حماس اعتمدت على أسلوب استخباراتي غير مسبوق لتضليل إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية وأعطت انطباعا أنها غير معنية بالدخول في معركة أو مواجهة مع إسرائيل وفي نفس الوقت كانت تحضر لهذه العملية الضخمة. وتعترف إسرائيل بأن الهجوم أخذها على حين غرة فعلا خاصة أنه وقع يوم سبت وتزامن...
أدت حملة تضليل وخداع صُممت بدقة إلى مباغتة إسرائيل عندما شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجومها المدمر مما مكن قوة تستخدم جرافات وطائرات شراعية ودراجات نارية من توجيه ضربة موجعة لأقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء هجوم يوم السبت بعد خداع دام عامين أبقت فيهما حماس خططها العسكرية طي الكتمان وأقنعت إسرائيل بأنها لا تريد القتال. وهذا الهجوم هو أكبر اختراق لدفاعات إسرائيل منذ حرب أكتوبر تشرين الأول عام 1973.
وقال مصدر مقرب من حماس إنه بينما كانت إسرائيل تعتقد أنها تفلح في احتواء حماس المنهكة بسبب الحروب من خلال توفير حوافز اقتصادية للعمال من قطاع غزة، كان مقاتلو الحركة يتدربون ويصقلون مهاراتهم على مرأى ومسمع من الجميع غالبا.
وقدم هذا المصدر تفاصيل كثيرة فيما يتعلق برواية الهجوم على إسرائيل وتصاعد حدته، وهو ما جمعته رويترز في هذه القصة. كما ساهمت ثلاثة مصادر داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الذين طلبوا مثل آخرين عدم الكشف عن هويتهم، في هذه الرواية أيضا.
وقال المصدر المقرب من حماس "أعطت حماس إسرائيل الانطباع أنها ليست مستعدة للقتال" واصفا الخطط المتعلقة بتنفيذ أكثر الهجمات ترويعا منذ حرب أكتوبر قبل 50 عاما عندما فاجأت مصر وسوريا إسرائيل ودفعتاها للقتال للحفاظ على بقائها.
وقال المصدر "حماس اعتمدت على أسلوب استخباراتي غير مسبوق لتضليل إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية وأعطت انطباعا أنها غير معنية بالدخول في معركة أو مواجهة مع إسرائيل وفي نفس الوقت كانت تحضر لهذه العملية الضخمة".
وتعترف إسرائيل بأن الهجوم أخذها على حين غرة فعلا خاصة أنه وقع يوم سبت وتزامن مع عطلة دينية. واقتحم مقاتلو حماس بلدات إسرائيلية ومستوطنات مما أسفر عن مقتل مئات من الإسرائيليين وأسر العشرات حتى الآن. وقتلت إسرائيل مئات الفلسطينيين أيضا في ردها وتمطر قطاع غزة بالصواريخ والقذائف منذ ذلك الحين. أما المصابون فهم بالآلاف.
وقال الميجر نير دينار وهو متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "هذا هو الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة لنا... لقد تمكنوا منا". في إشارة لهجمات 11 سبتمبر أيلول على نيويورك وواشنطن عام 2001.
وأضاف "لقد فاجأونا وجاءوا بسرعة من عدة مواقع... من الجو والبر والبحر".
وقال أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان لرويترز "الكل لازم يعرف إن فيه إرادة فلسطينية قادرة على أنها تحقق أهدافها بغض النظر عن قدرة وقوة إسرائيل العسكرية".
في أحد أكثر الجوانب المذهلة في الاستعدادات، قال المصدر المقرب من حماس إن الحركة أنشأت ما يشبه مستوطنة إسرائيلية في قطاع غزة للتدريب فيها على الإنزال العسكري والتدريب على الاقتحام حتى أنهم صوروا مقاطع فيديو لتلك التدريبات.
