أفرزت الحرب في اليمن كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة لاستمرار الضربات الجوية السعودية وبروز قوة تنظيم القاعدة مجددا، وغياب مؤشرات السلام، فضلا عن تصاعد عدد الضحايا والنازحين في الوقت الذي تهدد فيه أزمة المحروقات بوقف توزيع المساعدة الإنسانية الحيوية في هذا البلد الهش على المستويات كافة.
إذ تجسد حالة تدهور الوضع الإنساني في اليمن مشهدا لمأساة إنسانية تمهد لكارثة حقيقية، ويظهر هذا المشهد واقعاً قاسياً لوضع يزداد سوء بشكل يومي لمعاناة الشعب اليمني، الذي صار ضحية الصراع بالوكالة ضمن منطقة الشرق الاوسط، مما يجعل من السلام في اليمن بعيد المنال حتى في المستقبل القريب.
فبعد خمسة أسابيع من الحرب ما زال برنامج مساعدة المدنيين الذي أعلن عنه التحالف العربي بقيادة السعودية دون تنفيذ بسبب مواصلة العمليات العسكرية وتكثيفها، في الوقت نفسه أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الائتلاف الذي تقوده السعودية استخدم ذخائر عنقودية محظورة من صنع أمريكي في غاراته الجوية على مواقع للحوثيين في اليمن.
حيث فاقمت الضربات الجوية والقتال بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس هادي الذي يقيم في الرياض الأزمة الانسانية في اليمن مما دفع وكالات الاغاثة الانسانية الى الدعوة أيضا لوقف القصف، وتعرضت السعودية لانتقادات متزايدة تناولت حملة الغارات الجوية التي تقودها منذ 26 آذار/مارس في اليمن على رأس تحالف من تسع دول عربية ضد مواقع الحوثيين في اليمن بهدف منعهم من السيطرة على مجمل البلاد بعد أن دفعوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمغادرة البلاد واللجوء إلى السعودية، غير أن عدد الضحايا المدنيين للنزاع في اليمن تزايد بشكل متواصل في الأسابيع الأخيرة ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في البلد بأنه كارثي.
من جهته فشل مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في النزاع اليمني، وهذا ما وضع اليمن في ازمة متصاعد بسبب الحرب المتصاعدة التي أدت الى هشاشة الدولة سياسيا وامنيا واقتصاديا، فقد لعبت التدخلات الإقليمية دورا بارزا في زيادة حدة الخلافات السياسية والأمنية في اليمن، الذي يعاني تدهورا اقتصاديا ملحوظا، وضعة في قائمة الدول الأكثر فقرا على مستوى العالم، وغالبا ما تتبادل إيران والسعودية الاتهامات بدعم حركات التمرد والمسلحين من اجل مصالحهما الخاصة، خصوصا وان الطرفان يخشيان من تمكن الجهة التي يدعمهما الطرف الاخر من السيطرة على الحكم في اليمن ذات الموقع الاستراتيجي بالنسبة لكلا البلدين، كما يرى مراقبون ومحللون سياسيون، وهو امر دائب البلدان على نفيه باستمرار، ويبقى السؤال قائما كيف سيتم ايقاف زيف دم الشعب اليمن؟ في ظل تصاعد شراسة الحرب وتزايد الكوارث الإنسانية، التي أتاحت أرضا خصبة لانتكاسات جديدة على المستويات كافة.
وعليه يرى يجمع المحللون انه في حال استمرار الفشل الدولي بإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن المتفاقمة وعدم توقف اطراف النزاع في اليمن عن القتال، تزداد المعاناة الإنسانية للشعب اليمني على نحو مضطرد خاصة في الآونة الأخيرة، حيث يرى الكثير من الحقوقيين ان عدد الضحايا في تزايد مستمر والأزمة الإنسانية تتفاقم يوما بعد يوم وربما تستمر لسنوات عديدة مقبلة، بينما العالم يجازف بتغاضيه عن الكارثة الانسانية اليمنية، واذا استمر تدهور الوضع بهذه الوتيرة، يبقى مستقبل اليمن تحت مسجل الخطر حتى على المدى البعيد.
