من جديد، وبعد خروجه من البيت الأبيض، يعود الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى الأضواء مجدداً في أول ظهور له منذ انتهاء ولايته في الـ ٢٠ يناير/ كانون الثاني الماضي عندما وضع "مفاتيح" البيت الأبيض في يد دونالد ترامب وترك للأخير خيار تغيير كل شيء.
بعد تلك الفترة، يعود أوباما وسط مجموعة من القادة الشباب في إحدى الجامعات في مسقط رأسه "شيكاغو" يقدم لهم محاضرة أظهر خلالها حجم تفاؤله حيال مستقبل أمريكا رغم التخبط الكبير الذي بدأ يخيم مؤخراً على مشهد القرارات لدى الإدارة الجديدة.
يفكر في تغيير العالم
وفي المحاضرة قال أوباما (55 سنة): "هناك سبب يجعلني متفائل دائما، حتى عندما لا تكون الأمور بالطريقة التي أريدها، وهذا بسببكم أنتم، الشباب".
وأضاف: "الآن وبعد انتهاء رئاستي، أمضي الكثير من الوقت في التفكير في ما هو أهم شيء يمكن أن أفعله لوظيفتي التالية. ما أنا مقتنع به هو أن أهم شيء استطيع فعله هو المساعدة بأي طريقة ممكنة لإعداد الجيل التالي من القادة لحمل الراية ليحاولوا بطريقتهم تغيير العالم".
ولم يقدم السلف الديموقراطي للرئيس دونالد ترامب أي خطاب عام أو مقابلة منذ مغادرته البيت الابيض في ٢٠ كانون الثاني/يناير.
ولكنه غرد مرات عدة على "التويتر"، وأصدر بعض البيانات من خلال الناطق باسمه، ولاسيما للدفاع عن إرثه في السياسة الداخلية وإصلاح نظام الرعاية الصحية - الذي يأمل الجمهوريون في إدارة ترامب الآن في تفكيكه.
أوباما صامتاً..
وغادر أوباما السلطة وهو يملك شعبية عالية توازي تقريبا شعبيته لدى انتخابه عام 2009، ومقابل هذه الشعبية العالية جاء خلفه الجمهوري دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية بشعبية ضعيفة.
وحتى قبل مغادرته البيت الابيض، قرر أوباما "التزام الصمت" لكي يتيح لخلفه دونالد ترامب ان يحكم، على حد قوله.
وقبل المغادرة بشكل نهائي قال: "انا واثق تماما من ان الامور ستكون على ما يرام"، مشددا على انه لا يقول هذا فقط "بهدف الطمأنة، انا فعلا اؤمن بذلك".
ومنذ ترك منصبه، ذهب أوباما الى منطقة البحر الكاريبي لممارسة هواية الطائرات الشراعية مع الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون.
ثم أمضى قرابة شهر في بولينيزيا الفرنسية، حيث أمضى عطلة على يخت عملاق وأفيد أنه كان يعمل على كتابه.
ونشأ أوباما في هاواي وما زال يمتلك منزلا في شيكاجو. ومن المتوقع أن ينتقل الرئيس السابق وزوجته ميشيل من واشنطن إلى نيويورك بعد تخرج ابنتهما الصغرى ساشا من المدرسة الثانوية.
وقال ديفيد أكسيلرود وهو مستشار سياسي سابق لأوباما إن قرار وضع مكتبته في شيكاجو ينبغي أن يخفف أي مخاوف لدى سكان المدينة بشأن التزام الرئيس السابق تجاهها.
الكتابة مقابل 60 مليون دولار
وكمن ينفض عن جسده غبار التعب والمسؤولية الثقيلة، جاء قرار أوباما بأن يقضي فترة من الهدوء يخطط فيها للكتابة وكشف ذلك في مؤتمر صحفي عقب تولي ترامب الحكم .
في ذلك الوقت، قال أوباما: "أريد أن أعيش بهدوء قليلا وألا أسمع نفسي أتكلم كل هذا القدر." وعبر عن رغبته في أن يؤلف كتابا خلال السنة الأولى بعد ترك منصبه وتمضية الوقت مع عائلته.
وبدأ أوباما في كتابة مذكراته منذ نهاية مدته الرئاسية الثانية، وتُشير التقارير إلى تقاضيه 60 مليون دولار هو وزوجته ميشيل مقابل كتابتهما كتابين منفصلين، كما قضى عُطلةً مع رائد الأعمال البريطاني السير ريتشارد برانسون.
وعبر أوباما - الذي دخل التاريخ عام 2008 كأول رئيس أسود للولايات المتحدة - مرارا عن تقديره للنموذج الذي أعطاه سلفه الرئيس جورج بوش الابن عندما امتنع عن التعبير عن آرائه علنا بعد مغادرته المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.
لكن أوباما أوضح في الوقت عينه أنه لن يتوانى عن إبداء رأيه بصراحة في بعض القضايا "التي ربما تكون قيمنا الأساسية فيها على المحك".
مبالغ يحصل عليها أوباما الآن..
وتشير تقارير إلى أن باراك أوباما يتلقَّى 400 ألف دولارٍ أميركي مقابل تحدثه في مؤتمرٍ للرعاية الصحية.
وتنظم المؤتمر شركة كانتور فيتزجيرالد، إحدى شركات وول ستريت، وذلك على الرغم من انتقاده للقطاع المالي الأميركي في أثناء رئاسته للولايات المتحدة الأميركية.
ووفقاً لصحيفة الغارديان، فإن المبلغ يعد ضعف ما تقاضته هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، ومرشحة الحزب الديمقراطي التي كانت تأمل في خلافته كرئيسةٍ للبلاد، نظير إلقائها خطاباتٍ في مؤسسة غولدمان ساكس، ويُمثِّل المبلغ إشارةً على حجم الأرباح المتوقعة للرئيس الأميركي السابق.
راتب أوباما كرئيس سابق
ومنذ أن أصبح الرئيس أوباما متقاعداً فيدرالياً، بدأ باستلام معاش يبلغ 207.8 ألف دولار للسنة، وهو ما يقرب من نصف راتبه الرئاسي، وفقاً لموقع سي إن إن.
وإلى جانب راتبه يحصل أوباما وكل رئيس سابق للولايات المتحدة على 7 أشهر من الخدمات "الانتقالية" للمساعدة على التكيف مع الحياة بعد الرئاسة.
كما يحصل القائد العام السابق أيضاً على حماية جهاز الخدمة السرية مدى حياته، كما يحصل على مبالغ لأمور مثل السفر ونفقات المكتب والاتصالات وتغطية الرعاية الصحية.
وعند إقرار الذمة المالية للرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته، كشف الإقرار امتلاك أوباما وزوجته أصولاً بـ1.9 مليون دولار، وتجاوز ثروتهما الـ10 ملايين دولار، وفق موقع cairoportal.
ويمتلك أوباما وزوجته منزلاً في حي هايد بارك بشيكاغو اشتراه عام 2005 مقابل 1.65 مليون دولار؟ في حين بلغت مدخراتهما عام 2006 بموجب تقرير ضرائب الدخل الأميركية 984 ألف دولار، ويدخر أوباما لابنتيه 400 ألف دولار للدراسة الجامعية في حال عدم حصولهما على منحة دراسية.
اضف تعليق