وصف فضيلة الشيخ محمد الصويلح، المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، بصاحب الفكر الرصين والعطاء الذي لا ينفذ على مرور السنوات والأيام.
جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها فضيلته في ندوةٍ أقامها مركز الإستفتاءات الدينية بالقطيف في التعريف بالأدوار النهضوية للأسرة الشيرازية الكريمة بمجلس الزهراء صلوات الله عليها بسيهات.
وأشار الشيخ الصويلح إلى أن أسرة آل الشيرازي ناضلت من أجل الإنسانية جمعاء، فالإمام آية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي (المجدّد الأول) قدّس سرّه هو رائد الثورة التي هزّت الاستعمار البريطاني في فتواه، والميرزا السيد محمد مهدي الحسيني الشيرازي قدّس سرّه هو ذاك العملاق الكبير الذي تحدّى الإلحاد في موقفه الجهادي.
وقال: لو ألقينا نظرة عابرة في تاريخ المرجعية العظمى، لوجدنا لها تاريخاً حافلاً، ولقد انتهت الرئاسة والقيادة المرجعية إلى جمهور من عباقرة الأمة وأساطين الدين وزعماء الفكر الإسلامي، فلا مجال لذكره هنا في بحثٍ خُصِصَ لتاريخ المرجعية الشيرازية والمرجع الديني الأعلى آية الله العظمى سيد الطائفة السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله.
وأوضح إلى أن: آل الشيرازي من أعرق الأسر العلمية العلوية في كل من شيراز وكربلاء المقدّسة والنجف الأشرف وسامراء، وأشهرها في الملأ الشيعي، حيث نبغ منها جمهور كبير من أعلام الفكر وفرسان البيان وزعماء الدين وأبطال الجهاد وكانوا من حملة لواء العلم ودعائم المذهب المرجعية العظمى خلفاً عن سلف، وأباً عن جدّ، وكان لهم دور حسّاس في العالم الإسلامي والمجامع العلمية العالية والنوادي الأدبية لأكثر من قرنين، وإن آثارهم ومآثرهم غرّة ناصعة في جبين الدهر تتلألأ ما دامت الحياة.
ومضى يقول: عُرِفَت هذه الأسرة العلوية الجليلة في شيراز في مطلع القرن الثالث عشر الهجري وأول من هاجر من هذه الطائفة من شيراز إلى العراق قاصداً الحوزة العلمية الكبرى في العتبات المقدّسة، هو السيد محمد حسن المعروف بالمجدّد الشيرازي، وذلك في عام 1259هـ وسكن كربلاء المقدّسة، ثم انتقل إلى النجف الأشرف، ومنها استقرّ في سامراء.
وأضاف: إنّ بدر هذه الأسرة الجليلة بزغ في أفق العراق على عهده الآتي ذكره وهو باني كيان هذا البيت ورائد نهضته العلمية الأولى، وانتشر صيت هذه الأسرة في عصره وعمّ فخرها وطبقت شهرتها الآفاق وقد خدم رجالها الأفذاذ المذهب الجعفري، من القرن الثالث عشر الهجري حتى يومنا هذا. وكان رجال هذه الطائفة عنوان المتّصفين بغرّ الخصال والسجايا الحميدة والأخلاق الفاضلة وكرم النفس وحسن السلوك وعفّة الذات والبساطة في المعاشرة، ولم يعبأوا بالزخارف والعناوين البرّاقة، وكانوا صلحاء كثيري العبادة والزهد والورع والقداسة، لذا كانت زعامتهم ربّانية حيث حكمت أقلامهم على أسياف الملوك وتيجان السلاطين.
وتحدّث فضيلة الشيخ الصويلح عن أدوار المرجع الشيرازي دام ظله قائلاً:
يمتاز السيد المرجع دام ظله بين جميع زملائه بفراسة عجيبة وفكر دقيق وذكاء مفرط ونظر عميق، وأن التاريخ لا ينسى مواقفه المظفّرة وجهاده العظيم في أيام المد الأحمر والطغيان الشيوعي الذي ثار ضده ودافع عن كرامة الإسلام والشرع المطهّر، ووقف مع شقيقه الراحل المرجع الديني المجدّد السيد محمد الحسيني الشيرازي قدّس سرّه، أمام حكم الطاغية في العراق، موقف الباسل المناضل.
وردّاً على المناوئين للمرجع الشيرازي دام ظله قال فضيلته:
السيد الشيرازي دام ظله هو من مراجع التقليد وأئمة الفتوى، ومجتهد كبير وسيد الطائفة والعلماء العاملين والأتقياء والمتورّعين، وأستاذ في الفقه والأصول في قم المقدّسة، ولد في بيت علم وتقوى وزهد وورع، وعُرِفَ سماحته بمحيي الشعائر الحسينية وذلك لدفاعه الدؤوب عن القضية الحسينية، وهو صاحب الفكر الرصين والعطاء المستمر، متّعنا الله بطول بقائه.
اضف تعليق