استخدام قنابل عنقودية
في سياق متصل قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن التحالف الذي تقوده السعودية ربما استخدم في الغارات الجوية على اليمن قنابل عنقودية تحظرها غالبية دول العالم، وقالت هيومن رايتس في بيان "توجد أدلة ذات مصداقية على أن التحالف الذي تقوده السعودية استخدم ذخائر عنقودية محظورة من صنع الولايات المتحدة في غاراته على قوات الحوثيين في اليمن"، ودعا الحوثيون الأمم المتحدة إلى العمل على إنهاء الضربات الجوية التي وصفوها بالعدوان السافر على البلاد. بحسب رويترز.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن مقاطع فيديو حملها الحوثيون على موقع يوتيوب يوم 17 أبريل نيسان تظهر "أشياء تنزل من الفضاء في مظلات ثم يقوم المقطع بتكبير الصورة فيظهر انفجار في الجو تصحبه سحب من الدخان الأسود الناتج عن انفجارات أخرى، وبتحليل صور القمر الصناعي تمكنت هيومن رايتس ووتش من تحديد موقع هذه الانفجار وهو الشعف في منطقة ساقين غرب محافظة صعدة، وأضاف البيان أن ناشطا يقيم في صنعاء قدم صورا "حصل عليها من أحد سكان محافظة صعدة قال إنه قام بتصويرها في 17 أبريل في موقع استهدفته إحدى الغارات" قرب صعدة تظهر بقايا اثنين من أسلحة استشعار أمريكية الصنع من طراز "فازد سي.بي.يو-105" و"اسطوانة فارغة من نوع بي.ال.يو-108".
وقالت الأمم المتحدة في 24 ابريل نيسان إن القتال في اليمن أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص بينهم ما يقدر بنحو 551 مدنيا منذ بدء القصف في 26 مارس آذار، وقال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 115 طفلا على الأقل بين القتلى.
ووقعت 116 دولة عام 2008 على اتفاقية لحظر القنابل العنقودية التي تحتوي على مجموعات من القنابل الصغيرة تنفجر في مساحة أوسع، ولم توقع أي من الدول المشاركة في التحالف أو اليمن أو الولايات المتحدة على الاتفاقية، وقالت هيومن رايتس إن قنابل سي.بي.يو-105 أحد الذخائر التي تحظر الاتفاقية استخدمها.
دخول قوة برية
فيما نشر التحالف العربي الذي تقوده السعودية لضرب مواقع الحوثيين في اليمن قوات برية "محدودة" بحسب مسؤول يمني محلي أضاف: "إن قوة من التحالف دخلت عدن وهناك قوة أخرى قادمة"، وكان تحالف عاصفة الحزم اكتفى إلى الآن بشن غارات جوية، فقد أعلن مسؤول يمني محلي أن عددا محدودا من جنود التحالف العربي الذي تقوده السعودية انتشر على الأرض في مدينة عدن في جنوب اليمن لدعم القوات التي تقاتل الحوثيين. بحسب فرانس برس.
وقال المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه "دخلت قوة محدودة من التحالف إلى عدن وهناك قوة أخرى قادمة" وذلك بعدما كان التحالف العسكري العربي يكتفي حتى الآن بشن غارات جوية ضد مواقع الحوثيين وحلفائهم في اليمن.
وبدوره قال مسؤول في "اللجان الشعبية" وهي قوات شبه عسكرية موالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي "دخلت قوة محدودة لمشاركتنا في دحر الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح" الرئيس اليمني السابق، وبحسب قوله فإن تلك القوات ستدعم "اللجان الشعبية" التي تحاصر الحوثيين في مطار عدن الدولي، مركز تجدد المعارك، ووفق مصدر آخر في "اللجان الشعبية" فإن جنود التحالف العربي في عدن لا يتخطون بضعة عشرات، وهم من أصول يمنية وينتمون إلى القوات المسلحة السعودية والإماراتية.
