كيف سيتصرف المؤمن العاشق، وهو يعيش الأيام اليتيمة والليالي الأواخر اليتيمة من الشهر الكريم الذي سيودعه قريبا، ولا يعلم هل سيحظى بالعودة والتوفيق بالصوم في شهر رمضان العام القادم ام سيكون من الأموات؟. شكرا لله على نعمة صوم شهر رمضان المبارك، وعلى المؤمن الفطن ان يستغل لحظات...
الأيام اليتيمة والليالي الأواخر من شهر رمضان الكريم؛ بمثابة إعلان وتنبيه هام للناس؛ ان أيام وليالي شهر رمضان المبارك قد أوشكت على الانتهاء، وأصبح جميع المؤمنين الصائمين أقرب إلى النهاية، فيجب اغتنام واستثمار ماتبقى فهي أهم الأوقات في الشهر المبارك!!.
نهاية الشهر الفضيل، تعني نهاية أيام الضيافة عند الله -عز وجل- الكريم، يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله". اي سينتهي شهر الضيافة الربانية، وانتهاء مدة بطاقة الدخول الخاصة فقط في شهر رمضان برتبة الشرف (أهل كرامة الله).
كيف حال الضيف العاشق المؤمن للمعشوق؛ الخالق -عز وجل-. وكيف سيتصرف وهو يعلم انه سيودع هذه الضيافة الربانية والخير والبركة والكرم الإلهي قريبا؟.
أيها المؤمن الصائم، أعانك الله على فراق من تحبه، وتستأنس به، وبأجوائه التي كلها رحمة ومغفرة وبركة..، حتما المؤمن المخلص العاشق سيتألم ويصعب عليه نهاية الشهر الكريم، لانه يدرك مقام المحبوب المعشوق الله -عز وجل-، ويقدر مكانة الشهر الفضيل بانه ضيف كريم عند المضيف هو أكرم الاكرمين -الله سبحانه وتعالى-، دعوة ربانية خاصة برتبة أهل كرامة الله خاصة بالشهر الكريم الذي هو ليس كبقية شهور السنة، وأيامه أفضل الأيام بينما، بقية أيام الأشهر الأخرى مختلفة ليست بتلك المنزلة والبركة. لياليه أفضل الليالي، بينما بقية ليالي الأشهر الاخرى ليس فيها ذلك الفضل والخير.
الأنفاس في هذا الشهر الكريم تسبيح، والنوم فيه عبادة بينما الأنفاس في بقية الاشهر الأخرى غير شهر رمضان هي عملية شهيق وزفير، والنوم راحة للجسد وليس مثل شهر رمضان الفضيل يتحول النوم إلى عبادة. شهر فيه العمل مقبول، والدعاء فيه مستجاب،.. انها فرص ونعم لا تقدر بثمن، والشقي هو من لا يدرك تلك النعم ويضيع تلك الفرص ويستعجل نهاية الشهر الكريم وما فيه من الخير والكرامة، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): "شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب".
كيف سيتصرف المؤمن العاشق، وهو يعيش الأيام اليتيمة والليالي الأواخر اليتيمة من الشهر الكريم الذي سيودعه قريبا، ولا يعلم هل سيحظى بالعودة والتوفيق بالصوم في شهر رمضان العام القادم ام سيكون من الأموات؟.
شكرا لله على نعمة صوم شهر رمضان المبارك، وعلى المؤمن الفطن ان يستغل لحظات شهر رمضان الفضيل التي هي فرص عظيمة لآخر لحظة منه فهو كله: رحمة ومغفرة وتوبة وتوفيق والعمل فيه مقبول والدعاء فيه مستجاب.
ومن يشعر انه لم يدرك ما يتمناه خلال الأيام الماضية والتقصير، وكلنا مقصرين، فهو يعيش الآن الأيام اليتيمة والليالي الأواخر من الشهر الكريم فيجب الحرص على اغتنام هذه الفرصة واستثمارها، بالجد والاجتهاد بما يحبه الله ويرضاه واجتناب ما في سخطه وغضبه؛ للتعويض عما فات للفوز بالجائزة الربانية الكبرى، العتق من النار والفوز بالجنة.
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "..وَ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدِ انْصَرَمَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ إِنْ كَانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِي وَ تُرِيدُ أَنْ تُحَاسِبَنِي بِهِ أَوْ تُعَذِّبَنِي عَلَيْهِ أَوْ تُقَايِسَنِي بِهِ أَنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَوْ يَنْصَرِمَ هَذَا الشَّهْرُ إِلَّا وَقَدْ غَفَرْتَهُ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ..".
اضف تعليق