثل اليوم الرجل الاقتصادي في الخليج اما على المستوى السياسي فان الصراع السعودي الاماراتي صراع جدا قوي.
- علي صالح الطالقاني مدير مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام اشار الى ان نظام القبيلة الذي لم تخرج عنه الامارات هو صحيح محكوم بعامله التاريخي الا أن الامارات تعيش اليوم حالة من الازدواجية ما بين الانفتاح على العالم الخارجي وما بين وجودها مع العالم العشائري الخليجي. واضاف الطالقاني ان التكوين الاجتماعي في الامارات لا يرتبط بتعددية طائفية، بيد ان التنافس ما بين الامارات والسعودية ربما لم يعد موجود بقوة وذلك لان الامارات ودورها الاقصادي جاء تلقائيا وربما لم يخطط له من اجل الاطاحة بالسعودية بل جاء نتيجة لسياسات اقتصادية ناجحة الى حد ما. وقال الطالقاني لا يمكن باي حال من الاحوال مقارنة النظام السياسي القائم في الامارات مع النظام السياسي القائم في السعودية، النظام في الامارات رغم انه يقوم على المشيخة الا ان توجهاتها والسمة الغالبة عليه خارجية بينما النظام الوهابي في السعودية هو من يتحكم في السياسة وكذلك العكس صحيح فاليوم الفارق السياسي الاماراتي يختلف عن التفكير السياسي السعودي.
- الاستاذ حامد عبد الحسين خضير الباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية فقد تساءل لماذا لم يظهر التنافس بين قطر والامارات على سبيل المثال رغم وجود العامل التكويني المشترك.
السؤال الثاني: هل تستمر الإمارات بلعب دور مؤثر في المنطقة، مع عواقبه السياسية وتكلفته الاقتصادية واستعداء الشعوب العربية؟ أم ستميل إلى تغييرها؟
- الدكتور علاء الحسيني يجد ان الامارات سوف تتقهقر للوراء وهي سوف تركز على مشاكلها الداخلية والخليجية وان تأخذ دور اقل حدة وستحاول دول الخليج ان ترمم بيتها الخليجي وان تلك الخطوة له ما يبررها للأسباب التالية:
1- ان الدول الكبرى لم تعد تستسيغ مشاغبة الدول الصغيرة كالإمارات وقطر والسعودية
2- الازمات الاقتصادية المفتعلة ومحاولة الالتفاف على تلك الاستثمارات في رسم السياسية الاقتصادية الغربية
- الاستاذ احمد جويد قال ليست الامارات وحدها بل دول الخليج كلها لا يمكن ان تتمدد اكثر من ذلك. اليوم دول الخليج تعاني من مشاكل كثيرة اولها المشاكل الاقتصادية فالسعودية اليوم هي اول المتضررين من التلاعب بأسعار النفط ومشاريع السعودية الارهابية ارتدت عليها، الامارات كذلك ممكن أي هزة اقتصادية تؤدي الى انهيار الاقتصاد الاماراتي بشكل كبير، قطر من الممكن أي ملف تفتحه الدول الغربية يستنزفها ماليا أو تتركها فريسة، بالمجمل كل دول الخليج تعاني من المشاكل وان ادوارها بدأت تتراجع وكل مشاريعها كانت سلبية ابتداءا من التدخل في الشؤون الداخلية للدول غسيل الاموال الاتجار بالأعضاء البشرية الاتجار المتاجرة بالمخدرات اليوم هناك تصفية للحسابات مع حليفهم الاوربي والامريكي.
- الصحفي باسم الزيدي يقول ان الامارات سوف لن تنكفأ عن ممارسة دورها لأنها تلعب في ساحتها وضمن حدود الجوار الاقليمي والهدف هو حماية مصالحها الاقتصادية مع احتمالية ان تطور من عملياتها.
- الاستاذ حامد عبد الحسين خضبر يتهم الحكومات الخليجية بانها مجرد واجهة اما بالنسبة للدور الاماراتي مرهون بقرار الولايات المتحدة الامريكية.
- علي الطالقاني يقول أنه لو فككنا دور دول الخليج وكل دولة ودورها سنجد كل دولة لها دور في المنطقة وهنا لابد ان نشخص اين يكمن الدور الاماراتي بتراجعه ام نفوذه مع تضرر مصالحه بشكل خاص وعندما يشعر بالخطر سيستنجد بالسعودية على اعتبار هي حليف وكما حدث في البحرين التي كان لديها مشاكل كثيرة مع السعودية قبل التدخل الاخير من قبل السعودية لصد التدخل الشيعي حسب وجهة نظر الطرف السعودي والبحريني ولكن دعونا أن نسئل لو لم يكن للشيعة دور في المنطقة فما هو مستقبل التعاون الخليجي؟
التوصيات
وقد خرج الملتقى بالتوصيات الآتية:
1- على دول الخليج ان تعيد حساباتها قبل فوات الاوان.
2- ضرورة تركيز دول الخليج على قانون احترام حقوق الانسان ليس على اراضيها فقط وانما على المستوى الدولي.
3- على دول الخليج احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.
4- على السياسة الخارجية العراقية الاستفادة من التنافس والخلاف الموجود في دول الخليج للعب دور ايجابي يحقق مصالح جميع الاطراف ويضمن المصالح العليا للدولة العراقية.
اضف تعليق