إيران تتعهد بحماية المصالح المشتركة مع اليمن
من جهتها نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن طهران لن تسمح للقوى الإقليمية بتعريض مصالحها الأمنية مع اليمن للخطر وذلك في أقوى اعتراف حتى الآن بالتورط الإيراني في شبه الجزيرة العربية، ونفت إيران اتهامات دول غربية وعربية بأنها تزود المقاتلين الحوثيين في اليمن بالسلاح رغم أن لجنة تابعة للأمم المتحدة تراقب العقوبات أثارت من جديد هذه الاتهامات في تقرير سري الأسبوع الماضي. وتدين طهران بانتظام حملة جوية تقودها السعودية ضد الحوثيين، ونقلت الوكالة عن عبد اللهيان قوله في مقال "لن يسمح لآخرين بتعريض أمننا المشترك للخطر بمغامرات عسكرية". بحسب رويترز.
من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بعض الدول ومنها إيران تدعم حل الصراع في اليمن من خلال عملية سياسية تفاوضية، وقال كيري اثناء زيارة إلى سريلانكا "مادامت حتى الآن لم تختبر ولم تفشل (العملية السياسية)... تحدونا جميعا الآمال في أن يتمكن اليمن من ايجاد الطريق للمضي قدما... لن يكون سهلا وينبغي أن تحدث أشياء كثيرة"، وأشارت لجنة خبراء الأمم المتحدة التي تراقب الالتزام بنظام العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران في أحدث تقرير سنوي لها إلى أن طهران شحنت أسلحة إلى عدد من الاطراف في الشرق الأوسط في سوريا واليمن والعراق ولبنان من بينهم الحوثيون وحماس وحزب الله، وقال تحليل اللجنة لواقعة ضبط سفينة كانت متجهة إلى اليمن عام 2013 وتقارير إعلامية ومعلومات تم الحصول عليها من الحكومة اليمنية إن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين تعود إلى عام 2009 على الأقل، وقال تقرير اللجنة الذي اطلعت رويترز عليه إنه بصرف النظر عن واقعة 2013 لم يتم رسمين إبلاغ اللجنة أو لجنة عقوبات إيران التابعة لمجلس الأمن الدولي بشحنات أسلحة مزعومة من إيران إلى الحوثيين.
الحوثيون يدعون لإنهاء الغارات السعودية
من جانب اخر دعت حركة أنصار الله الحوثية في رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى إنهاء الضربات الجوية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، وحذرت في هذه الرسالة الصادرة عن دائرة العلاقات الخارجية في الحركة من حالة خطيرة ومأساوية يعيشها الشعب اليمني. بحسب فرانس برس.
وقال حسين العزي رئيس دائرة العلاقات الخارجية لحركة أنصار الله الحوثية في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة "يؤسفنا أن نبلغكم بأن الكميات المتبقية من الوقود مهددة بالنفاد خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة في معظم مستشفيات الجمهورية اليمنية المكتظة بآلاف الجرحى والمرضى مع تناقص مخيف في كميات الدواء. كما نؤكد بأن هذه الحالة الخطيرة والمأساوية تأتي في ظل استمرار العدوان السعودي السافر على بلادنا وشعبنا" ،وقالت الرسالة "نتطلع إلى دور إنساني فاعل وبناء ينتصر للأخلاق وللقيم الإنسانية المشتركة ويضع حدا لكل هذا الصلف السعودي بحق شعبنا اليمني المظلوم والمحاصر دون أي مبرر أو مسوغ ماعدا كونه يناهض الفساد والإرهاب نيابة عن الإنسانية جمعاء".