وقال المصدر "التدريب ليس سريا وإسرائيل كانت شايفة (ترى) التدريبات لكن هم اقتنعوا بذهنهم إن هايدي الحركة (حماس) لا ترغب أن تدخل في مواجهة".
وفي الوقت نفسه، سعت حماس إلى إقناع إسرائيل بأن كل ما يهمها هو حصول العمال في قطاع غزة على فرص عمل عبر الحدود وأنها ليس لديها مصلحة في بدء حرب جديدة. ويعيش أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة محدود المساحة.
وقال المصدر "استطاعت حماس أن ترسم صورة كاملة أنها غير مستعدة لخوض مغامرة عسكرية ضد إسرائيل".
وتسعى إسرائيل، منذ حرب خاضتها عام 2021 مع حماس، إلى توفير مستوى بسيط أساسي من الاستقرار الاقتصادي في القطاع من خلال تقديم حوافز شملت منح الآلاف من تصاريح العمل حتى يتمكن سكان غزة من العمل في إسرائيل أو الضفة الغربية، حيث يمكن أن تزيد الأجور في مجالات البناء والزراعة والخدمات عن الأجور الأساسية في القطاع بعشرة أمثال تقريبا.
وقال متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي "اعتقدنا أن مجيئهم للعمل والعودة بالأموال إلى غزة سيجلبان مستوى معينا من الهدوء. كنا مخطئين".
واعترف مصدر أمني إسرائيلي بأن حماس خدعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وقال المصدر "لقد جعلونا نعتقد أنهم يريدون المال... وطوال الوقت شاركوا في التدريبات حتى (حان الوقت) انطلقوا وعاثوا فسادا".
وفي إطار خدعها خلال العامين الماضيين، لم تنفذ حماس أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل حتى عندما شنت حركة الجهاد الإسلامي المتمركزة في القطاع أيضا سلسلة هجمات وضربات صاروخية.
دون أي تلميح
قال المصدر إن إحجام حماس عن المشاركة أثار انتقادات علنية من بعض داعميها، وكان هذا يهدف أيضا إلى خلق انطباع بأن حماس لديها مشاغل اقتصادية ولا تضع في ذهنها شن حرب جديدة.
وفي الضفة الغربية التي يسيطر عليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح التي يتزعمها، سخر البعض من حماس بسبب التزامها الصمت. وفي بيان نشرته حركة فتح في يونيو حزيران 2022، اتهمت قيادات حماس بالفرار إلى عواصم عربية للعيش في "فنادق وفيلات فخمة" تاركين شعبهم فريسة للجوع في قطاع غزة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي ثان إن إسرائيل اعتقدت لفترة أن زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار منشغل تماما بإدارة شؤون القطاع "بدلا من قتل اليهود". وأضاف أن إسرائيل في هذا الوقت حولت تركيزها بعيدا عن حماس ووجهته صوب تطبيع العلاقات مع السعودية.
ولطالما تفاخرت إسرائيل بقدرتها على اختراق الجماعات الإسلامية ومراقبتها. ونتيجة لذلك، قال المصدر المقرب من حماس إن جزءا مهما من الخطة كان يتمثل في تجنب التسريبات.
وأضاف المصدر أن عددا من قادة حماس لم يكونوا على علم بخطط الهجوم، وحتى في أثناء التدريب لم يكن لدى المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم والبالغ عددهم نحو ألف مقاتل أي فكرة عن الغرض المحدد لتلك التدريبات.
وقال المصدر إن العملية انقسمت إلى أربعة أجزاء عندما حان وقت الهجوم، ووصف العناصر المختلفة المكونة للعملية.
وقال المصدر إن الخطوة الأولى تمثلت في إطلاق ثلاثة آلاف صاروخ من قطاع غزة بالتزامن مع توغل مقاتلين بطائرات شراعية آلية وهي مركبات صغيرة محمولة بمظلات عبر الحدود. وقالت إسرائيل من قبل إن عدد الصواريخ التي انطلقت من القطاع في البداية كان 2500.
