تعتبر إسرائيل مدينة القدس بالكامل عاصمة لها غير قابلة للتقسيم، وهو وضع لا يحظى باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية، حيث يوجد المجمع، عاصمة لدولة مستقبلية لهم تضم الضفة الغربية وقطاع غزة أيضا. وتشمل واجبات بن جفير الوزارية الإشراف على الشرطة الإسرائيلية المكلفة رسميا بإنفاذ حظر صلاة اليهود...
زار وزير الأمن الوطني الإسرائيلي الجديد إيتمار بن جفير الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف مجمع المسجد الأقصى لفترة وجيزة يوم الثلاثاء، وهو موقع يقدسه اليهود أيضا، في خطوة ندد بها الفلسطينيون وعدة دول عربية بشدة.
وقال بن جفير في تغريدة على تويتر “جبل الهيكل مفتوح للجميع” مستخدما الاسم اليهودي للإشارة إلى مجمع المسجد الأقصى. وأظهر مقطع فيديو بن جفير وهو يتجول في محيط المجمع محاطا بحراسة أمنية مكثفة وبرفقته يهودي متدين آخر.
وعلى الرغم من أن بن غفير كان قد أجرى زيارات متكررة إلى الموقع منذ دخل البرلمان في نيسان/أبريل 2021، فقد أعلن عزمه الذهاب إلى هناك وزيرا وهو ما وصفته حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة بأنه "تمهيد للتصعيد في المنطقة".
وأوضح بن غفير إن "جبل الهيكل هو الموقع الأهم بالنسبة لشعب إسرائيل ونحافظ على حرية الحركة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، لكن اليهود أيضا سيتوجهون إلى الجبل، وينبغي التعامل مع أولئك الذين يوجهون تهديدات بيد من حديد".
وطالب بن غفير بإدخال تغييرات على إدارة الموقع للسماح بالصلوات اليهودية فيه، وهو أمر تعارضه السلطات الدينية اليهودية التقليدية.
ويذكر أنه، في ظل الوضع التاريخي الراهن، يمكن لغير المسلمين الذهاب إلى زيارة المكان في أوقات محددة ولكن لا يمكنهم الصلاة هناك. ومع ذلك ارتفعت في السنوات الأخيرة أعداد الزوار من اليهود القوميين في كثير من الأحيان والذين يصلون خلسة هناك، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون "استفزازا".
وللعلم، تتولى دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن إدارة المسجد الاقصى وباحاته في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها إسرائيل، بينما تسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الوصول إلى الموقع.
ومع أن الزيارة مرت دون وقوع أي حوادث، فإنها ربما تؤدي إلى تأجيج التوتر بعد تزايد العنف في الضفة الغربية المحتلة العام الماضي.
وقال دبلوماسيون إن الإمارات العربية المتحدة والصين طلبتا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع علنا، يوم الخميس على الأرجح، لمناقشة الوضع.
ونقل بيان نشرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله إنه سيسعى لتنديد مجلس الأمن الدولي بالواقعة.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش “يدعو الجميع إلى الامتناع عن الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر في الأماكن المقدسة وحولها”.
وردا على سؤال عن الزيارة، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن أي إجراء أحادي يقوض الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس أمر غير مقبول.
وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة الغضب من الزيارة، قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رئيس الوزراء ملتزم تماما بالوضع الراهن للموقع منذ عقود والذي يسمح فقط للمسلمين بالعبادة هناك.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الزيارة التي استغرقت 15 دقيقة جاءت وفقا لترتيب الوضع الراهن الذي يعود لعقود مضت ويسمح لغير المسلمين بزيارة المجمع شريطة عدم الصلاة فيه.
وأيد بن جفير في السابق إنهاء الحظر على الصلوات اليهودية في هذا الموقع الحساس، لكنه يبدو غير مكترث بالأمر منذ التحالف مع نتنياهو، ولا يزال أعضاء آخرون من حزبه عوتسماه يهوديت (قوة يهودية) يؤيدون هذا المسعى.
واستدعى الأردن، الذي يتولى الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس ولا يحظى اتفاق سلامه في 1994 مع إسرائيل بشعبية في الداخل، السفير الإسرائيلي وقال إن الزيارة انتهكت القانون الدولي و“الوضع التاريخي والقانوني القائم” في القدس.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الفلسطينيين إلى “التصدي لمثل هذه الاقتحامات في المسجد الأقصى”. واتهم بن جفير بترتيب الزيارة في إطار استهداف تحويل المسجد الأقصى إلى “معبد يهودي”.
وتنفي إسرائيل وجود أي مخططات من هذا القبيل. وقال مسؤول في مكتب نتنياهو “المزاعم بتغيير الوضع الراهن لا أساس لها من الصحة”.
وقال متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي ترفض التعايش مع إسرائيل، إن استمرار هذا السلوك سيقرب جميع الأطراف من اشتباك واسع النطاق.
