ويرى خبراء أن إدارة بايدن والمتمردين الحوثيين في اليمن، وكذلك داعمي هذه الجماعة في إيران، دخلوا في اتفاق ضمني حساس وخطر، يعتقد كل طرف فيه أنه بحاجة إلى استخدام القوة مع افتراض أن الآخر لن يرغب في التصعيد. ودافعت الولايات المتحدة وبريطانيا عن الضربات العسكرية على الحوثيين في...
تؤدي الضربات الأمريكية البريطانية التي جاءت ردا على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى تدويل الصراع الذي انتشر عبر المنطقة منذ أن اشتبكت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في الحرب ونفذ حلفاء لإيران هجمات أيضا انطلاقا من لبنان وسوريا والعراق.
ويرى خبراء أن إدارة بايدن والمتمردين الحوثيين في اليمن، وكذلك داعمي هذه الجماعة في إيران، دخلوا في اتفاق ضمني حساس وخطر، يعتقد كل طرف فيه أنه بحاجة إلى استخدام القوة مع افتراض أن الآخر لن يرغب في التصعيد.
ودافعت الولايات المتحدة وبريطانيا عن الضربات العسكرية على الحوثيين في اليمن باعتبارها قانونية وتتفق مع القانون الدولي. ونفذ الجانبان هجمات على جماعة الحوثي ردا على هجمات الجماعة على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن في حين اتهمت روسيا والصين الجانبين الأمريكي والبريطاني بإثارة التوتر في منطقة الشرق الأوسط. ووصفت روسيا العملية الأمريكية البريطانية بأنها غير متناسبة وغير قانونية.
وجاءت الضربات العنيفة التي أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بتنفيذها على اليمن بعد تحذيرات لأسابيع لحركة الحوثي بالكف عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر والا ستكون هناك عواقب.
ورغم هذه التحذيرات، واصل الحوثيون إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ مما دفع الولايات المتحدة على ما يبدو إلى تنفيذ تهديداتها. وهو ما أثار تساؤلا لدى بعض الخبراء: هل أراد الحوثيون الحرب مع الولايات المتحدة؟ وإن كان هذا صحيحا، فلماذا؟
جيرالد فايرستاين سفير الولايات المتحدة السابق إلى اليمن أحد هؤلاء الذين يعتقدون أن واشنطن منحت الحوثيين ما أرادوه بالضبط الا وهو القتال.
وقال فايرستاين لرويترز "بالتأكيد كانوا يحاولون إثارة رد فعل انتقامي من الولايات المتحدة".
وأضاف "كانوا واثقين من قدرتهم على الصمود أمام أي شيء نقدم عليه. رأوا أنهم يحظون بدعم شعبي".
وقالت الحركة، التي تسيطر على مساحات كبيرة من اليمن منذ قرابة عشر سنوات، إن خمسة مقاتلين قُتلوا بعد شن 73 ضربة جوية في المجمل. وتوعدت بالانتقام ومواصلة هجماتها على عمليات الشحن التي تقول إنها تهدف إلى دعم الفلسطينيين ضد إسرائيل.
وأعلن الجيش الأمريكي في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة أنه نفذ ضربة أخرى استهدفت موقعا للرادار.
وبعد الضربات الأمريكية والبريطانية الأولى، أظهرت لقطات بطائرة مسيرة بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين احتشاد مئات الآلاف في صنعاء مرددين شعارات تندد بإسرائيل والولايات المتحدة. وتجمعت حشود في مدن يمنية أخرى أيضا.
ويقول خبراء إن قدرا كبيرا من الثقة لدى الحوثيين ينبع من مقاومتهم هجمات السعودية لسنوات. لكن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحركة قد تكون مختلفة تماما.
وقال اللفتنانت جنرال الأمريكي دوجلاس سيمز مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة للصحفيين يوم الخميس إن الضربات استهدفت 28 موقعا بأكثر من 150 ذخيرة. ولدى حصر الأضرار، قال إنه كان يأمل في عدم تسبب الحوثيين في هذا النوع من الدمار.
وأضاف سيمز "أعتقد لو أنك تعمل على تشغيل قاذفة صواريخ باليستية الليلة الماضية، فمن المؤكد لم تكن ترغب في تنفيذ الضربة. لكن، لا، كنت أتمنى ألا يريدوا أن ننفذ الهجمات".
