ما ان يقرب شهر رمضان المبارك حتى نبدأ نحن المسلمين بالاستعداد النفسي لشهر يختلف عن باقي شهور السنة كاملة لما فيه من ارتياح نفسي ناتج عند سلوكيات تتجدد في كل عام ولعلها فرص تعيد الانسان الى فطرته السليمة التي فطر عليها والتي ابتعد عنها بفعل عوامل الزمن وضغوطاته وانحرافات الانسان عن المسار...
ما ان يقرب شهر رمضان المبارك حتى نبدأ نحن المسلمين بالاستعداد النفسي لشهر يختلف عن باقي شهور السنة كاملة لما فيه من ارتياح نفسي ناتج عند سلوكيات تتجدد في كل عام ولعلها فرص تعيد الانسان الى فطرته السليمة التي فطر عليها والتي ابتعد عنها بفعل عوامل الزمن وضغوطاته وانحرافات الانسان عن المسار الذي يؤمن له ارتباط روحي بالخالق والمخلوق وبالتالي يبقى على قدر عال من الامن النفسي.
تختلف طرق الاستعداد لهذا الشهر الفضيل وتتنوع بحسب تنوع طرق التفكير واختلافها بين البشر فمنهم من يستعد مادياً واخر يستعد نفسياً وثالث يستعد روحانياً وهو الاستعداد الافضل لأيام ينبغي ان تستثمر استثماراً مثالياً عبر العمل على اعادة التوازن النفسي والروحي الغائب وهذا هو المكسب الاكبر في شهر رمضان.
فرص شهر رمضان
عدة فرص كبيرة تمنح للانسان في شهر رمضان الكريم ان احسن التعاطي معها سيعود بنفسه الى جادة الصواب، من اهم هذه الفرص هي:
التكافل الاجتماعي: من الفرص العظيمة التي يمنحها الله سبحانه وتعالى للمسلمين في شهر رمضان هي فرصة اعادة الالفة والرحمة والمحبة والتكافل الاجتماعي بينهم، ولعل الاغلب شاهد او شارك في جمعيات او مجاميع توزع ما يعرف بالسلات الرمضانية التي تحتوي على الكثير من الاغذية التي يحتاجها الانسان في شهر رمضان، وهذا السلوكية بالذات دليل ابلج ابتعاد الانسان عن فرديته والعودة الى التفكير في الجماعة ورصد المعوزين من افرادها والعمل على مساعدتهم، فمثل هذه الاشياء يمكن ان لا تراها في باقي ايام واشهر السنة بهذه الكيفية وهو ما يؤشر شمول الانسان بالرحمة الالهية في هذا الشهر.
تهذيب النفس الانسانية: من الفرص التي يمنحها الله ايانا في الشهر الفضيل انه يمنحنا فرصة تهذيب النفس والابتعاد عن كل الرذائل التي تحيط بالإنسان وتبعده عن جوهره وتجعل منه كائن مادي ليس فيه روح ولا احساس ولا شعور، ومن ابرز سلوكيات التهذيب ان الكثير من الناس يمارسون بعض العبادات كالصلاة وقراءة القرآن والتسبيح ومساعدة الناس مادياً والابتعاد عن الجشع في التعاملات السوقية وكذلك الابتعاد عن كل ما من شأنه ان يعقد حياة الانسان ويبعده عن رسالته التي بعث من اجلها.
استعادة الصحة: في شهر رمضان فرصة كبيرة ليستعيد الانسان صحته عبر تغير الكثير من العادات الغذائية من الاكل الكثير الذي يحتوي على نسب عالية من الدهون واللحوم التي تؤثر سلباً في صحة الانسان الجسمانية، في هذا السياق تقول اخصائية التغذية الدكتورة (ليان البغدادي)" يعد شهر رمضان فرصة لأي شخص يرغب بتحسين حالته الصحية، وتحديداً حال رغبته في خسارة الوزن وفقدان بعض الكيلوغرامات، شريطة اتباع الطريقة الصحيحة في ذلك لكي تتم خسارة الدهون وليس خسارة السوائل والكتلة العضلية للجسم".
مشاركة التجمعات: يمنحنا شهر رمضان فرصة لإعادة التجمعات العائلية الخاصة والتمتع بالاحاديث واستعادة الذكريات واحياء روح الاخوة والترابط العائلي الذي يتخلله تقديم بعض الاكلات العائلية التي اعتادت العائلات على الاجتماع لكن مشاغل الحياة وتعقيداتها قد تكون سبب من اسباب عدم انعقادها، كما انه يوفر فرص لالتقاء بين الاصدقاء والزملاء في مجالات الحياة المختلفة ولعل هذه الفرص تقل او تنعدم في باقي الايام والاشهر من السنة.
تقوية ارادة الانسان: يعمل الصيام وبصورة ملفتة للنظر على تقوية ارادة الانسان وزيادة قدرته على تحمل المصاعب من انعدام الاكل والشرب وسائر الحاجات الانسانية الاساسية التي بدونها لن يستطيع الاستمرار في الحياة، ومن خلال تحمل الانسان لسلوكيات لم يتعد عليها يجعل منه انسان قادراً على تمرين نفسه على تحمل امور اخرى قد تعترض حياته والتي لا مجال لتخطيها بغير الصبر والمصابرة ومجاهدة النفس كما يحصل في الصيام.
في الختام قراءنا الكرام نقول: ان هذه هي ابرز الفرص الايجابية التي يمنحها الله تعالى للانسان في شهره الكريم وهو يأمل منه ان يستثمرها وبظفر بمحاسنها بدلاً من هدرها والندم عليها فالفرص لن تكرر واستثمارها واجب، وفقنا الله واياكم لمراضيه وجنبنا معاصيه.
اضف تعليق