وبمجرد نزول المقاتلين الذين كانوا يستخدمون الطائرات الشراعية على الأرض، أمنوا المنطقة حتى تتمكن وحدة كوماندوز من اقتحام الجدار الإلكتروني المحصن المصنوع من الأسمنت الذي بنته إسرائيل لمنع التسلل.
واستخدم المقاتلون المتفجرات لاختراق الحواجز ثم عبروها مسرعين على دراجات نارية. ووسعت الجرافات الفجوات ودخل المزيد من المقاتلين بسيارات دفع رباعي، وهي المشاهد التي وصفها الشهود.
قال المصدر إن وحدة كوماندوز هاجمت مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وشوشت على اتصالاته ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو التواصل مع بعضهم.
وقال المصدر المقرب من حماس إن الجزء الأخير من الخطة شمل نقل الأسرى إلى غزة، وهو ما تحقق في الغالب في وقت مبكر من الهجوم.
وفي إحدى عمليات احتجاز الأسرى التي تناقلتها كثير من وسائل الإعلام، أسر المسلحون بعض من حضروا حفلا أثناء فرارهم بالقرب من كيبوتس رعيم قرب غزة. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات يركضون في حقول وعلى طرق مع سماع دوي أعيرة نارية.
وتساءل المصدر الأمني الإسرائيلي "كيف يمكن تنظيم هذا الحفل بهذا القرب؟" من قطاع غزة.
وقال المصدر الأمني الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية لم تكن بكامل قوتها في الجنوب قرب غزة بسبب إعادة نشر بعضها في الضفة الغربية لحماية المستوطنين الإسرائيليين في أعقاب تصاعد أعمال العنف بينهم وبين مسلحين فلسطينيين.
وقال المصدر إن حماس "استغلت ذلك".
وقال دينس روس، المفاوض السابق في الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن إسرائيل انشغلت بالعنف في الضفة الغربية، مما أدى إلى "وجود محدود مفتقر للجاهزية الكافية في الجنوب".
وأضاف "ربما نجحت حماس بما يتجاوز توقعاتها. والآن سيتعين عليها التعامل مع إسرائيل المصممة على القضاء عليها".
وقال الجنرال المتقاعد ياكوف عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للصحفيين إن الهجوم هو بمثابة "إخفاق جسيم لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب".
وقال عميدرور، الذي كان رئيسا لمجلس الأمن القومي من أبريل نيسان 2011 إلى نوفمبر تشرين الثاني 2013 وهو الآن زميل كبير في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إن بعض حلفاء إسرائيل كانوا يقولون إن حماس صار لديها "مسؤولية أكبر".
وأضاف "لقد بدأنا بغبائنا نعتقد أن هذا صحيح... لذلك ارتكبنا خطأ. لن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى وسندمر حماس ببطء لكن بالتأكيد".
كيف خطط قائد سري في حماس للهجوم على إسرائيل؟
تصف إسرائيل الهجوم المدمر الذي أطلقته حركة حماس عليها مطلع الأسبوع بأنه بمثابة هجمات 11 سبتمبر أيلول الخاصة بها، وقد أطلق القائد العسكري السري لحماس محمد الضيف على الهجوم الذي خطط له اسم طوفان الأقصى.
وأعلن المطلوب الأول لإسرائيل اسم العملية في تسجيل صوتي تم بثه عندما أطلقت حماس آلاف الصواريخ من قطاع غزة يوم السبت، وأشار إلى أن الهجوم يأتي ردا على "الاقتحامات" الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
ووفقا لمصدر مقرب من حماس فإن الضيف بدأ التخطيط للعملية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص في إسرائيل، بعد مداهمة تعرض لها ثالث أقدس مسجد لدى المسلمين في مايو أيار 2021 وأثارت غضب العالم العربي والإسلامي.
