دعا وزير إسرائيلي الى القاء قنبلة نووية على غزة، في وقت قُتل زهاء 9770 فلسطينيا بينهم 4008 أطفال، وتقتل القوات الإسرائيلية طفلا وتصيب طفلين كل عشر دقائق وألقت القوات الإسرائيلية أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزة، بمعدل ألف طن من المتفجرات يوميا تم إلقاؤها على...
دعا وزير إسرائيلي الى القاء قنبلة نووية على غزة، في وقت قُتل زهاء 9770 فلسطينيا بينهم 4008 أطفال، و150 عاملا بالقطاع الطبي في الحرب حتى الآن، بينما لا يزال ما بين 350 و400 ألف في مدينة غزة وضواحيها بشمال القطاع. وتحاصر إسرائيل غزة وتدكّها منذ ثلاثة أسابيع خلال تنفيذها عملية عسكرية في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص. وتقتل القوات الإسرائيلية طفلا وتصيب طفلين كل عشر دقائق خلال هجومها المستمر على القطاع. مما يثير قلقا دوليا متزايدا بشأن الأساليب الإسرائيلية.
وألقت القوات الإسرائيلية أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزة، بمعدل ألف طن من المتفجرات يوميا تم إلقاؤها على قطاع غزة منذ بداية العدوان.
تجدر الإشارة إلى أن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأميركية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس/آب 1945 قدرت بنحو 15 ألف طن من المتفجرات.
ويعني ذلك أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، مع ملاحظة أن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومترا، وفقا للمرصد الأورومتوسطي.
خيار القصف النووي
فقد عاقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد وزيرا في حكومته عبر عن انفتاحه فيما يبدو على فكرة إلقاء إسرائيل قنبلة نووية على غزة حيث تلحق الحرب مع مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خسائر فادحة بين المدنيين الفلسطينيين.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إنه مشاركة وزير التراث عميحاي إلياهو في اجتماعات مجلس الوزراء علقت "حتى إشعار آخر". وينتمي إلياهو إلى حزب يميني متطرف في الحكومة الائتلافية.
وكان إلياهو قد قال عند سؤاله في مقابلة إذاعية عن خيار القصف النووي "هذا هو أحد السبل".
وتصدرت تصريحاته عناوين الصحف في وسائل الإعلام العربية واستهجنتها وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية، كما اعتبرها مسؤول أمريكي "مرفوضة".
ولا يشارك إلياهو ولا زعيم حزبه في المجموعة الوزارية المصغرة التي تدير حرب غزة، كما أنهما ليسا على دراية بقدرات إسرائيل النووية، التي لا تعترف بها علنا، أو بالقدرة على تفعيلها.
وقال مكتب نتنياهو "تصريحات إلياهو لا تستند إلى الواقع. إسرائيل وجيش إسرائيل يعملان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي لتفادي إيذاء الأبرياء. سنواصل القيام بذلك حتى انتصارنا".
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس "تصريحات الوزير الاسرائيلي إلياهو العنصري كاشفة. فهو ليس فقط يعترف بامتلاكهم سلاحا نوويا وهو السر الذي يعرفه الجميع.. لكنه يكرس حقيقة النظرة العنصرية المقيتة للإسرائيليين تجاه الشعب الفلسطيني. هذا هو الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال لكل من يدافع عنها في الغرب".
ودفعت الأزمة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقيام بجولة أخرى في منطقة الشرق الأوسط مطلع الأسبوع.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية "واضح أن هذا تصريح مرفوض ورئيس الوزراء أوضح تماما أن (إلياهو) لا يتحدث نيابة عن الحكومة."
وقال إلياهو في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي "من الواضح لكل عاقل أن التصريح بشأن الضربة النووية كان مجازيا".
لكنه أضاف "هناك حاجة ماسة إلى الرد بشكل قوي ورادع على الإرهاب كي يدرك النازيون ومؤيدوهم أن الإرهاب لا يفيد".
وقال متحدث باسم حماس إن إلياهو يمثل "الإرهاب الإسرائيلي الإجرامي غير المسبوق الذي يشكل خطرا على المنطقة بأكملها والعالم".