وقال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله إن أي انتهاك لوضع المسجد الأقصى القائم منذ عقود “لن يفجر الوضع داخل فلسطين بل قد يفجر المنطقة بكاملها”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا ترفض أي خطوات أحادية من شأنها أن تهدد الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى واصفا زيارة وزير الأمن الوطني الإسرائيلي الجديد لحرم المسجد بأنها استفزازية.
وقال المتحدث في مؤتمر صحفي حكومي اعتيادي "نتوقع أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية الجديدة بمواصلة الممارسات المجربة سابقا بشأن الأماكن المقدسة في القدس وأن تضع حدا لأي استفزازات متعمدة أخرى".
وقام الوزير الإسرائيلي إيتمار بن جفير بزيارة قصيرة لحرم المسجد الأقصى يوم الثلاثاء مما أثار غضب الفلسطينيين وقوبل بإدانات متعددة.
وأدى انضمام بن جفير إلى ائتلاف ديني يميني تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تفاقم غضب الفلسطينيين بسبب الإحباط المستمر منذ فترة طويلة لهدفهم في إقامة دولة.
وقبلها بساعات قال مسؤولون طبيون وشهود إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص فتى فلسطينيا خلال اشتباك بمدينة بيت لحم وهو أحدث الوفيات في حصيلة وفيات متزايدة بالضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على فلسطينيين ألقوا عليهم عبوات ناسفة يدوية الصنع وحجارة وعبوات حارقة.
الأقصى والدولة الفلسطينية
يرمز الأقصى لآمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وهو هدف يبدو أصعب من أي وقت مضى مع تولي بن جفير وحلفاء آخرين من اليمين المتطرف مناصب في حكومة نتنياهو الجديدة.
وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط سفين كوبمانس إنه يجب الحفاظ على الوضع القائم.
وذكرت السفارة الأمريكية في بيان أن توماس نيديس سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل “كان في غاية الوضوح في محادثاته مع الحكومة الإسرائيلية حول الإبقاء على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس”.
ونددت أيضا مصر والإمارات العربية المتحدة، وهما من الدول العربية القليلة المعترفة بإسرائيل، بالزيارة. وانتقدت المملكة العربية السعودية، التي يريد نتنياهو إبرام اتفاق سلام معها، تصرف بن جفير.
كما استنكرت تركيا، التي أنهت في الآونة الأخيرة خلافا دبلوماسيا طويلا مع إسرائيل، الزيارة ووصفتها بأنها “استفزازية” أيضا.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن تنديد وإدانة المملكة "للممارسات الاستفزازية التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف" مؤكدة على "موقفها الراسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني".
من جانبها، أدانت أيضا الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي "اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى بحماية قوات الأمن الإسرائيلية".
أما دولة الكويت فقالت في بيان لوزارة خارجيتها إن "هذا الاقتحام الذي يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة يأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".
وتعتبر إسرائيل مدينة القدس بالكامل عاصمة لها غير قابلة للتقسيم، وهو وضع لا يحظى باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية، حيث يوجد المجمع، عاصمة لدولة مستقبلية لهم تضم الضفة الغربية وقطاع غزة أيضا.
وتشمل واجبات بن جفير الوزارية الإشراف على الشرطة الإسرائيلية المكلفة رسميا بإنفاذ حظر صلاة اليهود في المجمع. وقال إن حرية التنقل ستكون مصونة هناك، دون أي ذكر لحرية العبادة.
وعلى مقربة من المجمع، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تحقق في تدنيس شواهد القبور في مقبرة جبل صهيون البروتستانتية.
وأظهرت لقطات مصورة لكاميرات المراقبة جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي شابين، أحدهما يرتدي زي اليهود المتشددين، يدخلان المقبرة ويسقطان شاهد قبر على شكل صليب ويحطمانه بالحجارة. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه اللقطات حتى الآن.
حكومة اليمين المتطرف
بن غفير، محام يعيش في واحدة من أكثر المستوطنات تطرفا في الضفة الغربية المحتلة، أطلق مسيرته المهنية كوزير في 29 كانون الأول/ديسمبر الماضي كعضو في الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية في التاريخ بزعامة بنيامين نتانياهو، الذي لم يعلق على هذه الزيارة خلال أول اجتماع لمجلس الوزراء الثلاثاء.
وبعدما بقي شخصية مهمشة على مدى سنوات، دخل زعيم "القوة اليهودية" الساحة السياسية بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
ويريد بن غفير السماح لعناصر القوى الأمنية باستخدام مزيد من القوة ضد الفلسطينيين. كما يدافع عن ضم إسرائيل للضفة الغربية حيث يعيش ما يقرب من 2.9 مليون فلسطيني و 475 ألف إسرائيلي، في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير شرعية. ويدعو أيضا إلى طرد عرب إسرائيل الذين يفتقرون للولاء إلى لدولة.
