لم يوفر فيروس كورونا بلدا ولا مدينة لا غنيا ولا فقيرا، ملكا كان أم أميرا، مسؤولا رفيعا كان أم من العامة، بعد أزمة المهاجرين، يضع وباء كورونا وحدة الاتحاد الأوروبي على المحك، إذ تدين دول جنوب القارة أنانية دول الشمال التي تهدد مستقبل أوروبا...
لم يوفر فيروس كورونا بلدا ولا مدينة لا غنيا ولا فقيرا، ملكا كان أم أميرا، مسؤولا رفيعا كان أم من العامة، بعد أزمة المهاجرين، يضع وباء كورونا وحدة الاتحاد الأوروبي على المحك، إذ تدين دول جنوب القارة "أنانية" دول الشمال التي تهدد مستقبل أوروبا، وتعجز دول الاتحاد الأوروبي على الاتفاق على خطة مالية مشتركة قوية في مواجهة أزمة صحية غير مسبوقة يبدو أنها ستسبب ضررا كبيرا باقتصاد التكتل، وحذر الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جاك دولور من أن "المناخ الذي يبدو سائدا بين رؤساء الدول والحكومات وغياب التضامن الأوروبي يمثلان تهديدا قاتلا للاتحاد الأوروبي".
وخرج دولور (94 عاما) الذي شغل سابقا منصب وزير الاقتصاد الفرنسي وترأس المفوضية الأوروبية بين 1985 و1995، عن صمته لإطلاق تحذير "الجرثومة عادت من جديد"، فعلى غرار ما حصل خلال أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو التي بدأت عام 2010 في أعقاب أزمة 2008 المالية، عاد الشرخ القديم للظهور بين دول الشمال، مثل ألمانيا وهولندا التي لها سياسة مالية عمومية سليمة، وبين دول الجنوب على غرار إيطاليا وإسبانيا وحتى فرنسا التي تتهم بالتراخي في تطبيق القواعد الضابطة للموازنة.
ووجه رئيس الحكومة الإيطالي جوزيبي كونتي الذي تعد بلاده الأكثر تضررا في العالم من الفيروس لناحية عدد الوفيات (9134)، دعوة الى الاتحاد الأوروبي "لكي لا يرتكب أخطاء مأساوية" وأضاف في تصريح إلى جريدة إل "سولي 24" السبت، "يوجد خطر بأن يفقد الاتحاد الأوروبي سبب وجوده"، وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الخشية ذاتها، وقال في تصريحات لصحف إيطالية "لن نتغلب على هذه الأزمة دون تضامن أوروبي قوي على مستوى الصحة والموازنة".
وتساءل ماكرون "هل يختصر الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو بمؤسسة مالية ومجموعة قواعد شديدة المرونة تسمح لكل دولة بالتصرف بشكل أحادي؟ أم نتصرف معا لتمويل مصاريفنا وحاجياتنا خلال هذه الأزمة المصيرية؟"، ودعت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وست دول أخرى في منطقة اليورو هذا الأسبوع إلى إصدار سندات دين مشتركة لتعبئة الموارد من السوق لصالح جميع الدول الأعضاء.
منذ وقت طويل، تطالب دول جنوب أوروبا المتدينة، على غرار إيطاليا، بتشارك الديون لكنها تواجه برفض دول شمال القارة، وتواجه الدول التي تعاني اختلالا ماليا، صعوبة في الاقتراض من الأسواق، إذ يطالبها المستثمرون القلقون على استرداد أموالهم بنسب فائدة أكثر ارتفاعا لإقراضها، لكن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الحكومة الهولندي مارك روتي لا يريدان البحث في الموضوع حاليا.
وسيخضع هذان المسؤولان للمساءلة من برلماني بلديهما بخصوص الالتزامات التي قدماها خلال الأزمة، ويخشيان أن يصب التضامن مع دول الجنوب في صالح الأحزاب الشعبوية الصاعدة في ألمانيا وهولندا، كبديل، تدعو ميركل وروتي إلى اللجوء إلى صندوق إنقاذ منطقة اليورو (آلية الاستقرار الأوروبية) الذي يمكن أن يوفر خط تمويل للدول التي تواجه صعوبات، لكن إيطاليا، الدولة الأكثر مديونية في منطقة اليورو (130 بالمئة من الناتج الداخلي الخام) بعد اليونان، تعارض ذلك لأن ديون الصندوق تترافق عادة مع شروط صارمة.
