يهيمن القلق على كثيرين من مؤيدي الحزب الديمقراطي في أنحاء الولايات المتحدة بعد الهزيمة التي لحقت بمرشحته كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة. ويبذل هؤلاء قصارى جهدهم لفهم ما دفع جيرانهم للتصويت لصالح ترامب، وأن الانتخابات أظهرت أن قيمهم، التي تميل لليسارية والليبرالية الاجتماعية، أصبحت تمثل أقلية بين الأمريكيين...
يشرع الديموقراطيون في عملية تقييم مريرة بعد هزيمة كامالا هاريس المدوية الثلاثاء أمام دونالد ترامب، لتحديد ما اذا كانت الاسباب أخطاء استراتيجية أو بعدهم من مطالب الطبقات الشعبية.
ويهيمن القلق على كثيرين من مؤيدي الحزب الديمقراطي في أنحاء الولايات المتحدة بعد الهزيمة التي لحقت بمرشحته كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة التي فاز بها مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب ليعود للبيت الأبيض مجددا في يناير كانون الثاني.
ويبذل هؤلاء قصارى جهدهم لفهم ما دفع جيرانهم للتصويت لصالح ترامب، ويخشى بعضهم من أن تكون الانتخابات التي أُجريت يوم الثلاثاء أظهرت أن قيمهم، التي تميل لليسارية والليبرالية الاجتماعية، أصبحت الآن تمثل أقلية بين الأمريكيين في حملة انتخابية مثيرة للانقسام. ويشعر آخرون بالإحباط إزاء قيادة الحزب الديمقراطي التي قالوا إنها لم تتواصل مع قطاع كبير من الناخبين الذين كانوا يريدون مساعدة في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.
وباستثناءات قليلة، أبدى الديمقراطيون قلقهم بشأن مستقبلهم وعائلاتهم وأصدقائهم بعد أن كشفت نتائج الانتخابات عن تحول واضح للناخبين نحو اليمين السياسي.
ولم تفشل نائبة الرئيس في أن تصبح أول امرأة تقود الولايات المتحدة فحسب، بل تعرضت لهزيمة ساحقة وقاسية الحقها بها الملياردير الجمهوري.
وقد تمكن دونالد ترامب من التقدم على الديموقراطيين في الولايات التي كانت تعتبر معقلا لهم على غرار فرجينيا ونيوجيرزي وحتى في مناطق معينة من كاليفورنيا أو نيويورك.
وبات في ضوء ذلك أول رئيس جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي منذ 20 عاما، بحسب عملية فرز لا تزال جارية.
وتجاوز فوز الجمهوريين هذا الحد ليشمل أيضا الكونغرس.
فقد استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ إلى حد كبير، بشكل فاق توقعاتهم وهم يتجهون إلى فرض سيطرتهم على مجلس النواب.
في المقابل، تتعقد الأمور بالنسبة للديموقراطيين الذين كانوا يتمتعون بصلاحيات كاملة في واشنطن قبل أربع سنوات فقط.
انتقادات لبايدن
بدأت الانتقادات تستهدف جو بايدن منذ اللحظة الأولى وخصوصا بعد أن عرّض الرئيس الثمانيني حزبه لمثل هذا الخطر عبر الترشح لولاية ثانية متجاوزا الشكوك الكبيرة في أهليته، ما أجبر نائبته على خوض حملة استمرت ثلاثة أشهر فقط.
وانتقد أحد أعضاء فريق كامالا هاريس الأربعاء هذه “الهوّة العميقة” التي اضطرت الديموقراطيين إلى محاولة الخروج منها في مهلة قياسية.
وانتفض عمدة نيويورك السابق ذو النفوذ الواسع مايك بلومبرغ ضد أولئك الذين “أخفوا نقاط ضعف الرئيس جو بايدن حتى أصبح لا يمكن إنكارها”.
وقالت المتحدثة باسم بايدن في ردها على أسئلة تعلقت بمدى اعتراف الرئيس بندمه مستقبلا، إنها ستترك الموضوع لـ “الخبراء”، مؤكدة أن بايدن “فخور” بتاريخه.
وفي أول خطاب له الخميس بعد هزيمة الديموقراطيين، لا يبدو الرئيس البالغ 81 عامًا مستعدا للتقييم.
