q
إنسانيات - منظمات

اربعة طرق لاتّخاذ القرارات:

ما هي الطريقة الأنسب لك؟

لا يمكن دائمًا اتّخاذ القرارات بالطريقة ذاتها. إذ إنّ فاعلية القرار في واحدة من المرات، لا يعني بالتبعية استمرار الفاعلية في المواقف اللاحقة. لذا، يجب التعامل مع اتّخاذ القرار على أنّها عقلية لا بد من اكتسابها، ومعرفة المنهجيات الخاصة بها، ومتى تكون كل منهجية متوافقة مع الموقف...

هل نستمر في الإنتاج أم نفكّر في بديل جديد؟ هل نبحث عن مورد آخر أم نتفاوض مع المورد الحالي؟ يوميًا هناك العديد من القرارات التي تحتاج إلى اتّخاذها. يمثل بعضها قرارات مصيرية تصنع فارقا في حياة الشركة.

من ناحية أخرى، لا يمكن دائمًا اتّخاذ القرارات بالطريقة ذاتها. إذ إنّ فاعلية القرار في واحدة من المرات، لا يعني بالتبعية استمرار الفاعلية في المواقف اللاحقة. لذا، يجب التعامل مع اتّخاذ القرار على أنّها عقلية لا بد من اكتسابها، ومعرفة المنهجيات الخاصة بها، ومتى تكون كل منهجية متوافقة مع الموقف الحادث.

في كتاب "Crucial Conversations" يعرض المؤلف 4 طرقًا أساسية لاتّخاذ القرار. تصنّف كل طريقة من حيث درجة المخاطرة والوقت اللازم لتنفيذها، والعلاقة بينهما عكسية. إذ أنّ كل طريقة تضمن مخاطرة أقل، ستتطلب وقتًا أكبر. هذه الطرق كالتالي:

1- طريقة الأمر:

هو الخيار الأسرع لاتّخاذ القرار، إذ يمكنك من خلاله اتّخاذ القرار دون إشراك أحد معك في العملية، فلا يكون هناك وقت نتيجة الحاجة إلى الاستماع للآراء أو مناقشة الحلول مع الآخرين. يناسب هذا الخيار حالات الطوارئ.

يستخدم الأشخاص الذين يعملون في أدوار تنفيذية أو قيادية هذه الطريقة أكثر من غيرهم. كما ينتج عنها خطورة، إذ لا تُوضع البدائل الأخرى في الاعتبار، نتيجة تركيز الشخص على رغبته في اتّخاذ القرار سريعًا.

2- طريقة الاستشارة:

تستخدم هذه الطريقة عندما تطلب من الآخرين المشاركة بالمدخلات، لكن في النهاية تتخذ القرار النهائي بذاتك. بالطبع يحتاج ذلك إلى المزيد من الوقت، لبحث آراء الآخرين والاستماع إلى البدائل المقترحة، لكن هذا يجعل القرار أقل في الخطورة.

تعد هذه الطريقة ذات فاعلية لكي تجعل الأشخاص يشعرون بأنّهم جزء من القرار، حتى إذا كنت تنوي اتّخاذ القرار بمفردك، أو ربما اتّخذت القرار فعلًا. بالتالي، تكسب الأشخاص دون تأثر القرار، مع الاستفادة من إمكانية إدارة المخاطر نوعًا ما، والتأكد من صواب القرار.

3- طريقة التصويت:

تحدث هذه الطريقة عندما تُناقش المقترحات مع المجموعة، وبعد ذلك يُجرى تصويت على الخيار المناسب. في هذه الحالة يكون الخيار المتّخذ هو الأكثر ملاءمة لأغلب الأفراد، مع مشاركة الجميع في صنع القرار.

تتناسب هذه الطريقة مع القرارات التي يكون هناك حاجة لتنفيذها بواسطة المجموعة، بالتالي يشترك الأفراد في تحمل المسئولية. تحتاج هذه الطريقة إلى وقت أكثر من الطرق الماضية، لكنّها تنتج قرار بخطورة أقل. لضمان عدم ضياع الوقت، فمن الممكن تحديد فترة النقاش والتصويت، فيلتزم الجميع بها، ويتّخذ القرار بشكل أسرع قدر الإمكان.

4- طريقة الإجماع:

تتطلب هذه الطريقة إجماع كل الأفراد على الرأي المتّخذ في النهاية. بالطبع يستغرق ذلك وقتًا طويلًا للوصول إلى الإجماع، نتيجة لاختلاف الأفراد المشاركين ودوافعهم، بالتالي قد يحدث حالة من عدم الاتفاق، فتستمر المناقشة حتى الوصول إلى الحل النهائي.

يمكن التحكم في ذلك من خلال تحديد فترة للنقاش، حتى يعرف المشاركون بضرورة الإنجاز ومحاولة الوصول إلى اتفاق. بالطبع عندما يحدث الاتفاق، فإنّ هذه الطريقة هي الأقل خطورة، وتنتج قرارًا أكثر فاعلية مصدق عليه من جميع الأفراد.

كيف تختار أنسب طريقة لاتّخاذ القرار؟

يتحكم الموقف في اختيار الطريقة الأنسب للقرار. لكن في الوقت ذاته، هناك 4 أسئلة رئيسية يجب التفكير بها قبل اتّخاذ القرار، لأنّها تسهّل الوصول إلى القرار المناسب طبقًا لمتطلبات الموقف. هذه الأسئلة الأربعة كالتالي:

من يهتم بالقرار؟

عند اتّخاذ قرار معين، لن يهتم الجميع به بالدرجة ذاتها. وبالتالي، فلا يستحق الأمر إشراك الأشخاص الذين لن يؤثر عليهم القرار، لأنّه لن يكون لديهم الرغبة في بذل مجهود صادق للتفكير في القرار.

من يمتلك المعرفة؟

حتى مع اهتمامهم بالقرار، لكن لا يمتلك الجميع المعرفة الكافية التي تسمح له بالتفكير في القرار الصحيح. بالطبع كلّما زادت معرفة الشخص، أصبح بالإمكان تضمينه كجزء من عملية اتّخاذ القرار.

من يجب أن يوافق؟

تتطلب بعض القرارات موافقة لأشخاص بعينهم، لذا الأنسب هو سؤالهم عن رأيهم قبل اتّخاذ القرار. في الحقيقة إهمال مشاركتهم قد يؤدي إلى حدوث مشكلة لاحقًا، مثل إلغاء القرار أو حتى انسحابهم نتيجة عدم تضمينهم كجزء من القرار.

كم شخصا يجب أن يشارك في القرار؟

بالطبع الأفضل هو مشاركة أقل عدد من الأشخاص في اتّخاذ القرار، لأنّ هذا يساعد في ضمان جودة القرار، دون تضييع للوقت في الخلافات بين العدد الكبير الحاضر. بالتالي، فكّر في الأشخاص الذين تحتاج إلى مشاركتهم دونًا عن غيرهم، واطلب منهم المشاركة.

أيًا تكن الطريقة التي تنوي استخدامها في اتّخاذ القرارات، فمن المهم مشاركتها مع الفريق المسئول عن ذلك، إلى جانب الحرص على إبلاغ الأشخاص المتأثرين به حول كيفية اتّخاذه. يساعد هذا في فهم الأسباب من القرار، والأشخاص الذين شاركوا في صنعه، بالتالي يضمن الموافقة عليه وسهولة تنفيذه.

https://www.arrajol.com

اضف تعليق