من ناحية أخرى، تخشى روما أن يرسل اللجوء إلى الصندوق إشارة سلبية للأسواق تعطيها انطباعا بأنها تتلقى مساعدة، في الأثناء، تتزايد الأصوات في ألمانيا وهولندا أيضا لإظهار تضامن أكبر، في حوار مع صحيفة "بيلد" الألمانية، عبر وزير الخارجية والاقتصاد الألماني السابق، الاشتراكي الديموقراطي زيغمار غابرييل، عن خشيته من أن يرى "أوروبا تتفكك"، وأضاف "إن لم نكن مستعدين الآن لتقاسم ثروتنا لا أعلم ماذا سيحصل لأوروبا"، أما رئيس البنك المركزي الهولندي كلاس نوت، فتوجه إلى مارك روتي قائلا "المنزل يحترق. يجب بذل جميع الجهود الآن لإخماد النار".
كورونا تضع مصداقة الاتحاد الأوروبي على المحك
قالت وزيرة فرنسية إن كيفية تعامل الاتحاد الأوروبي مع تفشي فيروس كورونا ستحدد مصداقيته وجدواه وذلك بعدما أخفق التكتل الأوروبي الأسبوع الماضي في الاتفاق على إجراءات لتخفيف تداعيات الوباء على الاقتصاد، وقالت وزيرة الشؤون الأوروبية إميلي دو مونشالان لراديو فرانس إنتر "إذا كانت أوروبا مجرد سوق موحدة في أوقات الرخاء، فلا مبرر لها" وقالت إن الأحزاب الشعبوية في أوروبا ستكون هي الفائز الأكبر إذا أخفق قادة الاتحاد الأوروبي في العمل معا أثناء أزمة كبرى.
تسارع وتيرة نقل فرنسيين وإيطاليين مصابين بكوفيد-19 إلى ألمانيا
تسارعت وتيرة نقل الجيش الألماني لفرنسيين وإيطاليين مصابين بفيروس كورونا المستجد وحالتهم الصحية حرجة إلى ألمانيا لتلقي العلاج، ومن المقرر أن يستقبل قسم العناية المشددة في إحدى مستشفيات برلين ستة مصابين فرنسيين سيتم نقلهم من ستراسبورغ بواسطة مروحية، وفق ما أعلنت المستشفى ورئيسة بلدية برلين، وسجّلت ألمانيا 48 ألف إصابة مؤكدة بكوفيد-19 ونحو 400 وفاة، وسبق ان استقبلت ستة مصابين إيطاليين للعلاج، وكانت مناطق ألمانية على غرار سارلاند وراينلاند بالاتينات استقبلت في الأسابيع الأخيرة مصابين فرنسيين وإيطاليين للعلاج.
وتم نقل الإيطاليين الذين يعانون من وضع صحي حرج بواسطة طائرة عسكرية ألمانية من مدينة برغامو، الواقعة في شمال إيطاليا الذي يعد بؤرة لتفشي الفيروس وأدخلوا مراكز طبية في كولن وبوخوم وبون، وفق ما أعلن متحدث باسم منطقة شمال راينلاند-وستفاليا، وفي فرنسا أجلت مروحية عسكرية مصابَين بفيروس كورونا بحال صحية حرجة تم نقلهم إلى ألمانيا من ميتس، وتم نقل المصابَين إلى مستشفى في إيسن في غرب ألمانيا، وفق ما أفادت مصادر متطابقة، وقال فرنسوا برون رئيس جهاز الطوارئ في المركز الطبي الإقليمي في ميتس لوكالة فرانس برس إنه سيتم "على الأرجح" نقل مصابَين إضافيين إلى ألمانيا بواسطة مروحية بعيد.
وأوضح أن قرار نقل مزيد من المصابين يعتمد على تطور الأوضاع، ومنذ بداية تفشي الوباء، نقل "نحو عشرة" مصابين بكوفيد-19 بواسطة سيارات إسعاف إلى المستشفيات الألمانية، وبالإضافة إلى ألمانيا يتم نقل المصابين الفرنسيين جوا وبرا إلى سويسرا ولوكسمبورغ، وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أنها تواصلت مع نظيرتها الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور، ووجّهت عبر تويتر شكرا "عميقا لأصدقائنا الألمان لدعمهم وتضامنهم"، وأكدت بارلي "لدينا جميعا هدف مشترك يتمثل بالانتصار على كوفيد-19" وردّت الوزيرة الألمانية بتغريدة جاء فيها "نواجه معا هذه الأزمة الإنسانية"، وكان الجيش الفرنسي تولى نقل مصابين جوا من مناطق فرنسية موبوءة إلى مناطق أخرى أقل تأثرا بالجائحة.