وفي مقابلة إذاعة "كول باراما" مع إلياهو تمت الإشارة إلى أن تدمير غزة من شأنه أن يعرض للخطر نحو 240 رهينة، منهم أجانب وإسرائيليون، محتجزين منذ أن أشعلت حماس الحرب بهجوم عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول أدى إلى مقتل 1400 شخص في إسرائيل.
ورد الوزير "في الحرب تدفعون الثمن"، مضيفا أنه يصلي من أجل عودة الرهائن.
وقال بيني جانتس، الجنرال السابق المنتمي إلى تيار الوسط الذي انضم من المعارضة إلى نتنياهو المنتمي للتيار المحافظ في مجلس الحرب المصغر، إن تصريحات إلياهو مضرة "والأسوأ أنها زادت من آلام عائلات الرهائن في الداخل".
تكلفة الحرب أكثر من 50 مليار دولار
بدورها ذكرت صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية يوم الأحد نقلا عن أرقام أولية لوزارة المالية أن تكلفة الحرب التي تخوضها إسرائيل أمام حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة ستبلغ ما يصل إلى 200 مليار شيقل (51 مليار دولار). (الدولار = 3.9119 شيقل).
قالت الصحيفة إن تقدير التكاليف، التي تعادل عشرة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، يستند إلى احتمال استمرار الحرب من ثمانية إلى 12 شهرا مع اقتصار الأمر على غزة دون مشاركة كاملة لحزب الله اللبناني أو إيران أو اليمن وكذلك على أساس العودة السريعة لنحو 350 ألف إسرائيلي تم تجنيدهم في قوات الاحتياط إلى العمل قريبا.
وأضافت كالكاليست أن نصف التكلفة ستكون في نفقات الدفاع التي تصل إلى نحو مليار شيقل يوميا. وستتراوح تكلفة الخسائر في الإيرادات بين 40 و60 مليار شيقل أخرى، إلى جانب ما بين 17 و20 مليار شيقل ستتكبدها إسرائيل على شكل تعويضات للشركات وعشرة إلى 20 مليار شيقل لإعادة التأهيل.
وكان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال في وقت سابق إن الحكومة الإسرائيلية تعد حزمة مساعدات اقتصادية للمتضررين من الهجمات الفلسطينية والتي ستكون "أكبر وأوسع" مما كانت عليه خلال جائحة كوفيد-19.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الدولة ملتزمة بمساعدة جميع المتضررين.
وأضاف "توجيهاتي واضحة.. افتحوا الصنابير ووجهوا الأموال لمن يحتاجها" دون أن يذكر أرقاما. وأردف "تماما مثلما فعلنا خلال أزمة كوفيد. في العقد الماضي، بنينا هنا اقتصادا قويا جدا، وحتى لو فرضت الحرب علينا خسائر اقتصادية، كما تفعل الآن، فسوف ندفعها دون تردد".
وعقب اندلاع الحرب، خفضت وكالة ستاندرد اند بورز توقعاتها لتصنيف إسرائيل إلى "سلبية"، في حين وضعت وكالتا موديز وفيتش تصنيفات إسرائيل قيد المراجعة لاحتمال خفضها.
تطويق غزة
أمرت إسرائيل الشهر الماضي جميع المدنيين بمغادرة الجزء الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، والتوجه إلى جنوب القطاع.
ويطوق الجيش الإسرائيلي منذ ذلك الحين أكبر مدينة في غزة ويخوض قتالا شرسا في الشوارع مع مسلحي حماس.
وألقت طائرات إسرائيلية منشورات على مدينة غزة، تأمر السكان بالمغادرة باتجاه الجنوب عبر طريق صلاح الدين بين الساعة العاشرة صباحا والثانية ظهرا (0800-1200 بتوقيت جرينتش) يوم الأحد.
وجاء في بيان في المنشورات "حان الوقت، دولة إسرائيل تطلب منكم الحفاظ على حياتكم وإخلاء منازلكم من مناطق القتال... اغتنموا الفرصة واخلوا فورا عبر طريق صلاح الدين". إلا أنها واصلت قصف المناطق الجنوبية. وفي خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع، بحث سكان بين الأنقاض عن ناجين بعد غارة جوية يوم السبت.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص ديفيد ساترفيلد في أثناء وجوده في عمان يوم السبت إن ما بين 800 ألف ومليون شخص اتجهوا بالفعل إلى جنوب قطاع غزة، بينما لا يزال ما بين 350 و400 ألف في مدينة غزة وضواحيها بشمال القطاع.
