q
النظرية الاخلاقية كإتجاهات علمانية، لا تمتلك الاساس انها تستخدم مفاهيم مثل صحيح اخلاقيا التزام واجب وهكذا، هي أحكام تشريعية وتتطلب مشرّع كمصدر للسلطة الاخلاقية. في الماضي شغل الله هذا الدور، لكن الانظمة التي استغنت عن الله كجزء من النظرية تفتقر للأساس الملائم للاستخدام الهادف لتلك المفاهيم...

احدى النقلات الهامة في الفلسفة اليونانية للإجابة على سؤال كيفية تحقيق الحياة الجيدة eudaimonia كانت في تطويرها لمفهوم آخر مهم في الفلسفة القديمة وهو مفهوم "الفضيلة". يقول ارسطو ان الحياة الجيدة هي "الفعالية الفاضلة المنسجمة مع العقل"(1097 b22- 1098a20). وحتى ايبيقور الذي يرى بان الحياة الجيدة هي حياة المتعة يؤكد بان حياة المتعة تتطابق مع حياة الفضيلة. لذا فان النظريات الاخلاقية القديمة تميل للاتفاق بان الفضيلة مرتبطة بإحكام بالسعادة. غير انها لا تتفق على الطريقة التي يتم بها هذا.

سننظر باختصار في النظريات الرئيسية ولكن لابد اولا من التحذير من مشكلة تعريف الحياة الراقية والتي تُرجمت في الانجليزية بمعنى الفضيلة. احدى المشاكل هي اننا نميل لفهم الفضيلة بمعنى اخلاقي وهو ما لم يكن دائما في اذهان الفلاسفة القدماء.

الاغريق يرون ان مفهوم الحياة الراقية arête)) يتعلق بكل انواع الحياة والتي قد لا تتلائم مع الاخلاق، مثال على ذلك، الجمال الخارجي. لذا من المهم الانتباه الى ان معنى الفضيلة في الاخلاق القديمة لا ينحصر فقط في الاخلاق وانما يتضمن حالات اكثر من معاني الحكمة والشجاعة والتعاطف. ان معنى الفضيلة الذي لا يتضمنه مفهوم الحياة الراقية يقول اشياءا مثل "السرعة هي فضيلة الحصان" او "الطول هو فضيلة في لاعب كرة السلة". ان عمل اي شيء جيد يتطلب فضيلة، وكل فعالية متميزة مثل النجارة ولاعب موسيقى الناي لها فضائلها الخاصة بها. ان الفضائل الاخلاقية هي ببساطة فروع من المعنى العام الذي يكون فيه الكائن الانساني قادرا على العمل بتميز وبشكل جيد.

سقراط

كما في جميع المفكرين الاخلاقيين القدماء، اعتقد سقراط ان جميع الناس ارادوا الحياة الجيدة أكثر من اي شيء آخر. لكن سقراط تبنّى شكلا راديكاليا للحياة الجيدة: هو يبدو اعتقد ان الفضيلة هي ضرورية وايضا كافية للحياة الجيدة. سقراط مقتنع ان فضائل مثل الانضباط الذاتي والشجاعة والعدالة والعطف والحكمة والاشياء الاخرى المرتبطة بالروح هي حاسمة للفرد اذا اراد حياة سعيدة. الفضائل تضمن حياة جيدة سعيدة. فمثلا، في (Meno)، فيما يتعلق بالحكمة هو يقول: "كل شيء تسعى اليه الروح تحت ارشاد الحكمة ينتهي الى السعادة" (Meno 88c).

في الـ (Apology)، يعلن سقراط بوضوح عدم اتفاقه مع اولئك الذين يعتقدون ان الحياة السعيدة هي حياة الشرف او المتعة، فهو انتقد الاثنيين لإهتمامهم المفرط بالثروة والشرف بدلا من روحهم. "حسنا سيدي، انت مواطن اثني، من مدينة عظيمة ذات سمعة عظيمة بالحكمة والقوة، الا تخجل من تلهفك على امتلاك المزيد من الثروة والسمعة والشرف، بينما لا تهتم بالحكمة او الحقيقة او بأفضل حالة ممكنة لروحك"(29 e).

