فعلى المتصدين للخطاب الاعلامي بكافة اشكاله ومن اي وسيلة اعلامية ومنصة ان يعززوا ذائقتهم اللغوية بالمطالعة المتواصلة اكثر من الكتابة لأنها من اسباب تكوين الثقافة العامة للشخص، ويجدّوا في ترصين ملكتهم اللغوية والبلاغية بالمطالعة الشاملة لتشذيب مايصدر عنهم من مواضيع (وبوستات) تشي بمستوى لائق ورصين...
انحدرت كثيرا اللغة التي يصاغ بها الخطاب الاعلامي في جميع مفاصله المعهودة سواء في جميع وسائل الاعلام او في وسائل التواصل الاجتماعي (السوشل ميديا) على اختلاف مشاربها، مايدل ان اغلب المتعاطين بها هم ابعد الناس عن لغتهم الام (لغة القرآن الكريم) وصارت تتسم بالركاكة والسطحية في بعض مظانها.
ان من اهم اسباب تدني الثقافة اللغوية لدى الانسان العربي (والعراقي) ابتعاده بشكل عام والمثقف (الانتلجنسيا) بشكل خاص عن الحاضنة الاولى للغة العربية الا وهو القرآن الكريم الذي يعدّ صمام الامان لهذه اللغة والحصن الحصين لها من الاندثار كما حصل للكثير من اللغات التي طواها النسيان وصارت في خبر كان، الاّ اللغةَ العربيةَ التي تعدّ اليوم اللغة الحية السادسة المعترف بها عالميا كالإنكليزية والاسبانية والبرتغالية والصينية والفرنسية، وللأسف الممضّ اننا نرى البعض يجهل في كثير من الاحيان قواعد لغته او يتجاهلها على الاغلب استخفافا بها، وهو لايستطيع ان يحكم من كتاب الله آية دون ان يُخطئ في تهجئتها فضلا عن معانيها وتفسيرها وتأويلها ناهيك عن قواعدها وبلاغتها اضافة الى قواعد الاملاء للغته الام فهو بالكاد يعرف كتابه اسمه او يعرف معناه.
وارى ان معالجة هذا النقص يكمن في الرجوع الحتمي الى القرآن الكريم مع تطبيق مايتعلمونه من القرآن (نطقا وكتابة) على قواعد اللغة العربية لكي تترسخ القاعدة النحوية في عقولهم فضلا عن اصول اللغة والكلمات ومعانيها، وليكون لديهم أفق واسع من خلال القرآن الذي يجب ان يكون منطلقا لتعلّم اللغة العربية الفصحى، وثانيا قراءة اولية لمعاجم اللغة لاسيما لسان العرب لابن منظور ومختار الصحاح والعين وبقية المعاجم المعتبرة، عن طريق اخذ كل جذر لغوي على حدة ومعانيه الرئيسة دون التفرّع في متاهات هذا الجذر ولكي لايضيع المعنى الرئيس له لان لكل جذر ثلاثي الكثير المعاني المترادفة او المتجانسة فيدخل المرء في متاهات لغوية وبيانية هو في غنى عنها وينطبق الامر على القواعد المبثوثة في كتب النحو كشرح الفية ابن مالك. ولاتخص المسألة ذوي الشهادات فحسب فهي ليست مقياسا بقدر المطالعة والثقافة العامة.
قواعد اللغة العربية الفصحى لامناص عنها بالنسبة للكاتب او المثقف اي تكون لغة الثقافة (الخطاب الاعلامي ) (كتابة وابداعا وانشاءً)، مع اتقان اللفظ الصحيح (قراءةً ونطقا وتهجئةً وقواعدَ وبلاغةً)، ويتأتى هذا الاتقان من خلال المطالعة المستمرة والصحيحة للكتب والمصادر التي تعنى باللغة العربية كقواعد ولغة وغيرها وللموسوعات الادبية والعلمية والمصادر التاريخية والادبية والمعاجم والدوريات فضلا عن الموسوعات اللغوية، لكي تترسخ الكلمة الفصيحة والصحيحة والرصينة في العقول وتثبت على الالسن بعد تعلم التهجئة الصحيحة لمخارج الحروف وتثبيت الحركات الاعرابية عليها بالشكل الصحيح فيستقيم المعنى مع اللفظ في العقول والالسن والمخيال.
فعلى المتصدين للخطاب الاعلامي بكافة اشكاله ومن اي وسيلة اعلامية ومنصة ان يعززوا ذائقتهم اللغوية بالمطالعة المتواصلة اكثر من الكتابة لأنها من اسباب تكوين الثقافة العامة للشخص، ويجدّوا في ترصين ملكتهم اللغوية والبلاغية بالمطالعة الشاملة لتشذيب مايصدر عنهم من مواضيع (وبوستات) تشي بمستوى لائق ورصين بعيد عن الاسفاف والتفاهة لان القراءة المستمرة هي اساس الثقافة والابداع، وثانيا لكي تكون لغة الخطاب الاعلامي مفهومة ورصينة وبعيدة عن السطحية والابتذال في اللهجة الدارجة ولايكون المرء اعلاميا دون ان يكون قارئا فاعلا.
اضف تعليق