أكثر من 5600 شخص توفوا جراء فيروس كورونا في إسبانيا
تواصل إسبانيا سباقها مع الزمن لتفادي وفيات جديدة بفيروس كورونا، حيث أعلنت تسجيل 832 وفاة جديدة خلال 24 ساعة، ما يرفع عدد الوفيات في البلاد إلى 5690، وباستثناء تراجع طفيف، يواصل تعداد الوفيات ارتفاعه في إسبانيا، لتصبح بذلك الدولة الثانية الأكثر تضررا في العالم بعد إيطاليا، وازداد عدد الإصابات بأكثر من 8 آلاف في 24 ساعة، ليبلغ 72248، في وقت قررت السلطات فيه إجراء المزيد من الفحوص الطبية بهدف تحديد مدى انتشار العدوى بشكل أدق.
غير أن السلطات تشير إلى علامة إيجابية تتمثل في تباطؤ عداد الإصابات والوفيات اليومية في الأيام الأخيرة، بينما تكرر الحكومة أن البلاد غير بعيدة من بلوغ الوباء ذروته، ويخضع الإسبان البالغ عددهم 46 مليونا إلى حجر عام منذ 14 آذار/مارس، وجرى تمديد الإجراء حتى 11 نيسان/إبريل.
ولا تزال مدريد المنطقة الأكثر تأثرا في ظل تسجيل 2757 وفاة فيها، ما يوازي نصف الوفيات في البلاد، و21520 إصابة، إزاء ذلك، قررت السلطات المحلية إنشاء مشرحة ثانية في مبنى عام غير مستخدم في إحدى ضواحي العاصمة بعدما أنشأت الأولى في حلبة تزلج ضمن مركز تجاري.
حالات الإصابة بفيروس كورونا تتجاوز الألف في اليونان
أعلنت السلطات الصحية في اليونان رصد 95 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا مما يرفع إجمالي عدد حالات الإصابة إلى 1061 حالة منذ تسجيل أول حالة في البلاد يوم 26 فبراير شباط، وقال سوتيريس تسييودراس ممثل وزارة الصحة إن 32 شخصا توفوا بمرض كوفيد-19 الذي يتسبب فيه الفيروس، وفرضت اليونان حظر التجول حتى أوائل أبريل نيسان كما فرضت قيودا على تنقل الأشخاص باستثناءات قليلة. وأغلقت أيضا حدودها أمام رعايا الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وكذلك رعايا إسبانيا وإيطاليا لاحتواء انتشار الفيروس.
والزيادة في حالات الإصابة في اليونان متدرجة ومطردة إلى الآن، وفي وقت سابق قال وزير التنمية أدونيس جورجياديس في تصريحات تلفزيونية إنه سيتم تمديد إجراءات فرض القيود إلى ما بعد السادس من أبريل نيسان لكنه لم يخض في التفاصيل، وقالت وزارة إدارة الأزمات إن اليونان أوقفت جميع الرحلات الجوية من هولندا حتى 15 أبريل نيسان.
رئيس الوزراء التشيكي ينصح ترامب بجعل الكمامات إلزامية
نصح رئيس الوزراء التشيكي أندري بابيش الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن يجعل وضع الكمامات في الأماكن العامة إلزاميا للحد من تشفي فيروس كورونا المستجد، وجاء في تغريدة توّجه فيها بابيش إلى ترامب "حاول التصدي للفيروس على الطريقة التشيكية"، وبابيش على غرار ترامب رجل أعمال ملياردير أصبح سياسيا شعبويا، وتابع رئيس الوزراء التشيكي أن "وضع أي كمامة من القماش يخفّض تفشي الفيروس بنسبة 80 بالمئة! لقد فرضت الجمهورية التشيكية على سكانها وضع كمامة في الأماكن العامة".
وطلب بابيش من الرئيس الأميركي "إعادة التغريد"، مضيفا "بارك الله أميركا!"، ولم يرفق بابيش تغريدته بأي مصدر علمي يدعم نظرية أن الكمامة تخفّض بنسبة 80 بالمئة خطر الإصابة بكوفيد-19، ولا إجماع في الأوساط العلمية على أن وضع الأشخاص غير المصابين بالفيروس كمامات يعد وسيلة فاعلة لحمايتهم من الإصابة بكوفيد-19، كما تختلف التوجيهات في هذا الشأن بين بلد وآخر.