لكن الأزمة التي تثير قلق الديموقراطيين أعمق من ذلك بكثير.
فالعديد من المسؤولين المنتخبين يتهمون الحزب بأنه منفصل للغاية عن الطبقات العاملة ولم يستخلص الدروس من فشله الأول ضد دونالد ترامب في العام 2016.
وقال السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز في بيان شديد اللهجة “لا ينبغي أن يفاجأ أحد بأن الحزب الديموقراطي الذي تخلى عن الطبقة العاملة يجد نفسه وقد تخلت عنه الطبقة العاملة”.
وعلى غرار هيلاري كلينتون، فقد خسرت كامالا هاريس فعليّا أصواتا ثمينة بين الطبقة المتوسطة.
في المقابل تمكن الجمهوري من توسيع قاعدته، وحقق نجاحات ملحوظة مع الناخبين السود واللاتينيين غير الحاصلين على تعليم جامعي.
بالنسبة للديموقراطي توم سوزي، فإن انفصال حزبه عن الطبقات العاملة لا يتعلق فقط بالقضايا الاقتصادية.
وانتقد المسؤول المنتخب معسكره لأنه اختار المسائل العقائدية التي تقلق النخب التقدمية كأرضية للمواجهة مع الجمهوريين، على حساب القضايا الجوهرية التي تهم الطبقات العاملة.
واستشهد بمسألة حقوق المتحولين جنسيا أو التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والتي انتقلت الى الجامعات الأميركية في الربيع الفائت.
وحذر المسؤول في نيويورك في بيان من أن “العديد من الأميركيين يخافون من اليسار أكثر من خوفهم مما سيفعله الرئيس ترامب”.
وانتقد المسؤول في الحزب الديموقراطي جيمي هاريسون بشدة اتهام حزبه بأنه أدار ظهره للعمال، ووصفه بأنها “محض افتراء”.
وقال في منشور على موقع اكس “هناك كثير من التحليلات المتداولة بعد هذه الانتخابات وهذا التحليل ليس من التحليلات الجيّدة”.
وأعلن هذا المسؤول المقرب جدًا من جو بايدن أنه لا يعتزم الترشح للرئاسة، مما يمهد لتغيير القيادة الديموقراطية مع بداية العام المقبل.
الحزب الديمقراطي ضل طريقه
ففي ميلووكي، قال وليام واشكون، وهو مهندس عمره 33 عاما، إنه صوّت لصالح هاريس بعد أن قام بتشجيع الناس على التصويت لها وتبرع لحملتها بمبلغ 1600 دولار. وأضاف أنه لأمر مؤلم أن يتصور أنه ينتمي لأقلية من الأمريكيين.
ووعد ترامب، الذي سيطرت لغة استقطابية على حملته الانتخابية، "بإصلاح الأخطاء" خلال خطاب ألقاه يوم الأربعاء. وقال "لكل مواطن، سأقاتل من أجلك، من أجل عائلتك ومستقبلك، كل يوم سأقاتل من أجلك بكل نفس في جسدي".
وبكل بساطة، لا يصدقه العديد من الديمقراطيين.
وقالت جوان أرو (29 عاما)، التي دافعت عن هاريس في أريزونا، إنها بكت وتناقش مع زوجها ما إذا كان ينبغي عليهما المغادرة إلى كندا.
وعبرت كارلا ميلر، (61 عاما)، وهي كاهنة في هندرسونفيل بولاية نورث كارولاينا، عن قلقها من "تجاهل حالة الطوارئ المناخية بشكل أكبر".
وأثار خطاب ترامب المناهض للهجرة قلق ألين ميزا، وهو أخصائي اجتماعي (34 عاما) في سميرنا بولاية جورجيا، كان يخشى استهدافه بسبب لون بشرته كونه ابنا لأب أمريكي من أصل أفريقي وأم مهاجرة من المكسيك.
وحتى شهر مارس آذار جرى تسجيل نحو 45 مليون ناخب كمنتمين للحزب الديمقراطي مقارنة بنحو 35.7 مليون منتم للحزب الجمهوري و32.5 ناخب مستقل في دولة يقدر عدد سكانها بنحو 330 مليون نسمة. وظل الحزب الديمقراطي يفوز بالتصويت الشعبي في كل انتخابات رئاسية منذ عام 2008.
لكن ترامب تقدم في التصويت الشعبي بنحو خمسة ملايين صوت في وقت متأخر يوم الأربعاء. وكانت بعض أكبر مكاسبه في المدن الكبرى وما حولها، وهي المناطق التي كانت حاسمة لانتصارات الديمقراطيين فيما مضى.
وكانت هاريس، وهي أمريكية من أصل آسيوي، ستصبح أول امرأة تتولى منصب رئيس الولايات المتحدة لو فازت. ورأى بعض الديمقراطيين أن هزيمتها تنطوي على تمييز على أساس الجنس أو العرق.
وفي مدينة رالي بولاية نورث كارولاينا، قالت الديمقراطية المسجلة كريستا ويلسون إنه كان "يوما صعبا بالنسبة للمرأة" بعد فوز ترامب، الذي أُدين في 34 تهمة جنائية في قضية دفع أموال لشراء الصمت، وتمت محاكمته مرتين ووجد أنه مسؤول عن الاعتداء الجنسي والتشهير في محاكمة مدنية.
وقالت ويلسون، وهي مستشارة في مجال البنية التحتية (40 عاما) "أخشى على حالة بلاد يصوت الناس فيها لمجرم مُدان، شخص غير مستقر، يحرض على العنف، ويستخدم الخوف والعنصرية لتحفيز الناخبين، وليس لامرأة مؤهلة بشكل عال".
لكن بعض الديمقراطيين رأوا أن الدوافع أقل شرا.
إذ قالت جين تومسون، وهي مدربة تنفيذية (63 عاما) في مارييتا بولاية جورجيا، "أعتقد أن الأمر يتعلق بجيوب الناس". مشيرة إلى أن البقالة والنفقات الأخرى كانت أرخص في عهد ترامب وأن العديد من الناخبين يأملون، خطأ في نظر تومسون، أن يتمكن ترامب من خفض الأسعار.
وقالت علياء بيلجريم (28 عاما)، التي صوتت لصالح هاريس في جورجيا، إنها أصيبت بخيبة أمل شديدة بسبب فوز ترامب لكنها ذكرت أيضا أنها تشعر بالاكتئاب بسبب اعتقادها بأن الحزب الديمقراطي ضل طريقه ولا تراه "يتعافى أبدا".
وقال عدد من الديمقراطيين إنهم منزعجون من دعم الرئيس جو بايدن وحزبه للحملات العسكرية الإسرائيلية القاتلة في غزة والضفة الغربية ولبنان. وكثيرا ما هاجم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين هاريس خلال تجمعات حملتها الانتخابية، وحذروا من أنها ستخسر الأصوات في ولاية ميشيجان، موطن أكبر عدد من الأمريكيين العرب في الولايات المتحدة، والتي فاز بها ترامب.
وقالت ليكسيس زيدان، وهي أمريكية من أصل فلسطيني تعيش في ديربورن بميشيجان، إن هاريس واجهت بالتأكيد العنصرية والتمييز على أساس الجنس، لكن حزبها تجاهل أيضا احتياجات وقيم مناهضة الحرب لدى العديد من الناخبين الأساسيين.
وأضافت "تجاهلت هذه الإدارة تماما الكثير من الأمور التي كان الناس يهتمون بها، العدالة المناخية، والطبقة العاملة، والحديث عن اقتصاد عظيم. إذ بالكاد يستطيع الناس تحمل تكاليف البقالة والإيجار. والأمر الذي يهمني أكثر من أي شيء آخر هو سياسة غزة والقنابل التي يتم إسقاطها".
وتابعت زيدان، الديمقراطية التي عملت على انتخاب بايدن في عام 2020، أنها صوتت للديمقراطيين بشكل مباشر في جميع التصويتات على بطاقة الاقتراع في انتخابات يوم الثلاثاء باستثناء الرئاسة، إذ تركت السطر المخصص للرئيس فارغا.
الحزب الديموقراطي يخسر تأييد العمال
كشفت هزيمة المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية بأن الحزب يخسر ناخبين في صفوف طبقة العمال الذين ادعى تمثيلهم على مدى عقود، بحسب خبراء.
وقال السناتور اليساري بيرني ساندرز بعد يوم على فوز المحافظ والشعبوي دونالد ترامب في الانتخابات “يجب ألا يكون الأمر مفاجئا كثيرا عندما يكتشف الحزب الديموقراطي الذي تخلى عن أفراد الطبقة العاملة بأنها تخلت عنه أيضا”.
وأضاف أن تخلي “البيض من طبقة العمال” بشكل كبير عن الحزب والذي فاجأ المراقبين عندما فاز ترامب أول مرة على الديموقراطية هيلاري كلينتون في 2016، امتد في 2024 إلى “العمال اللاتينيين والأميركيين السود”.
وكشفت استطلاعات لدى الخروج من مراكز الاقتراع جمعها “مركز إديسون للأبحاث” أن الرئيس المنتخب فاز بأصوات 56 في المئة من الأشخاص الذين لا يحملون شهادات جامعية مقابل 42 في المئة صوّتوا لهاريس.
تمثّل هذه زيادة بست نقاط بالنسبة للملياردير مقارنة مع العام 2020.
وأعلن 57 في المئة من الناخبين الأميركيين الذين استطلعت آراؤهم في هذا التحقيق الكبير أنهم “لا يملكون شهادة جامعية” مقارنة مع 59 في المئة في 2020.
وأشار خبراء إلى أن رجل الأعمال الملياردير نجح في إقناع جزء كبير من البيض من طبقة العمال، إلى جانب عدد متزايد من اللاتينيين والسود والعرب، بأنه يفهم مخاوفهم بشكل أفضل.
وبعد أربع سنوات في السلطة ارتفعت خلالها أسعار المواد الاستهلاكية بسبب وباء كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا، اعتُبرت هاريس أيضا مسؤولة عن التضخم الذي أدى إلى تراجع مستويات المعيشة.
وقالت الاستاذة لدى “معهد الدراسات السياسية في باريس” (سيانس بو) سيلفي لوران إن “كامالا هاريس فشلت في الوصول” إلى “النساء البيض واللاتينيات” في الولايات المتحدة التي تعاني من عدم المساواة إلى حد كبير.
وأفادت فرانس برس بأن هذه الفئة من النساء “تتولى إدارة ميزانية العائلة والتسوّق وتحضير الوجبات. ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 30 في المئة منذ 2020”.
وأضافت “في بلد حيث يحصل البعض على رواتب منخفضة وحيث بات تحمل كلفة الرعاية الصحية والسكن أصعب مما كان عليه قبل عشر سنوات، فإن الوضع لا يحتمل”.
وعلى غرار آخرين في الحزب الديموقراطي الذي يشمل شخصيات من اليمين الوسط واليسار، دعت عضو الكونغرس ماري غلوسنكامب بيريز إلى التأمل الذاتي، موجهة بعض الانتقادات إلى قادة الحزب في واشنطن.
وبعدما توقع الإعلام إعادة انتخابها بفارق ضئيل في مجلس النواب بأصوات مقاطعة ريفية محافظة في ولاية واشنطن، انتقدت أعضاء حزبها الديمقراطي بسبب “تعاليهم” على الطبقة العاملة.
وقالت في مقابلة أجرتها معها نيويورك تايمز الجمعة “بات العديد من المسؤولين المنتخبين يفتقرون إلى الحساسية حيال طريقة تقليلهم من احترام الناس”.
وبينما روت كيف ناقشت مؤخرا تأثير إدمان المخدرات على الوالدين، أشارت إلى أن الديموقراطيين بحاجة إلى تشديد السياسات المرتبطة بأمن الحدود لمنع دخول المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وقالت للصحيفة “كيف يكون التعاطف؟ هل بالقول لهم إن المشكلة مشكلتهم أم بالتعامل مع مسألة أمن الحدود بجديّة؟”.
وفي ولاية ميشيغان الحاسمة التي بدّل الناخبون في جزء من الشمال الصناعي فيها ولاءهم ليصوّتوا لترامب مجددا، دعم قادة نقابات العمال هاريس لكن يبدو أن تأثيرهم على الناخبين الأصغر سنا يتراجع.
واعتبر العديد من العمال الشباب الذين التقتهم فرانس برس أثناء الحملات الانتخابية أن رسالة ترامب بشأن الرسوم الجمركية وخفض الضرائب جذابة واختاروا تأييد الرئيس الجمهوري السابق.
وقال إيزايا غودارد، وهو موظف لدى “فورد”، إنه سيصوّت لترامب متجاهلا دعوات نقابة “عمال السيارات المتحدين” United Auto Workers الممثلة أيضا لقطاعي الزراعة وصناعات الطيران والفضاء.
واعتبر ديفيد ماكول من نقابة “عمال الصلب المتحدين” United Steelworkers بعد الانتخابات بأن “إحدى أكبر مآسي هذا الموسم الانتخابي الشاق كانت الطريقة التي سعت من خلالها شخصيات بارزة لإحداث انقسام بين الأميركيين العاملين ليقفوا ضد بعضهم بعضا”.
وبينما ركّز ترامب حملته على الهجرة والتضخم والأمن، رأى الكثير من الناخبين أن هاريس كانت لديها أولويات أخرى، حتى عندما شددت مرارا على هدفها خفض التكاليف بالنسبة للعمال الأميركيين من أصحاب الدخل المنخفض.
وأشار مركز أبحاث الرأي العام المؤيد للديموقراطيين “بلوبرنت” في دراسة نشرت على منصة “إكس” إلى أن ثالث الأسباب الأكثر تكرارا في أوساط الناخبين في الولايات الحاسمة التي أدت لابتعادهم عن هاريس كان “تركيزها أكثر على القضايا الثقافية والاجتماعية، مثل حقوق المتحولين جنسيا، بدلا من مساعدة الطبقة العاملة”.
تهدئة الأجواء
بدوره حث الرئيس الأمريكي جو بايدن الأمريكيين يوم الخميس على "تهدئة الأجواء" بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات كما سعى إلى مواساة زملائه في الحزب الديمقراطي الذين شعروا بالانزعاج لعودة الرئيس السابق.
وقال بايدن في حديقة الزهور بالبيت الأبيض في كلمة لفريق العمل الذي أحبطته هزيمة نائبة الرئيس كامالا هاريس "الانتكاسات لا مفر منها. الاستسلام لا يغتفر... الهزيمة لا تعني أننا مهزومون".
وقال بايدن إن انتخابات يوم الثلاثاء أثبتت نزاهة النظام الانتخابي الأمريكي وإنه سيشرف على انتقال منظم للسلطة، في تقريع مستتر لترامب الذي سعى إلى إلغاء هزيمته أمام بايدن في عام 2020 وأثار مزاعم بلا أساس عن تزوير هذا العام أيضا.
وقال "خسرنا هذه المعركة. أمريكا التي في أحلامكم تدعوكم إلى النهوض من جديد".
ويحمل بعض الديمقراطيين بايدن (81 عاما) مسؤولية هزيمة هاريس، قائلين إنه ما كان يجب أن يسعى لإعادة انتخابه. ولم يتراجع بايدن عن مساعيه لإعادة انتخابه إلا في يوليو تموز بعد مناظرة تلفزيونية كارثية مع ترامب دقت ناقوس الخطر حول حضوره الذهني.
وسعت هاريس يوم الأربعاء إلى مواساة المؤيدين. ومثلما فعل بايدن، وعدت بمساعدة ترامب في عملية انتقال السلطة قبل تنصيبه في 20 يناير كانون الثاني لكنها حثت الديمقراطيين على مواصلة النضال من أجل ما يؤمنون به.
وجاء فوز ترامب الكبير مفاجئا بعد استطلاعات رأي أظهرت منافسة متقاربة. وأبرز فوزه مدى إحباط الأمريكيين من الاقتصاد وخاصة التضخم وأيضا من أمن الحدود ومسار البلاد وثقافتها.
وساهم في دعم فوز ترامب ناخبون من ذوي الأصول اللاتينية وديمقراطيون تقليديون وأسر منخفضة الدخل كانت الأكثر تضررا من التضخم.
وركزت حملة هاريس على أن ترامب غير لائق لشغل منصب الرئيس مرة أخرى لأنه منتهك للقانون ومدان وشخص حفزت ادعاءاته الكاذبة بالتلاعب في التصويت حشدا على اقتحام مقر الكونجرس في السادس من يناير كانون الثاني 2021، في محاولة فاشلة لتغيير خسارته في عام 2020 أمام بايدن.
اضف تعليق