واكتسب الحوثي سمعة طيبة بكونه قائدا قويا في ساحات المعارك قبل أن يصبح زعيما لحركة الحوثيين، وهم مقاتلون في الجبال خاضوا قتالا ضد تحالف عسكري تقوده السعودية منذ عام 2015 في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف ودمر اقتصاد اليمن ودفع الملايين إلى براثن الجوع.
وبتوجيه من الحوثي، وهو في الأربعينات من عمره، ضمت الجماعة عشرات الآلاف من المقاتلين وامتلكت ترسانة ضخمة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية زودتها بها إيران إلى حد كبير.
وفي أعقاب الضربات، أقر سيمز ومسؤولون أمريكيون آخرون بأن الحوثيين ربما يقدمون على تنفيذ تهديداتهم بالانتقام.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الحوثيين أطلقوا يوم الجمعة صاروخا باليستيا مضادا للسفن باتجاه البحر الأحمر.
وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه بعيدا عن ردعهم، ربما يعد الحوثيون العدد القليل المحتمل للقتلى بين مقاتليهم في هذه الضربات بمثابة نجاح للجماعة حتى وإن أدت إلى تراجع قدراتها.
وأضاف المسؤول الأمريكي "تعريف شخص ما للنجاح يعتمد في حقيقة الأمر على وجهة نظره".
ومع تصاعد التوترات، ارتفع سعر خام برنت واحدا بالمئة يوم الجمعة بسبب المخاوف من احتمال اضطراب الإمدادات. وأظهرت بيانات تتبع السفن التجارية أن ما لا يقل عن تسع ناقلات نفط توقفت أو حولت مسارها بعيدا عن البحر الأحمر.
وقال مايكل مولروي نائب مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الشرق الأوسط في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إنه يتعين على البنتاجون الاستعداد لتنفيذ عمل عسكري إضافي.
وتابع قائلا "على الولايات المتحدة البدء في التخطيط لتصعيد ردنا على وقوع مزيد من الهجمات في البحر الأحمر أو سوريا أو العراق".
وأضاف "يجب إدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن تلك الأهداف".
وتدعم إيران حركة الحوثي باعتبارها جزءا من "محور المقاومة" الإقليمي - وهو عبارة عن جماعات متحالفة مع طهران تضم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعات مسلحة في العراق وسوريا.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بدعم هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وتزويدهم بالقدرات العسكرية والاستخباراتية لتنفيذها.
وينفي الحوثيون أن يكونوا دمى في يد طهران ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا وعدوانا إقليميا.
ومع ذلك، يحذر فايرستاين من أن تحدي الحوثيين للولايات المتحدة وحلفائها يساعد في تلميع صورتهم في الشرق الأوسط، وهو قلق يشاركه فيه بعض المسؤولين الأمريكيين الحاليين.
وقال فايرستاين "يعزز ذلك صورة الحوثيين على المستوى الإقليمي. ويضعهم في الصف الأول بين المتحالفين مع إيران في محور المقاومة".
وأضاف "لا يجب علينا أن نمنح الحوثيين ما يريدون، وهذا ما فعلناه بالضبط".
أمل في عودة إلى الهدوء
وتولى جو بايدن منصبه في 2021 بوعد بالتفاوض لإنهاء الحرب الدامية في اليمن، إلا أن الرئيس الأميركي الذي يسعى للفوز بولاية جديدة في تشرين الثاني/نوفمبر، بدأ العام الجديد بشن ضربات على هذا البلد، لكن إدارته تأمل في عودة إلى الهدوء.
ويرى خبراء أن إدارة بايدن والمتمردين الحوثيين في اليمن، وكذلك داعمي هذه الجماعة في إيران، دخلوا في اتفاق ضمني حساس وخطر، يعتقد كل طرف فيه أنه بحاجة إلى استخدام القوة مع افتراض أن الآخر لن يرغب في التصعيد.
وقام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأربع جولات في الشرق الأوسط منذ شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ردت عليه الدولة العبرية بعمليات قصف عنيفة في غزة. وهو يؤكد أن تطويق النزاع أولوية.