وتنصح هيئات صحية عدة السكان بعدم شراء الكمامات بسبب نقص المخزون، وبحسب منظمة الصحة العالمية لا يتعيّن على غير المصابين وضع كمامة إلا في حال رعايتهم شخصا يشتبه بإصابته بالفيروس، وفي الولايات المتحدة أصدر مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها توجيهات مماثلة يوضح فيها أن من يتعيّن عليهم وضع كمامة هم حصرا المرضى ومن يتولون رعاية مريض.
إلا أن دراسة أعدها المركز في العام 2009 تفيد بأنه "في حالات معيّنة يمكن أن ينصح" بوضع كمامات في تجمّعات يرصد فيها فيروس إنفلونزا ايه اتش1ان1، المتعارف على تسميته "إنفلونزا الخنازير"، في مدينة ووهان الصينية التي رصدت فيها أول إصابة بالفيروس في كانون الأول/ديسمبر، فرضت السلطات على السكان وضع الكمامات في الأماكن العامة، وفق صحيفة "بيبلز ديلي" الرسمية.
وفي آذار/مارس الحالي تعرّضت حكومة بابيش لانتقادات بسبب نقص حاد في الكمامات دفع آلاف التشيكيات إلى حياكة كمامات خاصة للوقاية الشخصية، ومذّاك بدأت براغ باستيراد لوازم طبية من الصين، وبالإضافة إلى جعل وضع الكمامات إلزاميا، أغلقت تشيكيا حدودها ومدارسها وحاناتها وغالبية متاجرها لتعزيز جهود التصدي لتفشي الفيروس.
وجمهورية تشيكيا عضو في الاتحاد الأوروبي منذ العام 2004، يبلغ عدد سكانها 10,7 ملايين نسمة، وقد سجّلت 2,663 إصابة مؤكدة بكوفيد-19 بينها 13 حالة وفاة و11 حالة شفاء، وتتصدّر الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر تسجيلا للإصابات المؤكدة مع أكثر من 124 ألف إصابة، وفق تعداد لجامعة جونز هوبكنز.
عطلة بمنتجع تزلج في النمسا تتحول إلى كارثة
بعد أن أمضى الدنماركي هنريك ليرفيلدت وقتاً ممتعاً في مطعم وحانة "Kitzloch" بمدينة إيشغل النمساوية الشهيرة بمنتجعات التزلج، لم يدرك أنه سيعود إلى بلده حاملاً فيروس كورونا المستجد مع الذكريات، قال ليرفيلدت، البالغ من العمر 56 عاماً، لـCNN، من داخل حجره المنزلي، الذي يبعد 50 ميلًا عن العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، إنه أمضى وقته في مطعم وحانة "Kitzloch"، في مقاطعة تيرول النمساوية، على طريقة احتفال ما بعد التزلج، "بالكثير من الأشخاص، والكثير من المشروبات، ومع ندل سعداء لأداء مهامهم".
وبعد 4 أيام من عودته إلى المنزل، جاء اختبار ليرفيلدت إيجابياً لفيروس كورونا المستجد، "كوفيد-19"، كما حصل مع أحد أصدقائه الذين سافر معهم ولكنهما مجرد شخصين من بين مئات الأشخاص من جميع أنحاء أوروبا الذين تعود إصابتهم إلى مدينة إيشغل، وبعضهم تعود مباشرةً إلى مطعم وحانة "Kitzloch"، وفقاً للسلطات الأوروبية، وقال مالك مطعم "Kitzloch"، برنهارد زانغرل، لموقع الأخبار الألماني "t-online"، في 16 مارس/آذار، إن موظفيه يمكن أن يكونوا قد أصيبوا أيضاً بالفيروس من شخص ما.
وذكر الموقع أن زانغلل قال إنه من الوقاحة محاولة تثبيت هذا الأمر على شركة واحدة، وتستقطب إيشغل والقرى المجاورة لها نحو 500 ألف زائر في كل شتاء، من بينهم شخصيات مشهورة أمثال باريس هيلتون، ونعومي كامبل، وبيل كلينتون، ورغم من تحذير الحكومة الأيسلندية في 4 مارس/ آذار من أن مجموعة من مواطنيها أصيبوا بفيروس كورونا في إيشغل، سمحت السلطات النمساوية باستمرار سياحة التزلج، مع الحفلات المصاحبة لها، لمدة 9 أيام أخرى قبل وضع المنتجع بأكمله تحت الحجر الصحي في 13 مارس/آذار، بينما أغلقت الحانات في 10 مارس/آذار.