وأشارت الرسالة إلى عدد من المناطق التي لحقت بها أضرار جراء الضربات الجوية حتى الآن، من جهتها، تقول الأمم المتحدة إن الصراع في اليمن خلف 600 قتيل و2200 مصاب وشرد 100 ألف شخص منذ سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر .
الولايات المتحدة تسعى للتوصل الى هدنة
من جهتها اعلنت الولايات المتحدة انها تسعى الى ايجاد حل للازمة في اليمن، في وقت دعت فيه الامم المتحدة الى هدنات انسانية، محذرة من انهيار هذا البلد الذي يعيش في حالة حرب منذ اكثر من شهر.
وقال منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن يوهانس فان در كلاو لوكالة فرانس برس ان "الخدمات التي لا تزال تعمل في مجال الصحة والمياه والغذاء تضمحل بسبب عدم وصول الوقود"، واضاف "اذا لم يتم التزود بالوقود والغذاء خلال الايام المقبلة، فان كل شيء سيتوقف في اليمن"، والتزود بالوقود وتسليم المساعدات الانسانية اصبحا من الصعوبة بمكان بسبب المعارك، كما ان الحظر المفروض على نقل الاسلحة الى اليمن يتطلب تفتيشا دقيقا لكل المراكب والسفن، وقال در كلاو "لدينا مراكب وطائرات لكن الحظر على الاسلحة يترك عواقب غير محمودة على المساعدات الانسانية"، معربا عن الامل في التوصل الى "هدنة انسانية" لم يتمكن مجلس الامن الدولي في نيويورك من الاتفاق حولها، ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الالتزام ب"هدنات انسانية"، واعادة استيراد المحروقات كي لا يسوء الوضع الانساني.
وقد اوقع النزاع في اليمن 1244 قتيلا واكثر من خمسة الاف جريح وفقا لحصيلة اوردتها منظمة الصحة العالمية نقلا عن ارقام المستشفيات في اليمن، وتقدر الامم المتحدة عدد النازحين بحوالى 300 الف شخص، وحوالى 7,5 ملايين شخص تأثروا بالنزاع، اي ما يوازي ثلث سكان اليمن. بحسب فرانس برس.
وخلال زيارة الى سريلانكا، اعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت عن امله في ان تؤدي المفاوضات الجارية في الامم المتحدة حول مشروع هدنة انسانية في اليمن الى تفادي انهيار هذا البلد، ولم يتوصل مجلس الامن الجمعة الى توافق حول هدنة انسانية تتيح وصول المساعدات الى السكان، وقال كيري "املنا هو ان يتحول مسعى الامم المتحدة الى واقع ملموس سريعا، وسنستمر في العمل من اجل ذلك بافضل ما نستطيع"، واضاف "نعمل بجد من اجل تنظيم عملية تفاوض عبر الامم المتحدة تتيح جمع الاطراف اليمنيين للتفاوض حول مستقبل اليمن".
من جهته، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تشارك بلاده في التحالف، بزيارة مقتضبة الى الرياض السبت حيث اجرى محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز تطرقا فيها الى العلاقات الثنائية و"التطورات الاقليمية"، بحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية.
بدورها، رفعت ايران التي لا تخفي دعمها للمتمردين الحوثيين مع نفيها الدائم بعدم تسليحهم، من نبرتها السبت، منددة بـ"مغامرات" السعودية في اليمن، وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان "نحن نعتبر امن اليمن من امن المنطقة ومن امن ايران (..) لن يكون مسموحا ان يلعب آخرون بامننا المشترك من خلال مغامرات"، واضاف ان ايران تدعم "حوارا بين اليمنيين في مكان تقبل به جميع الاطراف (اليمنية) من دون تدخل خارجي".