وكان قد علق في الماضي صورة في منزله لمسلح قتل 29 مصليا فلسطينيا في المسجد الإبراهيمي العام 1994.
ويذكر أنه سبق وأن شهد المكان زيارة مثيرة للجدل، مثل تلك التي أجراها زعيم المعارضة آنذاك أريئيل شارون سنة 2000، وكانت من بين أهم العوامل التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت إلى غاية العام 2005.
من جانبه، قال زعيم المعارضة يائير لابيد في تغريدة على تويتر "هذا ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف لتسليم المسؤولية لأكثر شخص غير مسؤول في الشرق الأوسط وفي أكثر مكان متفجر في الشرق الأوسط".
كما حذر أحد قادة حركة حماس الإسلامية باسم نعيم في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي من أنه "في حال توجه بن غفير كوزير إلى الأقصى فسيكون ذلك تجاوزا لكل الخطوط الحمراء وسيقود إلى انفجار".
وللتذكير، اندلعت في أيار/مايو الماضي حرب مميتة استمرت 11 يوما بين فصائل فلسطينية وإسرائيل بعد مواجهات عنيفة بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات الأقصى وأماكن أخرى في القدس الشرقية المحتلة.
ويعد المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة في السعودية. أما اليهود، فيعتبرون باحة المسجد الأقصى التي يطلقون عليها اسم جبل الهيكل، أقدس موقع في ديانتهم.
وأدى انضمام بن جفير، زعيم حزب عوتسماه يهوديت (قوة يهودية)، إلى ائتلاف ديني يميني تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تفاقم غضب الفلسطينيين بسبب الإحباط المستمر منذ فترة طويلة لهدفهم في إقامة دولة.
وتشمل واجبات بن جفير الوزارية الإشراف على الشرطة الإسرائيلية المكلفة رسميا بإنفاذ حظر صلاة اليهود في المجمع. وأيد بن جفير في السابق إنهاء ذلك الحظر، ولكنه بدا غير مكترث بالأمر منذ التحالف مع نتنياهو.
وتعتبر إسرائيل أن مدينة القدس بالكامل عاصمة لها لا يمكن تقسيمها وهو وضع لا يحظى باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون اتخاذ القدس الشرقية، حيث يوجد المجمع، عاصمة لدولتهم المستقبلية التي ستضم الضفة الغربية وقطاع غزة أيضا.
وقال بن جفير على تويتر “إذا كانت حماس تظن أن بإمكانها ردعي بالتهديدات فعليها أن تفهم أن الزمن قد تغير“، مضيفا أن “هناك حكومة في القدس”.
وقال النائب ألموج كوهين التابع لحزب عوتسماه يهوديت (قوة يهودية) لإذاعة كان الإسرائيلية إن الحزب يتطلع إلى أن “يكون بمقدور جميع الأديان الصلاة في جبل الهيكل”.
لكن نتنياهو الذي يعود الآن في ولايته السادسة كرئيس للوزراء تعهد بالإبقاء على اتفاق “الوضع القائم” الخاص بالأماكن المقدسة.
انتقادات داخل إسرائيل
وانتقدت شخصيات دينية يهودية متطرفة بارزة تدعم الحكومة الائتلافية في إسرائيل زيارة قام بها وزير من اليمين المتطرف إلى حرم المسجد الأقصى في القدس، لتضيف معارضة في الداخل إلى موجة من الانتقادات الأجنبية للزيارة.
واتهم نائب في الكنيست وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير "بإثارة العالم بأسره".
ولم يخرق الوزير، الذي ينتمي للتيار الديني، الحظر الإسرائيلي المفروض على صلاة اليهود في المكان الذي يُنظر إليه بوصفه رمزا للقومية الفلسطينية. لكن مجرد وجوده في حرم المسجد الأقصى تسبب في غضب اليهود المتشددين والمحايدين سياسيا.
وقال عضو الكنيست عن حزب (يهدوت هتوراة) موشيه جافني في كلمته أمام البرلمان "يُحظر الصعود إلى مكان قدس الأقداس"، في إشارة إلى جزء معين من المعابد اليهودية التي كانت موجودة في المكان خلال عصور قديمة وكانت محظورة على معظم الناس.
وقال جافني إنه نصح بن جفير بعدم زيارة المكان، مضيفا "إلى جانب شريعتنا الدينية، ليس هناك شيء تربحه من إثارة العالم بأسره".
يقول بعض رجال الدين الذين يشجعون اليهود على زيارة حرم المسجد الأقصى إن الطريق الذي يسلكونه لا يتعارض مع قدسية المكان في شيء لأنه بعيد عن الموقع الذي يعتقدون أن قدس الأقداس كان موجودا فيه.