وحتى بعد تأكد إصابة نادل بالفيروس، أكدت السلطة الطبية في تيرول، حيث تعد سياحة التزلج على الجليد واحدة من أكبر الدوافع الإقتصادية، في بيان صحفي، في 8 مارس/آذار أنه "لا يوجد داعي للقلق"، واعترفت السلطات النمساوية منذ ذلك الحين بعلاقة المدينة والحانة في انتشار فيروس كورونا، ونفت حكومة المقاطعة، في بيان أرسلته إلى CNN الأسبوع الماضي، أنها تقاعصت عن اتخاذ الإجراءات اللازمة، قائلة إنها تصرفت في الوقت المناسب وبطريقة فعالة.
وقال عضو مجلس محافظة تيرول المسؤول عن الصحة ومرافق الرعاية والعلوم والبحوث، برنارد تيلج، في البيان "مع الإجراءات التي اتخذت، تمكنت السلطات من احتواء استمرار سلسلة انتشار العدوى"، وقال مكتب المدعي العام في إنسبروك في بيان لـ CNN إنه كلف مكتب الشرطة الجنائية في تيرول بإجراء "تحقيقات للإشتباه في تعريض الأشخاص للخطر عن طريق أمراض معدية"، مضيفاً أنه يدرس احتمالية أن المطعم لم يبلغ عن تأكد إصابة أحد موظفيه بفيروس كورونا في نهاية فبراير/شباط، وفي 7 مارس/ آذار، بعد 3 أيام من تحذير آيسلندا، تأكدت إصابة نادل عمره 36 عاماً في مطعم "Kitzloch". وأكدت حكومة المقاطعة في البيانات الصحفية أن من بين الـ22 شخصاً الذين اختلط بهم النادل ووضعوا في الحجر الصحي، تأكدت إصابة 15 منهم بفيروس كورونا منذ ذلك الحين.
وقد انتشر فيروس كورونا إلى ما وراء مقاطعة تيرول، وتظهر أحدث الأرقام المتاحة للحكومة الدنماركية أنه من بين أكثر من ألف و400 حالة في الدنمارك، أصيب 298 بالفيروس في النمسا. وبالمقارنة، تم ربط 61 حالة فقط بالسفر إلى إيطاليا، وهي أكثر البلدان تضرراً في أوروبا حتى الآن.
وحتى 20 مارس/ آذار، علمت السلطات الأيسلندية بإصابة 8 أشخاص بالفيروس في إيشغل على وجه التحديد، بحسب ما أفادت الهيئة الصحية لـ CNN، وقال كريستنسن، بحسب ما أطلعه الخبراء في أيسلندا، إنهم لم يفهموا كيفية وقوع هذا العدد الكبير من الحالات ولكن ظهرت صورة أكثر وضوحاً بعدما علم المسؤولون بما يجري داخل الحانات والنوادي المكتظة في إيشغل.
وتابع كريستنسن: "أدركنا أنهم تبادلوا اللعاب" خلال ممارسة الألعاب التي تستخدم المشروبات الكحولية، إذ تضمنت اللعبة بصق كرات كرة الطاولة من أفواههم داخل أكواب شراب البيرة، والتي أعاد أشخاص آخرون استخدامها، وأفاد ليرفيلدت أن ندل مطعم وحانة "Kitzloch"، ومن بينهم النادل الذي تأكدت إصابته لاحقاً بفيروس كورونا المستجد، استخدموا صافرة نحاسية لتنبيه الأشخاص بإفساح الطريق ليتمكنوا من خدمة الزبائن.
إيطاليا تتوقع الإبقاء على قيود كورونا مع انتظارها تراجعا مطردا في انتشار المرض
قال مسؤولون إن من شبه المؤكد أن تُبقي إيطاليا على إجراءات العزل العام بسبب تفشي فيروس كورونا لمدة أسبوعين آخرين على الأقل، حيث لم يظهر تراجع ملموس بعد في عدد حالات الإصابة الجديدة بالمرض.
وتوفي بالمرض زهاء 11 ألف شخص في إيطاليا منذ يوم 21 فبراير شباط، وهو أكبر عدد من الوفيات بسبب كورونا في العالم، في حين أُصيب نحو 97689 شخصا خلال ما يزيد قليلا على خمسة أسابيع، أي أكثر من أي دولة أخرى في العالم باستثناء الولايات المتحدة.
وتأكيدا لمخاطر المرض، أعلنت نقابة الأطباء وفاة 11 طبيبا آخرين يوم الاثنين ليرتفع العدد الإجمالي للأطباء المتوفين إلى 61، وقالت النقابة إنه لم تُجر الفحوص الخاصة بالمرض لهم جميعا قبل وفاتهم غير أنها ربطت وفاتهم بالوباء. وكان كثيرون من الأطباء المتوفين ممارسين عامين في لومبارديا، المنطقة الأكثر تضرراً في شمال إيطاليا.