وتحاصر إسرائيل غزة وتدكّها منذ ثلاثة أسابيع خلال تنفيذها عملية عسكرية في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الأحد إن ما لا يقل عن 9770 فلسطينيا، بينهم 4008 أطفال، و2550 امرأة و596 مسنا، فضلا عن إصابة أكثر من 24 ألف فلسطيني، بالإضافة الى 150 عاملا بالقطاع الطبي قتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، مع استمرار إلقاء الاحتلال الإسرائيلي لحوالي ألف طن من المتفجرات يوميا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على قطاع غزة المحاصر.
وأوضح المتحدث من أمام مستشفى الشفاء بغزة أن الاحتلال ارتكب 1031 مجزرة منذ بداية العدوان على القطاع، مؤكدا أن إسرائيل كثفت في اليومين الماضيين استخدام قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا.
وأفاد القدرة باستشهاد 175 من الكوادر الصحية، وتدمير 31 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي، مضيفا أن الاحتلال استهدف أكثر من 110 مؤسسات صحية، مما أدى إلى خروج 16 مستشفى عن الخدمة، و32 مركزا للرعاية الأولية.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأحد إن 21 فلسطينيا من عائلة واحدة قتلوا في استهداف إسرائيلي لقطاع غزة ليل السبت.
وقالت في منشور على فيسبوك "21 شهيدا من آل أبو حصيرة في استهداف غاشم لمنزلهم المأهول بالأطفال والنساء وصلوا مجمع الشفاء الطبي في ساعات الليل المتأخرة".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن 51 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال لقوا حتفهم فيما أصيب العشرات في قصف إسرائيلي لمنازل في مخيم المغازي وسط قطاع غزة مساء السبت.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أشرف القدرة إن عددا كبيرا من الأشخاص لقوا حتفهم نتيجة "مجزرة المغازي" دون إعطاء رقم محدد، مشيرا إلى تكدس أعداد كبيرة من الإصابات الخطيرة على الأرض في قسم الطوارئ. وأكد القدرة أن غالبية القتلى والمصابين من الأطفال والنساء.
وكان قد قال في وقت سابق إن القوات الإسرائيلية "تقتل طفلا وتصيب طفلين كل عشر دقائق" خلال هجومها المستمر على القطاع.
ويقع مخيم المغازي في محافظة دير البلح وسط قطاع غزة.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف حركة حماس وليس المدنيين وتتهم المسلحين باستخدام السكان دروعا بشرية.
وواصلت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة من الجو والبحر والبر خلال الليل.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت مجموعة من المنازل في مخيم المغازي للاجئين وسط غزة. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.
وأظهرت صور لرويترز أشخاصا يبحثون بين الأنقاض عن ضحايا أو ناجين في مخيم اللاجئين بوسط غزة. وكان أحد الرجال يبكي بينما يحتضنه آخرون.
وقال محمد العالول المصور المتعاون مع وكالة الأناضول التركية للأنباء، إنه فقد أربعة من أبنائه وأربعة أفراد من أشقائه وأبنائهم في الغارة التي أسفرت عن تدمير منزله.
وقال العالول لرويترز "كنت في عملي، في شغلي، تفاجأت بيقولوا في استهداف إسرائيلي لمربع سكني في المغازي وإنه في شهداء وجرحى، بعدين بلشت الأخبار تيجي شوي شوي، يقولولي بنتك اتصاوبت، ابنك تصاوب".
وأضاف "لما وصلت المستشفى لقيت أولادي الأربعة استشهدوا، بما فيهم بنتي الوحيدة".
