اعتاد الفلسطيني أكرم الوعرة جمع قنابل الغاز المسيل للدموع التي يطلقها الجيش الاسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين في مخيم عايدة للاجئين في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، ويحولها إلى أكسسوارات وقطع فنية يبيعها للسياح الأجانب، ويحتوي مشغله الصغير القريب من الجدار الفاصل على عشرات التحف الفنية والأكسسوارات...
اعتاد الفلسطيني أكرم الوعرة جمع قنابل الغاز المسيل للدموع التي يطلقها الجيش الاسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين في مخيم عايدة للاجئين في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، ويحولها إلى أكسسوارات وقطع فنية يبيعها للسياح الأجانب، ويحتوي مشغله الصغير القريب من الجدار الفاصل الذي يمر أحد مقاطعه من المدخل الشمالي للمدينة على عشرات التحف الفنية والأكسسوارات التي كانت في الأصل قنابل غاز. بحسب فرانس برس.
بدأت رحلة الوعرة (56 عاما) مع قنابل الغاز في العام 2014 إبان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أشعلت الأحداث في الضفة الغربية، ويشير الوعرة إلى أن "مواجهات (حصلت) في كل بقعة من فلسطين، وحظي مخيم عايدة بنصيب كبير من قنابل الغاز"، ويضيف "في أحد الأيام وجدت قنبلة غاز وأخذتها معي إلى المشغل، وفكرت أن أصنع منها شيئاً ما يجعلني أفرغ القهر الذي بداخلي من هذه القنابل التي يطلقونها على المخيم".
تمر عملية إعادة التدوير بمراحل عدة، بدءا من فتح القنبلة وتنظيفها وطرقها لتصبح ملساء قبل أن تنتهي العملية بالرسم عليها وقصها ولصقها على قطع من خشب الزيتون لتصبح جاهزة للعرض، ويحرص الوعرة على تنظيف القنابل بشكل كامل لتصبح "صحية وآمنة مئة في المئة على جسم وصحة الزبون الذي سيضع العقد أو السوار أو الأقراط".
ويشير المهندس الذي حصل على شهادة الهندسة من العراق حيث عاش عشر سنوات إلى الآثر الذي تركه تنظيف القنابل على يديه. وعُلقت في المشغل قطع فنية تحمل عبارات مثل "فلسطين و"الحرية" والسلام" وأخرى من رسوم رسام الكاريكاتور الفلسطيني الراحل ناجي العلي وخريطة فلسطين، ويقول الوعرة إن التركيز على الشعارات الفلسطينية هدفه أن يوصل إلى العالم "رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني حرّ وصامد في أرضه رغم كل شيء".
في العام 1996 عاد الوعرة مع زوجته الكردية واستقر مع أسرته التي تضم ستة أبناء، يتخذ الوعرة من إعادة تشكيل القنابل مصدر دخل له ولأسرته إذ يراوح سعر القطعة الواحدة من القنابل المعاد تدويرها ما بين 10 و60 دولاراً.
يشير الوعرة إلى الأثر الذي تتركه القطع التي يصنعها في نفوس السياح، إذ أن 90 في المئة من زبائنه من الدول الأوروبية و 10 في المئة من العرب الذين يحملون جنسيات أجنية، ويقول "حتى بعد أن يسافروا، يرسلون أناساً آخرين، أو يطلبون قطعاً أخرى عبر الواتساب أو الإيميل لأرسلها لهم إلى بلدانهم"، وتستقطب مدينة بيت لحم آلاف السياح والحجاج الأجانب سنويا بمناسبة عيد الميلاد لزيارة المدينة التي ذكر الإنجيل أن يسوع المسيح ولد فيها، وهي تقع في منطقة تشرف عليها السلطة الفلسطينية جنوب مدينة القدس في الضفة الغربية المحتلة ويسكنها نحو 30 ألف نسمة.
ويرافق الدليل السياحي مروان فرارجة السياح إلى مشغل الوعرة، ويقول إن المشغل "أهم المحطات التي يقصدها كلما وصل وفد سياحي"، ويضيف "أعتبر أن هذا المكان يمثل رسالة حقيقية تبيّن أننا شعب صامد وصابر ونؤمن بحقوقنا ولدينا أمل ومتشبثون بالحياة"، ويفسر فرارجة عملية التدوير التي يقوم بها الوعرة بأنها "تحويل العنف إلى اللاعنف"، وتعتبر قنابل الغاز المسيل للدموع واحدة من أبرز أدوات "تفريق الشغب" التي تستخدمها القوات الإسرائيلية خلال معظم المواجهات مع الفلسطينيين.
اضف تعليق