انهيار اليمن خلال ايام
من جهته حذر منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن من نفاد سريع لمخزون المحروقات والغذاء في هذا البلد ما قد يؤدي الى انهيار في البنى التحتية الاساسية "في غضون ايام"، وقال يوهانس فان در كلاو لفرانس برس في جيبوتي، حيث يأمل في امكان العودة الى اليمن، ان "الخدمات التي ما تزال تعمل في مجال الصحة والمياه والغذاء باتت قيد التوقف بسبب عدم وصول الوقود"، وتوقع المنسق اوضاعا انسانية اسوا بكثير من تلك الحالية اذا لم يحدث اي شيء على هذا الصعيد، واضاف "من دون وقود، فان المستشفيات لا يمكن ان تعمل وسيارات الاسعاف لن تستطيع التحرك كما لن يتم ضخ المياه في شبكة التوزيع وتتعرض الاتصالات لخطر الانقطاع. وهذا يشكل مدعاة قلق كبير. واذا لم يتم التزود بالوقود والغذاء خلال الايام المقبلة، فان كل شيء سيتوقف في اليمن"، والتزود بالوقود وتسليم المساعدات الانسانية اصبحا من الصعوبة بمكان بسبب المعارك، كما ان الحظر المفروض على نقل الاسلحة الى اليمن يتطلب تفتيشا دقيقا لكل المراكب والسفن. بحسب فرانس برس.
وقال در كلاو "لدينا مراكب وطائرات لكن الحظر على الاسلحة يترك عواقب غير محمودة على المساعدات الانسانية" معربا عن الامل في التوصل الى "هدنة انسانية" لم يتمكن مجلس الامن الدولي في نيويورك من الاتفاق حولها، واضاف "يحب ايجاد وسيلة لتحقيق ذلك ولو لعدة ايام على الاقل".وقد اوقع النزاع في اليمن 1244 قتيلا واكثر من خمسة الاف جريح وفقا لحصيلة اوردتها منظمة الصحة العالمية نقلا عن ارقام المستشفيات في اليمن، وتقدر الامم المتحدة عدد النازحين بحوالى 300 الف شخص.
فشل مشاورات مجلس الأمن حول اليمن
الى ذلك فشل مجلس الأمن الدولي في التوافق حول مشروع قرار لفرض هدنة في النزاع اليمني، فيما تهدد أزمة المحروقات بوقف توزيع المساعدة الحيوية في هذا البلد، لكن مجلس الأمن الذي اجتمع في نيويورك لبحث الوضع الإنساني الكارثي، بطلب من روسيا، لم ينجح في التفاهم على مشروع قرار يفرض هدنات إنسانية مع طلب أعضاء مزيد من الوقت لإعلان موقفهم، حسب دبلوماسيين، وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين بعد مشاورات مغلقة "على الأقل، نحتاج إلى هدنات إنسانية منتظمة لتسهيل تسليم المساعدة"، وفي وقت سابق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 7,5 ملايين يمني، أي ثلث السكان، تطاولهم تبعات النزاع مشيرة إلى ارتفاع حصيلة القتلى في هذا البلد الفقير. بحسب فرانس برس.
وأكدت المنظمة في تقرير حول الوضع "بين 19 آذار/مارس و27 نيسان/أبريل رصد مقتل 1244 شخصا في المؤسسات الصحية وإصابة 5044" آخرين، وتابعت أن مكان الوصول إلى غالبية الطرق التي تصل العاصمة صنعاء بمناطق تعز وعدن والضالع ولحج (جنوب) يتراجع تدريجا، الأمر الذي يحد من القدرة على توزيع الأدوية.
من جانبها، قالت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة إنه منذ منتصف آذار/مارس فر من اليمن أكثر من 12 ألف شخص بينهم يمنيون ومواطنون من دول أخرى، وذلك من طريق البحر في اتجاه القرن الإفريقي، وأشارت إلى أن أكثر من 8900 من هؤلاء توجهوا حتى الآن الى جيبوتي ونحو 3410 إلى الصومال.
اضف تعليق