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي لحكومة حماس لرويترز إن الضربة الإسرائيلية في المغازي أسفرت عن مقتل 38 فلسطينيا على الأقل وإصابة مئة آخرين. وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) قد ذكرت في وقت سابق أن عدد القتلى بلغ 51 شخصا. ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من ذلك.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن هناك أيضا قصفا مكثفا وقصفا مدفعيا عنيفا وغارات جوية في محيط مستشفى القدس بمنطقة تل الهوى في غزة.
المزيد من الألم
اجتمع وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر والأردن والإمارات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمان يوم السبت وحثوا واشنطن على إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن إن "هذه الحرب ستجلب المزيد من الألم للفلسطينيين والإسرائيليين وهذا سيدفعنا جميعا مرة أخرى إلى هاوية الكراهية والتجريد من الإنسانية لذا يجب أن تتوقف".
لكن بلينكن رفض الفكرة قائلا إن هذا لن يؤدي إلا إلى السماح لحركة حماس بإعادة تجميع صفوفها وتكرار الهجوم على إسرائيل على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وزاد تدهور الأوضاع المعيشية في غزة، التي كانت سيئة بالفعل قبل اندلاع القتال. وإلى جانب شُح الغذاء، يلجأ السكان إلى تناول مياه مالحة كما تنهار الخدمات الطبية.
وبحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن ما يقرب من 1.5 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة هم نازحون داخليا.
وسحب حفار ميكانيكي أكواما من الخرسانة بينما حفر المنقذون سعيا للوصول إلى جثة امرأة، ووقف العشرات يتابعون جهودهم وسط الأنقاض القريبة. وحُملت الجثة أخيرا مغطاة بملاءة فوق نقالة.
ثم شوهدت جثث بعد ذلك في أكفان بيضاء فوق نقالات على درج أمام مستشفى بخان يونس، وجلس رجلان على مقربة منها ووقفت فتاة تشاهد وتذرف الدموع في صمت ونظراتها تخترق سور الدرج.
شمال غزة
تواجه المناطق الشمالية من غزة، التي عزلها الجيش الإسرائيلي عن الجنوب، ظروفا أكثر قسوة.
وعلى الرغم من أن إسرائيل قالت إنها ستسمح للفلسطينيين بالتحرك على طريق يؤدي إلى الجنوب لمدة ثلاث ساعات يوم السبت، خاف الكثيرون بشدة من استخدامه. وتقول الولايات المتحدة إن ما يصل إلى 400 ألف شخص لا يزالون في شمال القطاع.
وأظهر مقطع مصور تم التقاطه على طريق يمتد بين المناطق الشمالية والجنوبية يوم الجمعة سبع جثث على ما يبدو، من بينها جثة طفل، ملقاة على الطريق وقد تناثرت حولهم أغراضهم. ولم تعلق إسرائيل ولا السلطات التي تديرها حماس في غزة على الأمر.
وفي مدينة غزة ومخيمات اللاجئين المجاورة، والتي تطوقها القوات الإسرائيلية بالكامل، قال سكان إن القصف مكثف وإن الظروف المعيشية تزداد سوءا.
وقال محمد، وهو من سكان مخيم الشاطئ، رافضا ذكر اسم عائلته خوفا من التعرض لانتقام إسرائيلي "لا يوجد مخبز واحد مفتوح هنا. لم يكن لدينا خبز خلال الأيام الأربعة الماضية".
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة أن الضربات الإسرائيلية بدأت تستهدف محطات الطاقة الشمسية بعد انقطاع إمدادات الكهرباء الخارجية ونفاد الوقود من معظم المولدات.
وتابع محمد "إنهم يريدون أن تعيش المدينة بأكملها في الظلام"، مضيفا أن الضربات الجوية تسقط الآن الألواح الشمسية الموجودة على أسطح المنازل.
وأفاد فلسطينيون بوقوع ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي أشخاصا في شمال غزة في الوقت نفسه الذي اجتمع فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع وزراء عرب في الأردن لبحث كيفية احتواء الصراع.
وقال شهود إن غارة إسرائيلية استهدفت صباح يوم السبت مدرسة الفاخورة في جباليا حيث يقيم آلاف النازحين. وقال محمد أبو سلمية مدير عام مستشفى الشفاء إن ما لا يقل عن 15 لقوا حتفهم وأصيب العشرات.