وقال أتيليو فونتانا حاكم منطقة لومبارديا الإيطالية إنه سيكون على الحكومة تمديد الحملة الشاملة شبه الكاملة على الحركة وأنشطة الشركات التي فُرضت على أنحاء البلاد منذ التاسع من مارس آذار وكان مقررا أن تنتهي يوم الجمعة.
وأضاف للصحفيين ”علينا أن نتفق على ذلك مع مناطق أخرى لكنني أرى أننا نتحدث (عن الإبقاء على إجراءات العزل العام) حتى منتصف أبريل نيسان على الأقل“، وقال حاكم منطقة بوليا بجنوب إيطاليا إن القيود يجب أن تبقى حتى مايو أيار.
فرنسا تسجل 441 وفاة جديدة بفيروس كورونا
أحصت فرنسا وفاة 7560 شخصاً جراء فيروس كورونا منذ بدء تفشي الوباء، وذلك بعد تسجيل السبت 441 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة وهو عدد أقل من الرقم القياسي المسجل الجمعة (588 وفاة).
وقال مدير عام الصحة جيروم سالومون لصحافيين إن هذا العدد يرفع حصيلة الوفيات الإجمالية إلى 7560 منذ بدء تفشي الوباء، بينهم 5532 وفاة في المستشفيات و2028 في دور رعاية المسنين وغيرها من المؤسسات الصحية الاجتماعية.
وأشار سالومون إلى أن هناك حالياً 28143 شخصاً مصاباً في المستشفيات في فرنسا، فيما يبلغ العدد الإجمالي للإصابات 68605 في جميع أنحاء البلاد، وتفرض فرنسا إغلاقاً منذ 17 آذار/مارس في محاولة للحدّ من انتشار الوباء، ولا تسمح بالخروج من المنازل إلا للضرورة مع وجوب تبرير الخروج بتصريح موقّع.
أسوأ سيناريو في بريطانيا وفاة 50 ألفا بسبب كورونا
قال مصدر مطلع على مناقشات الطوارئ التي تجريها الحكومة البريطانية إن أسوأ سيناريو تواجهه الحكومة يضع تصورا لوفاة 50 ألف شخص بسبب فيروس كورونا إذا لم يتم الالتزام بإجراءات العزل الذاتي لكن المملكة المتحدة ليست على هذا المسار في الوقت الراهن، ووفقا للمصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية المسألة، فإن التوقعات هي أن أسوأ يوم من حيث عدد الوفيات سيكون 12 أبريل نيسان، الذي يوافق يوم عيد القيامة هذا العام، وذكر المصدر أن أسوأ سيناريو للوفيات يستند على امتثال المواطنين بشكل جزئي لإجراءات العزل العام بمستوى نحو 50 في المئ، وقال المصدر إن ما يسمى بأفضل نتيجة في هذه الظروف سيكون وفاة 20 ألفا.
وامتنعت متحدثة باسم داونينج ستريت عن التعليق، وقال وزير الصحة مات هانكوك ”للأسف يواصل فيروس كورونا النمو. أفضل تحليل علمي هو أن معدل الإصابات يتضاعف كل ثلاثة أو أربعة أيام“.
وارتفع عدد الوفيات بسبب كورونا بنسبة 24 في المئة في يوم واحد إلى 2921 حتى أول أبريل نيسان. وقالت وزارة الصحة إنه حتى الساعة 0800 بتوقيت جرينتش يوم الثاني من أبريل نيسان، تم فحص 163194 شخصا في المجمل، ثبتت إصابة 33718 منهم بالمرض، وقال ستيفن بويز، المدير الطبي لخدمة الصحة الوطنية في إنجلترا، يوم الأحد إن المملكة المتحدة ستبلي بلاء حسنا إذا أبقت عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا أقل من 20 ألفا، ووفقا لدراسة أجرتها جامعة إمبريال كوليدج الشهر الماضي، فإنه لو لم تُتخذ أي إجراءات، لكان التفشي قد تسبب في أكثر من نصف مليون حالة وفاة في بريطانيا و2.2 مليون في الولايات المتحدة، وأفاد إحصاء جامعة جونز هوبكنز أن عدد الوفيات بسبب الفيروس في جميع أنحاء العالم تجاوز 50200 يوم الخميس في الوقت الذي تتفشى فيه الجائحة في الولايات المتحدة وأوروبا.