واستشهد بن جفير بهذا الرأي في أثناء رده على جافني عبر تويتر قائلا "جبل الهيكل ليس مجرد مسألة دينية... إنه يرمز أيضا للسيادة والحكم، والعدو يقيس قدراتنا وفقا لأفعالنا هناك".
وقال مكتب كبير حاخامات اليهود السفارديم في إسرائيل يتسحاق يوسف إنه بعث إلى بن جفير ما سماه "خطاب احتجاج... يحث الوزير على عدم الصعود إلى جبل الهيكل مرة أخرى".
وقال يوسف في رسالته التي اطّلعت عليها رويترز "حتى لو زعمت أن أقلية حاخامية سمحت لك شخصيا بفعل ذلك، فمن الواضح أنك بصفتك وزيرا في حكومة إسرائيل كان يجب عليك ألا تتخذ أي إجراء ضد تعليمات الحاخامية الكبرى التي تعود إلى أجيال مضت".
المسجد الأقصى مصدر توتر
تشكل باحة المسجد الأقصى في القدس القديمة التي زارها وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، موقعا شديد الحساسية ومصدر توتر بين المسلمين واليهود منذ عقود.
يمتد المسجد الأقصى وباحته وقبة الصخرة على مساحة 14 هكتارا في وسط مدينة القدس القديمة التي احتلت اسرائيل قسمها الشرقي في 1967 ثم ضمته، بينما يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم التي يطمحون إليها.
يُطلق المسلمون على الموقع اسم "الحرم القدسي الشريف"، ويؤمنون بأنه المكان الذي شهد صعود النبي محمد إلى السماء على ظهر "البراق".
أما اليهود، فيعتقدون بأنه بني فوق موقع معبد يهودي (الهيكل) دمره الرومان سنة 70 ميلادية ولم يبق من آثاره سوى الحائط الغربي المعروف بحائط "المبكى" بالنسبة لليهود أو حائط "البراق" بالنسبة للمسلمين.
ويطلق اليهود على باحة المسجد الاقصى اسم "جبل الهيكل" ويعتبر أكثر المواقع قداسة لديهم.
تؤكد إسرائيل أنها لا تريد تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967. وتسمح قواعد ضمنية للمسلمين بالوصول إلى الحرم القدسي عندما يريدون فيما حددت مواعيد معينة لليهود لدخول باحاته لكن من دون إمكانية الصلاة فيها.
إلا أن مجموعات من القوميين المتطرفين اليهود تنتهك هذه القواعد عبر الصلاة خلسة في المكان بعد دخوله كزوار عاديين.
ويتسبب ذلك بتوتر متكرر مع المصلين المسلمين الذين يخشون محاولة إسرائيل تغيير قواعد الدخول إلى الموقع الذي يشرف عليه الأردن بالتنسيق مع السلطات الفلسطينية.
وتدقق الشرطة الإسرائيلية بالزوار غير المسلمين المتوجهين إلى باحة المسجد الأقصى عبر باب المغاربة.
وغالبا ما يشهد الموقع توترات شديدة.
في 1996، أثار قرار إسرائيلي بفتح نفق تحت الباحة يؤدي الى حي المسلمين، اضطرابات دامية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة أسفرت عن سقوط أكثر من ثمانين قتيلا في غضون ثلاثة أيام.
في 28 أيلول/سبتمبر 2000، اعتبر الفلسطينيون الزيارة التي قام بها زعيم اليمين الإسرائيلي حينها أرييل شارون الى باحة المسجد الاقصى، استفزازية. ووقعت غداة الزيارة مواجهات دامية بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية أدت إلى مقتل سبعة متظاهرين بالرصاص، وشكّلت الشرارة التي فجرت الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
في تموز/يوليو 2017، قُتل فلسطينيان في مواجهات مع القوات الإسرائيلية قرب القدس بعد أعمال عنف استمرت أسبوعا إثر قرار السلطات الإسرائيلية نصب بوابات إلكترونية عند مداخل الحرم القدسي.
في آب/اغسطس 2019، أسفرت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين في باحة المسجد الأقصى عن سقوط عشرات الجرحى خلال مناسبات دينية يهودية ومسلمة مهمة.
وفي رمضان عام 2021، شهد الموقع مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين فلسطينيين بعد مواجهات بدأت في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية على خلفية رفض فلسطينيين إخلاء منازلهم لصالح مستوطنين، وتصاعدت حدتها لتتحول إلى حرب استمرت 11 يوما بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة.
في ربيع 2022، جرت توترات على خلفية رفض الفلسطينيين دخول يهود باحة المسجد الأقصى، وجاءت بعد هجمات عدة نفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين في تل أبيب.
في 3 كانون الثاني/يناير 2023، زار وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى، لأول مرة منذ توليه منصبه، ما أثار حفيظة الفلسطينيين.
اضف تعليق