أسكن اليمني إسماعيل حسن الذي يعول عشرة أبناء أسرته في متجر مهجور وأصبحت مهنته البحث وسط النفايات عن المواد القابلة لإعادة التدوير لتوفير ما يسد الرمق لأفرادها، يعيش حسن في العاصمة صنعاء بعد فراره من بلدته قبل أربع سنوات وهو واحد من ملايين اليمنيين الذين يصارعون تزايد الفقر والجوع...

يغلق غازي القدسي متجره في ساعة مبكرة هذه الأيام ويعود مهرولا إلى المنزل في وقت يَتَحسّب فيه سكان العاصمة اليمنية لسقوط مزيد من القذائف في ضربات جوية تشنها قوات التحالف بقيادة السعودية، بعد مقتل ما لا يقل عن 20 في قصف قبل يومين، قال القدسي، الذي يقع متجره في منطقة حائل بصنعاء على بعد كيلومتر واحد من منطقة عسكرية استهدفها القصف "ثلاث أيام ضربات قوية جدا". بحسب رويترز.

وأضاف "أصبح الزبون متخوف وأصبحنا نغلق الآن بدري.. نغلق محلاتنا ونروح نطمن (أن) أطفالنا داخل البيوت"، كانت صنعاء، الخاضعة منذ 2014 لسيطرة قوات الحوثي المتحالفة مع إيران، تتمتع بهدوء نسبي منذ عام 2020 رغم احتدام القتال في غيرها من مناطق اليمن، لكن التحالف استأنف الهجمات في سبتمبر أيلول على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، الذين كثفوا إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة عبر الحدود على مدن سعودية ووصلت ضرباتهم حتى الإمارات.

يعيش أحمد الحشيدي وعائلته في مبنى بالقرب من أكاديمية عسكرية على طريق يؤدي إلى مطار صنعاء. وقعت غارة جوية فجر الأربعاء حطمت النوافذ وتركت بصماتها في صورة فتحات بالجدران، قال الحشيدي البالغ من العمر 48 عاما "حياتنا تغيرت من بعد الضرب... دمروا حياتنا. أين نسير؟ الشارع ؟ فعلا البيوت والسيارات تدمرت علينا، أصبحنا هذا الحين مشردين"، وتطالب الأمم المتحدة بخفض التصعيد في الصراع المستمر منذ حوالي سبع سنوات. وقُتل أكثر من 100 ألف ونزح أربعة ملايين في حرب هيمنت عليها ضربات جوية من جانب التحالف وإطلاق الصواريخ والقصف المدفعي من جانب الحوثيين.

وتدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن في مارس آذار 2015، بعدما أخرج الحوثيون الحكومة المدعومة من السعودية من صنعاء. ويقول الحوثيون إنهم يقاتلون عدوانا أجنبيا، مع تصاعد العنف، دعت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان يوم الخميس إلى إحياء مهمة لجنة خبراء كانت تحقق في جرائم الحرب، قبل إنهاء عملها في أكتوبر تشرين الأول الماضي، استشهدت اللجنة ببيانات مصدرها "مشروع بيانات اليمن" تظهر أن القصف من جانب قوات التحالف زاد بنسبة 43 بالمئة خلال الشهرين التاليين لإنهاء مهمة اللجنة.

في منطقة حائل بصنعاء، يقول سليم راجح الموظف الحكومي إنه يصبح أسيرا للقلق منذ اللحظة التي يغادر فيها منزله ويترك أسرته وهو ذاهب للعمل، بينما يقول إبراهيم علوان وهو صاحب متجر للمشغولات الفضية إنه يشعر بأنه محاصر.

تتزاحم الأسئلة على لسان علوان، ويقول "‏تفكر إنك تغادر.. لكن تغادر إلى فين؟ إلى المناطق الريفية؟ المناطق الريفية مفيهاش لقمة العيش. ما تقدرش تعيش"، يضيف "يعني أنت الآن أصبحت في حيرة... هل تستقر هنا؟ هل تنتظر القصف؟ هل تغادر؟ الوضع يعني صراحة لا نُحسد عليه".

أسرة يمنية تعيش في متجر مهجور مع استمرار الحرب والجوع

أسكن اليمني إسماعيل حسن الذي يعول عشرة أبناء أسرته في متجر مهجور وأصبحت مهنته البحث وسط النفايات عن المواد القابلة لإعادة التدوير لتوفير ما يسد الرمق لأفرادها، يعيش حسن في العاصمة صنعاء بعد فراره من بلدته قبل أربع سنوات وهو واحد من ملايين اليمنيين الذين يصارعون تزايد الفقر والجوع في وقت يبدو فيه السلام حلما بعيد المنال في الصراع الدائر منذ سبع سنوات وتواجه فيه منظمات الإغاثة مصاعب في الحفاظ على استمرار مساعداتها، ومنذ بداية يناير كانون الثاني الجاري خفض برنامج الأغذية العالمي حصص الغذاء لثمانية ملايين فرد بسبب نقص التمويل وحذر من أن هذه التخفيضات قد تدفع المزيد من الناس إلى التضور جوعا. بحسب رويترز.

وخلال غداء جماعي لتناول الأرز والخبز في المتجر الصغير المهجور قال حسن إنه يكافح لتوفير لقمة العيش لأسرته لكنه لا يستطيع تقديم شيء آخر يذكر، وقال "أهم شيء بالنسبة لي هو توفير الأكل لهم" مضيفا أنه لا يستطيع إلحاق أبنائه السبعة في سن الدراسة بالمدارس ولا حتى المدارس الحكومية، وتابع أن الأسرة تحصل على بعض المساعدات الغذائية كل شهرين لكنها لا تكفي.

وقال في مأوى الأسرة المزدحم إن ما يحصل عليه عبارة عن جوال ونصف جوال من القمح وعبوتين من زيت الطعام وكيس ملح وكيس من السكر وكيس من العدس، وقال حسن إن الطعام كان متوفرا للأسرة في بيتها القديم بمدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر قبل أن تجبرها الحرب على الانتقال.

وأضاف "كنا نأكل اللحم والسمك والدجاج والملوخية ... كل شيء كان موجودا. لكن الآن الظروف فرضت هذا (الوضع) علينا"، واليمن مقسم بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في شمال البلاد والعاصمة صنعاء وبين الحكومة المعترف بها دوليا في الجنوب، وأدت الاشتباكات والتضخم والنزوح وتعطل الواردات إلى انتشار الجوع في البلد الذي كان فقيرا قبل الحرب، وقال برنامج الأغذية العالمي إن حوالي خمسة ملايين فرد معرضون لخطر المجاعة.

اضف تعليق