في المجالس الخاصة، يقول مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون أن حزب الله اللبناني الذي تدعمه إيران أيضًا، فهم الرسالة.
في المقابل، تحدى الحوثيون التحذيرات الأميركية عبر استهداف سفن دولية بشكل مستمر تضامنا مع الفلسطينيين، وتعطيل التجارة العالمية في البحر الأحمر وإجبار السفن على اتباع طرق ملاحية التفافية طويلة عبر إفريقيا.
خلال جولته الأخيرة، أبلغ بلينكن شركاءه في المنطقة بالضربات الأميركية البريطانية الجمعة ضد الحوثيين، التي حدثت بينما كان في الطائرة عائدا إلى واشنطن. وقد قال لهؤلاء الشركاء إن الولايات المتحدة تعتبر الضربات دفاعية، وليست تصعيدا جديدا في إطار حرب إقليمية.
وقال أنتوني بلينكن للصحافيين في القاهرة الخميس "لا أعتقد أن الصراع يتصاعد. هناك الكثير من النقاط الخطرة، ونحن نحاول إدارة كل منها".
من جهته، لم يشر جو بايدن، في البيان الذي أعلن فيه عن الضربات، إلى إيران، على الرغم من أن الولايات المتحدة اتهمت طهران في الماضي بتوفير الوسائل اللازمة لهجمات الحوثيين. وهو احجام يوحي بأن القوة الإقليمية ليست على الأرجح هدفا للولايات المتحدة.
زيادة المخاطر الأمنية
ودافعت الولايات المتحدة وبريطانيا عن الضربات العسكرية على الحوثيين في اليمن باعتبارها قانونية وتتفق مع القانون الدولي. ونفذ الجانبان هجمات على جماعة الحوثي ردا على هجمات الجماعة على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن في حين اتهمت روسيا والصين الجانبين الأمريكي والبريطاني بإثارة التوتر في منطقة الشرق الأوسط. ووصفت روسيا العملية الأمريكية البريطانية بأنها غير متناسبة وغير قانونية.
وعبّرت دول أخرى عن مخاوفها من أن تؤدي الضربات الأمريكية والبريطانية إلى تأجيج التوتر المتزايد بالفعل في المنطقة بسبب حرب إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وجاءت تلك التصريحات خلال نقاش في مجلس الأمن الدولي بشأن العملية الأمريكية البريطانية التي نُفذت ردا على الهجمات التي يشنها الحوثيون بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ أشهر.
وقالت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد لمجلس الأمن إن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا، وهما جزء من تحالف بحري متعدد الجنسيات بقيادة أمريكا، تتفق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأضافت أن العملية استهدفت "تعطيل قدرة الحوثيين على مواصلة الهجمات المتهورة على السفن والسفن التجارية وإضعاف تلك القدرة".
وقالت إن الولايات المتحدة ستواصل المساعي الدبلوماسية بينما تسعى في الوقت نفسه للدفاع عن السفن التجارية.
وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد "لقد اتخذنا إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة للدفاع عن النفس إلى جانب الولايات المتحدة بدعم غير عملياتي من هولندا وكندا والبحرين وأستراليا".
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن الضربات الأمريكية والبريطانية تنتهك القانون الدولي وتثير التوترات الإقليمية.
وأضاف "الدفاع عن الشحن التجاري، الذي تُعتبر الهجمات عليه غير مقبولة، شيء ولكن عندما تقصف دولة أخرى بشكل غير متناسب وغير قانوني فهذا شيء آخر".
وقال مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون إن مجلس الأمن لم يفوض باستخدام القوة ضد اليمن.
وأضاف أن العملية الأمريكية والبريطانية "لم تتسبب فحسب في تدمير البنية التحتية وسقوط ضحايا من المدنيين بل أدت أيضا إلى زيادة المخاطر الأمنية في البحر الأحمر".
القدرة على استفزاز القوة العظمى
وبعد جهود دبلوماسية بذلتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة، تم التوصل إلى هدنة في نيسان/ابريل 2022 في اليمن بين الحوثيين والحكومة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي والمدعومة من السعودية. وتسببت الحرب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ويرى مايكل نايتس الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي درس الحوثيين أن المتمردين يدركون تماماً أن الولايات المتحدة لا تريد تدمير السلام الهش في اليمن، أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.