... قد لا يبدو من طبيعة الانسان ان أتجاهل كل شؤوني الخاصة وقبلت بهذا التجاهل لعدة سنوات حين كنت دائما اهتم بكم، اقترب الى كل واحد منكم كأب او اخ كبير لإقناعكم للإهتمام بالفضيلة (31a-b).

لذا فان سقراط يشير الى ان الاثنيين يجب ان يهتموا بروحهم وهو يعني الاهتمام بالفضيلة بدلا من البحث عن الشرف او الغنى. الفضيلة هي حالة الروح. عندما يتم الاعتناء المناسب بالروح فانها تمتلك الفضيلة. طبقا لسقراط، هذه الحالة من الروح والفضائل الاخلاقية هي الخير الاكثر اهمية. صحة الروح هي الاكثر اهمية للحياة الجيدة قياسا بالثروة او السلطة السياسية. الشخص ذو الروح الفاضلة هو احسن من الشخص الثري او الشريف الذي تلوثت روحه بالافعال غير العادلة. هذه الرؤية تأكدت في Crito حينما يجبر سقراط كريتو على الموافقة بان كمال الروح او الفضيلة هو الخير الاعظم اهمية:هل الحياة تستحق ان نعيشها بذلك الجزء الملوث منّا؟ الا ترون ان الفعل غير العادل مؤذ بينما الفعل العادل مفيد؟ هل ان ذلك الجزء منّا المتعلق بالعدالة والّاعدالة هو ادنى منزلة من الجسد؟كلا. انه اكثر قيمة بكثير(47e-48a).

هنا يجادل سقراط بان الحياة لاتستحق ان نعيشها اذا فسدت الروح بالاعمال الخاطئة. باختصار، سقراط يعتقد ان الفضيلة هي ضرورية وكافية للحياة الجيدة. الفرد غير الفاضل لا يمكن ان يكون سعيدا، بينما الفرد الفاضل بامكانه ذلك. سنرى لاحقا ان اخلاق الرواقية ستعتمد في افكارها على هذه الرؤى السقراطية.

افلاطون

في عمله العظيم "الجمهورية" يسعى افلاطون للاجابة على التحدي الذي جسّده السوفسطائي Thrasymachus بان الاخلاق التقليدية وخاصة "فضيلة" العدالة، تمنع الرجل القوي من تحقيق الحياة الجيدة. رؤية ثرسماتوس هي اعادة تأكيد للموقف الذي ناقشه افلاطون مبكرا في كتابه الـGorgias. الفكرة الرئيسية التي عرضها ثرسماتوس وكاليكيلس هي ان العدالة (كونك عادلا) تحول او تمنع انجاز الحياة الجيدة لأن الاخلاق التقليدية تتطلب منا ان نسيطر على انفسنا ومن ثم نعيش برغبات غير مشبعة. هذه الفكرة جرى توضيحها في الجزء الثاني من الجمهورية عندما يتحدى غلاكون ثراسماكوس مستخدما قصة الخاتم الاسطوري. طبقا للقصة، Gyges يصبح ملكا لليدا معتمدا على خاتم اسطوري عندما يستخدمه بطريقه يجعله مخفيا، وبذلك يستطيع اشباع اي رغبة له دون خوف من العقوبة. فقام غيجز بقتل الملك وتزوج زوجته واخذ العرش. قوة جدال غلاكون تكمن في ان لا وجود لفرد عادل اذا كان بإمكانه الهروب من العقوبة واشباع رغباته. ولكن اذا اريد تحقيق الحياة الجيدة عبر اشباع الرغبات، وكانت العدالة او التصرف بعدالة يتطلب قمع الرغبات، عندئذ سيكون ليس لمصلحة الرجل القوي العمل طبقا لأوامر الاخلاق التقليدية. (هذا الخط العام من الجدال يتكرر لاحقا في فلسفة نيتشة). في المتبقي من الجمهورية، يسعى افلاطون لرفض هذا الادّعاء ببيان ان فضيلة العدالة هي ضرورية للحياة الجيدة.