وقال المصدر إن الهجوم "سببه اللقطات التي أظهرت اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وضرب المصلين والاعتداء عليهم، وسحب الشيوخ والشباب إلى خارج المسجد... لقد أشعل هذا الغضب".
وتسبب اقتحام حرم المسجد في مواجهات بين إسرائيل وحماس استمرت 11 يوما.
وبعد مرور أكثر من عامين، دفع الهجوم الذي انطلق يوم السبت ويمثل أسوأ اختراق للدفاعات الإسرائيلية منذ الصراع العربي الإسرائيلي عام 1973 إسرائيل إلى إعلان الحرب وشن هجمات انتقامية على غزة أدت إلى مقتل أكثر من 800 شخص حتى يوم الثلاثاء.
ونجا الضيف من سبع محاولات إسرائيلية لاغتياله، آخرها في عام 2021. وقلما يتحدث الضيف، ولا يظهر أبدا على العلن. لذلك عندما أعلنت فضائية الأقصى التابعة حماس أنه سيلقي كلمة يوم السبت أدرك الفلسطينيون أن الأمر جلل.
وقال الضيف في التسجيل "يا أحرار العالم، اليوم ينفجر غضب الأقصى وغضب شعبنا وأمتنا وأحرار العالم... مجاهدونا الأبرار هذا يومكم لتفهموا العدو المجرم أنه قد انتهى زمنه".
ولا تتوافر سوى ثلاث صور للضيف: إحداها وهو في العشرينات، وأخرى وهو ملثم، والثالثة لظله وهي التي تم استخدامها عندما تم بث التسجيل.
كما أن مكانه غير معروف، إلا أنه من المرجح أن يكون موجودا في غزة في الأنفاق المترامية تحت القطاع. واتهم مصدر أمني إسرائيلي الضيف بلعب دور مباشر في التخطيط والجوانب العملياتية للهجوم.
عقلان ومدبر واحد
قال المصدر المقرب من حماس إن قرار الإعداد للهجوم تم اتخاذه بشكل مشترك بين الضيف قائد هيئة أركان كتائب القسام ويحيى السنوار زعيم حماس في غزة، ولكن كان من الواضح من كان العقل المدبر.
وقال المصدر "هناك عقلان، ولكن المدبر واحد"، مضيفا أن المعلومات حول العملية لم تكن معروفة سوى لعدد قليل من قادة حماس.
وصلت السرية إلى حد أن إيران، وهي عدو لدود لإسرائيل ومصدر مهم لتمويل وتدريب وتسليح حماس، لم تكن تعلم سوى أن الحركة بشكل عام تخطط لعملية كبيرة بدون معرفة التوقيت أو التفاصيل، وفقا لمصدر إقليمي مطلع بشأن تفكير حماس.
وقال المصدر الإقليمي إن طهران في حين أنها كانت على علم بالإعداد لعملية كبيرة، لم تتم مناقشتها في أي غرف عمليات مشتركة تشمل حماس والقيادة الفلسطينية وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران وإيران.
وأضاف "كانت دائرة ضيقة للغاية".
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء إن طهران لا صلة لها بالهجوم على إسرائيل. وقالت واشنطن إنها على الرغم من أن طهران متواطئة في الهجوم ليس لديها معلومات مخابرات أو أدلة تشير إلى مشاركة طهران المباشرة.
وتضمنت الخطة كما تصورها الضيف جهدا طويلا في الخداع. وجرى إيهام إسرائيل بأن حماس، حليفة إيران، لا تأبه بإشعال صراع بل تركز على التنمية الاقتصادية في غزة التي تسيطر عليها.
لكن بينما بدأت إسرائيل في تقديم حوافز اقتصادية للعاملين في غزة كان مقاتلو الحركة يتلقون التدريب والإعداد على مرأى من الجيش الإسرائيلي في كثير من الأحيان، حسبما قال مصدر مقرب من حماس.
وقال علي بركة عضو قيادة حماس في الخارج إن الإعداد للمعركة استمر لعامين.