وأضاف أن الحوثيين "يملكون قدرة كبيرة جدا على التحمل" بعد سنوات من القتال، ومن غير المرجح أن تؤثر الضربات على منشآت إطلاق الصواريخ التابعة لهم على سيطرتهم على السلطة في اليمن.
ورأى أنهم "يملكون هامش حرية كبيرا للقيام بما يريدون واستفزاز القوة العظمى في العالم وهم ينتشون بذلك".
وتابع نايتس أنه يتوقع أن يوقف الحوثيون المواجهة عندما تنتهي الحرب في غزة وإن كانت اسرائيل وعدت بألا توقف حملتها حتى القضاء على حماس.
وقال إن "ما تحاول الولايات المتحدة فعله هو إجبار الحوثيين على الرضوخ قبل أن ينتهي النزاع في غزة وهذا مستحيل على الأرجح".
ويرى سرهنك حمه سعيد، مدير برامج الشرق الأوسط في المعهد الأميركي للسلام أن الحوثيين يعتبرون المواجهة طريقة "يمكن التحكم فيها" لتعزيز موقعهم في المنطقة.
ويقول "لكن من المحتمل جدًا أن تؤدي الخسائر في الأرواح لدى هذا الجانب أو ذاك إلى دفع أحد الطرفين إلى تصعيد، وهذا قد يؤدي إلى استمرار سلسلة ردود الفعل و(يفضي إلى) مواجهة ترتدي طابعا إقليميا أكبر".
ويضيف "أعتقد أن اللاعبين الرئيسيين لا يريدون ذلك، لكن هذا لا يعني أنه أمر حتمي".
وكتب جون ألترمان المسؤول في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، في تحليل أن إيران على الأرجح "مسرورة" بهجمات الحوثيين على السفن الدولية إذ إن طهران يمكنها بذلك "جني الفوائد بدون دفع التكلفة".
مع ذلك، من الخطأ، على حد قوله الاعتقاد أن إيران هي التي تدير الهجمات. وعلى الرغم من الأضرار الاقتصادية، شكك في احتمال أن تسبب هجمات الحوثيين حربا أوسع في الشرق الأوسط.
وقال ألترمان "لا يسعى أي من الطرفين إلى حرب شاملة".
استدراج إيران إلى حرب شاملة
تعهد الحوثيون في اليمن المتحالفون مع إيران بالرد على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن الاحتمالات محدودة فيما يبدو أن تشعل هذه الهجمات الغربية حربا إقليمية حاليا في وقت تسعى فيه طهران إلى تجنب الاستدراج مباشرة إلى صراع شامل.
والضربات الأمريكية البريطانية التي جاءت ردا على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أدت إلى تدويل الصراع الذي انتشر عبر المنطقة منذ أن اشتبكت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في الحرب ونفذ حلفاء لإيران هجمات أيضا انطلاقا من لبنان وسوريا والعراق.
وردت فصائل عراقية بتهديدات جديدة ضد المصالح الأمريكية، وقالت واشنطن إن البحرين من بين الحلفاء الذين قدموا دعما للضربات الجوية، مما يثير مخاطر غضب الحوثيين الذين لديهم ترسانة قوية من الطائرات المسيرة والصواريخ.
وقال علي فايز، كبير محللي الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية "كان من المتوقع تماما أنه كلما طال أمد الحرب في غزة، زادت مخاطر التصعيد واشتعال الوضع في المنطقة".
وأضاف "لا يرجح دخول إيران المعركة مباشرة ما لم تتعرض لاستهداف مباشر على أراضيها".
لكن الحوثيين قد يكثفون ضرباتهم.
وقال فارع المسلمي من المعهد الملكي للشؤون الدولية تشاتام هاوس في لندن "الضربات لن تمنع الحوثيين من شن هجمات أخرى في البحر الأحمر، بل العكس هو الصحيح".
ودعت السعودية، حليفة البحرين، إلى ضبط النفس و"تجنب التصعيد"، وقالت إنها تراقب الوضع بقلق شديد.
واتضح الشهر الماضي غياب اسم السعودية من قائمة دول قالت الولايات المتحدة إنها جزء من تحالف بحري يحمي الشحن في البحر الأحمر من الحوثيين.