ألمانيا تختار استراتيجية كوريا الجنوبية في مكافحة كورونا المستجد
تعتمد ألمانيا استراتيجية كوريا الجنوبية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد مع زيادة أعداد الفحوصات ووضع المرضى في الحجر الصحي وذلك لمنع استنفاد طاقات مستشفياتها التي تنقصها طواقم طبية.
لجأت ألمانيا التي غالبا ما اعتبرت مثالا في أوروبا لإدارة الوباء، إلى القيام بحوالى 300 ألف إلى 500 ألف فحص أسبوعيا وهي وتيرةأعلى مما تقوم به عدة دول أوروبية مجاورة، وخصوصا فرنسا التي نفحص فقط المرضى الذي يعانون من حالات متقدمة.
ولا تعتزم حكومة المستشارة أنغيلا ميركل التوقف عند هذا الحد، حيث أوصت وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية كشفت عنها للتو عدة وسائل إعلام، باستراتيجية مستوحاة من نموذج كوريا الجنوبية مع القيام بحوالى 200 ألف فحص للكشف عن المرض يوميا، وسيتم من الآن وصاعدا فحص كل الأشخاص الذين يعتقدون أنهم مصابون بكوفيد-19 وكذلك كل الأشخاص الذين يحتمل أنهم كانوا على تواصل مع مصاب كما تنص عليه الوثيقة. وفي الوقت الحالي تشمل الفحوصات المرضى الذين كانوا على تواصل مع شخص مصاب.
من جانب آخر تعتبر الوثيقة أن تحديد أماكن تواجد الأشخاص، الأداة التي استخدمتها كوريا الجنوبية، "أمر حتمي على المدى الطويل" لإفساح المجال أمام تتبع مكان تواجد الأشخاص الذين تأتي فحوصاتهم ايجابية.
واعتبر لوتار فيلر المسؤول في معهد روبرت كوخ المكلف الاشراف على مكافحة الوباء في ألمانيا لصحيفة محلية الاحد أن "كوريا الجنوبية يمكن أن تكون مثالاً" على الرغم من الاختلافات الثقافية بين البلدين، مشيرا بشكل خاص إلى تقنية "تحديد الموقع الجغرافي" للأشخاص المصابين، وبدأ نقاش حاد في ألمانيا حول هذا الموضوع حيث طرحت مسألة حماية المعطيات الخاصة التي لها أهمية خاصة في البلاد بعد حقبتي ديكتاتورية في القرن العشرين.
في الأسابيع الماضية، كان يجري الاقتداء بنموذج كوريا الجنوبية، مع حملة فحوصات مكثفة وعزل الأشخاص المصابين وتحديد مواقع الاشخاص الذين كانوا على تواصل مع المصابين عبر استخدام تكنولوجيا رصد الموقع.
رغم أن ألمانيا تملك "نظاماً صحياً ممتازاً قد يكون أحد أفضل الأنظمة في العالم" كما تقول أنغيلا ميركل، فإن الوباء كشف بالواقع الثغرات في النظام الصحي الألماني، وفي ألمانيا أكثر من 25 ألف سرير مجهز بانظمة تنفس اصطناعي، لكن "في الأشهر الماضية تم إغلاق بعض الأسرة في العناية الفائقة بسبب عدم وجود ما يكفي من الطواقم الطبية" المؤهلة المتوافرة كما قال رينار بوس المتخصص في اقتصاديات الصحة في جامعة برلين التقنية، لوكالة فرانس برس.
موسكو تدخل في العزل ومناطق روسية أخرى تبدأ تطبيق اجراءات مماثلة
دخلت موسكو الاثنين اليوم الأول من العزل لمدة لم تحدد فيما أعلنت عدة مناطق روسية أنها ستطبق اجراءات مماثلة بعد دعوة من رئيس الوزراء الروسي في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
تجنب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إصدار الأمر بفرض العزل معلنا عن فترة اجازة من 28 آذار/مارس حتى 5 نيسان/ابريل وداعيا الروس الى "البقاء في المنازل".
وقرر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبانين في نهاية المطاف مساء الاحد ان يحد من التنقلات وخصوصا أن سكان موسكو استفادوا من الطقس الجيد في نهاية الاسبوع للخروج الى متنزهات المدينة بدون الاخذ بالاعتبار توصيات التباعد الاجتماعي.
في ساعات الصباح التي عادة ما تشهد ازدحاما، كانت عدة شوارع في وسط المدينة شبه مقفرة لكن كان هناك الكثير من السيارات على الطرقات أيضا بحسب مراسلة وكالة فرانس برس. غير أن حركة السير كانت أخف من المعتاد.
