يقول الناخبون ومنظمو الحملات الانتخابية إن القادة الذين يلبون حاجات مجتمع شائخ ويفتقرون إلى الثقافة السياسية، مع أساليب حملاتهم القديمة، يتسببون بانخفاض معدلات الإقبال على الانتخابات بشكل متكرر بين الشباب، تعد نسبة إقبال الناخبين في اليابان حيث يتولى الحزب الحاكم السلطة منذ عقود...
سيصوت شوما موتيغي للمرة الاولى في الانتخابات العامة في اليابان الأحد لكن هذا الشاب البالغ 19 عاما يمثل أقلية في فئته العمرية، وهو أمر يريد تغييره.
يقول الناخبون ومنظمو الحملات الانتخابية إن القادة الذين يلبون حاجات مجتمع شائخ ويفتقرون إلى الثقافة السياسية، مع أساليب حملاتهم القديمة، يتسببون بانخفاض معدلات الإقبال على الانتخابات بشكل متكرر بين الشباب.
تعد نسبة إقبال الناخبين في اليابان حيث يتولى الحزب الحاكم السلطة منذ عقود، خامس أدنى نسبة من بين 41 اقتصادا متقدما شملها استطلاع منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. بحسب فرانس برس.
وكانت الفجوة العمرية في أنماط التصويت كبيرة في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في البلاد مع مشاركة ثلث الأشخاص في العشرينات من العمر مقابل 72 في المئة للأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 60 و69 عاما.
وقال موتيغي طالب الاقتصاد من يوكوهاما إنه إذا لم يشارك الشباب في الانتخابات، فإن "السياسات ستكون في مصلحة الجيل العامل الحالي أو المسنين"، ويقول محلّلون إن نتيجة الانتخابات متوقعة إلى حد كبير مع توقع فوز رئيس الوزراء الجديد فوميو كيشيدا (64 عاما)، وبعدما أصبح زعيما للحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم، كشف حكومته هذا الشهر: يبلغ متوسط عمر أعضائها 62 عاما، مع وجود ثلاث نساء فقط.
بالنسبة إلى ميشا كادي، وهي طالبة تبلغ 24 عاما تعتزم أيضا التصويت الأحد "لا يبدو الأمر ملهما جدا"، تنشر كادي بانتظام منشورات حول النسوية وقضايا اجتماعية أخرى باللغتين الإنكليزية واليابانية لمتابعيها البالغ عددهم 46 ألفا على تيك توك، وتقول إن الشابات في اليابان غالبا لا يشعرن بأنهن ممثلات في السياسة الحالية.
وقالت كادي التي نشأت في الولايات المتحدة قبل أن تنتقل إلى اليابان عندما كانت في سن المراهقة "إنهن يعتقدن أنه عالم للرجال حيث لا يمكنهن الدخول"، وفي سؤال حول ما إذا كانت ستدخل السياسة بنفسها قالت "لن أستطيع القيام بذلك أبدا... هناك الكثير من التحرش الجنسي والتمييز الجنسي الصارخ ولا أعتقد أن هذا شيء يمكنني تحمله بشكل يومي".
جو غير سويّ
وفي محاولة لإشراك الجيل المقبل، خفضت الحكومة سن الاقتراع إلى 18 من 20 عاما قبل خمس سنوات، لكن موتيغي قال إن بعض أصدقائه ما زالوا غير قادرين على دخول نقاش سياسي خصوصا في ما يتعلق بمواضيع خلافية مثل الطاقة النووية أو الأمن القومي، وأوضح "أعتقد أنهم لا يشعرون بأنهم مستعدون لمناقشة هذه القضايا لأنهم لا يعرفون الكثير عن السياسة الحالية"، كما أنهم قد "يخشون أن يؤدي الخلاف إلى جو غير سويّ".
موتيغي عضو في مؤتمر الشباب الياباني وهو منظمة غير حكومية عقدت أخيرا مناظرتين سأل فيهما الناخبون الشباب النواب عن القضايا المهمة بالنسبة إليهم، من ظروف العمل إلى تكاليف التعليم والسياسات الجندرية.
وقال يوكي موروهاشي أحد منظمي المجموعة "لدى الشباب الياباني اهتمام كبير بالقضايا الاجتماعية، بما فيها المساواة بين الجنسين وفجوة الدخل وتغير المناخ"، وأضاف هذا الرجل البالغ 32 عاما "في كثير من الأحيان لا يعرف الطلاب حتى الفرق بين الأحزاب السياسية"، ويعود ذلك جزئيا إلى نقص توعية الناخبين منذ أيام الدراسة أو لأن "الأحزاب لا تبذل جهدا كافيا للوصول إلى الشباب".
تهديد للديموقراطية
ساهمت الالتماسات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في إحداث تغيير في اليابان في السنوات الأخيرة، لكن أساليب الحملات القديمة مثل إلقاء خطابات في محطات القطار، ما زالت منتشرة على نطاق واسع.
وبهدف إقناع مزيد من اليابانيين بممارسة حقهم بالتصويت، أطلقت مجموعة من العاملين في صناعة السينما مشروع "فويس بروجكت" الذي جمع ممثلين ومغنين لتصوير فيديو يحض الجمهور على التصويت.
ومقطع الفيديو هذا الذي تبلغ مدته ثلاث دقائق ونصف دقيقة وتمت مشاهدته على يوتيوب أكثر من 600 ألف مرة، لا يتخذ موقفا سياسيا ويتمحور حول شعار #أنا سأصوّت أيضا، قال كوساي سيكين (45 عاما) وهو مخرج سينمائي حائز العديد من الجوائز وأحد قادة المشروع، إن بعض المشاهدين أخبروهم أن الفيديو ساعدهم في اتخاذ قرار بالتصويت.
وحذّر من أنه إذا استمر التوجه في الامتناع عن التصويت، فقد يهدد ذلك الديموقراطية في اليابان، وأضاف "عدم ذهاب الشباب إلى مراكز الاقتراع يعني أن المسنين هم من سيتخذ القرار، ما يؤدي إلى مجتمع لا يكترث فعليا بالشباب وهو أمر مخيف".
اضف تعليق