أطلقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة تحذيرا لأوروبا مبدية قلقها حيال قدرة القارة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وعلى صعيد الهجرة، خلال القمة الـ107 والأخيرة التي تحضرها قبل انسحابها من الحياة السياسية في ختام عهد استمر 16 عاما، وقالت ميركل "أترك الآن هذا الاتحاد الأوروبي...
أطلقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة تحذيرا لأوروبا مبدية قلقها حيال قدرة القارة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وعلى صعيد الهجرة، خلال القمة الـ107 والأخيرة التي تحضرها قبل انسحابها من الحياة السياسية في ختام عهد استمر 16 عاما، وقالت ميركل "أترك الآن هذا الاتحاد الأوروبي بصفتي مستشارة في وضع يدعو إلى القلق"، وتابعت "تخطينا الكثير من الأزمات من خلال الاحترام والجهود المبذولة لإيجاد حلول مشتركة، لكننا أمام سلسلة من المشكلات التي لم تلق حلا". بحسب فرانس برس.
وفي ما يتعلق بدولة القانون ولا سيما استقلالية القضاء وحرية وسائل الإعلام، وهو موضوع توجه فيه أصابع الاتهام حاليا إلى بولندا، تمنت المستشارة مرة جديدة قيام نقاش أكثر هدوءا، داعية إلى المزيد من التفهّم لتاريخ هذا البلد الشيوعي سابقا. وقالت "علينا أن نحترم بعضنا البعض. أعتقد أن هذا مهم جدا"، وعلى صعيد الهجرة، رأت أن الاتحاد الأوروبي "لا يزال هشا من الخارج" في وقت تُتهم بيلاروس بالسماح لمهاجرين بالمرور عبر حدودها سرا ردا على العقوبات الأوروبية.
افتقار إلى الابتكار
وأخيرا، أعربت المستشارة عن قلقها على قدرة الاتحاد الأوروبي التنافسية ولا سيما في مجال التكنولوجيا الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، وقالت مبدية أسفها "أوروبا ليست القارة الأكثر ابتكارا، وعلينا القيام بالكثير في هذا المجال"، معتبرة أن من سيخلفها سيواجه "ورشا كبرى"، وكرم القادة الأوروبيون المستشارة التي يثير انسحابها من الساحة الأوروبية مخاوف من حصول فراغ داخل الاتحاد الأوروبي في وقت يواجه خططا حاسمة لاستمراريته منها إعادة بناء الاقتصاد بعد كوفيد-19 والتغير المناخي وإثبات دوره الجيوسياسي بمواجهة الولايات المتحدة والصين، وإلى إشادات نظرائها، تلقت ميركل إشادة من الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي شكرها "باسم الشعب الأميركي" على "صداقتها وقيادتها".وقال في شريط فيديو "شعبك الألماني العزيز والعالم بأسره مدينان لك بالامتنان لبصيرتك طوال تلك السنوات المديدة".
في بروكسل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن قمة للدول الـ27 "بدون أنغيلا أشبه بروما بدون الفاتيكان أو باريس بدون برج إيفل" مضيفا "أتمنّى ألّا تستائين من هذه الاحتفالية بمناسبة قمتك الأخيرة".
وأشاد رئيس الوزراء البلجيكي السابق بـ"حكمة" المستشارة التي سيفتقدها الأوروبيون "وخصوصا في الفترات الحساسة"، وصفق رؤساء الدول والحكومات وقوفا لميركل تأييدا لكلمة شارل ميشال، وأهدى القادة الأوروبيون ميركل عملا للمصمم الفرنسي الهولندي الشاب ماكسيم دوتير على شكل مبنى المجلس الأوروبي الذي يستضيف اجتماعات القمة، كما قدموا هدية مماثلة لرئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن الذي تنتهي مهامه في تشرين الثاني/نوفمبر.
وصرح المستشار النمساوي الجديد ألكسندر شالنبرغ أن رحيل ميركل "سيترك فراغا كبيرا لأنها شخص يتولى منصبه منذ فترة طويلة وكان لها تأثير كبير على تطور الاتحاد الأوروبي"، وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إن ميركل "طبعت أوروبا حقا على مدى 16 عاما، وساعدتنا جميعنا الـ27 على اتخاذ القرارات الصحيحة بكثير من الإنسانية في مراحل كانت صعبة".
صانعة تسويات
وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل الذي تعامل مع ميركل على مدى ثماني سنوات، "كانت صانعة تسويات إلى حد أنه عندما لا تحرز الأمور تقدما، كان لا يزال لدينا رغم كل شيء أنغيلا ... كانت تجد على الدوام ما يوحدنا ويسمح لنا بالمضي أبعد"، وختم "سأفتقدها، أوروبا ستفتقدها".
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي كانت في الماضي وزيرة للدفاع في حكومة ميركل، أكدت مؤخرا كم كانت روح التحليل التي تتمتع بها ميركل الحائزة شهادة دكتوراه في الكيمياء، أساسية لحلحلة المفاوضات الأوروبية حين تراوح مكانها بلا نهاية أحيانا، وضاعف القادة الأوروبية في الأشهر الأخيرة الإشادات والشكر للمستشارة التي حكمت ألمانيا منذ 2005، وكاد حكمها يساوي فترة حكم مستشار إعادة توحيد البلاد هلموت كول (1982-1998)، وواجهت ميركل التي تقود القوة الاقتصادية الأولى في القارة، انتقادات شديدة لموقف برلين في أزمة منطقة اليورو بعد الانهيار المالي العالمي في 2008-2009، لكنها لقيت إشادات واسعة لاحقا لاستجابتها لأزمة المهاجرين عام 2015 ولانضمامها في نهاية المطاف لخطة تقضي بتشارك الديون بين الدول الـ27.