كما كان متنزه في وسط المدينة فارغا بشكل غير اعتيادي، وكانت أمراة تسير مع كلبها فيما كانت سيارات الشرطة في الشوارع المجاورة تنتقل ببطء كما افاد مراسل وكالة فرانس برس، وفي أحد أحياء جنوب موسكو، شوهد العديد من المارة في الشوارع.
وسمح لسكان موسكو البالغ عددهم 12 الى 16 مليون شخص بحسب التقديرات بالخروج من منازلهم للتوجه الى العمل أو للطوارىء الطبية والتزود من السوبرماركت الاقرب او التوجه الى الصيدليات، بحسب قرار أصدره رئيس بلدية العاصمة.
كما يحق لهم الخروج لرمي النفايات ولأخذ الكلب في نزهة على مسافة مئة متر في محيط منازلهم. واتخذت ضواحي العاصمة اجراءات مماثلة، ويفترض أن تمنح أذونات خاصة قريبا للاشخاص الذين يعفون من اجراءات العزل.
ودعا رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين المناطق الأخرى في روسيا الى الاستعداد لاتخاذ اجراءات مماثلة. وأحصت روسيا رسميا 1534 حالة إصابة وثماني وفيات. وثلثا الحالات في موسكو بحسب رئيس بلدية العاصمة الذي يشرف من جانب آخر على اجراءات روسيا للحد من انتشار الوباء.
فتاة بلجيكية عمرها 12 عاما.. أصغر ضحايا كورونا في أوروبا
قال متحدث باسم وزارة الصحة البلجيكية إن فتاة عمرها 12 عاما توفيت في بلجيكا متأثرة بفيروس كورونا، وذكرت وسائل إعلام محلية أنها أصغر ضحية للمرض في أوروبا، وقال خبير الفيروسات إيمانويل آندريه في مؤتمر صحفي يومي عن تفشي الفيروس ”إنه حدث نادر لكنه يمزقنا“، وسجل المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهو هيئة تابعة للاتحاد الأوروبي، وفيات في الفئة العمرية بين 10 و19 عاما في إسبانيا لكنه لم يورد تفاصيل، ورغم أن مرض كوفيد-19 التنفسي الذي ينتج عن الإصابة بفيروس كورونا عادة ما يؤثر على كبار السن، قال مسؤولون في بلجيكا إن حالة الفتاة تدهورت بعد ارتفاع درجة حرارتها على مدى ثلاثة أيام.
ولم يذكر المسؤولون ما إذا كانت الفتاة تعاني من أمراض أخرى وقت إصابتها، وإجمالا ارتفعت حالات الوفاة بسبب الفيروس في بلجيكا 98 حالة لتبلغ 705 حالات يوم الثلاثاء. وسجلت البلاد 876 حالة إصابة جديدة ليصل إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة إلى 12775 حالة، ودخلت 4920 حالة المستشفيات مما يعني أن حوالي نصف طاقة الخدمة الطبية وُجهت لكوفيد-19. وتتوقع بلجيكا بلوغ التفشي ذروته خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.
الاتحاد الأوروبي يحذر المجر من تقويض الديمقراطية بقوانين مكافحة كورونا
حذرت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، المجر يوم الثلاثاء من أن إجراءات الطوارئ التي تبتها الحكومات لمكافحة أزمة فيروس كورونا ينبغي ألا تقوض الديمقراطية.
ويوم الاثنين منح البرلمان المجري رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان صلاحية غير محدودة لإصدار مراسيم بقوانين وفرض أحكام بالسجن على من يعرقلون إجراءات كبح انتشار الفيروس أو من ينشرون معلومات خاطئة تتعلق بالأزمة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ”من الضروري ألا تأتي إجراءات الطوارئ على حساب مبادئنا وقيمنا الأساسية... لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية بدون حرية وإعلام مستقل“.
وأضافت في بيان ”اي إجراءات طارئة يجب أن تكون في إطار الضرورة ومقيدة بشكل صارم. يجب ألا تستمر إلى أجل غير مسمى... على الحكومات التأكد من أن مثل هذه الإجراءات محل مراجعة دورية“.
كما قالت المفوضية الأوروبية إنها ستحلل وتراقب عن كثب تطبيق القوانين الجديدة في المجر التي تواجه اتهاما بتقويض الديمقراطية من خلال وضع الإعلام والأستاذة الجامعيين والجماعات الحقوقية تحت المزيد من سيطرة الدولة.
اضف تعليق