جدال الجمهورية طويل ومعقد. باختصار، يجادل افلاطون ان الفضائل هي مواقف للروح، وان الفرد العادل هو الذي تكون روحه منظمة ومنسجمة، جميع اجزاءها تعمل بشكل ملائم لفائدة الفرد. مقابل ذلك، يرى افلاطون ان روح الشخص غير العادل، بدون الفضائل، هي في اضطراب وفي حرب مع ذاتها، لذا حتى لو كان الفرد قادرا على اشباع معظم رغباته، فان افتقاره للانسجام الداخلي والوحدة تمنع اي فرصة لديه لتحقيق الحياة الجيدة. النظرية الاخلاقية لافلاطون هي نظرية حياة جيدة لأن الحياة الجيدة تعتمد على الفضيلة. افلاطون يصف الفضيلة باعتبارها الجزء الحاسم والاكثر اهمية في الحياة الجيدة.

ارسطو

تفسير ارسطو ورد في (اخلاق Nicomachean) و(اخلاق الحياة الجيدة). يرى ارسطو ان الحياة الجيدة تستلزم فعالية، تجسد الفضيلة في انسجام مع العقل. هذا التصور للحياة الجيدة يُشتق من الفهم الضروري للطبيعة الانسانية، باعتبار ان العقل هو شيء خاص ومتميز للكائن البشري وان الوظيفة المثالية للإنسان هي الممارسة التامة للعقل. اساسا، يتم اكتساب الرفاهية او الحياة الجيدة عبر تطوير أعلى القدرات لدى الانسان الذي هو "حيوان عاقل". يتبع ذلك ان الحياة الجيدة للانسان هي تحقيق التفوق في العقل.

طبقا لارسطو، الحياة الجيدة تتطلب الفعالية والنشاط، لذا لا يكفي للفرد حيازة القدرة على التميز. الحياة الجيدة تتطلب ليس فقط الشخصية الجيدة وانما الفعالية الرشيدة. ارسطو يؤكد بوضوح انه لكي نعيش في انسجام مع العقل ذلك يعني تحقيق التفوق النوعي او التميز. هو يشير ايضا الى ان التميز لا يمكن ان يكون معزولا ولهذا فان الكفاءة ايضا مطلوبة بما يتلائم مع الفعاليات ذات الصلة.فمثلا، اذا كان عالم الرياضيات المتميز حقا يتطلب مهارات هامة في الرياضيات، سيُقال اذاً "ممارسة رياضيات بشكل جيد هو ضروري لتكون عالم من الدرجة الاولى".يتبع هذا ان الحياة الجيدة تقوم على فعاليات تمارس الجزء العقلي من الروح بالانسجام مع الفضائل او التميز او العقل (1097b22- 1098a20). ذلك يعني، انشغال المرء كليا بعمل محفز فكريا ينجز فيه نجاحا جيدا. المتبقي من كتاب اخلاق ارسطو يتعلق بالادّعاء بان احسن حياة للانسان هي حياة التميز المنسجمة مع العقل. العقل حسب ارسطو هو ليس نظري فقط وانما تطبيقي ايضا، هو يمضي وقتا في مناقشة تميز الشخصية، الذي يمكّن الفرد من ممارسة عقله التطبيقي(العقل المتصل بالفعل) بنجاح.

نظرية ارسطو الاخلاقية هي نظرية في الحياة الجيدة لانها تؤكد بان الحياة الجيدة تعتمد على الفضيلة. كذلك، رؤية ارسطو الواضحة تشير الى ان الفضيلة ضرورية لكنها ليست كافية للحياة الجيدة. ومع ان ارسطو يؤكد على المظهر العقلي للروح، هو لم يتجاهل اهمية الخيرات الاخرى مثل الاصدقاء، الثروة والسلطة في الحياة والتي هي جيدة.

هو يشك بامكانية الحياة الجيدة اذا افتقر المرء لخيرات خارجية معينة مثل "الولادة الجيدة"، اطفال جيدين، الجمال". لذا، فان الفرد القبيح او من فقد اطفالا او اصدقاء جيدين من خلال الموت"، او منْ كان معزولا، من غير المحتمل ان ينال حياة جيدة. بهذه الطريقة، "الحظ السيء"يحول دون تحقيق الحياة الجيدة.