وقال فايز "يرجع ابتعاد دول الخليج عن هذه التوترات لأسباب منها علاقاتها التي تحسنت مع إيران".
ونفذ الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن هجماتهم على سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها منذ نوفمبر تشرين الثاني وطالبوا بوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبعد أن نفذت القوات الأمريكية والبريطانية عشرات الضربات الجوية في أنحاء اليمن ليلا ردا على ذلك، توعد الحوثيون بالانتقام وقالوا إن خمسة من مقاتليهم لاقوا حتفهم.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الهجمات ستؤدي إلى "انعدام الأمن وعدم الاستقرار".
ومازالت إيران تدعم شبكة من الحلفاء، تمتد من البحر المتوسط إلى الخليج تعرف باسم "محور المقاومة". وقال مصدران إيرانيان مطلعان إن طهران لا تريد التدخل المباشر.
وقال مصدر إيراني ثالث، وهو مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه، إن الحوثيين يتخذون قراراتهم بأنفسهم و"نحن ندعم قتالهم، لكن طهران لا تريد حربا شاملة في المنطقة". وأضاف أن الأمر متروك لإسرائيل والولايات المتحدة لوقف "عدوانهما".
وتقول الولايات المتحدة إنها تسعى إلى منع توسع نطاق الحرب في المنطقة، بما في ذلك الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث يخوض حزب الله المدعوم من إيران صراعا مع إسرائيل هو الأسوأ بينهما منذ 17 عاما.
واتهمت الولايات المتحدة إيران بالضلوع في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وتنفي إيران أي دور قائلة إن حلفاءها يتخذون قراراتهم بأنفسهم.
وقال جريجوري برو، المحلل في مجموعة أوراسيا الاستشارية، إن طهران ما زالت تخشى اتساع نطاق الصراع لأنها لا تريد "التعرض مباشرة لانتقام محتمل".
وأضاف "صحيح أنه من المحتمل أن تكون هناك ردود من عدد من وكلاء إيران في أماكن أخرى بالمنطقة، لكن لا يرجح أن تقدم إيران على تصعيد كبير ردا على هذه الضربات".
استدراج العراق الى الحرب
وفي العراق الذي تطلق فيه القوات المدعومة من طهران النار على القوات الأمريكية، قالت حركة النجباء إن مصالح الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين لم تعد في مأمن منذ الآن.
وقال مسؤول في فصيل آخر وهو كتائب حزب الله العراقية إن الهجمات ستكون لها عواقب وخيمة على أمن المنطقة بأسرها، بما في ذلك الخليج وإن جميع المصالح الأمريكية، ليس فقط في العراق وسوريا، لكن في المنطقة بأكملها، ستكون هدفا مشروعا للطائرات المسيرة والصواريخ لدى الكتائب.
وفي لبنان، قال مصدر مطلع إن الرد على الهجمات ليس من شأن جماعة حزب الله بل هو شأن الحوثيين.
وقالت الولايات المتحدة إن المراد من الهجمات لم يكن تصعيد التوترات. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الجمعة أن لا خطط لإرسال قوات أمريكية إضافية إلى المنطقة وإن الهجمات كان لها "تأثيرات جيدة".
وتعزز نفوذ الحوثيين في اليمن منذ أن سيطرت الجماعة على العاصمة صنعاء في عام 2014، وتدخلت السعودية في الصراع اليمني في العام التالي في غمرة مخاوف من تزايد النفوذ الإيراني، لكنها أجرت محادثات سلام في الآونة الأخيرة في محاولة للخروج من الحرب في اليمن.
وتمتع اليمن بأكثر من عام من الهدوء النسبي وسط جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وترى السعودية أن الاستقرار الإقليمي مهم لخططها الاقتصادية، ومن ثم استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران العام الماضي بعد سنوات من العداء.
وعبر أندريا كريج من كينجز كوليدج في لندن عن شكوكه في مدى تأثير الضربات على عزيمة الحوثيين أو قدرتهم على شن هجمات، مستندا في شكوكه إلى اعتماد الجماعة على بنية تحتية تمتع بقدرة عالية على التنقل. وأضاف "تسع سنوات من العمليات السعودية في اليمن أثبتت أنه لا يمكن ردع الحوثيين".
اضف تعليق