وأظهر مقطع مصور لرويترز لآثار القصف أثاثا محطما ومتعلقات أخرى ملقاة على الأرض وبقعا من الدماء وأشخاصا يبكون.
وقال فتى وهو يبكي في يأس في مقطع فيديو حصلت عليه رويترز "كنت أقف هنا حينما وقعت ثلاث ضربات، حملت جثة وأخرى قطعت رأسها بيديّ". وأضاف "حسبي الله ونعم الوكيل".
وعلى مقربة منه كان أحد السكان يهدئ من روع امرأة في حالة صدمة.
وتساءل أحد السكان غاضبا "امتى صارت الملاجئ تنقصف، يا عم والله حرام اللي بيصير".
وأكدت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لرويترز قصف المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة، والواقعة بمنطقة مدينة غزة.
وذكرت أن هناك أطفالا بين القتلى والجرحى، لكن الأونروا لم يتسن لها بعد التحقق من العدد الدقيق للقتلى.
وأضافت توما عبر الهاتف "استهدف قصف واحد على الأقل فناء في المدرسة كان به خيام للأسر النازحة. واستهدف قصف آخر داخل المدرسة حيث تخبز النساء الخبز".
وقالت السلطات الفلسطينية إن سلسلة من الغارات الجوية وردت تقارير عنها على مدى الأسبوع المنصرم دمرت أجزاء من مخيم جباليا للاجئين، وهو الأكبر من بين عدة مخيمات للاجئين في غزة، وأسفرت عن مقتل 195 على الأقل.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ضربة صاروخية إسرائيلية أخرى نجم عنها مقتل امرأتين لدى باب مستشفى النصر للأطفال. وذكرت الوزارة أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا.
وفرضت إسرائيل حصارا شاملا على غزة وسمحت بدخول النزر اليسير من المساعدات من مصر قائلة إنها تخشى من سرقة حماس المساعدات. وذكر ساترفيلد أنه لا توجد حالات مسجلة لاستيلاء حماس على المساعدات.
وحافظت واشنطن على دعم عسكري وسياسي قوي لإسرائيل، بينما دعت حليفتها إلى اتخاذ خطوات لتجنب مقتل المدنيين ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
وزاد تدهور الظروف المعيشية في غزة، التي كانت سيئة بالفعل قبل اندلاع القتال. وإلى جانب شح الغذاء، يلجأ السكان إلى تناول مياه مالحة، كما تنهار الخدمات الطبية.
وقال مصدران قريبان من قيادة حماس إن الحركة استعدت لحرب طويلة الأمد في غزة وتعتقد أنها قادرة على صد التقدم الإسرائيلي لفترة كافية لإجبار عدوها على الموافقة على وقف إطلاق النار.
وأضافا أن حماس تسعى إلى تحقيق مكاسب ملموسة مثل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
الضفة الغربية
وأجج العنف المتفاقم في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل المخاوف من أن تصبح الأراضي الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقا بالإضافة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل حيث تصاعدت الاشتباكات مع قوات حزب الله اللبناني.
وفي أبو ديس، وهي بلدة فلسطينية قريبة من القدس، قال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن مسلحا أطلق النار على الشرطة التي كانت تقوم بمداهمة لتنفيذ عملية اعتقال، وإنه تم قتله.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في الحادث الذي وصفته بأنه اشتباكات مع القوات الإسرائيلية. وقالت الوزارة إن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيا آخر في مدينة الخليل بالضفة الغربية. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على ذلك.
وقال بلينكن "هذه كانت مشكلة خطيرة وتفاقمت منذ الصراع" مضيفا أنه أثار هذه المسألة يوم الجمعة في اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين. وأضاف "يجب محاسبة الجناة".
وأصبح هذا العام بالفعل هو الأكثر دموية بالنسبة لسكان الضفة الغربية منذ 15 عاما على الأقل حيث سقط نحو 200 فلسطيني و26 إسرائيليا قتلى وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وقُتل 121 فلسطينيا آخرين في الضفة الغربية منذ بداية حرب غزة الشهر الماضي.
وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين زادت إلى أكثر من المثلين ومع ذلك سقط معظم القتلى خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
اضف تعليق