ومن المتوقع أن يتولى مستشار جديد مهامه في ألمانيا قبل عيد الميلاد. وكشف الاشتراكيون الديموقراطيون ودعاة حماية البيئة والليبراليون الخميس الجدول الزمني لمفاوضاتهم الرامية إلى تنصيب أولاف شولتس مستشارا في مطلع كانون الأول/ديسمبر.
القادة الأوروبيون يكرّمون ميركل في آخر قمة أوروبية تشارك فيها
وإلى إشادات نظرائها، تلقت ميركل إشادة من الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي شكرها "باسم الشعب الأميركي" على "صداقتها وقيادتها، وقال أوباما في شريط فيديو "شعبك الألماني العزيز والعالم بأسره مدينان لك بالامتنان لبصيرتك طوال تلك السنوات المديدة".
في بروكسل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن قمة للدول الـ27 "بدون أنغيلا أشبه بروما بدون الفاتيكان أو باريس بدون برج إيفل" مضيفا "أتمنّى ألّا تستائين من هذه الاحتفالية بمناسبة قمتك الأخيرة".
وتابع رئيس الوزراء البلجيكي السابق "وداعك للساحة الأوروبية يمسّنا سياسيا ويغمرنا بالتأثر" مشيدا بـ"حكمة" المستشارة التي سيفتقدها الأوروبيون "وخصوصا في الفترات الحساسة"، وصفق رؤساء الدول والحكومات وقوفا لميركل تأييدا لكلمة شارل ميشال، وأهدى القادة الأوروبيون ميركل عملا للمصمم الفرنسي الهولندي الشاب ماكسيم دوتير على شكل مبنى المجلس الأوروبي الذي يستضيف اجتماعات القمة. بحسب فرانس برس.
كما قدموا هدية مماثلة لرئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن الذي تنتهي مهامه في تشرين الثاني/نوفمبر بعد أن أدار البلاد منذ العام 2014، وبقيت ميركل وفية لخطها في هذه القمة الأخيرة التي كانت فيها بولندا في قفص الاتهام بسبب خلاف مع التكتل حول انتهاكات لدولة القانون وسيادة الدستور الأوروبي على الدستور الوطني، إذ جددت دعوتها إلى الحوار مع وارسو، وصرح المستشار النمساوي الجديد ألكسندر شالنبرغ أن رحيل ميركل "سيترك فراغا كبيرا لأنها شخص يتولى منصبه منذ فترة طويلة وكان لها تأثير كبير على تطور الاتحاد الأوروبي"، وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إن ميركل "طبعت أوروبا حقا على مدى 16 عاما، وساعدتنا جميعنا الـ27 على اتخاذ القرارات الصحيحة بكثير من الإنسانية في مراحل كانت صعبة".
وشدد على أنها "كانت صانعة سلام داخل الاتحاد الأوروبي. كانت بلا شكل أوروبية كبيرة"، بدوره أشاد الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا بـ"سياسية عظيمة كانت عامل استقرار أساسيا في ظروف في غاية التعقيد" مبديا "احترامه الهائل" لها.
وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل الذي تعامل مع ميركل ثماني سنوات "كانت صانعة تسويات إلى حد أنه عندما لا تحرز الأمور تقدما، كان لا يزال لدينا رغم كل شيء أنغيلا ... كانت تجد على الدوام ما يوحدنا ويسمح لنا بالمضي أبعد".
وختم "سأفتقدها، أوروبا ستفتقدها"، وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي كانت في الماضي وزيرة للدفاع في حكومة ميركل، أكدت مؤخرا كم كانت روح التحليل التي تتمتع بها ميركل الحائزة شهادة دكتوراه في الكيمياء أساسية لحلحلة المفاوضات الأوروبية حين تراوح مكانها بلا نهاية أحيانا.
وضاعف القادة الأوروبية في الأشهر الأخيرة الإشادات والشكر للمستشارة التي حكمت ألمانيا منذ 2005، وكاد حكمها يساوي فترة حكم مستشار إعادة توحيد البلاد هلموت كول (1982-1998).
وواجهت ميركل التي تقود القوة الاقتصادية الأولى في القارة، انتقادات شديدة لموقف برلين في أزمة منطقة اليورو بعد الانهيار المالي العالمي في 2008-2009، لكنها لقيت إشادات واسعة لاحقا لاستجابتها لأزمة المهاجرين عام 2015 ولانضمامها في نهاية المطاف لخطة تقضي بتشارك الديون بين الدول الـ27.
وأظهرت المستشارة المحافظة براعة في الإدارة البراغماتية سمحت لها بالتوصل إلى التسويات الضرورية للحفاظ على وحدة الاتحاد، ومن المتوقع أن يتولى مستشار جديد مهامه في ألمانيا قبل عيد الميلاد. وكشف الاشتراكيون الديموقراطيون ودعاة حماية البيئة والليبراليون الخميس الجدول الزمني لمفاوضاتهم الرامية إلى تنصيب أولاف شولتس مستشارا في مطلع كانون الأول/ديسمبر، ويثير انسحاب ميركل (67 عاما) من العمل السياسية الخوف من حصول فراغ في الاتحاد الأوروبي في وقت يواجه خططا حاسمة لاستمراريته منها إعادة بناء الاقتصاد بعد كوفيد-19 والتغير المناخي وإثبات دوره الجيوسياسي بمواجهة الولايات المتحدة والصين.
اضف تعليق