ابيقور

نظرية ابيقور الاخلاقية تقوم على مبدأ اللذة (هذه الرؤية كان لها تأثير كبير على مؤسسي ومناصري النفعية كجرمي بنثام و جون ستيوارت مل).فكرة اللذة Hedonism تعني ان المتعة هي الخير الداخلي الوحيد وان الألم هو الشر الداخلي الوحيد. الشيء او التجربة او الموقف هو ثمين بذاته داخليا اذا كان جيدا بذاته فقط. القيمة الداخلية Intrinisic value تتعارض مع القيمة السببية Instrumental value. الشيء او التجربة او الموقف يكون ذو قيمة سببية اذا كان يعمل كوسيلة لأجل بلوغ قيمة ذاتية. كمثال على ذلك لو ان شخصا يمضي ليله ونهاره في العمل في ممارسة فعاليات ليست ممتعة كليا بهدف استلام نقود. شخص ما يسأله "لماذا انت تحتاج الى النقود؟"، هو يجيب "لكي استطيع شراء منزل على البحر وسيارة سباق حمراء". هذا الجواب يعبّر عن مسألة ان النقود هي ذات قيمة سببية لأن قيمتها تكمن بما سيحصل عليه الفرد منها كوسيلة – في هذه الحالة، النقود وسيلة للحصول على المنزل والسيارة وان قيمة هذه النقود تعتمد على سعر المنزل والسيارة.

يحدد ابيقور الحياة الجيدة بحياة المتعة. هو يفهم الحياة الجيدة كممارسة مستمرة للمتعة بمقدار ما، وايضا التحرر من الألم والقلق. لكن يجب الانتباه الى ان ابيقور لا يدعو لمتابعة كل متعة. بل هو ينصح بسياسة تعظيم المتعة في المدى الطويل. بكلمة اخرى، ابيقور يدّعي ان بعض المتع لا تستحق المتابعة لأنها تقود الى ألم كبير، وان بعض الآلام تستحق لأنها تقود الى متعة كبيرة. احسن ستراتيجية للحصول على أعظم متعة كلية هي ليست البحث عن اشباع فوري وانما اتباع سياسة معقولة طويلة الامد.

اخلاق اليونان القديمة هي اخلاق الحياة الجيدة لأنها تربط الفضيلة مع الحياة الجيدة وحيث تشير الاخيرة الى رفاهية الفرد. مذهب ابيقور يمكن اعتباره مذهب للحياة الجيدة طالما يرى ابيقور ان حياة المتعة تتطابق مع حياة الفضيلة. هو يعتقد اننا يجب ان نبحث عن الفضيلة لأن الفضيلة تجلب المتعة. العقيدة الاساسية لايبيقور هي ان حياة الفضيلة هي الحياة التي تولّد اكبر كمية من المتعة، وانه لهذا السبب يجب ان نكون فضلاء.

احد الفروقات الهامة بين الحياة الجيدة لدى ابيقور وتلك لدى افلاطون وارسطو هو ان فضيلة الاخير هي جزء اساسي من الحياة الجيدة، بينما ابيقور يجعل الفضيلة وسيلة للسعادة. ارسطو يؤكد ان الحياة الجيدة هي ما يريده كل شخص(ابيقور يوافق على هذا). هو يعتقد ايضا ان افضل وسيلة لتحقيق الحياة الجيدة هي عبر الفعالية الفاضلة المنسجمة مع العقل. الشخص الفاضل ينال المتعة بعمل الشيء الصحيح كنتيجة للتدريب الاخلاقي الملائم. غير ان ارسطو لا يعتقد ان الفعالية الفاضلة تُمارس من اجل المتعة. المتعة شيء عرضي للفعل الفاضل: انها لا تشكل سببا لموضوع لماذا الفعل الفاضل يكون فاضلا. الفضيلة هي اكبر مكوّن للحياة الجيدة. اما ابيقور يرى ان الفضيلة وسيلة لتحقيق السعادة لكنها ليست جزءا مكونا للحياة السعيدة، كونك فاضلا لا يشبه كونك تعيش حياة سعيدة.فاذا كان ارسطو لا يتفق على انه يجب على الانسان ان يهدف للفضيلة لكي ينال المتعة، فان ابيقور يوافق على هذا الادّعاء.