وقال الضيف بصوت هادئ في تسجيله إن حماس حذرت إسرائيل مرارا لوقف جرائمها بحق الفلسطينيين، وإطلاق سراح السجناء الذين قال إنهم تعرضوا للإيذاء والتعذيب، وكذلك وقف مصادرة الأراضي الفلسطينية.
وقال "في كل يوم تقتحم قوات الاحتلال مدننا وقرانا وبلداتنا على امتداد الضفة الغربية وتعيث فيها فسادا تقتل وتصيب وتهدم وتعتقل، حيث ارتقى المئات من الشهداء والجرحى في هذا العام جراء هذه الجرائم وفي الوقت نفسه تصادر الألاف من الدونمات وتقتلع أهلنا من بيوتهم وأراضيهم ومضاربهم وتبني مكانهم المستوطنات وتحمي قطاعات المستوطنين وهم يعربدون ويحرقون ويسرقون".
تعج الضفة الغربية بالاضطرابات منذ أكثر من عام. ويبلغ طول المنطقة نحو 100 كيلومتر وعرضها 50 كيلومترا وتقع في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ أن احتلتها إسرائيل عام 1967.
وقال الضيف "سبق وحذرنا قادة الاحتلال من استمرار جرائمهم وأهبنا بقادة العالم التحرك لوضع حد لجرائم الاحتلال... فلم يستجب قادة الاحتلال ولم يتحرك قادة العالم بل ازدادت جرائم الاحتلال وتجاوزت كل الحدود".
وأضاف "في ظل الجرائم المتواصلة بحق أهلنا وشعبنا وفي ظل عربدة الاحتلال وتنكره للقوانين والقرارات الدولية وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي فقد قررنا أن نضع حدا لكل ذلك".
الرجل في الظل
ولد الضيف باسم محمد المصري عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الذي أنشئ بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، واشتهر باسم محمد الضيف بعد انضمامه إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى، أو الانتفاضة الفلسطينية، التي بدأت عام 1987.
وقال مصدر في حماس إن إسرائيل اعتقلت الضيف عام 1989 وقضى نحو 16 شهرا في الأسر.
وحصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء. وأبدى انجذابه للفنون أيضا إذ ترأس لجنة الترفيه بالجامعة وأدى أدوارا في أعمال كوميدية على خشبة المسرح.
وبعد ترقيه في صفوف حماس، طوّر الضيف شبكة أنفاق للحركة وطور مهارات صنع القنابل. ويتصدر قائمة المطلوبين في إسرائيل منذ عقود، إذ يتم اعتباره شخصيا مسؤولا عن مقتل عشرات الإسرائيليين في تفجيرات انتحارية.
وبالنسبة للضيف، كان البقاء في الظل مسألة حياة أو موت. وقالت مصادر في حماس إنه فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه في واحدة من محاولات الاغتيال الإسرائيلية.
كما قُتلت زوجته ووليد له كان عمره سبعة أشهر فقط وابنة في الثالثة من عمرها في غارة جوية إسرائيلية في عام 2014.
واكتسب نظرا لنجاته من محاولات الاغتيال وقيادته للجناح العسكري لحماس مكانة البطل الشعبي الفلسطيني. ويظهر في مقاطع الفيديو ملثما، أو يظهر له مجرد ظل. وقال المصدر المقرب من حماس إن الضيف لا يستخدم التكنولوجيا الرقمية الحديثة مثل الهواتف الذكية.
وقال "إنه بعيد المنال. إنه الرجل في الظل".
وحدات متخصصة لمهاجمة إسرائيل
قال مصدر مقرب من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز إن الحركة نشرت قوة قوامها ألف مقاتل تقريبا في صورة وحدات متخصصة لشن أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود.
ونشرت حماس وجناحها المسلح، كتائب عز الدين القسام، مقاطع فيديو تصور بعض العمليات أو التدريبات التي قامت بها هذه الوحدات. وجاءت لقطات أخرى للعملية من شهود.
وقال متحدثون باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية تقاتل مسلحين من حماس في ست نقاط حول غزة بعد مرور أكثر من 48 ساعة على الهجوم الذي وقع في الساعات الأولى من صباح السبت.
- تدريبات
قال المصدر إن مقاتلي حماس كانوا يتدربون في غزة منذ الصراع الأخير في عام 2021 وعلى مرأى من الجميع في بعض الأحيان. وأضاف المصدر أن التدريبات شملت بناء مستوطنة إسرائيلية وهمية للتدريب على الإنزال العسكري واقتحامها.
ونشرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، التي يقودها الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، صورا عبر قناتها على تطبيق تيليجرام في 28 ديسمبر كانون الأول 2022 تظهر ما قالت إنها صور تدريبات على "غارة خلف خطوط العدو" تضمنت تدريبات على أسر جنود إسرائيليين.
- وحدة الصواريخ
قالت حماس إنها أطلقت ثلاثة آلاف صاروخ دفعة أولى في بداية العملية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق 2500 صاروخ وإن القصف بدأ في حوالي الساعة 0330 بتوقيت جرينتش.
وكان الهدف من إطلاق الصواريخ هو إحداث حالة من الصدمة والارتباك مع توفير غطاء لمقاتلي الحركة لاختراق السياج الحدودي المحصن حول غزة وتنفيذ العملية.
- وحدة محمولة جوا
حلقت فرق من المقاتلين بطائرات شراعية أو طائرات شراعية بمحركات فوق الحدود وأمنت الأرض للهجوم البري الرئيسي.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها حماس الوحدة، التي كان أفرادها يحملون شارات مكتوبا عليها وحدة الصقور الجوية، فيما بدا أنه تدريب على الهجوم. واستخدم بعض المسلحين طائرات شراعية تحمل شخصا واحدا فيما استخدم آخرون طائرات شراعية تحمل شخصين. وأظهرت المقاطع أنهم يتدربون على الهبوط على هدف وأسلحتهم جاهزة للاستخدام.
وأظهرت لقطات من هواتف محمولة لحظة مهاجمة الوحدة المحمولة جوا لحفل في صحراء النقب بإسرائيل. وأمكن رؤية المقاتلين في الهواء في بعض اللقطات.
- وحدة النخبة بالقوات الخاصة البرية
كانت هذه وحدة من قوات النخبة قوامها 400 فرد اخترقت السياج الحدودي المحصن حول غزة باستخدام متفجرات لفتح ثغرات تتمكن من خلالها من التسلل إلى الجانب الإسرائيلي. وبعد عبور البعض على دراجات نارية، تم استخدام جرافات لتوسيع الثغرات حتى تتمكن الفرق من دخول الأراضي الإسرائيلية على مركبات ذات دفع رباعي.
وقال المصدر إن القوات الخاصة هاجمت خطوط الدفاع الإسرائيلية الأولى وداهمت أماكن نوم الجنود واستولت على قواعد ومقر العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها حماس المقاتلين وهم يخترقون الأسوار السياج الأمني في ضوء خافت وشمس في بداية شروقها، مما يشير إلى أن التوقيت كان مع إطلاق الصواريخ تقريبا.
- وحدة الطائرات المسيرة
استخدمت حماس طائرات مسيرة لمراقبة الحدود.
ونشرت الحركة مقطع فيديو يظهر ما وصفته بطائرات مسيرة تسمى الزواري، وقالت إنها استخدمت تلك الطائرات لتمهيد الطريق للتسلل. كما نشرت مقطع فيديو لمسلحين يطلقون الطائرات المسيرة من غزة.
- وحدة الاستخبارات
استخدمت حماس هذه الوحدة لتحديد مواقع الجنود الإسرائيليين وتحركاتهم ومراقبة مقراتهم. ولم يقدم المصدر تفاصيل أخرى عن هذه الوحدة.
اضف تعليق