الرواقية

تبدأ الفلسفة الرواقية مع زينو Zeno of citium سنة 300 قبل الميلاد، ثم طُورت من جانب كلينثس(331-232 قبل الميلاد). اعتقد زينو ان السعادة هي "تدفق جيد للحياة"، اما كلينثس اقترح بان السعادة (ان تعيش بانسجام مع الطبيعة). اخلاق الرواقية هي نسخة قوية للحياة الجيدة. طبقا للرواقيين، الفضيلة هي ضرورية وكافية للحياة الجيدة(هذا ينطلق من حوارات افلاطون السقراطية المبكرة). تجدر الاشارة ان المفهوم اليوناني التقليدي للحياة الراقية لا يشبه تماما المفهوم المشار اليه بالفضيلة طالما ان الحياة الراقية تتضمن العديد من الفضائل غير الاخلاقية كالقوة البدنية والجمال. غير ان المفهوم الرواقي للحياة الراقية اقرب بكثير للتصور المسيحي للفضيلة الذي يشير الى الفضائل الاخلاقية.

الرواقية تؤكد على العدالة، الصدق، الاعتدال، البساطة، الانضباط الذاتي والشجاعة. يطرح الرواقيون ادّعاءا راديكاليا بان الحياة الجيدة هي الحياة الاخلاقية. الفضيلة الاخلاقية هي جيدة، والشر الاخلاقي هو سيء، وكل شيء آخر كالصحة والشرف والغنى هي محايدات فقط. ولهذا يتبنّى الرواقيون القول بان الخيرات الخارجية كالثروة والجمال الخارجي هي ليست جيدة ابدا. الفضيلة الاخلاقية هي ضرورية وكافية للحياة الجيدة. هم بهذا اقرب الى فلاسفة الـ (cynic) القدماء مثل انتيثنيس ودايوجينس في انكار اهمية الظروف او الخيرات الخارجية للحياة الجيدة التي اعترف بها ارسطو حين اعتقد ان الحظوظ السيئة جدا (مثل موت احد افراد العائلة او احد الاصدقاء) قد تنتزع الحياة الجيدة لأكثر الناس فضيلة. هذه العقيدة الرواقية تعود للظهور لاحقا في تاريخ الفلسفة الاخلاقية في كتابات عمانوئيل كانط الذي يجادل بان امتلاك (رغبة جيدة)هي الخير الوحيد غير المشروط. فرق واحد بينه وبين الرواقية وهو بينما ان الرواقيين يعتبرون الخيرات الخارجية محايدة (لا خير ولا شر)، فان كانط يعتبر الخيرات الخارجية جيدة ولكن فقط بالمقدار الذي تكون فيه شرطا لتحقيق السعادة.

الفلسفة الاخلاقية الحديثة

في القرن العشرين انتعش مفهوم الحياة الجيدة والنظرية الاخلاقية القديمة. الكاتبة G.E.M.Anscombe في مقالة لها بعنوان "الفلسفة الاخلاقية الحديثة، 1958"(اعيد نشرها في مجلة الفلسفة في 5 حزيران 2010) جادلت بان التصورات الاخلاقية المبنية على الواجب هي غير منسجمة مفاهيميا لأنها مرتكزة على فكرة "قانون بدون مشرع ". هي ترى ان نظام الاخلاق المتخيل وفق خطوط الوصايا العشر يعتمد على شخص ما صنع هذه القواعد. الكاتبة تنصح بالعودة الى نظريات القدماء في الاخلاق ذات الحياة الجيدة، وخاصة ارسطو، الذي يؤسس الاخلاق على مصالح ورفاهية الانسان، ويمكن القيام بهذا دون اللجوء الى أي مشرّع للقوانين.

مقالة الكاتبة حفزت على تطوير فضائل اخلاقية بديلة للنفعية او الاخلاق الكانطية او نظريات العقد الاجتماعي. المسألة الرئيسية في مقال الكاتبة هي ان النظرية الاخلاقية كإتجاهات علمانية، لا تمتلك الاساس. انها تستخدم مفاهيم مثل "صحيح اخلاقيا"، "التزام اخلاقي"، "واجب اخلاقي"، وهكذا، هي أحكام تشريعية وتتطلب مشرّع كمصدر للسلطة الاخلاقية. في الماضي شغل الله هذا الدور، لكن الانظمة التي استغنت عن الله كجزء من النظرية تفتقر للأساس الملائم للاستخدام الهادف لتلك المفاهيم.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق